الجزء الثاني (الفصل الثامن)

3.5K 152 11
                                    

أحبكِ حين أكون حبيب سواكِ...
وأشرب نخبك حين تصاحبني امرأة للعشاء...
ويعثر دوما لساني..
فاهتف باسمك حين أنادي عليها...
وأشغل نفسي خلال الطعام
بدرس التشابه بين خطوط يديكي...
وبين خطوط يديها...
وأشعر أني أقوم بدور المهرج...
حين أركز شال الحرير على كتفيها...
وأشعر أني أخون الحقيقة...
حين أقارن بين حنيني إليك...وحنيني إليها...
فماذا تسمين هذ؟
ازدواجا... سقوطا.. هروبا... شذوذا...جنونا
فكيف.. كيف أكون لديك؟
وأزعم أني لديها...

 
سقط آدم أرضا وهو يلفظ آخر أنفاسه بعدما وقف مسرعا أمام نديم لتخترق الرصاصة قلبه، وكأنه أقسم على تكفير ذنوبه السابقة، حين رأته روجين وهو يسقط أرضا وسط دمائه خارت قواها وسقطت أرضا جالسة بجواره بانهيار والدموع تتلألأ داخل عينيها ممسكة بيده وأناملها ترتعش.
لم يطل اندهاش نديم سوى بضع ثوان قصيرة وسرعان ما أخذ السلاح من يد المنزلاوي في حركة سريعة، ساعدته تمريناته مع المخابرات على تنفيذها بدقة عالية، ثم وجه فوهة السلاح نحو رأس فاروق.
قال له فاروق محاولا إظهار الشجاعة وهو يشير نحو رجاله:
_أنت لو قتلتني هيقتلوك.
أردف نديم والاستنكار يطغي على صوته:
_ما أنت كده كده هتموتني على الأقل أكون عملت حاجة كويسة، صح ولا إيه؟
وقف فاروق يجوب بعينيه في المكان وهو يفكر لبضع لحظات.
قاطع نديم أفكاره قائلا بجمود:
_هنموت مع بعض ولا هتاخد رجالتك وتمشي؟
هتف فاروق بحنق وهو يشير لرجاله:
_هنمشي بس دي مش آخر مرة يا نديم.
ذهب فاروق نحو سيارته مبتعدا وقبل أن يدخل سيارته قال بصوت مرتفع تملؤه الشماتة:
_متنساش القنابل اللي في العربيات.
أخرج نديم هاتفه مسرعا يحاول الاتصال بيوسف ولكنه وجد هاتفه مغلقا، فحاول الاتصال بإياد وبعد ثوان قليلة استمع إلى صوته قائلا:
_أنت رحت فين يا ابني؟
أجابه نديم وهو يصارع نبرة صوته لتظهر صلبة وقوية كعادته:
_إياد ابعدوا كلكم عن العربيات بسرعة....العربيات فيها قنابل.
عندما استمع إياد إلى ما تفوه به نديم شعر وكأن صاعقة تسقط فوق رأسه وأخذ ينظر حوله كالتائه، أتاه صوت نديم ليعيده إلى صوابه قائلا:
_إياد أنت سامعني ابعدوا بسرعة عن العربيات ممكن تنفجر في أي لحظة.
هتف إياد بصوت مرتفع حين رأى زياد يتجه نحو سيارته:
_زياد ارجع بسرعة.....ابعدوا كلكم عن العربيات بسرعة.
عاد زياد مسرعا، ونظر إليه الجميع متعجبين، فسأله يوسف قائلا:
_في إيه يا إياد حصل إيه؟
_العربيات....العربيات فيها قنابل.
نظر الجميع إليه بأعين مشدوهة ولكن سرعان ما تحولت أنظارهم إلى كريم عندما استمعوا إلى صوته قائلا:
_ياسين...ياسين راكب عربيتي.
ما ان استمعت ناردين إلى ما قاله حتى تملكها الخوف وأسقطت كوب المياه من يدها فتناثر الزجاج من حولها وكأن قلبها هو من سقط لتتناثر أشلاؤه في كل مكان.
قالت برجاء وهي تتمسك بيد يوسف:
_يوسف عشان خاطري كلم ياسين اوصله بأي طريقة.
مسح يوسف على خصلاتها الذهبية بحنان قائلا:
_حاضر هنلحقه متقلقيش.
أكمل مشيرا إلى نارفين:
_نارفين خليكي جنبها وأنا هكلم ياسين.
ابتعد يوسف قليلا وتبعه إياد، أخرج يوسف هاتفه محاولا الاتصال بياسين وبعد لحظات زفر بخوف قائلا لإياد:
_مبيردش على التليفون.
_حاول تاني بسرعة لغاية ما يرد عليك.
حاول يوسف لعدة مرات ولكنه لم يجب، حول يوسف أنظاره نحو ناردين الجالسة أرضا منغمسة في البكاء والخوف يتملك منها، ثم التفت إلى إياد قائلا:
_محدش هيعرف ان ياسين مبيردش إحنا هنقول أن احنا اتصلنا وهو رد وكويس.
_إزاي يعني يا يوسف؟
_زي ما بقولك أنا مش هسمح ان ناردين يحصلها حاجة،  إحنا هنقولهم كده ونحاول احنا نتصل بيه ونكلمه لغاية ما نوصله.
قال إياد مربتا على كتفه:
_طب روحلها أنت وأنا هحاول أكلمه.
توجه يوسف مسرعا نحو ناردين وهو يحتضنها بقوة قائلا:
_متخافيش إحنا كلمناه وهو كويس.
قالت من بين شهقاتها:
_بجد يا يوسف؟ يعني هو كويس دلوقتي؟...طب أنا عايزة أسمع صوته.
_هو كويس متقلقيش بس أنتي.
أردفت وهي تتلفت حولها:
_طب نديم يا يوسف هو فين؟
أجابها بحنو وهو يمسح على خصلاتها الذهبية:
_متقلقيش هو كويس، هو اللي اتصل أصلا.
أخيرا بعد عدة دقائق بدأت تستكين بين ذراعيه وكأنها بداخل منزلها والأمان يحاوطها من جميع اتجاهاتها.

شمس الحياة (مكتملة)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu