الفصل المائة وخمسة وستون

34.4K 2.3K 365
                                    



بذكركم إن هيبدأ بكرة في السعودية، و بالأردن هينتهي يوم السبت بأمر الله ..

رواياتي الورقية متاحة في كلا المعرضين، تقدروا تلاقوهم في جناحنا إبداع ..ودلوقتي أسيبكم مع الأحداث


الفصل المائة وخمسة وستون

كل ما فيها رقيق، ناعم، يدعو للتوق والرغبة، كان بحديثه معها يشبع جزءًا ضئيلاً من مشاعرٍ تُريد أن تتفجر كالعيون من أعماقها، ترك لصوتها مهمة تخدير حواسه، التسلل تحت جلده، وإشباع خلاياه بعذب تنهيداتها، حتى أصبح مدمنًا لكل ما يصدر عنها .. صبر واصطبر، وأطال في انتظاره رغم الشوق الذي يُضنيه، لعَّل الروح –في نهاية السعي- تستكين بساكنها.

التبدل السريع في نبرتها، وما أتبعه من إعلامه برؤيتها لـ "حُسني" جعله يبلغ قمة غضبه وخوفه، انتفض كالمذعور عائدًا إلى داخل غرفته، كان الهاتف ما زال ملتصقًا بأذنه وهو يُخرج من ضلفة دولابه ثيابه ليرتديها على عجالةٍ، أمرها مشددًا وهو يلتقط مفاتيحه كذلك ليدسها في جيب بنطاله:

-اقفلي الباب عليكم كويس، أنا جاي في الطريق.

أتاه صوتها خائفًا وراجيًا:

-حاضر، ماتتأخرش.

وكأن صافرات الإنذار بإعلان الحرب قد انطلقت في الأجواء ليتأهب الجميع ويتخذوا وضعية الدفاع المستميت، خرج "تميم" مهرولاً من غرفته، ليتجه صوب باب المنزل، لم يملك أفضلية الوقت ليقف ويطيل الشرح والتفسير لعائلته عن سبب خروجه المتأخر، ليأتي التبرير لاحقًا. ما إن كان على السلم حتى هاتف "ناجي" بلهجةٍ غليظة قاسية:

-إنت فين يا "ناجي"؟ والرجالة اللي بيأمنوا المكان مش موجودين ليه؟

أجابه في اندهاشٍ:

-كله كان في الفرح يا ريسنا، احنا كنا بنقوم بالواجب وآ...

قاطعه في حدةٍ:

-أهوو اللي كنت خايف منه حصل، والبأف إياه موجود عند الجماعة.

دون إضاعة وقتٍ في فهم التفاصيل أخبره في التو:

-على طول هنكون عندك يا كبير.

جاءه صوته صارخًا أكثر منه آمرًا وهو يهتف به:

-أوام.

أنهى المكالمة وهو يقفز آخر درجتين ليركض في اتجاه سيارته، ظل لسانه يردد في رجاءٍ:

-ربنا يستر، عديها على خير.

لم ينتظر إعادة تسخين المحرك، لتسير السيارة بسلاسة، بل إنه أدارها بخشونةٍ غير مكترث بالزمجرة الصادرة عنها، اشتاطت حدقتاه، واصطبغتا بحمرة غريبة وهو يصر على أسنانه مغمغمًا في هسيسٍ حانق:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةWhere stories live. Discover now