انحنى شانغ كي على البطانية الناعمة وأغلق عينيه للراحة. وقد أعيد تضميد جراحه و ارتدى رداءا جديد. كانت الواجهة مفتوحة قليلاً ، مما سمح برؤية زهرة السماء المشتعلة الحمراء الباهتة على صدره. تدفقت خصلة من شعره متناثرة على البطانية.
أمسك تايلور ببعض خيوط الشعر في يديه وتحدث فجأة ، "شانغ كي ، بعد أن نختم الشجرة ، ستعيش معي ، حسناً؟ اسمح لي أن أعتني بك."
فتح شانغ كي عينيه ونظر إلى تعبيره الجاد قبل التحدث بابتسامة ، "يمكنني أن أعتني بنفسي."
"أنت تعرف ما أقصده." كانت نظرة تايلور مليئة بالتفاني ، نيران خافتة تلمع في أعماق عينيه.
"تايلور ، من الأفضل ألا تنسى أنك أمير." قال شانغ كي وهو ينظر إلى بوبو ، التي كانت نائمة على بطنه.
"لقد تخليت بالفعل عن ميراثي عندما بلغت سن الرشد ، وأنا الآن مجرد فرد عادي في الأسرة الإمبراطورية". كانت نبرة تايلور حذرة و تابع ، "قد لا أتمكن من السماح لك بالتفاخر بوضعك علانية ، لكنني أتعهد بأن أكون مخلصًا لك طوال حياتي".
تأثر قلب شانغ كي. يبدو أن هذا الرجل يقع في كل مرة له. من الواضح أنه لم يكن لديه أي ذكريات عن العوالم الماضية ، و لكن كان بإمكانه دائمًا العثور عليه بين حشد من الأشخاص الآخرين ، وإعطائه قلبه.
تجاهل كل من الجنس والهوية ، كان يركز على مشاعره لدرجة أنه جعل من الصعب مقاومته.
علم شانغ كي أن قلبه قد تأثر بالفعل وأنه يريد حقًا أن يحبه بدون قلق. و مع ذلك ، قبل انتهاء مهمته الثالثة ، كان غير قادر على أن يعده بأي شيء.
"أنا آسف ، ولكن لا يمكنني أن أعدك". تم وضع وجبة لذيذة أمامه ليفترسها ، لكنه لا يستطيع إلا رفضها بلا رحمة.
"هل هذا بسبب هويتي ، أو جنسي؟" اجتاحت نظرات تايلور عينيه ، شفتيه ، فكه ، تفاحة آدم ، وعظم الترقوة ، واحدة تلو الأخرى.
أجاب شانغ كي: "لا ، بل بسبب هويتي وجنسي". كشخص متخصص في الموت ، شعر أنه كان عليه أولاً التخلص من الحثالة التي تسمى "إله الموت" قبل أن يتمكن من غمس إصبع واحد في الشاب الموعود.
(إله الموت: رجل حثالة؟ هل تريد المحاولة ومعرفة ما إذا كنت سأقتلك الآن؟)
"لا يمكنك تغيير هويتك." أمسك تايلور ذقن شانغ كي و وضع يده على خصره قبل أن يهمس في أذنه ، "لكن الجنس ، ربما يمكننا التغلب على ذلك."
في اللحظة التي سقطت فيها كلماته ، استبدلها اللسان الساخن المحترق لاستكشاف أذنه وامتصاصها.
"لا تتحرك". كبح تايلور رغبة شانغ كي في الابتعاد ، متحدثًا بصوت أجش ، "لا توقظ بوبو".
في حين تردد شانغ كي ، اجتاحت شفاه تايلور ذقنه إلى تفاحة آدم ، قبل المتابعة ...
"تايلور!" قام شانغ كي بتوبيخ الرجل الآخر بهدوء ، "توقف قبل أن تذهب بعيدًا."
رفع تايلور رأسه من صدره ، وعيناه تلمعان بمرح بينما كانت شفتيه تنحرف في ابتسامة باهتة ، "شانغ كي ، ليس الأمر وكأنك لا تشعر بأي شيء تجاهي."
لقد كنت أواجه صعوبة في المقاومة ، لذا ألا يمكنك أن لا تغريني من فضلك ، حسنا ؟!
قام شانغ كي بسحب وجه طويل ، وبذل قصارى جهده ليبدو صادقًا.
اتكأ تايلور بجانبه و ساعده على سحب البطانية التي انزلقت إلى وسطه إلى الأعلى ، وتحدث بلطف ، "لا تقلق ، حتى إذا كنت أريد أن أفعل شيئًا ، فهذا ليس المكان المناسب لذلك".
نظر شانغ كي إليه ، قبل أن يميل للخلف ويبتعد عن تايلور. ذهب للنوم وهو يمسك ببوبو.
شاهد تايلور الشخصين ينامان معًا. و لم يبعد نظرته لوقت طويل.
استمر قيصر ومجموعته في رحلتهم ، وفي الطريق ، التقوا بالعديد من المجموعات. مثلما قال فيليبين ، لم يكن أحد في حالة جيدة. دون استثناء ، تم غزوهم جميعًا من قبل التشي الشيطاني ، وكان اختلافهم فقط في درجة الشدة.
على الرغم من أن شانغ كي بذل قصارى جهده لمعالجتهم ، إلا أنه لم يتمكن من إنقاذ البعض منهم. و في النهاية ، لم يكن أمام تايلور خيار سوى منعه من إنقاذ أي شخص آخر عندما كان بالكاد يستطيع المشي.
بعد خمسة أيام ، توسعت المجموعة إلى حوالي ستين شخصًا عندما وصلوا أخيرًا إلى مركز المستنقع.
استطاع الجميع في النهاية رؤية شجرة الشيطان التي أزعجت القارة منذ آلاف السنين.
كانت الشجرة بطول مائة متر تقريبًا ، ويبلغ عرض جذعها خمسين مترًا. هناك حاجة إلى ما يقرب من ثلاثين شخصًا للف أذرعهم حولها. انتشرت فروعها ونسجت معا فوقها مثل مظلة كبيرة. كانت أوراق الشجرة تتكاثف وتتدفق حولها ، تحترق مثل الإرادة السوداء.
شعر الجميع وكأنهم سقطوا في الجحيم ، ولم يكن أمامهم سوى الظلام. بالإضافة إلى التشي الشيطاني الكثيفة ، لم يكن هناك شيء آخر.
ضغط شجرة الشيطان جعل التنفس صعبًا على الجميع. حركت قلوبهم وتجمدت أرجلهم. كانوا غير قادرين تماما على التحرك.
الخوف والبرد والألم والضغط ... غرق الجميع تقريبا.
لقد فقدوا حواسهم وغرقوا في كابوس لا ينتهي ، غير قادرين على المقاومة.
من أكثر من سبعين شخصًا ، بالكاد تمكن شخصان أو ثلاثة من الحفاظ على وضوح تركيزهم.
أمسك شانغ كي يد تايلور وساعد على امتصاص التشي الشيطاني داخل جسده. وفي نفس الوقت ذكّره "البلورة السحرية".
استعاد تايلور رباطة جأشه واستخرج بلورة شفافة من جيبه.
هناك حاجة لثلاث بلورات سحرية على الأقل لصنع الحدود.
ساعد شانغ كي أيضًا في امتصاص التشي الشيطاني ، ثم سيد البستنة سندي - الذي كان أول من انفصل عن غزو التشي الشيطاني من الجميع. قام الثلاثة ببناء الحدود.
أمسكوا بالبلورة السحرية و أدخلوا كل إيمانهم بداخلها.
تدريجيا ، بدأت البلورة السحرية تتألق ، وتومض مثل اليراع الصغير في الظلام.
تحت الضوء الساطع ، عاد الكثير من الناس من حالاتهم المظلمة و أخرجوا البلورات السحرية الخاصة بهم بصعوبة ، و انضموا إلى الآخرين في تحرير إيمانهم.
فيليبين ، ماكس ، إيمي ، يوري ... مع كل إضاءة بلورية ، أصبحت أشعة قوة الإيمان أقوى فأقوى.
على الرغم من أن شانغ كي وجد فقط أربعة من المحاربين الذين ختموا شجرة الشيطان في السابق ، إلا أنهم وجدوا العديد من المساعدين. على الرغم من أن قوى إيمانهم لا تضاهى اولائك السبعة جميعهم يجب أن يكون ايمانهم كاف لختمها.
ومع ذلك ، وبسبب حماية شانغ كي ، لم يخضع معظم الأشخاص لاختبار التشي الشيطاني و يقوموا ببناء مقاوماتهم. لذلك ، بعد وضع قدمهم في مكان أصل شجرة الشيطان ، تم غزوهم بسرعة من قبل التشي الشيطاني ، مع اختراقه بعمق داخلهم.
وتحولوا الواحد تلو الآخر إلى رسل وفقدوا حواسهم بالكامل ، وهاجموا عشوائياً من كانوا بالقرب منهم.
في النهاية ، كان الوضع الذي كان يقلق شانغ كي معظم الوقت قد حدث.
توقف تايلور على الفور عن غرس إيمانه وأخبر الآخرين ، "قيصر ، أنتم يا رفاق واصلو ختم شجرة الشيطان. سأكون مسؤولا عن حمايتكم. "
أخرج سلاحه ووقف أمام قيصر والآخرين. وفي الوقت نفسه ، حذر شانغ كي ، "ابقى بجانبي. لا تبتعد كثيرا ".
أمسك شانغ كي بوبو وأومأ.
انتشر غزو التشي الشيطاني مثل الطاعون ، وفي بضع دقائق فقط ، تم غزو نصف المجموعة.
قاتل تايلور من أربعة إلى خمسة أشخاص الذين أصيبوا بالجنون في معركة شديدة. صرخات الألم ، صراع السيوف ، الصراخ الغاضب ، وما إلى ذلك ، اختلطت معًا و شكلت فوضى شديدة.
ألقى شانغ كي نظرة حوله. في الوقت الحاضر ، كان هناك ثلاثة عشر شخصًا أضاءوا بلوراتهم السحرية. يستغرق ختم شجرة الشيطان خمس ساعات. مع قوة تايلور وقوة الآخرين ، يجب أن يكون التعامل مع عشرات الأشخاص على ما يرام ، و لكن للأسف يجب أن يكون هناك رسل آخرون منخفضو المستوى مختبئون في الظلام. لن تسمح شجرة الشيطان للبشر بختمها.
حتى لو لم يكن هناك عشرة آلاف رسول شيطاني في القارة ، كان نصف هذا العدد ممكنًا تمامًا. كان عدد أولئك في المراحل الأولى والمتوسطة من الغزو أقل. على الرغم من أنه كان من المستحيل أن يتم تذكرهم جميعًا من قبل شجرة الشيطان ، إلا أنه يجب أن يكون هناك بضع مئات منهم هنا.
كانوا فقط على بعد خطوة من إكمال المهمة. لم يرغب شانغ كي في إفساد الأمر من الحدوث.
مشى خلف يوري وأخذ القيثارة من ظهره.
ركز يوري على البلورة السحرية ، لذلك لم يلاحظ الحركة خلفه.
عقد شانغ كي القيثارة وجلس متقاطع الساقين . رفع رأسه لينظر بصمت إلى تايلور ، الذي كان منغمسا في القتال. ثم أخرج بلورة سحرية وسلمها لبوبو ، مذكّراً إياها ، "بوبو ، لا تتخلي عنها مهما حصل، حسناً؟"
أمسكت بوبو بالكريستالة وأومأت رسميا.
شانغ كي ابتسم وفرك رأسها الصغير ، قبل وضع أصابعه على الأوتار وبدء العزف ...
استعاد تايلور فجأة تركيزه عليه عندما سمع صوت القيثارة المألوف. كما هو متوقع ، رأى شانغ كي يمسك بالقيثارة ، يعزف ليس بعيدًا عنه.
" اللعنة!" ومض الغضب من خلال عينيه. هل هذا الرجل مجنون؟ بغض النظر عن مدى قوة إيمانه ، استيعاب التشي الشيطاني في مكانه الأصلي ، سيكون من المستحيل قمعه !
ومع ذلك ، في هذه اللحظة لم يعد بإمكانه إيقافه. كان هناك المزيد والمزيد من الرسل الذين يظهرون من جميع الاتجاهات ، وأصبح وضعهم أكثر خطورة.
كان هناك ضوء متعطش للدماء في عيون تايلور القرمزية وهو يرفع سيفه اللامع ويندفع إلى الأمام مثل الوحش الشرس. رقص الدم حول سيفه مصاحبا لصوت القيثارة.
تدفقت الدموع الداكنة من عيني شانغ كي ، وانحرف التشي الشيطاني حوله مثل اللهب الأسود. أصبح جلده الفاتح أبيض أكثر إشراقًا ، وكانت شفاهه حمراء كالدم ، وشعره الطويل يتحرك حتى عندما لم تكن هناك رياح. كان يبدو وكأنه إله نزل من الجحيم ، شيطاني وجميل.
حملت الموسيقى قوته الإيمانية واستوعبت التشي الشيطاني ببطء من جسد الآخرين إلى جسده. شكلوا شرائط من النور في الظلام و تدفقت إليه.
كانت عيون شانغ كي محاطة تمامًا بالظلام ، وشعره يحترق مثل السحر حيث تتدفق الدموع السوداء على وجهه الشاحب ، وتختفي مثل الضباب أثناء اتصالها بالهواء.
أولئك الذين غزاهم التشي الشيطاني استعادوا عقولهم تدريجياً. بدأ أولئك الذين تحولوا منذ فترة طويلة إلى رسل في إظهار علامات الارتباك.
مع نمو معركة تايلور والآخرين على نطاق أوسع بشكل متزايد ، عيبهم قد تحول تدريجيًا الى صالحهم.
القيثارة لا تزال تُعزف ، متعرجة و هادئة ، تتأرجح بين النغمات العالية و المنخفضة. بدأ التشي الشيطاني في محيطه بالظهور بشكل جنوني ، واصطدم بقوة مع قوى الإيمان المكثفة للجميع.
في هذه اللحظة ، قفز عشرة أشخاص فجأة من الظلام.
بدون استثناء ، كانوا جميعًا رسلًا على مستوى الملك ، سريعين و أقوياء. بسبب هجومهم المفاجئ ، في دقائق معدودة ، اختفى تألق ثلاث بلورات سحرية.
كان التشي الشيطاني داخل الرسل على مستوى الملك مستقراً ، ولحن القيثارة من شانغ كي كان له تأثير محدود جدًا عليهم. غرقت المعركة مرة أخرى في وضع حرج.
شانغ كي رفع عينيه ببطء ، ضباب مظلم إندفع من الداخل. أصابعه التي كانت تحلق فوق الخيوط صارت تلوح بسرعة وسرعان ما اندفعت موسيقى القيثارة المتسارعة ، مثل الموجة.
كان لدى شانغ كي فكرة واحدة فقط في ذهنه: حتى لو مات ، لا يمكنه ترك الختم يفشل!
ارتفعت قوة الإيمان بالقيثارة فجأة ، لتذهب مباشرة إلى الرسل على مستوى الملك مثل الإعصار.
لقد أدركوا تهديد شانغ كي ، وأرسلوا على الفور بعض الرسل للتعامل معه. تحرك تايلور على الفور أمامهم ، ومنعهم بسيفه. ورفض السماح لأي منهم باتخاذ خطوة أخرى أقرب.
مع مرور الوقت ، ازداد عدد الجثث المتناثرة على الأرض. ملأت رائحة الدم الهواء ، لكن التشي الشيطاني قد قل. و ظهر نور تدريجيا في عالمهم المظلم.
عندما كان الانتهاء من الختم على مرمى البصر ، اختفت أربعة بلورات سحرية من أصل عشرة فجأة.
مطلوب ما لا يقل عن سبعة أنواع من الإيمان لختم شجرة الشيطان. إذا كان هناك ستة فقط ، فلن يمكن القيام بذلك ببساطة. ارتفع التشي الشيطاني الذي تضاءل فجأة ، متجاوزًا تمامًا الستة المتبقين.
هل كانت هذه النهاية؟
ظهر اليأس تدريجيًا في تعابير الجميع.
لا ، كان لا يزال هناك أمل.
قيثارة شانغ كي لم تتوقف بعد.
اتبعت نظرات الجميع الصوت ، و صدموا عندما وجدوا أن جسد شانغ كي كان ملفوفًا بالكامل من قبل التشي الشيطاني. كانت شخصيته باهتة ، مثل انعكاس مائي. الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته بوضوح كان وميض قوة الإيمان بالقيثارة والأصابع الخمسة الدموية.
الخيوط الذهبية كانت مليئة بالدم ، بينما أصابعه كانت مشوهة بشدة. ومع ذلك ، استمر في العزف دون توقف ، و عاد صوت القيثارة عاطفيا كما كان من قبل.
شعر الجميع بأعينهم حارة عندما تساقطت منها الدموع. في الوقت الحاضر ، لم يكن هناك من يعاني أكثر منه.
لم يستسلم ، فكيف كانت لديهم المؤهلات للاستسلام؟
ركز الجميع مرة أخرى ، وأشرق ضوء الإيمان.
نظر تايلر نحو شانغ كي ، وعيناه مليئتان بالحزن. لقد عرف أخيرًا ما هو إيمان شانغ كي.
لقد كان - التضحية!
كلما ضحى بحياته ، ازداد إيمانه قوة.
كان هذا أيضًا سبب عدم خوفه من التشي الشيطاني ، لأنه في كل مرة قاتل فيها ، كان لديه العزم على الموت.
💓يتبع💓
👇..