الفصل المائة واثنان وأربعون

Start from the beginning
                                    

...............................................

ساعد وجود بضعة مقاعد شاغرة إلى جواره على استقرار الجد "سلطان"، و"بدير"، ثم "تميم"، بعد اتفاقٍ سريع بين الثلاثة أولاً على مفاتحة خال العروس في مسألة خطبتها، ليكون طلبه وفقًا للتقاليد والأعراف المتبعة في مثل تلك المواقف الأسرية. جال "خليل" ببصره على وجوههم متسائلاً في تحيرٍ:

-خـ..ير؟

أجابه "تميم" ابتسامة أذابت ما اعتمر قلبه من لوعة سابقة:

-كل خير يا عم "خليل".

هتف "سلطان" قائلاً في حماسٍ:

-سمعونا الأول صلاة النبي.

ردد الجميع رغم تفاوت نبراتهم:

-عليه الصلاة والسلام.

أجلى "سلطان" أحبال صوته بنحنحة مسموعة، قبل أن يستأنف كلامه مخاطبًا "خليل" على مهلٍ وهو يشير بعينيه نحوه:

-شوف يا سيدي، حفيدي اللي قدامك ده، استخار ربنا، واتوكل عليه قبل ما يكلفني أفاتحك في موضوعه.

تحولت أنظاره نحوه قبل أن يرد بلعثمةٍ ملحوظة في نبرته:

-إنتو .. تـ..ؤمروا.

ابتسم الجد وهو يرد:

-الأمر لله وحده ...

ثم خاطب ابنه بلهجةٍ شبه آمرة؛ لكنها مازحة:

-ما تكمل إنت يا "بدير"، مش ابنك ده؟

أطلق "بدير" ضحكة قصيرة قبل أن يرد مبتسمًا:

-وده يصح يا حاج في وجودك، البركة فيك، ده إنت كبرنا.

كاد "تميم" أن يفقد صبره من المماطلة والمراوغة التي يقوما بها لإتلاف أعصابه، وقد انعكس هذا في نظراته العابسة نحوهما. عاد الجد ليتكلم في تريثٍ:

-ماشي .. احنا ملقناش أغلى ولا أعز من بنت أختك عشان حفيدي يتقدملها ويطلبها للجواز.

بديهيًا خمن عقله من المقصودة، ونطق لسانه باسمها، كأنما يفكر بصوتٍ مسموع:

-"فـ..فيروزة"؟

أومأ "سلطان" برأسه مؤكدًا:

-أيوه، هي اللي عليها العين والطلب.

في حين أضــاف "بدير" وهو يشير بيده:

-النهاردة بس مجرد فتح كلام، ونحدد معاك ميعاد مناسب نطلبها فيه رسمي حسب الأصول.

علق عليه والده مؤيدًا إياه:

-مظبوط، ما هو الأصول ماتزعلش حد.

ظهرت أمارات السعادة على وجه "خليل"، وأردف يخبرهم وهو يدور بنظراته على ثلاثتهم:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الرابع - كاملةWhere stories live. Discover now