الفصل الاول

24.3K 519 18
                                    

حبك.. وقتٌ بين السلم، وبين الحرب
أسوأ من حرب الأعصاب.
حبك.. سردابٌ سحريٌ فيه ملايين الأبواب.
فإذا ما أفتح باباً.. يغلق باب..
يهطل من شفتي الشهد،
وإذا غازلتك يوماً، يا سيدتي يقتلني الأعراب
... حبك.. يطرح ألف سؤالٍ ليس لها في الشعر.. جواب.

في حديقة فيلا عائلة المنزلاوي أو بالأصح دعونا نقول قصر عائلة المنزلاوي يقام حفل زفاف أكبر أحفاد سليمان المنزلاوي (نديم) على (روجين الهاشمي) وأقل ما يقال عن هذا الزفاف أنه رائع للغاية وكأنه حفل زفاف لأمير وأميرة من القصص الخيالية فكان كل شيء تم تنفيذه بعناية فائقة على أكمل وجه حتى العروس كانت تسحر الأنظار بفستانها الأبيض البسيط وكأنها حورية من القصص الخيالية.
في الجانب الآخر كان يجلس سليمان وابناه فاروق وحسين.
وجه سليمان أنظاره إلى حفيده بفخر فكم يشبه أباه في ملامح وجهه وفي طباعه الحسنة ثم وجه أنظاره بعد لحظات إلى ابنه حسين متسائلا:
_إياد مرضيش ييجي طبعا صح؟ أنا مش فاهم حصل ايه أصلا عشان علاقتهم تبقى كده!
نظر له حسين بأسى قائلا:
_مش عارف يا بابا دول كانوا أقرب اتنين لبعض بس أنا متأكد ان في حاجة كبيرة حصلت لأن لو مش كده كان جه إياد وحضر الفرح ده.
حاول فاروق تغيير مجرى الحديث فأردف قائلا:
_خلاص بقى يا جماعة خلينا في الفرح دلوقتي وافرحوا وبعدين نبقى نشوف المشكلة دي.

على الطاولة التي بجانبهم كان يجلس شباب وبنات العائلة.
همست ناردين ليوسف قائلة بإصرار:
_يا يوسف أنا عايزة أقوم أرقص شوية ده فرح أخويا على فكرة.
نظر لها يوسف بنظرات حارقة قائلا والغيرة تطغي على صوته الرخيم:
_أنتي تسكتي خالص وهتفضلي قاعدة هنا لآخر الفرح مش كفاية اللي أنتي لبساه.
نظرت للفستان ثم له قائلة بتعجب:
_على فكرة الفستان طويل زي ما قلتلي ومفيهوش حاجة أصلا.
نظر لها بغيرة هاتفا:
_ما هي المشكلة بقى أن هو مفيهوش حاجة بس أنتي اللي حلوة.
احمرت وجنتاها من الخجل قائلة له:
_طب بص هقوم أنا بقى ولو مسبتنيش أقوم هقول لجدو على فكرة.
_طب قومي بس لو لقيت حد جه يضايقك هطلب إيدك قدام الناس وأعملها على فكرة.
نهضت ذاهبة بخطى مسرعة نحو أخيها وهي تلتفت بين الحين والآخر موجهة أنظارها نحوه وهي تضحك.
_بتضحك أنت وهي قدامي كده عادي، ماشي ما هو أنا عشان بداري عليكوا بس.
هتف زياد بهذه الجملة فور أن ذهبت ناردين.
فنظر يوسف باشمئزاز قائلا:
_تصدق فصلتني في حد يبقى بيبص للقمر وبعدين يلاقيك في وشه....أقولك أنا قايم من هنا خالص لما أشوف يزيد هينزل ولا لأ.
صعد يوسف إلى الدور العلوي الذي به غرفة يزيد فوجد الغرفة مظلمة وهو يجلس بداخلها، فنظر بأسى قائلا في محاولة لإخفاء حزنه:
_مش هتنزل ولا ايه؟
أجابه يزيد بنبرة جامدة خالية من أي مشاعر:
_مفيش داعي لنظرة الشفقة دي، أنا هنزل ربع ساعة بالكتير أبارك لنديم وأطلع عشان ميزعلش مش أكتر.
_وأنت بقى لما تنزله بحالتك دي مش هيزعل صح؟ يا ابني حاول تخرج من الحالة اللي أنت فيها دي و...
قاطعه يزيد بنبرة عالية بعض الشئ:
_محدش ليه دعوة بالحالة اللي أنا فيها، أنا كده مبسوط ومش عايز أنساها سيبوني في حالي بقى.
انسحب يوسف متوجها إلى الأسفل وشعوره بالحزن والأسى يتسلل إلى قلبه وإلى ملامح وجهه، فأخيه يطغي عليه الحزن والألم منذ ثلاث سنوات ولم يستطع أي شخص مساعدته ليعود إلى حالته السابقة التي تتسم بالوجه البشوش الضاحك دائما.

شمس الحياة (مكتملة)जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें