الجزء الثاني (الفصل الخامس)

3.6K 162 4
                                    

أنقل حبي لك من عامٍ إلى عام
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفترٍ جديد
أنقل صوتك ورائحتك ورسائلك
ورقم هاتفك وصندوق بريدك
وأعلقها في خزانة العام الجديد
وأمنحك تذكرة إقامة دائمة في قلبي.

 
كانت علامات الدهشة تملأ وجه زياد وهو يقف بجانب نارفين.
قال مشيرا أمامه:
_أنتي بتستهبلي! أنتي مصحياني من 7 الصبح عشان تجيبيني بيت الرعب.
أردفت متصنعة البراءة:
_أصل أنا كان نفسي آجي من زمان بس أنا بخاف فماصدقت بقى وقلت أنت تيجي معايا.
_هو أنتي ليه محسساني ان أمك اشترتلك كلب لولو و أنتي بتلعبي بيه.
_لأ يا زوز ده من معزتك والله يلا ندخل بس.
أردف ببسمة:
_لأ طالما فيها زوز ومعزتك يبقى أنا داخل يلا.
كانت نارفين تمسك بيد زياد بشدة وخوف وهما يمران من بين الممرات الضيقة وتستمع إلى الأصوات المخيفة، فجأة رأت جمجمة تنزل من السقف وتقع أمامها فاحتضنته بخوف، بينما كان يشعر هو بالسعادة لاقترابها منه لهذا الحد ولشعورها بالاطمئنان معه، فهي عندما تخاف تتشبث به أكثر.
هتف مازحا:
_نارفين أنا هتخنق كده.
قالت بطفولة:
_لأ أنا خايفة مليش دعوة.
_يا بنتي هو مش أنتي اللي قلتي ندخل.
_أنا عيلة وخفت أعمل إيه بقى....خرجني من هنا بسرعة بقى.
_حاضر يا ستي اتفضلي.
بعد مرور بعض الوقت خرجت نارفين ممسكة بيده من الداخل وأول ما خطت قدمها إلى الشارع جلست أرضا بإنهاك، فنظر لها زياد باستنكار قائلا:
_اللي يشوفك جوا ميشوفكيش يوم الملاهي.
_ما خلاص بقى أنت هتذلني كتير كده.
أردف باستمتاع:
_بصراحة آه، طالما أنتي بتخافي جيتي ليه أصلا؟
أجابته مسرعة:
_جيت عشان أنت معايا...
أكملت بتوتر قائلة:
_قصدي يعني عشان أنا مش لوحدي.. يعني كان ممكن آجي....كان ممكن آجي مع أي حد تاني عادي.
ابتسم هو على توترها ثم أردف:
_طب ينفع بقى أروح شغلي عشان هترفد؟
أجابته وهي تنهض:
_لأ طبعا وبعدين أنت شغال في شركة جدك أصلا.
_طب هنروح فين يا هانم؟
_مفاجأة.
_أنا بدأت أتشائم من المفاجآت تصدقي.
أردفت بخبث:
_ليه دي هتعجبك أوي.
ركبا بالسيارة ثم انطلقا في طريقهما واتبع زياد الطريق الذي تخبره به نارفين.

***********

كان نديم ينظر إلى إياد باستنكار قائلا:
_إياد أنت بتستهبل ولا إيه؟
أردف إياد بهدوء:
_نديم أنت سألتني وأنا عرفتك اللي شفته.
أردف نديم بجمود وهو ينهض:
_عمو أحمد ده بقى من العيلة ويعتبر أبويا وأنا مستحيل أشك فيه.
سأله وقاص قائلا:
_طب أنت رايح فين دلوقتي؟
أجابه نديم وهو يفتح الباب:
_رايح اتنفس.
نظر الثلاثة إلى الباب بعد إغلاقه بعدم فهم، فقال يزيد:
_هو متعصب من ساعة المناقصة سيبوه شوية وهو هيهدى.
أردف إياد بدوره:
_عايزين نفرغ كاميرات البيت كلها.
هتف وقاص متسائلا:
_وتفتكر ممكن يطلع والد روجين فعلا؟
أجابه إياد بشك:
_أتمنى ميطلعش هو لأن وقتها العاصفة اللي جوا نديم هتخرج ومحدش هيعرف يوقفها.
قال يزيد مغيرا مجرى الحديث:
_عملت إيه صحيح؟
أجابه إياد ببسمة:
_هنروح بكرة نطلب إيدها كلمت ماما وبابا وحجزوا وهيوصلوا الصبح.
كان يزيد ينظر إلى البسمة المرتسمة على وجهه والسعادة البادية عليه حينما تذكر معشوقته، فأخذ يذكر حاله عندما وافقت نورهان على الزواج منه، كم كان يشعر بالسعادة وكأنه يمتلك العالم أجمع وليس قلبها فقط، كم كان يتشوق لرؤيتها بفستان الزفاف بوجهها الملائكي.

شمس الحياة (مكتملة)Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz