الفصل مائة واثنان وعشرون

32.9K 2.2K 408
                                    


مساءكم ورد يا غاليين ..


تصبيرة حلوة للقراء في كل مكان ..


الفصل المائة والثاني والعشرون

بالكاد تحامل على نفسه ليتجنب النظر إليها طوال الدقائق التالية، لم يرغب في افتعال المشاجرات معها؛ لكنها استثارت عصبيته بشكوكه غير الصحيحة، ربما لم يكن منذ البداية يسير على خطٍ مستقيم، ومع هذا سعى جاهدًا لئلا يعود إلى ما كان عليه سابقًا من الاستهتار والرعونة. اتجهت أنظار "هيثم" نحو "آمنة" التي هتفت تشكره بامتنانٍ واضح:

-دايمًا عامر يا حبيبي.

أومأ برأسه معقبًا:

-تسلمي يا حماتي.

جمعت الكؤوس الفارغة في الصينية، وأوشكت على الخروج من الغرفة لوضعهم في أماكنهم بالمطبخ بعد تنظيفهم؛ لكن اعترضت "فيروزة" طريقها قائلة بإصرارٍ:

-هاتيهم يا ماما، أنا هوديهم المطبخ

شعور الكره والنفور كان متبادلاً مع زوج شقيقتها، لم تحبذ البقاء معه في نفس المكان، وهي تكن له قدرًا لا بأس به من الضيق، اعتمادًا على خبرتها السابقة معه، وإن كانت تسعى للنظر إليه من منظور مختلف.

...................................................

سحبت نفسًا عميقًا، وأدت مهمة تنظيف الكؤوس على وجه السرعة، ثم أعادت ترتيب الفوضى الحادثة في المطبخ، قبل أن تلتفت لتجده واقفًا عند أعتابه يرمقه بتلك النظرة الحادة. أبعدت "فيروزة" عينيها عنه، وبدت إلى حد ما عصبية في حركتها، تقدم "هيثم" منها متسائلاً بحنقٍ رغم انخفاض نبرته وهو يغلق باب المطبخ خلفه قاصدًا الانفراد بها:

-إنتي عايزة مني إيه؟

قطبت جبينها مرددة في جديةٍ شبه حائرة، وقد تعلقت أنظارها بالباب المغلق:

-أفندم.

سألها مباشرة، ووجهه يعكس استيائه العظيم منها:

-بتلعبي في دماغ مراتي ليه؟

تفقه ذهنها إلى سبب طرحه هذا السؤال تحديدًا، على الأغلب تلصص عليهما، وسمع حوارها مع توأمتها. بشجاعةٍ لحظية رفعت رأسها إليه، نظرت له بتحدٍ وهي ترد:

-والله أنا من حقي أطمن على أختي، وأتأكد إنها كويسة.

بدا وكأن وجهه يفح نارًا من غضبه، فهتف بنبرة مالت للارتفاعِ قليلاً:

-إنتي خايفة عليها مني؟

أجابته بنزقٍ دون أن تهتز منها شعرة:

-طبيعي أخاف وأقلق من واحد زيك معروف هو كان إيه، وعمل إيه زمان .. ده لو كنت ناسي.

لم يكن "هيثم" من ذوي القدرة على ضبط انفعالاتهم، خاصة حينما يتم استدراجه نحو منطقة الغضب، زادت وتيرة التوتر بينهما، وصاح بها بغلظةٍ:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةWhere stories live. Discover now