الفصل الثاني والعشرون

Começar do início
                                    

بالأسفل ..
نزل ماركوس ليجد ستيلا تذرع الصالة جيئة وذهابا .
وقف أمامها بقلق :
- ماذا نفعل الآن ؟ سيصل قريبا , وسيحضر معه رجال الشرطة بالتأكيد .
جلست ستيلا تهز رأسها نفيا , تستشعر حجم المصيبة التي هم بها الآن :
- لدينا بعض الوقت بالتأكيد , لنحاول نقل أغراضنا أولا في السيارة , ثم نرى أمر تلك اللعينة جوليا .
- أخشى أننا لا نملك ذلك الوقت , ما رأيك أن تذهبي أنتِ إلى الأعلى , وأنا أشرف على الرجال .
وقفت باعتراض :
- لا , عليّ أن أشرف عليهم بنفسي .
اتجهت نحو الخزانة يتبعها الرجل بقلق بعد أن استدعى الرجلين بالخارج .
الذين بدأوا بالنقل فورا .
فـ ستيلا , كانت تخفي عملها الغير قانوني , وتتاجر بالمخدرات .
لتجعل من منزل التأديب غطاءا .
قبل أن ينتهوا , أجفلوا جميعا من أنوار سيارات الشرطة التي ملأت المكان في غضون دقائق .
دب الخوف في قلوبهم , واستقلوا السيارة .
دون أن يهتموا أو يفكروا بجوليا وأليس الموجودتان في الأعلى .
ليس لديهم وقتا من الأساس .
إن سقطوا بأيدي الشرطة , وبحوزتهم تلك الأشياء .
لن يُتركوا على قيد الحياة .
تبعتهم سيارتان من الشرطة .
وترجل زياد من إحدى السيارات التي توقفت أمام منزل الكوخ .

____

الآن ..
تفتح أليس عيناها بوهن .
لتتسع فجأة وهي ترى الواقف بجانب السرير .
ازدردت ريقها وهي تضم كفيها بحركة تلقائية , وتنطق إسمه بخوف :
- لِيام !
نظر إليها طويلا , قبل أن يقول بسخرية وحسرة في ذات الآن :
- نعم لِيام , لقد وثقت بكِ , بل منحتك ثقتي الكاملة , وادخلتكِ منزلي , لأنكِ جلبت لنا أخبار عن شقيقتي العزيزة , ولكنكِ لم تكوني أهلا لثقتي , لقد خذلتِني , خذلتِني تماما .
أدمعت عيناها بتأثر واضح :
- أنا آسفة , أنا حقا آسفة أني خذلتك , ولكن …
ضحك بألم :
- لا أريد أن أسمع أي تبرير , إلى هنا ويكفي .. فقط أتيت لأذكرك أنكِ ستقضين طوال عمرك في السجن , بسبب …….
قاطعته أليس وهي تشهق ببكاء مرير :
- أعلم أعلم , بسبب ما فعلته بالفتيات , لأنني مارست مهنة التمريض دون أي شهادة تسمح لي بذلك , ولكن صدقني .. أنا كنتُ مجبرة , كنتُ مجبرة على فعل ذلك , كانت أوامر أمي , لم أتمكن من عصيانها بعد أن ربتني جيدا وكبرتني .
نظر إليها نظرة أخيرة طويلة , متحسفا على شعوره بالإعجاب نحوها , قال بغل قبل أن يخرج :
- فلتذهبي إلى الجحيم , أنتِ وستيلا .
خرج متجاهلا بكاءها المحزن واستنجادها به , ليساعدها ويجلب لها محاميا .
لربما تتمكن من طلب تخفيف الحكم .

_____

أوقف زياد سيارته أمام منزل هشام , لينزل برفقة إبنته .
التي سألت بملل :
- برضوا بتحطني هنا وتمشي ؟
ضحك زياد وهو يمسح على شعرها :
- لا هالمرة بجلس معك .
حين خطى نحو المنزل , رآى فتاة مألوفة تترجل من سيارة الأجرة , يتبعها علي من خلفها .
تسير بوهن نحو منزل هشام , تتحدث مع علي بصوت منخفض .
يبدوا عليها التعب الشديد .
حين ابتسم ينادي بإسمها :
- هينا .
التفتت إليه بسرعة , ليتفاجأ من احمرار وجهها وانتفاخ عينيها .
والدهشة تتملكها حتى فغرت فاهها بذهول وهي تنظر إليه .
اقترب منهما زياد , وسلم على علي .
حين ركضت نحوه ألين التي اعتادت عليه مؤخرا .
حملها وهو يضحك ودخل إلى المنزل .
تاركا خلفه هينا التي تنظر إلى زياد بدهشة وذهول .
كأنها لما تتوقع رؤيته .
ضحك ينظر إليها :
- قفلي فمك .
أغلقت فمها بإحراج وهي للتو تستوعب أنها تقف أمامه .
محبوب قلبها وجارحه .
ابتسمت بخجل , تداري دمعتها وتحاول كبت ذلك الألم الذي تشعر به , بعد نوبة البكاء التي أصابتها في المستشفى , تحاول نسيان الألم الذي سببه لها دون أن يدري , بدا صوتها وهي تنطق بإسمه ملهوفا :
- زياد .

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح Onde histórias criam vida. Descubra agora