الفصل الخامس عشر

4.7K 220 14
                                    

يا سيِّدتي
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ
ووردةُ كلِّ الحرياتْ
يكفي أن أتهجى اسمَكِ
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ
وفرعون الكلماتْ
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ.


_اسمه يا باشا آدم الكيلاني.
صمت بضع لحظات ثم أكمل حديثه بخوف من نظراتهم الموجهة صوبه:
_بس ده مجرد وسيط بيني وبين الباشا الكبير، أنا معرفش عنه حاجة غير أن هو من عيلة كبيرة أوي ومحدش يعرفه غير آدم وحد كمان بس أنا معرفش هو مين.
قال له نديم باقتضاب:
_خلاص روح أنت دلوقتي بس قسما بالله لو عرفت أن أنت بتكدب ما هرحمك يا ياسر ولو عرفت انك كلمته تحذره هيكون ده آخر يوم في عمرك.
قال له ياسر بخوف:
_مش هعمل أي حاجة يا باشا والله.
ذهب سريعا إلى خارج المنزل فور إنهائه لحديثه.
قطع إياد الصمت قائلا بوجوم:
_مش هنعرف نوصله غير لو آدم عرفنا هو مين.
قال نديم و كأنه يكمل حديثه:
_وعشان آدم يقولنا يبقى لازم ندور ونعرف نقطة ضعفه إيه ونستخدمها ضده.

***************

كان وِقَّاص يتمدد على السرير بغرفته ويتحدث مع صبا بالهاتف، قائلا في محاولة لاستعطافها:
_بقى بذمتك أنا مش صعبان عليكي، يعني تبقي بتعملي للناس أفراح وأنا لأ.
ضحكت هي على حديثه تلك الضحكة التي تهلك فؤاده قائلة:
_بص أنا ممكن أجبلك عروسة لقطة، ممتازة وعندها استعداد تتجوز من بكرا.
قال في محاولة لإغاظتها:
_بجد مين هي بقى؟ أقولك ابعتيلي صورتها بسرعة.
أردفت بحنق ممتزج بالغيرة:
_والله يعني هتشوف هي أحلى ولا هتعمل إيه بالظبط يعني؟ وبعدين إيه السهولة دي يا ابني؟
قال هو بهدوء ممتزج مع رومانسية:
_مفيش ولا واحدة هقدر أشوفها أجمل منك مهما دورت.
هتفت متصنعة الغضب:
_يعني أنت دورت الأول قبل ما تقولي كده؟
قال هو بغيظ:
_تصدقي انك فصلتيني.
انفجرت هي ضاحكة ثم قالت له:
_ما أنا لقيت نفسي بتثبت وبيضحك عليا قلت لازم أنقذ الموقف بقى.
_ماشي يا أختي أنقذتي الموقف خلاص؟
_آه أنقذته، وِقَّاص بقولك إيه أنا بحبك أوي.
أغلقت الهاتف سريعا فور أن أنهت حديثها، بينما أخذ هو ينظر إلى الهاتف باستغراب محدثا نفسه:
_والله العظيم هبله دخلت عليا دخلة موضوع مهم وبعدين قالتلي بحبك وفي الآخر تقفل التليفون في وشي، أنا بتقفلي التليفون في وشي ماشي يا صبا.
_تعيش وتاخد غيرها يا وقوصه.
هتف بها يوسف بسخرية وهو يقف بجوار الباب ومعه زياد.
قال له وِقَّاص في نفور:
_وقوصه! جتك القرف يا شيخ، بقى الواحد بعد ما يسمع صوت حلو كده يسمع صوتكم ويشوف خلقكم.
قال له زياد بسخرية:
_طب ده إحنا قمر يا ابني هو أنت تطول تشوفنا، لأ وتقعد معانا كمان، وبعدين وقوصه مشتقة من قموصه معروفة يعني.
ألقى وِقَّاص عليه الوسادة قائلا:
_أنت عايز إيه يالا أنت وهو؟
قال له يوسف متصنعا الجدية:
_جايين نتعلم من خبراتك في الحب يا دنجوان.
جلس وِقَّاص على السرير قائلا بغرور:
_لو الموضوع كده يبقى نتكلم بقى.
هتف زياد بتهكم وهو يتجه نحو الباب:
_يا عم اتنيل أنت صدقت نفسك عشان صبا عبرتك ولا إيه يعني؟
تبعه يوسف وهو يقول بدوره:
_الواد زياد ده بيقول حكم والله.
هتف وِقَّاص بصوت عال:
_والله أنتو متخلفين.
تمدد على السرير قائلا لنفسه:
_لما أنام أنا وأحلم بقى، يمكن ييجي اليوم اللي الحلم يبقى حقيقة وأتجوز بقى، والله حاسس كده إني هتجوز وأنا عندي بتاع خمسين ستين سنة كده، أهو حتى الواحد يبقى نضج وعقل كده.

شمس الحياة (مكتملة)Where stories live. Discover now