الفصل 19 ⭐

9.5K 244 60
                                    

افترقت طريقهما كل واحد الآن في مكان مختلف
فهد مكانه معروف بينما حياة لم تقرر بعد أين وجهتها
كانت جالسة في سيارة أجرة تنظر إلى غسان الجالس أمام النهر ، تسائلت كيف ستكون حياتها اذا وافقت على الرحيل معه !؟؟؟
إنه متزوج و حتى لو وافقت زوجته هي لا يمكنها أن تذهب معه
تحتاج البقاء بمفردها و تفكر في مستقبلها
قررت الرحيل من هذه المدينة إلى أن تجد حل لحياتها
ذهبت حياة إلى دار العجزة التقت بجدتها و أخبرتها كل ما حدث لها
حزنت الجدة عليها ثم سألتها عن ما إذا كانت نادمة على زواجها

ردت عليها بالايجاب فهي بالفعل نادمة و لو عاد بها الزمن لما أحبته
أصبحت تفكر ما إذا كانت بالفعل أحبته أو فقط كانت معجبة بشخصيته القوية أو بتصرفاته المغرية لم تعد تعلم لماذا أحبته
و لكنها تعلم أنها نادمة و لو عاد بها الزمن لما تركت عملها من أجله ...
و لكن الشيء الوحيد الذي تفكر فيه في هذا الوقت هو مكان لتمكث فيه

اقترحت عليها جدتها الذهاب الى منزل في ولاية أخرى كان يخصها و لكنه مقفل
في الحقيقة كان ذلك المنزل ملك لوالدة حياة و تركته بعد أن تزوجت من جاسم
كانت الجدة تمتلك المفتاح و العنوان ، اعطتهم لها ثم رحلت حياة إلى تلك الولاية
كانت بحاجة إلى الابتعاد و البقاء لوحدها

بينما كان غسان لا يزال هناك في انتظارها لساعات طويلة ، لم يرحل ، لعلها تأخرت لسبب معين ؟؟؟
ستأتي و سيحميها كان هذا هو أمله الوحيد
بينما مر الوقت وصلته رسالة مفادها : أعتذر لم آتي لا يمكنني المجيء معك ، ليس لأني أحب زوجي أو لشيء آخر و لكن ليس من الجيد أن نكون على اتصال ، أنا تركتك من أجل أختي و شعرت أن حياتي أفضل من دونك
و لكن الأمر لم يكن كما توقعته ، أنا نادمة لأني تخليت عنك و سعيدة في نفس الوقت
نادمة لأن حياتي تدمرت و سعيدة لأن حياتك تحسنت
أنت طيب و تستحق فرح ، أعلم أنك لا تزال تكن مشاعر لي لهذا لن آتي أبدا
آسفة يا غسان أريد شيء واحد فقط هو أن تقبل اعتذاري ...

دمع غسان عينيه ثم قال : وعدت نفسي أن تكوني لي و أن لا أتخلى عن حبك ، أنا أحب فرح و لكن ليس مثل حبي لك
حبي لك كان مختلف ، سأفعل المستحيل لكي احميكي منه ...

من جهة أخرى بقي فهد في الصالة يتدرب ، متأمل أن لا يفكر في حياة مرة أخرى و لكن في كل مكان كان يراها تمشي و تضحك
كان يتذكر ذكرياتهم
جلس على الأرض و صرخ بأعلى صوته و فجأة وضعت خلود يدها على كتفه ثم قالت : لقد اخلفت بعودك لي
التفت اليها و حضن قدميها ثم قال : لقد أحببتها أقسم لك أنني فعلت و لكنها قامت بخيانتي
خلود : حياة لا يمكنها أن تفعل ذلك
فهد : صدقيني لا يمكنني أخبارك بالسبب و لكنها فعلت و أنا متأكد من ذلك
خلود : لقد رحلت و لا أعرف مكانها
دمع عينيه و لم يرد عليها و لكنه اكتفى بتقبيل يديها ثم قال : هل فكرتي في الذهاب معها !
خلود : فكرت و اخترتك أنت
ليس لأني أحبك أكثر أو بشيء آخر و لكن أعلم أنك ستفعل شيء في نفسك
لا أستطيع خسارتك
بكى و هو ينظر إليها ، جلست على قدميها لامست وجهه ثم قالت : تزوجت منها لأنني طلبت ذلك ، تحسنت علاقتك معها من أجلي و لكنها حامل و أي مشكل كان لابد أن يحل
كيف لك أن تطلقها و أنت تعلم أنني أريدها هنا !!!
لا مكان لها يا فهد ، إنها وحيدة
عندما كنت في عمرها كنت أقيم في منزل بمفردي
عانيت كثيرا و بسبب بقائي بمفردي تعرضت للكثير من المشاكل
و أنت تعلم بها ، لهذا أخذها والد حياة ، أخذها من حضني ،
هل تتخيل ماذا سيحدث لها عندما تكون وحدها!؟؟؟
و هي لا تزال صغيرة ، لا تعرف شي
حياة لم تذق طعم الحياة ، سميتها حياة لتحضى بحياة أفضل و لكنها تتعذب
فهد : أنا آسف يا أمي ، مهما قلت لك لن تتفهمي موقفي
يمكنني أن أقول لك أنني لم اظلمها الشيء الذي فعلته هو الصحيح بل لو كانت امرأة أخرى كنت لأقتلها ، و لكنك أمي و لم أرغب في إثارة مشاكل
صدقيني أنا أيضا مجروح ، حزين و مكتئب
أحببتها بشدة أقسم لك أنني فعلت
دمعت خلود عينيها قائلة : و لكنك تركتها
فهد : سأفعل المستحيل لكي تحضى بحياة جميلة ، سأبحث عنها
خلود : اتصلت بي جدتها أخبرتني أنها ذهبت لرؤيتها
و أنها تريد الابتعاد عن هذه المدينة
لقد ذهبت إلى منزلي القديم ، اذا كنت بالفعل تعتبرني أم لك حاول أن تفهم الموضوع
لا تتسرع لا تتخلى عنها
فهد : لا تكرهيني ، حاولت.....
خلود : أريدها بقربي ، لا أريد أن أموت قبل أن تعرف أنني والدتها
لقد انقذتني و هل جزاها البقاء لوحدها !؟؟
ضغط فهد على يده قائلا : لقد خانتني كيف لي أن اتقبل هذا !؟؟؟
خلود : حياة تحبك بشدة ، و سيأتي اليوم الذي تتأكد فيه من ذلك ....

عشقت معذبي Where stories live. Discover now