الجزء الثاني (الفصل التاسع)

3.5K 176 7
                                    

فماذا تسمين هذا الشعور؟؟؟
وكيف أفسر هذا الحضور الغياب
وهذا الغياب الحضور؟؟
وكيف أكون هنا.. وأكون هناك...؟؟؟
وكيف يريدونني أن أراهم؟؟
وليس على الأرض أنثى سواك...

_أنا حامل.
هتفت روجين هي وناردين بنفس ذات الجملة فظهرت علامات الاندهاش والتعجب على وجه كل منهما.
قالت روجين بذهول:
_أنتي بتتكلمي بجد؟
هتفت ناردين بدورها باندهاش:
_أنتي حامل؟
بعد ثوان قصيرة عادت كل منهما من شرودها واحتضنتا بعضهما بسعادة وأصوات ضحكاتهما تعم أرجاء القصر.
همست روجين بصوت منخفض:
_ششش خلاص اهدي مش عايزين حد يسمع لازم نقول لنديم ويوسف الأول.
أومأت ناردين والبسمة تعلو وجهها:
_صح معاكي حق.
أكملت بعدم تصديق قائلة:
_يعني أنا هبقى عمتو؟
أومأت روجين برأسها بسعادة وهي تتحسس موضع جنينها وكأنها تعلمه بوجودها بجانبه منذ هذه اللحظة.
سألتها ناردين قائلة:
_هنقولهم ازاي بقى؟
_لازم نحضر مفاجأة بقى وشوية حركات من اللي بتيجي في المسلسلات.
سألتها ناردين قائلة بتعجب:
_إزاي يعني؟
_أنا هقولك إزاي.

*************

كان ياسين يجلس قبالة نديم وعلامات التردد تظهر بشكل جلي على وجهه.
قال له نديم بهدوء:
_ياسين قولي في إيه ومتقلقش.
أردف وهو يفرك يديه ببعضهما:
_بصراحة كده في حد أنا كنت عايزك تشغله معانا في الشركة.
_مين ده؟
_بنت....بنت اسمها مليكة وكنت عايزك تشغلها هنا، هي كانت دارسة في لندن وبتدور على شغل دلوقتى.
ابتسم نديم قائلا:
_يعني هي دي العروسة المستقبلية طب كنت قول من بدري.
أردف في محاولة لإخفاء توتره:
_عروسة إيه بس يا عم...... بص أنا هتصل بيها بقى أقولها تيجي دلوقتي.
_طب الله يسهلك يا عم.
قال وهو يأخذ هاتفه من على المكتب:
_هتصل من تليفونك بقى عشان تليفونى اتحرق.
أنهى جملته وهو في طريقه للخروج من المكتب فنظر نديم إلى الباب والابتسامة تعلو وجهه.

************

كانت تدخل ملك إلى الشركة بخطى هادئة، متزنة وهي تمسك بيدها العديد من أزهار الجلاديوس، ولكنها اصطدمت فجأة بشخص ما وكانت ستسقط منها الأزهار أرضا، لكنها رأت يدا ما تنتشلهم بسرعة عالية قبل سقوطهم أرضا، فرفعت أنظارها لترى كريم المنزلاوي ممسكا بالورود وهو يقربها من أنفه ليستنشق رائحة عطرها قائلا بصوت منخفض:
_الجلاديوس.
سألته قائلة:
_تعرفها منين؟ غريبة ان أنت مهتم كمان بالورد؟
أجابها وهو يمد يده بالورد:
_أنا مش مهتم بالورد، بس الوردة دي كان في شخص مهم عندي بيحبها.
أخذته من يده برفق قائلة:
_وأنا كمان عمري ما كنت مهتمة بالورد غير بالنوع ده بس لأن......
قاطعها بجمود قائلا:
_إحنا مش جايين نتصاحب، دي شركة يا بشمهندسة اتفضلي على مكتبك.
أكمل بتهكم وهو يشير نحو حذائها ذو الكعب العال:
_جهزي نفسك بكرة عشان هننزل الموقع.
نظرت له بنظرات استنكار ثم ذهبت وتركته متجهة إلى مكتبها، وضعت أمامها الورود ثم بدأت بالاطلاع على ملف المشروع.

شمس الحياة (مكتملة)Where stories live. Discover now