افترقت طريقهما كل واحد الآن في مكان مختلف
فهد مكانه معروف بينما حياة لم تقرر بعد أين وجهتها
كانت جالسة في سيارة أجرة تنظر إلى غسان الجالس أمام النهر ، تسائلت كيف ستكون حياتها اذا وافقت على الرحيل معه !؟؟؟
إنه متزوج و حتى لو وافقت زوجته هي لا يمكنها أن تذهب معه
تحتاج البقاء بمفردها و تفكر في مستقبلها
قررت الرحيل من هذه المدينة إلى أن تجد حل لحياتها
ذهبت حياة إلى دار العجزة التقت بجدتها و أخبرتها كل ما حدث لها
حزنت الجدة عليها ثم سألتها عن ما إذا كانت نادمة على زواجهاردت عليها بالايجاب فهي بالفعل نادمة و لو عاد بها الزمن لما أحبته
أصبحت تفكر ما إذا كانت بالفعل أحبته أو فقط كانت معجبة بشخصيته القوية أو بتصرفاته المغرية لم تعد تعلم لماذا أحبته
و لكنها تعلم أنها نادمة و لو عاد بها الزمن لما تركت عملها من أجله ...
و لكن الشيء الوحيد الذي تفكر فيه في هذا الوقت هو مكان لتمكث فيهاقترحت عليها جدتها الذهاب الى منزل في ولاية أخرى كان يخصها و لكنه مقفل
في الحقيقة كان ذلك المنزل ملك لوالدة حياة و تركته بعد أن تزوجت من جاسم
كانت الجدة تمتلك المفتاح و العنوان ، اعطتهم لها ثم رحلت حياة إلى تلك الولاية
كانت بحاجة إلى الابتعاد و البقاء لوحدهابينما كان غسان لا يزال هناك في انتظارها لساعات طويلة ، لم يرحل ، لعلها تأخرت لسبب معين ؟؟؟
ستأتي و سيحميها كان هذا هو أمله الوحيد
بينما مر الوقت وصلته رسالة مفادها : أعتذر لم آتي لا يمكنني المجيء معك ، ليس لأني أحب زوجي أو لشيء آخر و لكن ليس من الجيد أن نكون على اتصال ، أنا تركتك من أجل أختي و شعرت أن حياتي أفضل من دونك
و لكن الأمر لم يكن كما توقعته ، أنا نادمة لأني تخليت عنك و سعيدة في نفس الوقت
نادمة لأن حياتي تدمرت و سعيدة لأن حياتك تحسنت
أنت طيب و تستحق فرح ، أعلم أنك لا تزال تكن مشاعر لي لهذا لن آتي أبدا
آسفة يا غسان أريد شيء واحد فقط هو أن تقبل اعتذاري ...دمع غسان عينيه ثم قال : وعدت نفسي أن تكوني لي و أن لا أتخلى عن حبك ، أنا أحب فرح و لكن ليس مثل حبي لك
حبي لك كان مختلف ، سأفعل المستحيل لكي احميكي منه ...من جهة أخرى بقي فهد في الصالة يتدرب ، متأمل أن لا يفكر في حياة مرة أخرى و لكن في كل مكان كان يراها تمشي و تضحك
كان يتذكر ذكرياتهم
جلس على الأرض و صرخ بأعلى صوته و فجأة وضعت خلود يدها على كتفه ثم قالت : لقد اخلفت بعودك لي
التفت اليها و حضن قدميها ثم قال : لقد أحببتها أقسم لك أنني فعلت و لكنها قامت بخيانتي
خلود : حياة لا يمكنها أن تفعل ذلك
فهد : صدقيني لا يمكنني أخبارك بالسبب و لكنها فعلت و أنا متأكد من ذلك
خلود : لقد رحلت و لا أعرف مكانها
دمع عينيه و لم يرد عليها و لكنه اكتفى بتقبيل يديها ثم قال : هل فكرتي في الذهاب معها !
خلود : فكرت و اخترتك أنت
ليس لأني أحبك أكثر أو بشيء آخر و لكن أعلم أنك ستفعل شيء في نفسك
لا أستطيع خسارتك
بكى و هو ينظر إليها ، جلست على قدميها لامست وجهه ثم قالت : تزوجت منها لأنني طلبت ذلك ، تحسنت علاقتك معها من أجلي و لكنها حامل و أي مشكل كان لابد أن يحل
كيف لك أن تطلقها و أنت تعلم أنني أريدها هنا !!!
لا مكان لها يا فهد ، إنها وحيدة
عندما كنت في عمرها كنت أقيم في منزل بمفردي
عانيت كثيرا و بسبب بقائي بمفردي تعرضت للكثير من المشاكل
و أنت تعلم بها ، لهذا أخذها والد حياة ، أخذها من حضني ،
هل تتخيل ماذا سيحدث لها عندما تكون وحدها!؟؟؟
و هي لا تزال صغيرة ، لا تعرف شي
حياة لم تذق طعم الحياة ، سميتها حياة لتحضى بحياة أفضل و لكنها تتعذب
فهد : أنا آسف يا أمي ، مهما قلت لك لن تتفهمي موقفي
يمكنني أن أقول لك أنني لم اظلمها الشيء الذي فعلته هو الصحيح بل لو كانت امرأة أخرى كنت لأقتلها ، و لكنك أمي و لم أرغب في إثارة مشاكل
صدقيني أنا أيضا مجروح ، حزين و مكتئب
أحببتها بشدة أقسم لك أنني فعلت
دمعت خلود عينيها قائلة : و لكنك تركتها
فهد : سأفعل المستحيل لكي تحضى بحياة جميلة ، سأبحث عنها
خلود : اتصلت بي جدتها أخبرتني أنها ذهبت لرؤيتها
و أنها تريد الابتعاد عن هذه المدينة
لقد ذهبت إلى منزلي القديم ، اذا كنت بالفعل تعتبرني أم لك حاول أن تفهم الموضوع
لا تتسرع لا تتخلى عنها
فهد : لا تكرهيني ، حاولت.....
خلود : أريدها بقربي ، لا أريد أن أموت قبل أن تعرف أنني والدتها
لقد انقذتني و هل جزاها البقاء لوحدها !؟؟
ضغط فهد على يده قائلا : لقد خانتني كيف لي أن اتقبل هذا !؟؟؟
خلود : حياة تحبك بشدة ، و سيأتي اليوم الذي تتأكد فيه من ذلك ....
YOU ARE READING
عشقت معذبي
Random#03 روايات في 18/03/2022 عن فتاة عشرينية تجبر على الزواج من رجل اكبر منها رجل أربعيني بسبب الظروف المادية التي تواجهها عائلتها رغم حبها لرجل آخر إلا أنهم يبيعونها لرجل أغنى و أقوى ستقع في حبه بكل سهولة فمن لا يمكنه الوقوع في رجل يعرف كيف يتعامل...