الفصل السابع عشر

3.9K 178 8
                                    

لأني شممت على عنقي أنفاسك
رأيت أمانك يحتضنني
رغم ظلمي لك كظلي
فعرفت......
أن لا مفر أمامي سوى عشقك
ولا ستر كقلبك
يغطي عورة تفضح قلبي
وأفقت من وهم هجرك
على عطرك.
لا وديان سوء ظني
ولا بحار وهمي
ولا خيالات غيرتي
تحول بعد الآن
ما بينك وبيني.

_مالك يا ناردين؟ حصل حاجة؟
هتفت بها روجين بفزع عندما فتحن باب الغرفة ووجدن الدموع متجمعة بعيني ناردين.
أجابتها ناردين في محاولة لعدم البكاء:
_لأ مفيش حاجة حصلت.
سألتها صبا وهي تغلق باب الغرفة:
_طب متضايقة من إيه؟
جلست على الكرسي وهي ماتزال ممسكة بصورة ما بين يديها قائلة بحزن:
_مكنتش عايزة أبقى لوحدي في يوم زي ده.
أردفت نور برفق وهي تربت فوق كتفها:
_بس إنتي مش لوحدك كلنا جنبك.
قالت ناردين بأسى:
_كان نفسي أكون زي أي عروسة يوم فرحها ومامتها بتلبسها طرحتها وفرحانة وهي شيفاها بفستان فرحها حتى عمتو مش موجودة جنبي.
احتضنتها روجين بحنان قائلة:
_بس إحنا كلنا جنبك ومفيش حد سايبك لوحدك وهي انشاء الله هتقوم بالسلامة وتبقى كويسة.
قالت أسيل بمرح في محاولة لجعلها تبتسم:
_إوعي تعيطي الميكاب هيبوظ ويوسف هيخاف منك ومش هيكمل الفرح.
قالت ناردين محاولة المزاح:
_ده أنا قمر من غير حاجة أصلا هو كان يطول يتجوزني.
ضحكت الفتيات عليها، قالت لها نور بابتسامة:
_ناردين إنتي طالعة زي القمر بالفستان بجد.
أردفت ناردين متسائلة:
_بجد يعني شكلي حلو؟!
قالت لها صبا بدورها:
_يا بنتي بنقولك قمر نقول إيه تاني.
جلست على كرسي التسريحة قائلة:
_مين هتحطلي الطرحة بقى؟
سمعن صوت طرقات على باب الغرفة فذهبت روجين لتفتح الباب، فرأت نديم يقف أمامها وهو يرتدي الطقم الرسمي الأسود مما زاده وسامة، فسألته برفق قائلة:
_في حاجة ولا إيه؟
أجابها قائلا:
_لأ مفيش أنا جيت أشوف ناردين.
_طيب تعالى.
أفسحت له المجال لكي يدخل وعندما رأى شقيقته بفستانها الأبيض ظهرت السعادة على وجهه وذهب لكي يضمها بين ذراعيه بحنو، ثم طبع قبلة على جبينها بهدوء قائلا لها بابتسامة:
_كبرتي وبقيتي عروسة وهجوزك النهاردة.
أردفت هي بتأثر:
_نديم أنا عايزة أشكرك على كل حاجة عملتها عشاني.
قال لها بحنو:
_مفيش واحدة بتشكر أبوها على حاجة عملهالها يا ناردين، إنتي مش أختي وبس إنتي بنتي كمان.
انحنى قليلا بجذعه العلوي ليلتقط الطرحة البيضاء من على الكرسي ثم التفت ينظر إلى روجين والبقية قائلا:
_أنا اللي هلبسها الطرحة.
ابتسمت له روجين برقة ممتزجة بالحب فكم هي فخورة به في هذه اللحظة، فهي كل يوم تتأكد من صحة اختيار قلبها له هو بالأخص من بين جميع الرجال.
كانت تبتسم ناردين بسعادة وهي تنظر إلى يده الممسكة بالطرحة.
قالت روجين بابتسامة صغيرة:
_يلا يا جماعة إحنا نسيبهم لوحدهم وننزل نشوف التجهيزات كلها تمام ولا في حاجة ناقصة.
انسحب الجميع بهدوء من داخل الغرفة تاركين نديم وناردين وحدهما بداخلها.
أجلسها نديم برفق على الكرسي ثم وقف خلفها يضع لها الطرحة فوق خصلات شعرها الذهبية، وبعدما أنهى وضعها نهضت هي واحتضنته بقوة قائلة له بتأثر:
_نديم بجد أنا بحبك أوي، أنت حتى التفصيلة الصغيرة دي فكرت فيها وجيت عشان تلبسني الطرحة يوم فرحي.
قال لها نديم بحنو وهو يمسد على ظهرها:
_ناردين إنتي وروجين أهم اتنين في حياتي وأنا مش هسيبك في أي يوم لوحدك.
استطرد مازحا:
_بقولك إيه لو الواد يوسف ده زعلك في حاجة تجيلي، أنا في الأوضة اللي جنبك هخرج أضربهولك والله.
ابتسمت هي برفق قائلة:
_متخفش يوسف مش هيزعلني أبدا.
قال لها بثقة:
_أنا متأكد من ده عشان كده قبلت أن أنتي تتجوزيه أصلا.
قبلها من جبينها قائلا:
_أنا هنزل بقى وأبعتلك البنات عشان لو احتاجتي حاجة.

شمس الحياة (مكتملة)Where stories live. Discover now