الفصل التاسع

4.6K 214 1
                                    

تلومني الدنيا إذا ..
سميت من أحب .. أو ذكرته ..
كأنني أنا الهوى ..
وأمه .. وأخته
من حيث ما انتظرته ..
مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته ..
وكل ما سمعته ..
لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته ..
لو كنت أدري أنه باب كثير الريح ، ما فتحته ..
لو كنت أدري أنه عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى، أعنف حب عشته ..
فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي.. رددته ..
وليتني من قبل أن يقتلني ..
قتلته.


كانت ملامح الصدمة تعتلي وجه نديم، فهو بحث عن القاتل لعدة مرات واتبع أكثر من طرف خيط ليصل إليه، فكيف وصل إياد إلى القاتل بمثل هذه السهولة واليسر؟
فقال له بصوت تشوبه الصدمة:
_عرفت ازاي؟ ومين اللي قالك؟
أجابه وملامح الغضب والحقد تعتلي وجهه:
_أخوها اللي قتلها يا نديم والله ما هرحمه أنا مش هسيبه يعيش يوم حلو أبدا طول حياته.
_إياد ممكن تهدى وتقولي ازاي عرفت ومين اللي ساعدك.
ظهرت علامات السخرية على ملامح وجهه قائلا له بهدوء مصطنع:
_أنا هادي جدا بس أحب أن أنت تتخيل لو عرفت أن اللي قتل روجين يبقى أخوها هتعمل إيه؟
كان يحاول نديم الاحتفاظ بهدوئه قدر الإمكان فهو يعرف كيف يتألم إياد الآن، وكيف يشعر.
فقال له بنبرة صوت يطغي عليها الهدوء:
_أنا عايز أساعدك ممكن تفهمني كل حاجة عشان أقدر أساعدك.
أردف إياد بنفاذ صبر في محاولة للتخلص منه:
_من أربع شهور ونص تقريبا بيوصلني رسايل على الموبايل غريبة وبتقول أن اللي باعتها عارف مين اللي قتل رنا، وأن اللي قتلها مش أنت ..... فأنا رجعت أدور تاني عشان أعرف مين السبب في موتها ودلوقتي وصلتني رسالة فيها الجريمة كلها متصورة.
أغرورقت عيناه بالدموع وأكمل بألم قائلا:
_عينيها كانت بتقول كلام كتير أوي يا نديم....كانت مصدومة وبتتوجع زي ما تكون حاسة أن حياتها بتتسحب من تحت رجليها وهي مش قادرة تعمل حاجة، كانت حاطة إيدها على بطنها، كانت خايفة على ابننا بس مش قادرة تعمله حاجة يا نديم.
تحول صوته إلى نبرة بها لوم وعتاب إلى نفسه مستطردا:
_أنا السبب أنا اللي مقدرتش أحميها، أنا مقدرتش أدافع عنها أو عن ابني، أنا اللي كنت أستاهل أموت يا نديم مش هي، لو كنت قدرت أحميها مكانش حصل كل ده.
أخذ يتابع نديم حديثه وملامح الألم والأسى تعتلي وجهه، فالشخص الذي يعتبره أخاه لا يملك القوة لتقديم المساعدة له ولا حتى الحد من آلامه.
قال له بنبرة مساندة:
_أنا مش هسيبك لوحدك يا إياد وهنجيب حق رنا من اللي عمل فيها كده وحياة أغلى حاجة عندي لأجبلك حق ابنك يا إياد، بس أنا عايزك تبقى قوي وترجع إياد بتاع زمان.
كان هناك من يقف بالخارج يستمع إلى حديثهما وهو مصدوم وتظهر على وجهه ملامح الصدمة والوجوم.
فهو لم يعط أي أوامر لكي تصل هذه الرسائل إلى إياد، كانت تظهر عليه علامات الخوف، فالآن عاد نديم وإياد إلى سابق عهدهما وإذا اجتمع الاثنان مع بعضهما ستكشف هويته قبل الانتهاء من تنفيذ مخططه لإنهاء عائلة المنزلاوي.

شمس الحياة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن