الجزء الثاني (الفصل العاشر)

3.6K 157 7
                                    

أشهدُ أن لا امرأةً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني، تغرقني، تشعلني، تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأةً
تحتل نفسي أطول احتلال وأسعد احتلال
تزرعني وردا دمشقيا ونعناعا وبرتقال
يا امرأة أترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها.

استمعت نارفين إلى أصوات منخفضة تأتي من ناحية شباك غرفتها فنهضت من نومها بانزعاج وهي تفتح الشباك، فرأت زياد يقف بالأسفل وهو ممسك ببعض الحصى الصغيرة بيده وما إن رآها تنظر إليه حتى أشار إليها لتنزل إلى الأسفل، فأغلقت هي شباك الغرفة ونزلت إلى الحديقة وهي تتثاءب، فتقدمت منه بنعاس قائلة له:
_أنا عايزة أفهم بترمي زلط على الشباك ليه ما تيجي تخبط على الأوضة وخلاص.
هتف هو مبتسما بسبب مظهرها الناعس:
_أصل أنا كان نفسي بصراحة أعمل الحركة دي من زمان أوي وبعدين قلت بقى أعملي كام حركة رومانسية قبل الفرح يعني.
سرعان ما تناست نارفين نعاسها ونظرت له بسعادة قائلة:
_يعني هتقولي كلام حلو؟ طب قول يلا أنا جاهزة.
عدل من ياقة قميصه قائلا بغرور:
_اسمعي يا ستي..احم احم.....أقدر على سنة جوع أقدر أعيش جربوع...مقدرش أتحرم منك أسبوع.
اتسعت عيناها من الدهشة وهي تنظر إليه بصدمة ثم جلست أرضا قائلة:
_لأ ثواني كده أفهم.....هو ده الكلام الحلو اللي هيتقال قبل الفرح؟
جلس قبالتها قائلا بذات الغرور:
_عجبك صح؟
_عجبني! لأ هو مبهر بصراحة بس عندي سؤال بسيط للشاعر العظيم يعني.
_اتفضلي أنا شاعر متواضع.
سألته بتهكم قائلة:
_يعني لما ده شعر قبل الجواز بعد الجواز هتقولي إيه يعني؟ هتقولي يا أم العيال.
_يا بنتي ده أنا بتغزل فيكي.
هتفت وهي تنهض باستنكار:
_لأ ده أنا شكلي هرجع في كلامي ومش هتجوزك بكرة أنا بدأت أخاف على مستقبلي.
جذبها نحوه بخفة لتقترب أنفاسه الحارة من وجهها قائلا بغرام:
_طب ولو قلتلك اني بحبك.
أردفت بمشاكسة وهي تنظر بداخل عينيه:
_هقولك اني وقعت في غرامك يا محامي قلبي.
همس بالقرب من أذنيها قائلا:
_مش قادر أصدق ان أنا هتجوزك بكرة.
نهضت مبتعدة عنه والابتسامة تعرف طريقها إلى وجهها قائلة:
_وقتك خلص النهاردة وبعدين لازم أوحشك عشان لما تشوفني بكرة تتفاجئ.
_أنا بتفاجئ لما بشوفك كل يوم.
توجهت هي صوب المنزل مسرعة والبسمة تعلو وجهها، ولكنها فزعت حين استمعت إلى صوت كريم يأتي من خلفها قائلا:
_أكيد الضحكة دي بسبب زياد صح؟
أومأت برأسها بخجل، ثم اقتربت منه وهي تحتضنه قائلة:
_تعرف ان أنا بحبك أوي.
أردف هو مداعبا:
_أنا لو أعرف ان تأثير زياد حلو كده كنت جوزتك من زمان.
_بس غلاسة بقى الله.
جذبها نحو الأريكة ليجلس جوارها قائلا بهدوء:
_تعرفي ان أنا مش مصدق ان أنتي خلاص هتتجوزي بالسرعة دي، ملحقتش أشبع منك ولا أعوض الأيام اللي فاتت مننا.
_هنعوضها كلها أنا هفضل في البيت هنا ومش هبعد.
مسد على ظهرها بحنو قائلا:
_هنعوضها إنشاء الله....اطلعي بقى عند ماما كانت بتسأل عليكي.
قبلته من وجنته برفق ثم صعدت إلى غرفة والدتها والسعادة تملأ قلبها، طرقت الباب بخفة ثم جلست بجانبها قائلة لها بمرح:
_إيه لحقت اوحشك ولا إيه؟
احتضنتها بحنان وأردفت قائلة:
_مش قادرة أصدق ان أنتي خلاص هتبعدي عني وتتجوزي بالسرعة دي.
هتفت في محاولة لإخفاء حزنها واستبداله بالمزاح:
_في إيه يا ست لولا ده أنا هتجوز في الأوضة اللي جنبك.
_حاسة ان أنتي من يومين كنتي لسه طفلة صغيرة وفجأة كبرتي وهتتجوزي وهشوفك بفستانك الأبيض.
_ما خلاص بقى أنتو حالفين تعيطوني النهاردة.
بدأت ليلى بتعديل وضعية الغطاء فوق جسد نارفين قائلة بحنو:
_يلا نامي بقى عشان تصحي بكرة فايقة ورانا مشوار طويل، مش فاهمة ليه صممتوا ان الفرح يبقى في اسكندرية.
قالت نارفين وهي تغمض عينيها بنعاس:
_عشان ده المكان اللي بدأ فيه كل حاجة، أنا عرفته وحبيته هناك وهو حبني هناك.
فور أن أنهت حديثها كانت تغط في نوم عميق، فاحتضنتها ليلى بحنو وغفت بجانبها هي الأخرى، وقلب كل منهما يمتلئ بالسعادة التي لطالما انتظرتاها طويلا.

شمس الحياة (مكتملة)Where stories live. Discover now