الفصل العشرون

3.1K 505 145
                                    

رواية 28 حُزَيْرَان.

‏اللهُم بركة
‏في العمر والعِلم
‏والوقت والرزق
‏ونور في كل رحلة ومرحلة
‏ورضا في الخيارات والقرارات
‏اللهُم صلِ وسلِّم على نبينا مُحمد

================================
بسم الله نبدأ

في مكان فسيح أشبه بجزيرة ذات منظر خلاب، بها بحيرات صغيرة يتخللها جبال شامخة كساها الزرع الأخضر ينهمر منها شلالات مياه عذبة دوى صوت خريرها لتُصب داخل بحيرة جارية، على جانب آخر يوجد بحيرات بها صخور شاهقة وعلى سطح المياه ورق شجيرات خضراء ويقف عليها بعض الضفادع البرمائية، وعلى كنف آخر صحراء كثيفة الرياح بها دوامات رملية، تحتل جزء منها غابة مليئة بالأشجار الجافة تحيطها غيوم السُحب بشكل مخيف.
ومن آخر جهة، يوجد معبدًا قديمًا مزينًا بالرسوم المتحركة لشياطين، كان أحدهم ينفث نارًا، و آخر يطير و شيطان يركض يجاوره شيطانًا يسجد أمام شيطان أكبر، وآخر يأكل جيفة، علاوة على ذلك مجموعة حيوانات شرسة مخيفة.

ترنحت"ڤيڤيان" من شدة الرياح وهي تصرخ عاليًا ثم سقطت أرضًا في وسط الصحراء، تألم ظهرها من قوة الاصطدام، نظرت يمينًا ويسارًا فلم تستطع الرؤية بوضوح لتعامد أشعة الشمس على عينيها، تنفست بألم وحاولت النهوض رغمًا عنها، تأملت هذا المكان الخيالي والمثير للدهشة وهي تدور حول نفسها ببطء، وللحظة تذكرت المجلد! فاتسعت عيناها بصدمة وقالت بخوف شديد:

ـ أء.. أنا فين؟ أنا.. أنا إيه اللي جابني مكان زي ده؟ معقول الكتاب! لا لا مش معقول دي خرافات.
بس.. بس أنا فعلًا آخر حاجة فتحت كتاب حزيران طيب ده معناه إيه؟

ثم اغرورقت عيناها وتساقطت دموعها وهي تقول بخوف شديد:

ـ بابا.. ماما.. أنا خايفة! أنا فين؟
أنا اتحبست في الكتاب! مش معقول أكيد أنا بحلم، اصحي يا ڤيڤيان اصحيييي أرجوكي.. أرجووكي!

ثم بكت بكاءً مريرًا وهى تلف حول نفسها باحثة عن مخرج ذلك المكان، حاولت الركوض بسرعة لكن كانت الرمال تعيق حركة قدميها، أخافها صوت هرهرة الرياح الشديدة، اتجهت ركضًا إلى الجبال ولم تجد مخرج فعادت وهي تبكي بشدة، وقفت أمام الغابة التي فوقها السحب كأنها تكاد أن تمطر فلم تجرؤ على دخولها، ثم رأت البحيرة وركضت آملة خيرًا، اقترب ووجدت ضفدعًا ذا لسانًا طويلًا يأكل من أوراق الشجر وهو في مكانه، دق قلب "ڤيڤيان" لكبر حجم هذا الحيوان، أخذ صدرها يعلو ويهبط من الركض وابتعدت عن البحيرة وجلست أرضًا تنحب بخوف ويأس مستغيثة بعائلتها، وبعد لحظات رفعت عينيها وأزالت عَبراتها ورأت ذاك المعبد لكن اختفت فجأة كل الرسوم المتحركة!
ضيقت "ڤيڤيان" عينيها ثم فتحتها على مصرعيها وهي تقول بأمل:

ـ ده شكله معبد قديم وأكيد في حد موجود فيه، أيوة وأكيد هيقولي أخرج منين، الحمد لله!

لملمت شتات نفسها ونهضت ثم ركضت بسرعة ووقفت أمام درج كبير فانقبض قلبها خوفًا، لكن ليس أمامها سوى المجازفة، رفعت قدمها اليمنى -وكانت غير منتعلة- وهي مغمضة العينين محاولة أن تطمئن قلبها، وصعدت الدرج بقلب كاد أن يقف لزيادة معدل ضرباته وكادت تصل إلى الباب، وجدت بابًا خشبيًا كبيرًا مفتوحًا من الجهتين مكتوبًا عليه كلمات وحروف لا تُفهم، ابتلعت لعابها وهي تشعر بأنها غير قادرة على تحمل المزيد، ثم خطت خطوات بطيئة وعيناها تتمعن المكان وسائر جسدها يرتعد، رأت مكان واسع جدًا به أعمدة كثيرة وعدة نوافذ يملأها خيوط العنكبوت، يوجد على جدرانها المتآكلة حشرات كثيرة، وجدت باب غرفة واحدة فقط مغلقًا فنظرت يمنة ويسرة ثم سألت بارتجاف وتلعثم:

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now