الفصل الخامس عشر

2.7K 464 161
                                    


رواية/ ٢٨ حُزَيْرَان

ثمّة مَشاعر كانت يجب ألاَّ تذهب لأحدهم،
ثمّة أحاديث ليْتها ما قيلت..تضحيات ليتنا لم نقم بها،
أعذارٌ ليتنا لم نلتمسها..
حقاً ثمّة جواهر خرجت لِمن لا يستحق!
================================

بسم الله نبدأ.

في منزل "فاطمة".

كانت "تحية" و"فاطمة" تجلسان على الأريكة في ساحة المنزل وتعجبتا من حديث "عبد المنعم" الذي رجع من الفيوم منذ دقائق وجيزة، وقالت "تحية" بتعجب:

ـ عزلوا من سنة! كلام إيه ده يا أبو حسن.. عزلوا إزاي يعني؟

نزع "عبد المنعم" الطربوش عن رأسه ومسح وجهه المتعرق بالمحرم الورقي، فأجاب بإنهاك وهو يسعل:

ـ زي ما بقولك كده يا أم حسن؛ الراجل جارهم قالي إن عادل أفندي وجماعته وولاده عزلوا من سنة وأكتر كمان، حتى سألته عزلوا راحوا فين؟ قالي الله أعلم، قومت اتمشيت لحد محطة القطر، وأنا في الطريق سألت كذا حد وقالوا نفس الكلام إن صاحب البيت ده معزل من زمان ومحدش عارف هو عزل فين ولا لأنهي بلد.

تعجبت "فاطمة" وهمست متسائلة:
- مش معقول عزل من سنة! طيب إزاي وڤيڤيان قالت إن باباها بعتلها تلغراف ومجابش ليها أي خبر أنه عزل!

وضع والدها يده أسفل ذقنه وظل يفكر في حديث ابنته ويربط الأحداث ببعضها، لكن فكرة أن رجل يتحول لقط أسود كان هذا الأمر صعب جدًا عليه ليستوعبه عقله.

شهقت "فاطمة" بخوف وقالت:

ـ يعني عزل من سنة ولما جه عند طنط روز مقالش أنه عزل ولا حاجة! يعني..

نظرت إليهما وصدرها يعلو ويهبط من الذعر و قالت:

ـ صدقتوني بقى لما قولتلكم إني شوفت الراجل ده وهو بيتحول؟

ضربت "تحية" على صدرها بخوف كبير ولم تستطع تفسير الذي يحدث، فنظرت لزوجها هامسة:

ـ يا مصيبتي!

تنهد "عبد المنعم" وهز رأسه بالإيماء والاستسلام مجيبًا باقتناع:

ـ صدقتك يافاطمة يابنتي؛صدقتك.

شهقت "تحية" خوفًا على ابنتها، بينما نظرت "فاطمة" إلى والدها بامتنان كبير بأنه قد صدقها أخيرًا، ولكن قد بدا عليها الخوف، فقالت بصوت متهدج:

ـ طيب والعمل!

أجابها والدها بثقة ويقين:

ُ ـ العمل عمل ربنا يافاطمة يابنتي، وبعدين أنتي لازم تكوني أقوى من كده، إحنا بفضل الله أقوى منهم، وأنا علمتك إزاي تتغلبي عليهم بالقرآن والسنة، وربنا قال في كتابه العزيز:

"إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now