الفصل المائة وخمسة وستون

Mulai dari awal
                                    

-اقسم بالله لو مس حد منهم بشعره، لهخليه يقول حقي برقبتي من اللي هعمله فيه.

................................................

عاد الرعب ليسري في بدنها بعد أن تناست ذلك الشعور .. المطمئن قليلاً وسط هذه المخاوف المستجدة عليها أن هناك من تستند عليه بحقٍ، من أصبح بمواقفه جدارها المنيع، يزود عنها الأهوال بلا ترددٍ. امتثلت "فيروزة" لأوامر "تميم"، وجَرَت نحو باب منزلها لتتأكد من غلقه، أنارت معظم الإضاءة، وحاولت قدر المستطاع أن تغلق كافة النوافذ، وقلبها ما زال ينبض بعنفٍ. على إثر حركتها المستريبة في هذا التوقيت، خرجت "آمنة" من غرفتها تسألها وهي شبه ناعسة:

-في إيه يا "فيروزة"؟ ليه الدوشة دي؟

بصوتٍ خافت عكس رجفتها قالت:

-خال "رقية" كان موجود هنا.

شهقت لاطمة على صدرها قبل أن تسألها في جزعٍ وهي تدور ببصرها في المكان:

-هنا فين؟

هزت كتفيها قائلة وهي تشير بيدها:

-معرفش، بس أنا شوفته خارج من باب العمارة.

لطمت مرة ثانية على صدرها وهي تولول بتوجسٍ أشد:

-يا نصيبتي، لأحسن يكون ناوي على نصيبة.

نظرت إليها نظرة مرتاعة مثلها، في حين تابعت "آمنة" متسائلة بنفس الصوت المفزوع:

-طب والعمل إيه؟ ده جايز يكون متفق مع شوية عصبجية يأذونا ولا آ...

قاطعتها وهي تطبق على جفنيها محاولة ألا ينساق تفكيرها للأسوأ:

-هو مشى أصلاً.

هتفت والدتها تأمرها في نفس النبرة الملتاعة:

-كلمي أختك قوليلها.

علقت في استنكارٍ:

-السعادي؟ هقلقها معانا يعني؟ تفتكري هتسيب بيتها وتجيلنا دلوقتي تشوف حل؟

لوت ثغرها مرددة في تحير لا يخلو من خوف:

-يعني هنتصرف إزاي؟ ده شكله مش ناوي يجيبها لبر.

ظهر التردد على محياها إلى حدٍ ما وهي تخبرها:

-أنا كلمت "تميم" وهو جاي في الطريق.

على ما يبدو لم تلحظ خجلها من اللجوء إليه، وعقبت في استحسانٍ:

-كويس .. بس لازمًا نصحي خالك ونقوله.

هزت رأسها توافقها الرأي:

-ماشي.

استدارت "آمنة" متجهة نحو الرواق لتسرع الخطى وهي تكلم نفسها:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang