الفصل المائة وخمسة وستون

Începe de la început
                                    

-استرها معانا يا رب، ده احنا غلابة.

.........................................................

النظرة المتألقة في عينيها ناحيته في هذه اللحظة، كانت تحوي كل ما تمناه يومًا معها، وإن لم يرها فعليًا تنظر إليه، فقط لو استدار وأبصر ما يضمره القلب بحق، لتناسى هموم الدنيا وأثقالها. انشغل "تميم" مع من جاءوا معه لفحص شقة خالها بتدقيق، وليتأكد أيضًا من تأمين البناية، بعد التقصير الملحوظ في حماية الأغلى إليه. غادر رجاله الصالة، وتجمعوا بالأسفل في انتظار جديد أوامره، بينما بقي في موضعه يفكر بعمقٍ في الدوافع التي جعلت "حُسني" يقوم بتلك الخطوة الجريئة رغم تهديده الصريح له. التفت نحو "فيروزة" أولاً ليرى في عينها نظرة سلبت لبه، وجعلته طامعًا في المزيد، نظرةٌ لم يشبع منها بعد، بصعوبة توقف عن تحديقه كالمبهور فيها ليتكلم موجهًا أسئلته لوالدتها وشقيقها:

-مافيش حاجة ناقصة؟ إنتو متأكدين؟

أجابت "آمنة" بإيماءةٍ من رأسها:

-أيوه، الحاجات المهمة كنت طلعت لميتها وسيبتها تحت عندنا.

أيدها "خليل" قائلاً كذلك:

-حتى الدهـ..ب، شايله في الدولاب جوا شكمـ..جية بقفـ..ل.

تساءل "تميم" في تحيرٍ أكبر وهو يمرر يده أعلى رأسه:

-يبقى كان جاي ليه؟

قالت "فيروزة" بنوعٍ من التخمين، وقد انعقد حاجباها:

-ممكن حركة يخوفنا بيها، أو كان عاوز يشوف سكة يعرف ياخد بيها "كوكي".

استبعد حدوث الأمر مفسرًا:

-ماظنش، لأنه مش هيورط نفسه في حاجة ممكن تتاخد قانونيًا ضده، وخصوصًا إن "رقية" حضانتها مع أبوها، ولو بفرض قدم ورق إنه مش قادر على رعايتها عمتها موجودة.

اندهشت "فيروزة" لتحليله المستفيض، وسألته بدافع فضولي متنامي بداخلها:

-إنت عرفت الكلام ده منين؟

منحها نظرة كاملة وهو يجيبها بثقةٍ:

-سألت المحامي عشان أطمن.

تضاعفت التساؤلات في عقلها، ولم تمنع نفسها من الإفصاح عن أحدهم:

-وإيه اللي يخليك تعمل كده؟

كان رده تلقائيًا غير مراوغٍ:

-بعد ما قعدت مع خالك كنت محتاج أعرف كام حاجة كده.

باغتها اعترافه، وتساءلت في استهجانٍ؛ كأنما لم تبدُ راضية عن قدومه في غيابها:

-هو إنتو اتقابلتوا وأنا معرفش؟

رأى تعبيراتها المزعوجة، فاسترعى ذلك انتباهه، أحقًا استاءت لعدم لقائها به؟ شعر بالنشوة تغمره لمجرد الفكرة، فاستطرد ملطفًا:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum