الفصل المائة وثمانون - الأخير - الجزء الثاني

36K 2.6K 641
                                    



مساءكم ورد ..بمناسبة إن بعد دقائق معدودة يوم ميلادي، ده جزء جديد من الفصل الأخير لـ رواية معذرة إن كان الفصل مقسم على أجزاء، والله مشغولة جدًا جدًا الفترة دي بسبب بعض التعديلات الجذرية في شغلي .. مش هطول عليكم .. تابعوا الأحداث ..


الفصل المائة وثمانون (الأخير – الجزء الثاني)

بُهتت، وذُهلت، وحل برأسها كل الارتعاب، شعرت بعد تصميمه غير القابل للعودة بانقباضة قاسية تعصف بثنايا قلبها، بل كاد من إثر صدمتها المخيفة ينسحق، ينمحق، ويتمزق إلى أشلاء. هبت "فيروزة" مذعورة واضعة كلتا راحتيها على كفيه المحتضنين لوجهه تتوسله بعينين تستدعيان أنهر الدموع من شدة خوفها عليه:

-لأ يا "تميم"، أوعى تعمل كده.

برفقٍ لا يخلو من قليلٍ من القوة استل "تميم" كفيه من أسفل يديها، وهتف في إصرارٍ ضاعف من مخاوفها أضعافًا مُضاعفة:

-معدتش ينفع.

نهض من جوارها متغاضيًا عن نظراتها المرتاعة، فقامت بدورها من موضع رقدتها بعد أن أزاحت الغطاء عن جسدها، هرولت خلفه مقاومة الدوار الخفيف الذي أصابها جراء حركتها المفاجئة، وصرخت به باستجداءٍ باكٍ:

-استنى يا "تميم"، بالله عليك تسمعني.

توقف عن السير ليستدير ناحيتها، لحقت به، وتابعت في رجاءٍ أكبر:

-هو ده اللي عاوزه منك، يقضي عليك وعليا، يفرق ما بينا، يضيعنا.

بدت ملامحه أكثر صلابة، تصميمًا، وعزمًا على المضى قدمًا حتى النهاية في انتقامه الحتمي، أخبرها بغير استرخاءٍ:

-اللي يمسك بسوء مالوش الحق إنه يعيش.

جال بخاطرها تصورًا خياليًا لنهاية الوضع بشكلٍ شنيع ومأساوي، فقط إن لم تبذل كل ما في وسعها لإيقافه، لذا وضعت "فيروزة" يديها المرتجفتين على ذراعيه ترجوه بقلبٍ مذعور، وتعابيرٍ لا تنم سوى عن الهلع:

-عشان خاطري اهدى، أنا خايفة عليك، مقدرش أعيش من غيرك.

تلك الكلمات المؤثرة، النابعة من القلب، والتي نفذت إلى ما بين ضلوعه، صدَّ بإرادة من حديد تأثيرها، وخاطبها بصوتٍ جافٍ، أجش، كأنما لم يعرف الرفق أبدًا:

-حقك هاجيبه، ولو فيها موتي.

انخلع فؤادها أكثر، وظنت أنه سيقتلع من شدة ارتياعها، بكت بحرقةٍ، واستعطفته، وهي بالكاد تجثو على ركبتيها، علَّه يستجيب لتوسلاتها:

-يا "تميم"!

أمسك بها من كتفيها يجبرها على النهوض وهو يأمرها:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةWhere stories live. Discover now