الفصل الرابع و الأربعون : الرحلة المدرسية (ويليام ضد يوداليت -2-)

Start from the beginning
                                    

كانت تنوي صفعه! لكنه تراجع برأسه بسرعة للخلف مسبِّبا في جعلها تكاد تفقد توازنها و تسقط.  لوكا شهقت متفاجئة، و كارلوس الذي كان جالسا على صخرة بعيدا عنهم بقليل استقام من مجلسه  هو الآخر.

'كيف استطاع تفادي يدي بسرعة!؟ ' ، آناليا لم تستيقظ من صدمتها إلا على صوت يوداليت المستهزئ، "ماهذا؟!  لا تستطيعين حتى التصويب جيداً! "

الشعور المزعج الذي منحه تصالح الأب و ابنته ها هو ذا يوداليت صار يغطّي عنه بالاستمتاع بإغضاب و إغاظة أستاذته،  "فاشلة في كل شيء حرفيا و آخر أستاذة مفضّلة عند الجميع ! حرفيا الكلّ يتحدث بالسّوء عنك خلف ظهرك!  حتى سينا التي تقولين عنها طالبة مجتهدة لا تحبّ حصصك و لا التّفاعل معك!  تحتاجين للعمل كثيرا على إصلاح نفسك"


لقد كان يضحك، و كان يعلم أيضا أنه يتمادى و لن ينتهي استفزازه لها على خير و لن ينفعه في شيء أصلاً... لكنه لا يستطيع إغلاق فمه و إيقاف لسانه... رؤيتها تلهث و تعتصر نفسها أثناء صكها على أسنانها أعجبه كثيرا!  هي غاضبة و هو يستمتع بذلك كثيراً... حتى جاء كارلوس و مسح الابتسامة عن وجهه.

قُرب آناليا وقف ساحر الابتكار ذاك، ممسكاً إيّاها عن التقدّم و إيذاء يوداليت صار يحاول تهديئها، "ل-لا تُلقي بالاً لكلام طف-طفل!  إن-إنه لازال مراهقاً و رأيه الطّفولي هذا ل-له لوحده!  ل-لا أحد يراك هكذا أ-أستاذة!  الط-طلاب يحترمونك! و قد رأي-يت هذا بأم عيناي! "

إنه يفسد متعته! كارلوس يفسد متعته! برؤية آناليا تجهش فجأة بالبكاء مخبّئة وجهها بين راحتي يديها ، علم أنه فقد الغطاء الذي كان يستعمله لحماية نفسه من المشاعر التي أيقظها صلح الاب و ابنته !

"لماذا دائما تفعلون هذا بي؟!  أنا أقوم بكل ما بوسعي لكن لماذا لا أحد يهتم!!  فقط بعض من الامتنان و الاحترام هو ما أريده!! " ، انهارت آناليا،  جاءت سينا تركض إليها هي و إيليز و الأستاذ ريجي.. روكا خشية أن يتم إشراكها في الأمر ذهبت لتواسيها و تمثّل أنها إلى صفّها!  الصراخ الباكي و الحارق لها أفزع يُوي حتى أنه أنزل أذنيه هلعا و صار يحاول تخبيء وجهه و جسده وسط أحضان يوداليت...لقد قامت الفوضى.

فوضى سواء في الخارج أو في الداخل، هذا كان يوداليت بعدما تراكمت عليه المصائب... لكنه رغم ذلك بقي متماسكاً،  حتى لو كانت النبرة الغاضبة واضحة في صوته، "و ما دخلك أنت؟!  أرى أن وقوف ذاك الغبي إلى صفك أكسبك بعض الثقة! "


في استنكار قطب كارلوس حاجبيه، ترك الآخرين يواسون آناليا خلف ظهره و قصد يوداليت... في نفس الوقت الذي كان فيه الآخرون عائدين إليهم.

لقد وصلهم صوت صراخ آناليا و بكائها بفضل هدوء الغابة، و خشية أن تجذب وحشا قرروا العودة بسرعة لإيقافها و معرفة ما يحدث... بينما ويليام كان بالفعل يتوقع أن يوداليت هو ما يحدث.

أيها السحرة! احذروا الفرسانWhere stories live. Discover now