الفصل المائة وخمسة وخمسون

38.8K 2.6K 532
                                    



مساء الورد على حضراتكم ..ملحوظة لطيفة، الفصل اليوم قصير، كنت هعتذر عنه لأني مجهدة للغاية، ضغط شغل مع أمور تانية بنجزها لوحدي، بس لأني وعدتكم إمبارح بإن هايكون في فصل، فأنا اجتهدت أكتب ولو جزء بسيط .. بحيث نظل على تواصل مع الأحداث .. وإن شاءالله تعجبكم ..


الفصل المائة وخمسة وخمسون

كلما نطق بمثل تلك الكلمات العفوية العذبة، امتلأ قلبها بالمزيد من هذه العاطفة الغريبة تجاهه، خشيت أن يصبح تعلقها به بعد برهةٍ إدمانًا لها، لا تستطيع التخلي عنه، أو حتى الاستغناء عنه، ومع هذا لم تنبذ تلك الأحاسيس، بل فتح باب فؤادها على مصراعيه ليستقبل كل ما يمنحه لها. قاومت "فيروزة" تأثير حضوره عليها، لتخبره وهي تشير بيدها نحو دكانها:

-احنا وصلنا عند المحل بتاعي.

تلفت "تميم" حوله، ليتحقق من صدق كلامها، وقال في تجهمٍ مصطنع:

-بالسرعة دي، أنا محستش معاكي لا بالوقت ولا بالسكة.

هزت كتفيها دون أن تعلق، فأوصاها بابتسامته الصغيرة:

-خدي بالك من نفسك.

أدركت "فيروزة" وهي تتأمله من زاويتها أن وجهه اكتسى بطابع وسامة رجولية مثيرة، ازدردت ريقها، وبادلته الابتسامة معقبة في صوتٍ رقيق:

-وإنت كمان.

عمق من نظراته ناحيتها؛ كأنما يريدها أن تنفذ إلى داخلها، فتستشعر عن طريقها مدى العشق الذي يكنه لها. لم تخبت بسمته وهو يرد في لباقةٍ:

-حاضر.

تسمر في مكانه، رافضًا الحركة أو الابتعاد، إلى أن شرعت في المشي عائدة إلى دكانها وهي تلوح له بيدها، حيئنذ أخذ يسير على مهل، وهو يتراجع بظهره للخلف، دون أن ينتبه جيدًا لخطواته، لذا كاد أن يتعثر في الركام الناتج عن أعمال حفر وصيانة الطريق، حافظ على توازنه قبل أن ينكفئ على وجهه، وهتف في مزاحٍ وهو يفرك مؤخرة عنقه عندما رأها تضحك على تصرفاته الخرقاء:

-هما عملوا الحفر دي إمتى، لازم الواحد يركز لأحسن يضيع.

اكتفت بإظهار ضحكاتها الرنانة وهي تلج للداخل، فلوح بيده في سلامٍ أخير قبل أن يختفي عن أنظارها، استعادت "فيروزة" رزانتها، وألقت التحية على مساعدتيها:

-صباح الخير يا بنات.

نهضت إحدى الفتاتين من مكانها لتستقبلها وهي ترد في نبرة وديعة:

-صباح الخير يا أبلة "فيروزة".

انتبهت كامل حواسها للقب الذي أصبح مستحبًا لها بسببه، جلست على مكتبها، ولسان حالها يردد بغير صوتٍ مسموع:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن