الجزء الثاني (الفصل الثاني)

3.8K 175 2
                                    

يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..
وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حتى تبتدئَ الأعيادْ.

 
فتحت صباح باب المنزل بعد سماعها لطرقات ياسين التي تعرفها جيدا ولكنها اندهشت من وجود فتاة بجواره ويبدو على مظهرها أنها ليست من فتيات الحي.
سألته صباح قائلة:
_مين دي يا ياسين؟.
أجابها ياسين ببساطة:
_دي مليكة خليها تقعد معاكي و...
ما إن سمعت عن فكرة جلوسها معها بالمنزل حتى صاحت به قائلة:
_ياسين أنت اتجوزت من ورايا أوعى تكون خلفت كمان.
نظرت لها مليكة باندهاش قائلة بسرعة:
_لأ يا طنط حضرتك فهمتي غلط.
قال ياسين موضحا:
_يا حبيبتي اسمعي دي مليكة حفيدة عدنان الحمزاوي و جاية تسكن في البيت بتاعه.
أردفت صباح وهي تفسح المجال لكي يدخلا إلى المنزل:
_طب معرفتهاش مكان البيت ليه؟.
قال ياسين باستنكار:
_ده بقى بواقي بيت، دي جت تفتح الشباك كان هيقع فوق راسي فأنا قلت أجيبها هنا بقى تقعد معاكي شوية وأنا هلم الشباب ونروح نحاول نصلحه شوية.
كانت تدور مليكة بعينيها في أنحاء المنزل فبالرغم من بساطته إلا أنها شعرت بالراحة بداخله.
قالت صباح بحنو:
_آه طب سيبها معايا واتكل على الله أنت بقى يلا.
_انتي بتطرديني عشانها يعني؟.
همست بأذنه قائلة:
_لأ يا عبيط أنا بطردك دلوقتي عشان أبقى أجوزهالك.
هتف ياسين بدوره:
_لأ أنا كده بقى أمشي بسرعة....إيه يا ماما هو أنتي ما بتصدقي ارحميني شوية أنا بحبك انتي.
امشي يالا أنت بسرعة ومتتأخرش برا.
قال وهو يتجه إلى الخارج:
_حاضر.
نظرت صباح إلى مليكة باستغراب من هيئة ملابسها فسألتها قائلة:
_أنتي كنتي ساكنة فين؟.
أجابتها مليكة قائلة:
_أنا كنت عايشة في لندن من خمس سنين، كانت جامعتي هناك ولسه راجعة من شهرين ولما بابا اتوفى وخسرنا كل حاجة جيت أعيش في بيت جدو وأدور على شغل.
قالت صباح بحنان:
_الله يرحمه.
أكملت وهي تنهض قائلة:
_أنا بقى هأكلك النهاردة شوية محشي مدوقتيش زيهم طول عمرك.
هتفت مليكة بسعادة:
_تعرفي ان أنا بحبه أوي.
اتجهت صباح إلى المطبخ وظلت مليكة جالسة على الأريكة وهي تنظر إلى الإطار الكبير الموضوع على الحائط الذي يحتوي على صورة ياسين وهو بعمر الخامسة مع صباح ومحمد.

***********

ك

انت ليلى تجلس في السيارة بين أولادها فيجلس كريم على يمينها وتجلس نارفين على يسارها، وكل منهما يحتضنها من جانب وبين الحين والآخر تقبل هي جبينهما، فكل منهم لم يصدق انهم اجتمعوا وأن كل شيء تم حله و أخيرا.
بعد قليل وصلوا إلى المنزل وكان يقف سليمان ينتظرهم أمام بوابة المنزل، فترجل كريم من السيارة أولا وذهب و احتضن جده بشوق وعيونهما تمتلئ بالدموع.
قال له نديم والبسمة تعتلي ثغره:
_في مفاجأة تانية.
أردف سليمان متسائلا باستغراب:
_مفاجأة إيه؟.
في هذه اللحظة ترجلت ليلى من السيارة فأخذ ينظر سليمان إليها وهو مشدوه لا يصدق ما يراه فهي تقف على أقدامها أمامه مرة أخرى مثل ما كانت في الماضي.
قالت ليلى بتأثر وهي تتجه نحوه:
_بابا.
فاضت عيناه بالدموع في لحظة سماعه لصوتها فكم انتظر هذه اللحظة طويلا وكم كان مشتاقا إلى سماع صوتها.
بعد عدة دقائق دخل الجميع إلى المنزل والسعادة تعلو وجوههم.
لاحظ كريم بعض التغيرات الطفيفة التي طرأت على المنزل فسأل قائلا:
_هو أنتو غيرتوا حاجات في البيت ولا إيه؟.
أجابه نديم مسرعا وهو يشير بعينيه تجاه عمته:
_الموضوع طويل نبقى نتكلم فيه بعدين.
قالت ليلى وهي تشير إلى صبا ونور:
_مش تعرفوني بقى مين فيهم صبا ومين نور؟.
أجابها وقاص مشيرا إلى صبا ببسمة:
_دي صبا يا عمتو اللي أنا صدعتك بكلامي عنها.
قالت ليلى وهي تبتسم:
_أحلى من وصفك ليها بكتير، أنا عارفة هي قبلت تكتب كتابها عليك ليه؟.
أردفت صبا بحب:
_عشان أنا لو لفيت الدنيا كلها مكنتش هلاقي حد يحبني قده.
ابتسمت ليلى بحنو ثم نظرت تجاه نور قائلة:
_وأنتي نور؟.
أجابتها بهدوء:
_أيوه.
قالت ليلى ببسمة:
_زي القمر ماشاء الله.
أكملت موجهة حديثها إلى نديم وروجين:
_أنتو تجيبولي عيل بقى ألحق ألعب معاه شوية.
ثم نظرت إلى وقاص وصبا:
_وأنتو تتجوزوا ده أنتو بقالكم قرب السنة كاتبين الكتاب.
أردف وقاص متأملا:
_آه قوليلها والنبي يا عمتو.
أردفت ليلى موجهة حديثها إلى إياد ونور:
_وأنتو كمان اتجوزوا مش لازم خطوبة احنا عايزين نفرح بقى.
ثم جذبت كريم وأجلسته بجوارها قائلة:
_وأنت بقى هدورلك على عروسة أنا نفسي أبقى حمى.
هتف نديم مازحا:
_أنتي جاية وداخلة على طمع بقى.
أردفت ليلى ببسمة:
_آه خلينا نفرح شوية.
كان يجلس الجميع وهم يتبادلون الأحاديث بسعادة وفرح و بعد عدة ساعات توجه كل منهم إلى غرفته لكي ينام.

شمس الحياة (مكتملة)Where stories live. Discover now