الفصل الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

تنهد زياد بهم , وهو يمسح وجهه بقوة , ليسأل لورنا الفاقدة أعصابها أساسا :
- أليس أخبرتنا أنهم وجدوا بقعة دم في المكان حيث هربتما منه , لمن كان ؟
تصلب جسدها حين سمعت هذا السؤال الغير متوقع , ثم ضحكت :
- أنا متفاجئة , لمَ لمْ يجروا تحليل فحص الـ DNA ؟
لم يرد عليها زياد , ينتظر الإجابة , وأكملت هي :
- كان دمي , سقطت على وجهي ههههههههههه كان موقفا عصيبا وجميلا في ذات الوقت .
عادت بذاكرتها إلى ذلك الموقف .
حين ركضا ناحية الباب الحديث , ثم وقفا أمامه .. تمكنا من فتحه بطريقة أو أخرى .
حين غمرتهما السعادة , وبكتا من شدة الفرح
تفاجئا من خلو المكان من أي سلم .
كيف سينزلان الآن ؟
جلست لورنا على ركبتيها بصدمة وهي تجهش بالبكاء دون صوت .
جوليا بقيت واقفة , بملامح واجمة .
غير مستوعبة ما ترى .
كيف ذلك ..!
ماذا يعني هذا الشيء ..!
شهران من العذاب والمعاناة وألم الإنتظار , ألم الذل والمهانة .
وهذه هي النتيجة ..!
يا رب رحمتك ولطفك .

تنهدت بحزن :
- لنعد إلى حيث أتينا منه يا لورنا , ليس هناك أي مهرب من هذا المكان البائس .
التفتت إليها لورنا بفزع , وهي تمسك بقدمها :
- لا جوليا , لا .. لن أرضى بذلك , أبدا .. أرجوك جوليا , أنا لم أتحمل كل ما حصل طوال الشهرين لأستسلم في النهاية , دعينا نهرب .
نظرت إليها جوليا متفاجئة وهي تجلس :
- ولكن كيف ؟ لورنا هل ترين ما أراه ؟
- نعم أرى ما ترينه , ليس هناك أي سلم ينزلنا إلى الأسفل , ولكن .. ولكن , يمكننا .. نعم , يمكننا أن نقفز , لسنا بذلك العلو .
اتسعت عيناها بذهول :
- أنتِ لستِ بوعيك لورنا , هل مرضتِ حقا ؟ تريدين أن تقفزي من هنا ؟ يا لغبائك يا لورنا , هل تفضلين الموت على البقاء هنا ومواجهة بعض المصاعب .
بكت لورنا مرة أخرى بانهيار :
- نعم يا جوليا , أفضل الموت , أقسم أني أفضل الموت .. على البقاء هنا وتذوق كل هذه الآلام .
لانت ملامح جوليا , وهي تتنهد وتعود لتنظر إلى الأسفل .
إلا أنها تفاجئت وبشدة , ثم غطت فمها تمنع نفسها من الصراخ .. وهي ترى لورنا تقف وتقفز .

وقفت ببطء لتنظر إلى الأسفل وهي تزدرد ريقها , تريد أن تصدق ما رأته بعينيها .
اتسعت حدقتاها أكثر وهي ترى ظهر لورنا , يعني أنها سقطت على وجهها تلك المسكينة .
بكت بخوف , ثم ذكرت الله .. وبقيت واقفة عدة دقائق .
قبل أن تغمض عيناها , وتقفز .
فسقطت جالسة وتأوهت بألم .
ظلت على حالها للحظات , مغمضة عينيها .. تتحسس جسدها .
تنفست بعمق , وهي تجلس ببطء .. تشعر بأن ظهرها انكسر من قوة السقوط .
لتتسحب وتتلمس ظهر لورنا , التي بقيت على حالها .
تسارعت دقات قلبها , وهي تظن أنها فقدت الوعي .
سحبت يدها حين تحركت لورنا , وجلست .. التفتت إلى جوليا , لتطلق صيحة فزع خافتة .
كان وجه لورنا مليء بالدم , الخارج من أنفها .
وجبهتها المتشققة , وبعض الكدمات هنا وهناك .
اقتربت منها أكثر وهي ترفع يدها وتتلمس بها وجه لورنا المنعدم تماما :
- يا إلهي , لورنا هل أنتِ بخير ؟

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح Where stories live. Discover now