زفير الروح (الجزء الثاني من أ...

By mamet_mo3az

13.5K 421 46

.. More

مقدمة الجزء الثاني
الأول
الثاني
الثالثة
الرابعة
الخامسة
السادسة
السابعه
الثامنة
التاسعة
العاشر
مش فصل
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٣
٢٤
٢٤ الجزء الثاني
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠

٢٢

330 11 0
By mamet_mo3az

زفير الروح 22

"أجتله وأغسل عارك ....ابن الحرام للموت يا طارق "

كان طارق قد تسلق عامودا ليصل إلى رف علوى بعد أن أنكسر السلم الخشبى الذى كان يستخدمه وذهنه لم يغادر غرفة الجده التى تقطنها زوجته مع هذا الحلم الذى يراه ينطفأ يوما بعد يوم ....

تخفو كأن الروح التى بداخلها تذهق تحت عجلات قطار ، لقد صار يؤمن أن بداخلها وحش يبتلعها بعد أن ظن ان النجاه ستكون على يد هذا المخلوق الجديد ...........

لم يفكر حتى الآن فى كون القادم أبنا له بقدر تفكيره بأنه المنقذ الذى سيجعله يحصل على ما أراد ،سيكون الدواء الذى يشفى العطب فى قلبها، يعتقد أنه لن يستطيع أن يكون أبا بأى حال من الأحوال ولكنه يؤمن بأن هذا القادم سيكون شاكرا جدا ومحبا لأنه أختار له امرأه رائعه لتكون أمه!

كانت كلمات حسن التى نطق بها من بين اسنانه وهو يرفع رأسه للأعلى قد نطقها بحرقة شديدة و سمع طارق أخر الجملة التى فى الواقع كانت قادرة على إنتشاله من افكاره ليرد بسرعة دون أن يدير رأسه بصوت عالى وواضح

" ولما أنت حامى كده ....مقتلتهوش بنفسك ليه "

قال الكلمات التى أنتهى اثرها على لسانه وبقيت عالقة فى قلبه ليجيب حسن

"خلاص مالكش صالح بالحكاية ديه ....أنا هشوف دكتور ينزل العيل ده ولو ماتت أهى غارت فى ستين داهية "

هل شعرت يوما بأن هناك خطأ فى مكان ما لا تعلمه ؟

أنكمشت ملامح طارق و أرتعش حاجبه الأيمن ليترك الحرير الذى يمسك به وأستدار بمنتصف جسده العلوى ليبقى معلقا بساقيه فقط

ليتسأل بحده من بدأ يفهم ولا يرغب فى ذلك بأى شكل

"انت بتتكلم عن مين ؟"

أنتفض حسن مجيبا بصوت عالى مستغلا المكان الفارغ إلا منه وطارق فالساعة الخامسة صباحا ولا يأتى أحد من العمال قبل السابعة بأستثناء طارق الذى يمتلك مفاتيح المخزن والمحل وكل ما يمتلكه العتمانى فى قرار ديكتاتورى أتخذه الرجل قبل عام عندما وضع سلسال مفاتيحه بيد أبنه الأصغر ليكون هو أول الواصلين الى العمل وأخر المغادرين منه الأمر الذى أعتبره طارق فى وقتها استعبادا و خدمة

" سمره وابنها "

الكلمة قد تكون طلقة ....قد تكون نواة يوارنيوم مشع أنفجرت من مفاعل نووى لتظل مدمرة قرونا للأمام وقد تكون ..........

لم يتمالك نفسه وهو ينزل للأسفل قليلا دون أن يترك العمود أو يتخلى عنه ، أستخدمه كقيد حتى لا تنفك زمامه فيقتل حسن لأن الأفكار التى أندلعت من خياله فى لحظة كفيلة بإحراق النجع بأكمله

ضغط على شفته السفلى و أتسعت فتحتى أنفه ليزيد أندفاع الهواء إليه وبشرته البيضاء أصبحت بركة دماء

" أبنى ....أنت عايز تقتل أبنى وأمه ....انت سكران قول أنك سكران "

تجمد حسن فى مكانه و أنفاسه بدأت تهبط .....هذه الأنفاس التى كانت تلهبة طوال الليلة الماضية التى لم يستطع فيها أن يغلق عينه ليردد بتقطع

" أبنك أزاى ... أنت ...أنت ما بتخلفش "

عندما تنشأ وحيدا مختلفا عمن حوالك .....عندما تكبر بلا حب أو عاطفة ...عندما يهلك جسدك المرض وتعرف أنه لن يقلق ذلك أحد وربما لو مت أسفل هذا الكوبرى النتن لن تكون أكثر قيمة من هذا الكلب الميت بجوارك

ستتعفن و تتحلل و الشخص الوحيد الذى سينزعج ربما من تؤذيه رائحة جسدك المتفسخ ، لن تهتم عندها برأى أحد أو كلمات أحد ، حتى ما يقولوه أمامك و يعتبره البعض إهانه وتجريح تمرره على أذنك دون أن تهتم

لا تبرر ولا تنتظر من أحد أن يفهم .....

يعلم أنهم جميعا لسبب لا يعلمه يظنون أنه عاجز و الأمر أكبر من ذلك بكثير رغم صغر سنه  و حداثه عمره ولكنه بالنسبة لهم محسوم مسبقا لأسباب ، لن ينكر أنه ذات يوما أراد أن يسألهم لماذا تظنون هذا ؟

لماذا يرون أنه كثيرا عليه حتى أن يكون رجلا ؟

ولكنه تراجع ورأى أنه لا فائدة من الكلام .....

أما أن يصل الأمر إلى هذا الحد .......

العصبية لايمكنها أن تحل موقف كهذا واللكمة التى تتعطش قبضتك لها لن تغير فكر ....

فقوة الفكر لا تحارب بالسلاح و لا يهلكها الدهر

بصعوبة سيطر على بركان الأنفعالات الغاضب والحزين بداخله

" ابن حرام *****************************"

فتح فمه بسيل من الألفاظ الغريبة و العبارات ذات المستوى المتدنى وقد نزع رداء الحياء عن وجهه ليرى حسن أمامه فتاً غريباً وشخصا لم يعهده

الفتى الذى كبر بين ظهرانيهم صامت يسبونه ولا يرد ، يلقون عليه وعلى أمه أفظع الأتهامات ولا يعطى بالا حرفيا يقوم بإحراقه ....رفع حسن كفه فى وجه طارق وقبل أن تصل إليه أوقفها فى المنتصف ممسكا بمعصم حسن فى قوة وهو يردد بمكر و قرف

" هو انت مراتك ماسكة مشيخه الأزهر وانا جايبها من جامعه الدول

لسانك هيتعدى حدوده هعرفه يسكت ازاى .... رجع أيدك جنبك أحسنلك، أنت فى مقام الحج ومش عايز أمد أيدى عليك "

كان حسن كمن تلقى للتو ضربه على رأسه يقف متجمدا ثبتت يده فتركها طارق الذى استبدلها  سريعا بتلابيب عباءته

" أنا مش عارف قالك ايه بس الى انت أكيد عارف أنى مستحيل ادارى عليه ولا أنا دايب فى بنت عمك عشان أشيل عنهم *****و لا فاتح ملجأ عشان أربى عيل مش صلبى ......زينب كان أخرها طلقة يا حسن ، طلقة مكنتش هفكر مرة قبلها لو ماكنتش أنضف من الملاية الى نايمة عليها.....فاهم ولا الحشيش طير مخك .....أنت عندك بنات يا حسن خاف عليهم من الى بتقوله ، وأفتكر أن أى واحدة فيهم هتشرد هموتها قدام عينك عشان تتأكد أنى مبسامحش فى عرض "

تركه طارق و على عكس توقعه لم يجيب حسن أنزل عينه للأرض وعلامات الندم قد تسربت إليه ....أرتاب من إحساس مخيف داهمة فلأول مرة يدقق فى وجه طارق بهذا القرب ليرى خلف لمعة عينه شخص آخر....

أستدار و خرج من المكان دون كلمة تاركا طارق المعلق فى الهواء يقفل أسنانه عن صرخه و يمنع نفسه من الوثوب فوقه ليخنقه ..........

لمحت عين حسن حين خرج فتاة متلفحة بسواد تدخل المحل وعلى الرغم من غرابة المشهد و الرائحة الأنثوية التى تستطيع فى كل مرة أن تجبره على الأستداره و لكن هذه المرة ثقل الحمل على كتفه !

كانت المتلفحه بالسواد تسير بخطوات غير متزنة وخلخالها برنته المميزة قادرا على جذب الأهتمام رفعت رأسها لتنظر لهذا الكائن الملتف بساقيه حول العمود والذى ما ان رائها حتى صرخ

" بقولك ايه يا ست انتى احنا مش فاتحين روحى وتعالى مع الضهر يكون فى ناس فى الشارع ..... مين الى أذنك تنزلى دلوقتى ، انتى من ناس مين الى سابوكى تنزلى فى الوقت ده ، هى الناس اتجنت فى عقلها ولا ايه"

كشفت بسرعة المرأة عن وجهها وصاحت بقوة وعينيها منتفختين

"ستى مش فى الدوار و الكل طلع يرمح يدور عليها و خرجت أدور عليها فى الطريج "

لم يدعها طارق تكمل وهو يقفز من علوه و يصيح فى واد أخر

"ايه الى مخرجك فى الوقت ده والطريق مقطوع ......الى حصل ده مش هيعدى "

لتواجه هى بقوة

" بجولك ستك الى عندها تمنين سنة مش فى الدار جلبناها فوجيها تحيها وملهاش حس وانت عمال تتشملل وتجول جيتى لوحدك ولا خدتى أذن ، ما أخدتش أذنك يا طارق كيف يعنى هأخد أذنك وانت مش موجود ، حردوا كلياتهم يدوروا عليها وهجعد أنى فى الدار أولول زى الحريم "

وضع طارق يده على مقدمة رأسه وأجاب بزهق

" ما أنتى حريمى يا زينب والله ....ممكن بعد أذنك تجى معايا أرجعك البيت تولولى هناك ولا أفتح مكتب الحج تولولى جوه "

أمسكت زينب بجلبابها و صرخت

" أشج خلجاتى ويجولوا البت اتجنت "

ليرد هو ببرود وهو يخرج مفتاح مميز من جيبه ويمسك بمعصمها

" لا يبقى ندخل المكتب بقى وتشجيها جوه براحتك ولا أقولك اشجها أنا بطريقتى "

ضربت قدمها فى الأرض بعصبية مجبره إياه على التوقف

" يا مرك يا زينب .....أنت ما بتفكرش غير فى خلاجاتى "

هز رأسه لينفى بشدة وأجاب

" لا والله أبدا ....أنا بفكر فى الى تحت الخلجات "

أنهى جملته بإبتسامة باردة  لم تحتملها هى فأمسكت بذراعه ورددت بصبر

" رجع جدتك الدار وأنا تحت امرك"

نفذت الجملة إلى أعماق أعماقه وفتح عينيه بشدة ونزل قليلا بركبتيه لينظر مباشرة إلى عينيها ورأسيهما فى مستوى واحد ليهمس

" أنتى عارفة ان الكداب بيروح النار صح "

هزت رأسها مجيبة بنعم

ليكمل

"والى مش بيوفى بوعده يبقى منافق "

هذه المرة لم ترد وقد بدأت تشك بقواه العقلية ليستقيم هو مرة واحدة ....يشبك ذراعيه خلف ظهره و يتكلم بطرف أنفه

" بس انا مش هتحرك من هنا من غير عربون ....ومش هحدد أنتى وذوقك و تقديرك للمهمة الى رايحها "

وضعت كفها على صدرها تترجاه

" الى عايزه ...الى تريده...شوفها فين يا ابن عمى ، قلبك مش واكلك عليها ليكون جرالها حاجة ، ده انا اموت فيها "

عض طارق على شفته السفلى وأجاب و عينه مرتكزه على شفتها التى قد تبللت بدموعها بذهن شارد وصوت ضعيف

" بعد الشر عليكى .....فى البيت يا زينب ....ستك فى البيت قاعدة فى مكان ما بتكلم الباشا "

كان يردد ما يقول وهو يقترب منها ببطء بينما رفعت رأسها للأعلى وعقلها يلتقط أطراف خيط

" الباشا "

فأجاب هو بينما يدفعها بخفة إلى الخلف فى مرر ضيق مظلم مفضى إلى المخزن فرحا بشرود ذهنها وانصياعها التام له

" هو فى عندها غيرها حكاية البنت الفقيرة والباشا ، عبد الواحد والبنات اتلموا عليا امبارح و قالولى الجدة بتقول انت شبه الباشا وأكيد معاك فلوس كتير زيه .....قلبونى ولاد الحرامية "

كانت قد وصلت لنهاية الممر و توقف هو أمامها تماما ، مرر أصابعه على وجنتها ببطء وهو يردد بهمس

" أنا مش عايز أخلف عيل متشرد زى عيال الزعرات دولى ....أنا عايز حاجة كده بنت ناس ....شبه الباشا الى بتحكى عليه "

الباشا ....الباشا لم تكن زينب واعية تماما لما يحدث ولم يكن هو على وعى تام ليعرف أنها ليست معه ، فطوفان مشاعر المراهق لم تكن قد وجدت بعد مسكنها وسفينته كانت تبحر دوما عكس التيار .....

ترددت أصداء الكلمة بعقلها أكثر من مرة لتنتهى بشهقة وهى تدفع طارق بعيدا

" المدرسة .....فى المدرسة "

.........................................................................

يقف بمنتصف الأرض الزراعية المحيطة بالمدرسة والتى اشتراها منذ عدة أعوام رجل أعمال من مصر وأحاطها برجال يحموها محملين بالأسلحة ، الأمر الغير مقبول بالصعيد هو شراء الغرباء للأرض ولكن هذه المرة استثناء فالأرض كانت تابعة لأحد "بشوات " الزمن الماضى كان يقوم بتأجريها لرجال من نفس طبقته وعائلتهم لقضاء العطلات فيها فهى تقع بالقرب من النيل الذى أنحسر كثيرا بعد بناء السد ولكنه لا يزال قريبا منها ........

بعد الثورة تأممت الأرض ثم بعدها بسنوات بيعت فى مزاد علنى ولم يقدر سوى هذا المستثمر على شرائها

يعرف طارق تفاصيل بيع الأرض لأن العتمانى كان يرغب فى شرائها ولكنه فضل عليها أن يتوسع فى تجارته و هو أمر وافق هوى طارق

أما أن يقف الآن فى منتصفها يبحث عن جدته الثمانينية فهو الجنون بعينه،ما كان يجب أن يتبع رأى زينب التى أصرت على الذهاب للمدرسة وهى تردد بهذيان وتقسم بالأيامين المغلظة أنها متأكده من ذلك ....

كما أنها  لم تدعه حتى أقسم لها بأنه سيذهب إلى هناك ولن يعود بأى حال بدونها

سار إلى الأمام قليلا وهو يتوخى الحذر فالرجال فى كل مكان و أرتفاع الزرع يسمح له برؤية المكان كله وأيضا بسهولة كشفه لذا كان يمسح المكان بعينه ثم يتخطاه سريعا حتى وصل الى شاطىء النيل .....

ليست هنا....أنتهى الأمر ....سيعود

"طارج .....طارج ....أنت يا ود "

ضربة شمس و هلاوس سمعية تصيب من يستمع إلى كلمات زوجته المختلة ويحاول إرضاءها لأنها حبيبته وحامل .....

صوت جدته داخل رأسه هو فقط لأنه يبحث عنها منذ وقت طويل كالسراب تماما

نعم ......هذا سراب

فهل تقوم الهلاوس بإلقاء الحجارة عليك؟

هذا هو السؤال الذى طرحه طارق على نفسه وجسده يهتز من أثر حجر ألقى عليه ليصيب ظهره وعندما أستدار مرة أخرى

وجدها

فتح عينه وأغلقها أكثر من مرة و شعورا بالرعب يتسرب إلى أطرافه ليقف شعر جسده و يجف حلقه فعلى بعد ثلاثة أمتار كانت تقف

بجلباب أبيض مزركش يضيق بعد صدرها ثم يتسع

كما هى تماما المرأة العجوز المجعدة الوجه المحنية الظهر ، المرتعشة الاطراف تقف فى أول النهر فيصل الماء إلى كاحلها وضفيرتها الرمادية تنام على صدرها الذى يعلو ويهبط بصورة واضحة البيان ........

كانت قدماه تأخذانه ناحيتها كأنما مربوط بحبل تمسك هى بطرفه وتجذبه بينما المرأة ا بدأت أنفاسها تهدأ وأساريرها ترتاح كان هو فى المقابل تنسحب الدماء منه و تنكمش عظامه وكأنها تسحب الحياة منه إليها وعندما أصبحت المسافة بينهم خطوتين توقف ورمشيه أيضا توقفا عن الحركة ليظهر كتمثال من العصور الأغريقية السحقية حقيقى وخيال.

" يا واكل ناسك بنادى عليك بجالى ساعة ....طارج أنت أسمك طارج ولا غيرته يا مردوم ....هات يدك "

لم يستجب الفتى لها فأمسكت هى بيده تستند عليه ورددت

"مالك يا ود ....هتموت ولا إيا "

حرك شفتيه فى البداية دون أن يقول شىء وبعدها قال و قد شعر أنه على وشك أن يبلل ملابسه

" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...أعوذ بالله "

تقدمت السيدة العجوز بصعوبة خطوة للأمام لتضربه فى بطنه بينما تتحدث بعصبية

"شايف شيطان جدامك يا كلب ...بستعيذ بالله منى يا بجرة ، يا حمار حصاوى انت "

كانت الضربة مؤلمة ولكنه أيقين من سيل الشتائم أنها جدته فعلا وليست من الجن فهو لا يعتقد أن الجن يقول " حمار حصاوى "

ليطمئن قلبه بأنه نجا ورب الكعبة من أن يصبح أحد ضحايا النداهة وأنه يمكنه أن يصرخ و يشجب بحرية الآن

" ايه الى بتعمليه هنا ....جيتى ازاى وخرجتى أمتى "

جسدها كان يؤلمها بصورة متزايدة فهو لم يحتمل مشقة كهذه ولكنها أشارت لصبى فى السادسة  من عمره يركض من بعيد بعرجة فى ساقه رفع كلا ذراعيه ليلفت أنتباه عمه إليه بينما  تجيب بصوت ضعيف مرهق

" خرجت أنى وعبد الواحد بعد الفجرية ، ركبنا عربية و نزلتنا إهنه أخد مننا شىء وشويات على الطريق "

فأجابها طارق بغل وهو يمسك بخصرها يساعدها على الوقوف شاعرا بأنها على وشك التهالك

" عبد السلام ابن خليفة ....هو كلب الفلوس الى ممكن يعمل كده ، هسفف أمه تراب الأرض و الله لأعلقه على باب المحل زى الدبيحه وأخلى الى جاى والى رايح يتفرج عليه "

أقترب الصبى الصغير من الشاطىء وأستمع إلى كلمات عمه الذى ألتف ليوبخه هو أيضا

" وانت حسابك معايا بعدين عشان انا الى عمتك راجل "

أرتعب عبد الواحد من نظرات طارق قبل كلماته ....فهذا العم الذى يلعب معه دائما و يضرب هؤلاء الأطفال الذين يتنمرون على عرجته

له وجه يعرفه الجميع .....وجه يضرب فيه الناس بقسوة و ترسل عينيه نظرات تجعلك تلقى نفسك فى النار فقط لتتخلص منها ......

أختبأ الفتى خلف شجرة ورغم أنها كانت بعيدة إلا أن طارق كان يراه و يده لازالت محيطه بخصر العجوز ليردد بجمود

" أنتى جيتى هنا ليه ؟"

وتجيب هى ببساطة

"عايزة استحمى يا ولدى "

لم تثير الكلمة حفيظته فبالتأكيد جنت المرأة و يجب أن يقوموا بإغلاق باب البيت بعد ذلك و سيحاسب شيوخ الغفر على هذا التقصير ومع هذا أجاب وهو يحاول دفعها للأمام

" ليه هو الحمام فى البيت قصر معاكى فى حاجة ....أول ما تروحى نقول لزينب تدخلك الحمام وتحميكى على طول فى هناك ميه سخنه وبارده "

شعرت المرأة بغصة وحزن شديد من كلمات طارق التى كان يلقيها كأنما يحاول كسب ود طفل صغير يبكى فى الطريق فرددت بكسرة

" أنا مش مجنونة يا ولدى ....مش إكمنى كبربت وشعرى شاب وضهرى أنحنى أبجى خرفت و تعاتبنى زى العيلة الصغترين ...إكده برضك "

لمعت عين طارق و شعر بوخزة فى قلبه فخلع "الكاب " الذى يرتديه ووضعه على رأس العجوز التى لا تصل إلى صدره ليتحدث بنبرة محببة

" كلهم قلقانين عليكى والمجنونة بتاعتى طلعت تجرى فى الطريق و عمر مكان يجى على بالى أصلا أنك خرجتى فعلا من البيت ، أنا لغاية دلوقتى مش مصدق ايه الى جابك هنا وأكيد ابويا وعمى قلبوا الدنيا ....الشمس حامية  وممكن تمرضك ....روحى استريحى ولما الشمس تغيب والجو يطرى شوية أنا  هجيبك بنفسى وبعدين ما البحر قريب من دارنا ايه الى يجيبنا هنا و عرفتى ازاى المكان ده "

أجابته برعشة

" البحر إهنه غير بحر العتامنة ........هيجيلى إهنه ....هشوفه إهنه يا ولدى ...اللقا بعد البعد علينا حق "

نطقت حق ....نطقت القاف بقوة منطقها فى الكلام وعادت هذه المرأة لقول كلمات لا يفهما طارق .....

فرد بسرعة

" نروح ....يالا نروح مش عجبانى الوقفة ديه شوية والمدرسه هتفتح أفرض جه واحد دلوقتى قالى جوزنى ستك الحلوة ديه ....يرضكى تقوم الحرب العالمية التالتة عشانك "

خارت قوى المرأة وكادت أن تسقط ....شعر بأنها هلاما يحيط به ولكنها أمسكت بقميصه بأظافرها

وأجابت

" كداب ....أنت كداب "

هز طارق رأسه نافيا

" أكدب ليه طيب ...أنتى حلوة بجد.... أحلى من زهرة يمكن حتى عريسها يسيبك ويجى يخطبك أنتى أعمل  أيه بقى ساعتها ... أقتله !"

المرأة هى المرأة .....تلك الفتاة ذات الضفريتين التى تحمل حقيبتها وتتخطى بوابة المدرسة مسرعة وهذه العشرينه فى العمل وحتى تلك الثمانينية التى لا تقتنع بأن من حولها يتناولون الطعام أبدا كلهن  يخجلن من الغزل وتحمر وجنتيهم وتزوغ أبصارهن خفرا .....

أبتسمت الجدة وتركت تشبثها بقميص حفيدها و نظرت له من الأسفل

" عيب ...عيب يا ود تجول الكلام الماسخ ده على جدتك ....أنى ست كبيرة وليا هيبتى فى العتمانية ،كلمتى سيف على الصغير والكبير "

ثم تغيرت لهجتها فى الحديث لتتسأل بجدية و قدامها  أخذتا فى الأعتياد على المياه تحتها

" أنت عارف ان أبوك هو الى جوزنى .....برود الأنجليز بيجرى فى دمه لكن أنت طالعالى صعيدى و دمك حامى "

ليتسأل طارق بأستغراب

" ابويا جوزك ازاى يعنى "

فأجابت هى

" زى الناس يا ولدى ....أبوك طول عمره مجلع و عمره ما شبع ...كان رايد يبجى جوى ، ساب العلام بدرى بدرى وجر معاه عمك وما فتحتش خشمى جولت يا بت سيبهم ربيوا من غير أبو ....ضهرهم محنى وعايزينه يجوى، رايدين حاجة يتصلبوا عليها من كسرة الأيام ...كانوا بيغيبوا بالشهور بيشتغلوا فى كل أرض فيها رزق لحد ما جانى يوم و جلى العمدة رايد يتجوزك يا اما وأنا وافجت كنت خابره مليح أنه رايد يبجى فى مجام ابن العمدة الى لاعنده عيل ولا تيل... أتجوز كتير ومخلفش وعشان خاطره أتجوزت العمدة لأجل يفرح ويكبر ويجوى ....ولدى ومحبش أعز عليه حاجة واصل حتى لو كانت نار بتحرجنى و تكوينى وشيلت من العمدة الى مكانش بيخلف أبنيه وملحجش يفرح بيها يا نضرى مات والى بجى العمدة بعده أخوه فأتجوز أبوك عمتك سعاد وعمك خد أختها ....أنا تعبت يا طارق روحنى ديه حكاية ماسخة "

كان الأمر قد أستولى على نفس طارق الذى أخذ يتحرك بخطوات بطيئة ليجارى خطواتها ورأسه عالق فى هذه القصة التى يعلم تكملتها ....يعلم بأن والده هو من زوج أخته الصغيرة من رجل يكبرها بأربعين عاما وأنها ماتت بسبب نزيف فى ليلة دخلتها

كان الرجل عضوا بمجلس الشعب ولديه نفوذ واسع ، يعرف والده جيدا وحرصه على الثروة والنفوذ ولكن أن يصل الأمر لتزويج أمه ؟!!!!

هتفت المرأة بصوت ضعيف بينما طارق يجلس على ركبتيه و يقوم بعصر ذيل جلبابها الذى وصلت إليه المياه بعد أن قام بنفض جلبابها الأسود وساعدها لترتديه فأخذت تردد وهى تتابعه من أعلى

" أنت لساتك بتفكر ازاى أبوك جوزنى وأنت بتغير عليه وهو راجل "

أنقلبت ملامح طارق و رفع وجهه لتشاهد إستيائه ولكنها أكملت

" العتمانى حكالى أنك ما رضيتش بالعروسه الى كانوا جيبنهاله ، خايف واحدة تاجى تشاركك فيه "

أثارت كلماتها حفيظة طارق ليجيب بحدة وهو يستقيم

" لما يبقى يعاملنى زى ولاده مش نفر ما الأنفار بأجره فى أخر اليوم أقل منهم كمان "

مدت المرأة يدها لتمسك بذراعه وتتكأ عليه مرددة بطريقة إرادة بها إغاظته

" من ورا قلبك ....فى نفر ما الأنفار معاه مفاتيح ودفاتر العتمانى ، مين من أخواتك يعرف أبوك بيحط فلوسه فين غيرك و حجج ملكية الأراضى مع مين يا ولدى ......فكرك أبوك ما يعرفش مين الى حرق المخزن ليلة كتب كتاب زينب و ماجد "

نبضة زائدة بقلبه كانت رده فأكملت الجدة

" ما تخافش إكده .....أبوك فاكرك حرقت المخزن لأجل تكسر فرحة ماجد بعد ما سبك جدام الخلج ، خصوصى ان المخزن كان هو الى ماسكه وجلى فدى طارق المخزن بالى فيه المهم ما يشيلش فى قلبه حاجه ....ياولدى العتمانى ماحبش جبل سابق عينه ما تقدرش تشوفه الى بشوفه فيك ، مش جولتلك دول بيجرى فيهم عرق الأنجليز ما يعرفوش الفورة الى باتضرب فى النفوخ ديا ....أنا وانت بس يا ولدى الى ممكن نحرق ونقف نتفرج على النار "

صمته وعدم رده هذه المرة كانت تأكيدا منه على صحة ما تقول فلن يجادل هذه المرأة مرة أخرى .....هى تعرف أنه يحب سمرة وتعرف أنه من حرق المخزن إنها حتى تعرف أنه يغار على والده وهو شىء يخجل منه ومن مجرد التفكير فيه ، فهو واقع ضمن دائرة المحظورات التى لا يعترف بها حتى لنفسه ...........

يجهل حقا "عرق الأنجليز " الذى تذكره مرارا كلما أرادت سبهم .....

الجدة التى كانت تنتظر رؤية القصر منذ أسبوعين أصابها إحباط كبير والسيارة تمر أمامه لتراه لأول مرة منذ سنوات طويلة لا تعرف عددها شاخ جدا كما شاخت هى إلى الحد الذى لم تتعرف عليه عندما مرت من جواره فى الصباح ......تظن الآن أنه لن يتذكرها !

..........................................................

أسدل الستار عن الحاضر بكل ما فيه و جاء الماضى من الخلف قويا كأنما تعاصره لحظيا ....تحمله فى قلبك ويحملك هو فى عقله

تقف بعيدا .....خلف ذلك العمود الذى يحاكى فى بنائه وزخرفته أعمدة المعابد ترتدى قميصا حريرا بحمالات رفيعة ، جسدها الذى قد بدأ يتفتح منذ شهرين تقريبا وكانت تخجل منه لسبب ما هذه السيدة التى تساعدها بإرتداء ملابسها وتحممها مرغمة تصر على جعله ظاهرا للعيان وتهمس فى أذنها بلغة متكسرة

" مسائده "

منذ حادثة الجلد فى هذا اليوم المشئوم لم يغادر القصر بقى بجوارها طوال الأيام الماضية .....مرضت مرضا شديدا فكان يضع فى جسدها هذه الأبر الطويلة التى لم تكن تشعر بها فى البداية ولكنها أصبحت مؤلمة جدا قبل أن تتماثل فى الشفاء .وقبل قليل قامت من نومها لتجد أنها قد استعادت نشاطها وقوتها ......فقررت ترك الغرفة الكبيرة والهروب لتعود إلى بلدتها مرة أخرى فهى لن تبقى مع هؤلاء تحت اى حال من الأحوال .....

وصلت الى الطابق الأرضى الفسيح والمقسم إلى مدخل واسع فى نهايته بوابة وجدتها مغلقة فأضطرت أن تتجاوز الممرات وتفتح الأبواب المغلقة والتى كانت تحوى بداخلها صالونات ومكاتب لم يخطر فى بالها أن تكون موجودة فعلا .....كانت تمرر يدها على الكراسى وتقف على بعضها لتنظر إلى اللوحات المعلقة على الحائط بإنبهار ....الصور كأنها تنطق بالتأكيد هذه مملكة سليمان التى حكى عنها شيخ الجامع من قبل ....

بدأت تسير ببطء منتظرة أن تمر بقدمها على أرض تحسبها ماء وفى النهاية هى زجاج كما حدث لبلقيس ملكة سبأ .......

ستعود للقرية سريعا لتخبرين محمدين و فاطنة وسيدة عما رأت ....ستخبرهم عن ملك ملوك الجان طويل البنيان ، عريض المنكبين يحمل زرقة البحر فى عينيه وأشعة الشمس فوق رأسه ....يضع فى جسدك أبرا فيشفيه ، لقد ماتت صديقتها يوم أن أصابتها الحمى ولم يستطع "حلاق الصحة " أن يفعل لها شىء ولكن ملك ملكون الجان بأذن رب الرحمن يشفى من الأمراض و يعيد العافية إلى الأجساد ....

كلما خطت خطوة للأمام تأكدت من فكرتها .....لقد تزوجت جنى

تزوجها ملك ملوك الجان إذن ، الخاطرة التى مرت ببالها جعلتها ترتجف سعادة وفرحا ولكنها لم تجعلها تتنازل عن حرصها بالسير على أطراف أصابعها حتى لا تسقط فى اللجة

صوت جميل صدح على حين غرة من الغرفة الوحيدة التى لم تدخلها كان الباب مفتوحا ورأته هناك

يجلس على كرسى كبير وهو يرتدى "بيجامة " صعبه بالتأكيد لتنطقها رغم أنها تكررت على مسامعها كثيرا ...حريرية زرقاء و يمدد ساقيه على طاولة صغيرة أمامه وهذا الغناء يأتى من مكان ما فى الحائط .....

بالتأكيد هذا هو صوت "العفاريت الصغيرة " التى تغنى لتطرب الملك و تسعده وهى لا تراهم بالتأكيد لأنها من البشر ولكن آلا يعرف هؤلاء أنها أصبحت زوجة الملك وأنهم يجب أن يظهروا لها ليطربوها هى أيضا !

فتح عينيه مرة واحدة فأرتجت وحاولت الهرب فنادى بصوت قوى

"غالية .....برنسس....غالية ...أعتقد أن الهروب من شيم الجبناء وأنا كان فى ذهنى أنك أقوى من الخوف "

أنتفخت أودجاها كديك شركسى يصيح قبل الفجر وتقدمت منه محافظة على السير على أطراف أصابعها فأشار إليها لتقترب أكثر وعندما أصبحت على بعد ذراع منه ألتقطها سريعا ليكتفها مجلسا إياها على ساقيه بالقوة محاولا بصعوبة الوصول إلى قدمها وسط صراخها العالى ليجيب هو معترضا

" رجلك بخير مش كده ...أعتقدت أن أعصابك الطرفيه اتأذت من الحمى ، خوفتينى يا سمو الهانم "

هدأت قليلا لأن الكلمة التى نطق بها جزافا أستفزتها إلى حد كبير لتهدر

"انت مبتخافش صوح؟ "

بإبتسامة جانبية أجاب

"أعتقد أن عدم الخوف ديه مهارة أنتى بتنفردى بيها يا هانم لكن لما المهارة ديه توصل لحد الهروب من بيت زوجك يبقى تهور يمكن والدتك ما أمتلكتش الفرصة الكاملة للتوضيح فأسمحيلى أنا أتولى المهمة ديه

البنت إذا خرجت من بيت أهلها وأنتقلت لبيت زوجها فبيت زوجها أصبح بيتها و أهل زوجها أصبحوا  أهلها"

أراح ذراعه حول ظهرها فى حين أمسك طرف جديلتها بكفه الأخرى وأكمل بنبرة ناعسة

"و أنا  أصبحت وطنك .....عارفة يعنى أيه وطن يا غالية...الكل بيقول أنه حدود الأرض و الأبحر المحيطة بيها والجبال حتى مناجم الفحم وباقى الآثار والتاريخ لكن لما يتقدم بيكى العمر  هتعرفى أن الوطن الحقيقى هو الى بيفضل لما الحدود تتغير و الأوطان تفقد لغتها والأشخاص تضيع هويتهم .....الوطن هو الباقى من ذكرى لما كل حاجة تروح حتى الشمس تتدفن فى كتا كومب ....أنا قررت أنك تبقى وطنى يا هانم وياريت يجى اليوم الى تسامحينى فيه على قرارى وتعذرينى "

أنفصلت عنه منذ زمن يقول كلمات مهمة هكذا تشعر ولكنها لا تفهمها لذا قررت منذ مدة تركه يتحدث والأصغاء إلى المغنى صاحب الصوت الرائع لتقاطع صمته المطبق بتساؤل

" أنا رايده أشوفه "

تجعت مقدمة رأسه وأجاب سؤالها بسؤال

"مين الى عايزة تشوفيه "

"الى بيغنى ....رايده أشوفه قوله يظهر لغاليه مرات الملك "

لم تتوقع هذا ولكنه ضحك بصوت عالى مغمضا عينيه بقوة

" مع الأسف يا هانم زوجك مجرد طبيب ولقب البشاوية حصلت عليه من شهر واحد بعد ما أشرفت على جراحة لجلالة الملكة و يكون فى علمك أنا مستحيل أتخلى عنكى حتى للملك .....الحرب العالمية التالتة تقوم فداء لعروس النيل "

تهللت أساريرة مرة واحدة وأنزلها مرددا بمرح

" تسمحيلى بالرقصة ديه"

نظرت له بوجه تحمله علامات القرف وأجابت

" بترجص زى الغوازى ...ملك الجان "

لم يعطها بالا وهو يمسك بيدها ليديرها حول نفسها ....يتركها ثم يقربها...يشد على خصرها ويجبرها على التمايل معه  يضحك ويصيح

" أعملى زيى ....بسرعة ...أسرع برنسس "

رفعها ليحضتنها بين ذراعيه القويتين وأخذ يدور بها حول نفسه بسرعة وهو يوزع قبلات متفرقة بأنحاء وجنتها وعنقها دون أن تفارقه تلك الضحكة التى أنتشرت إليها كفيرس فى الهواء  فأشرقت الغرفة بسعادة غريبة كأن الحوائط أصبحت تشاركهم الجنون حتى حين أنزلها على الأرض وهى عاجزة عن الوقوف فأخذت تحرك رأسها وقلدها هو بينما يزم شفتيه وتضحك عيناه

وعبد الوهاب يصدح من قريب

آه لو كنت معي نختال عبره... في شراع تسبح الأنجم إثره

حيث يروي الموج في أرخم نظرة... حلم ليلة من ليالي كليوبترا

حتى توقف فجأة عن الغناء فأستدار ناظرا فى إتجاه طاولة مثبت فوقها بوقا كبير ليجد والدته تقف هناك مكتفة الأذرع تنظر إليه نظرات محرقه لتجرى الصغيرة و تقف خلفه تحتمى به من هذه المرأة التى وعدتها قبل ذلك أنها ستقتلها ولازالت نظراتها يوم الجلد كابوس أحلامها

" تهوغ يا باشا و صبيانية لا تحتمل ..... "

حاول رسم الجدية  على ملامحه و أجاب بصوت واثق

" أحنا هنطلع نرقص فى التراس ....أحم... أقصد ننام فى أوضتنا "

لتجيب المرأة بأنف شامخ

"يا باشا ....واصلك تلجرام من سانت روزا كاليفورنيا وأفضل أنك تشوفه الأول وتراجع الخطابات من الصليب الأحمر "

.....................................................

ربما تتوقف الحروب فى الخارج لكنها لا تتوقف أبدا بداخلنا

Continue Reading

You'll Also Like

208K 9.3K 39
_هلي أحن أليكم ثم أتذكر أنكم ظلمتوني فأصمت وجعآ _ماكنت أحسب هلي يرجون لي ألمآ لاكن رموني بسهمآ هد أركاني *********** _هل انته عوضي عن كل أحساس وحش حس...
2.5M 158K 41
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...
244K 11.8K 44
فتاه يتيمه الاب والام تمت تربيتها عند عمها اخ اباها ولكن بوسط الكره والحقد تذهب أسيرة إلى داع١١ هل يا ترى يأتي شخص ويخرجها من هل عذاب؟ ام القدر لها ق...
1.6M 32.9K 127
للكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعده...