الفصل السابع والأربعون

Start from the beginning
                                    

اخبرتها بألم قاسي وفؤاد منشطر إلى نصفين، وحالة من عذاب النفس تعانيها لذلك القاسي الجاحد

-قلبي موجوع

ابتسمت جيهان بارتعاش وهي ترفع رأس شادية تفيق تلك التي تهذي لتصرخ بابتسامة مطمئنة

-هيعدي.. هو كويس والله استريحي

سكن جسد شادية وعينيها تتسع بعدم تصديق، تستشعر الصدق من الكذب فى عينيها إلا أن الدموع فى شقيقتها الصغرى التي تكبحها صادقة تمامًا، لتغمض جفنيها براحة وهي ترخي راسها على كتف جيهان التي بكت بصمت محتضنة اياها بقوة

هي الاخرى تتعذب عذاب الضمير، هي من قادت شقيقتها إلى ذلك الدرك

من دفعتها دفعا للوقوع في حب رجل لا يطال حتي ظفر منها، عضت علي اناملها خجلا وغضبا ويئسا انها لا تستطيع إيجاد حل.. لا تستطيع إخراج شادية من حزنها وإغلاق صفحة سرمد من حياتها للأبد!!

استمعت إلى همس شادية المتحشرج بمرارة

-بيعمل معايا ليه كده!!.. حد يفهمني.. ليه بيتفنن يعذبني معاه وانا مش عارفة اساعده

اهه مكتومة كادت تخرج من حلق جيهان إلا أن شادية عادت تدفن وجهها فى كتف شقيقتها التي تمنحها بعض من السلام الذي تحتاجه، والفتاتان تفتقدان الأم، تحاولان عدم ثقل كلا من والديهما وشقيقهما بأحمال مشاعرهم ويكفي ما تورطا به محاولين إيجاد الحل للخروج من تلك العاصفة!!!

ربتت جيهان على ظهر شادية وعينيها بدأت تترصد من حولها، تخشي وجود صحفي مسترق يلتقط صورا لهما، مع حرص عائلة سرمد منع أي صحفي في المشفى، همست جيهان اسمها قائلة بقلق

-شادية

رفعت شقيقتها رأسها قائلة بتعب وهي تمرر أناملها على خصلات شعرها

-انا عايزة استريح، تعبت من كل حاجة

استقامت من مجلسها ومدت يدها قائلة

-تعالي نمشي

تخشب جسد شادية ولثواني نظرت إلى جيهان بعدم فهم وببلاهة، كيف تتركه؟! كيف تدعه وهو كاد ان يغادر عالمهم!!، ارتجفت شفتاها وهي تهمس بصوت خافت

-مش هقدر، لازم اكلمه

زفرت جيهان بتعب وهي تخفض بجذعها لتهمس بلين محاولة إخراجها من ذلك مستنقع جحيمها

-مش هيفوق دلوقتي يا شادية، نيجي وقت تانى يكون احسن

حاولت شاجية القيام من المقعد، لكن شعرت بمن يجبرها جبرا على الجلوس بجواره

ألا يكفي القلب تعبًا؟

ألم تيأس بعد؟!!

غمغمت بصراحة وهي ترفع عيناها تحكي معاناة جسيمة لما يجول فى عقلها

- خايفة

اقتربت جيهان تسألها بصراحة

-من ايه يا شادية

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now