قد زارني حب (مكتملة)

Por Sarah_M_29

495K 29.4K 12.1K

"كانت ترى هذا الحب الذي تكنه له كتلك التفاحة التي أخرجت آدم من الجنة.. خطيئة ولكن تستحق!" وكعبارتي المعتادة و... Más

~ البداية ~
~ اختفاء ~
~ رامي ~
~ حقيقة...~
~ كنت قد أحببته..~
~لقاء..~
~ ما خلف الكواليس..~
~ خيبة..~
~ لمسة حب..~
~ اسرار..~
~ أزمة حب ~
~ تناقضات عاشقين ~
~ آمال تلوح في الافق ~
~ غيرة..~
رجعتتتت
~ وما بين حب وحب ~
~ خيبة مشاعر ~
😑بارت بالطريق
~ شبه سعادة ~
فد سؤال
~ نصف حقيقة ~
~ نصف الحقيقة الاخر~
سعاد
~ أمّر الخسارتين ~
بارت بالطريق ي جدعان
~ النهاية ~
~ الخاتمة ~

~ صدمة..~

19K 1.4K 410
Por Sarah_M_29

ألمس النجمة لأعرف بوجودك❤😊
_________________________________________

" يا بدايتي التي لا اعرف كيف أنهيها ..! "

_ مقتبس _

                    ******************* 

رن جرس الشقة بإلحاح شديد مما جعل السيدة ندى تتصدق من تلاوة القرآن فوراً وتترك رزان دراستها ويخرجان باستجعال لتنادي ندى من خلف الباب بصوت يشوبه القلق:

- من هناك؟!

لتسمع صوت ابنها المفزوع:

- أنه أنا أمي.. أفتحي الباب بسرعة!

انقبض قلبهما بخوف وهما تعتقدان أنه حصل شيء سيء له...ولكن هذا الخوف تحول الى رعب وهما يشاهدان تلك الشابة المضرجة بالدماء بين يديه بالكاد يمكنهما رؤية ملامح وجهها المنتفخة.. تغرق داخل دمائها من أعلى رأسها لنهاية قدميها..
كانت تنسدل على يدي رامي بضعف وتساقطت يديها للأسفل لا تملك الوعي لرفعهما والتشبث به... وبالطبع تلك الشابة لم تكن سوى مرام!

لطمت ندى وجهها بجزع وهي تقول:

- يا إلهي.. ما الذي حدث؟.. أهي بخير؟!

فقالت رزان على الفور:

- ما الذي تفعله بأحضارها الى هنا؟.. ماذا أن ماتت؟.. علينا أن ننقلها للمستشفى..

فرد وهو يدلف الشقة مسرعاً:

-لا.. ليس بعد.. فنحن لا نعرف بمن نثق في الوقت الحالي!

فقالت ندى بشيء من الذهول والصدمة:

- هل صدمتها بسيارتك؟!

فقال بعصبية بينما يتجه نحو غرفة رزان:

- وهل كنت سأخاف من نقلها للمستشفى لو كنت أنا من فعل هذا؟!

ركضتا تتبعاه وهو يضعها على السرير ثم التفت نحو اخته بينما هي تنظر له بشحوب وخوف لم تستوعب بعد ما يحصل.. شد انتباهها وهو يقول من بين انفاسه اللاهثة:

- أفعلي شيئاً..

فقالت بعدم فهم:

-أفعل ماذا بالضبط؟!

فصاح بها بعصبية:

- وما أدراني أنا؟ ألستِ أنتِ الطبيبة؟ أفعلي لها شيئاً!

- رامي.. أولاً أنا لا زلت طالبة وتنقصني الكثير من الخبرة.. ثانياً..

نظرت نحو مرام وهي تتنفس بارتباك ثم اردفت بينما تشير لها:

- ثانياً هل رأيت حالتها؟!.. أنها تكاد تموت هذا إن لم تكن ميتة مسبقاً!

سحبها من يدها بقوة نحو السرير وقال بحزم:

- تأكدي من ذلك!

فصاحت به ندى مؤنبة:

- رامي هل فقدت عقلك؟ لِما لا تنقل الفتاة للمستشفى؟!

فأعاد أمره على رزان دون أن يرد على أمه:

- تأكدي يا رزان من أنها حية.. أرجوكِ!

نقلت ابصارها بحيرة ما بينه وما بين أمها ثم حزمت قرارها واتجهت نحو صندوق الاسعافات التي كانت تضعه على المنضدة واستخرجت منه السماعات الطبية واسرعه نحو مرام وهي تضعها على صدرها لتسمع نبضها الضعيف ثم بدأت بتقليبها من كل جانب لفحصها.. بعدها نزعت حجابها لترى مصدر الدم الذي يلوث لها الحجاب وظهرها بأكمله.. لاحظ رامي تغير ملامح أخته وهي تستقيم بجسدها وتنظر نحوه وتقول:

- من الواضح أنها تعرضت للضرب.. لا يوجد كسور في جسدها أنما مجرد رضوض..ولكن..

وصمتت بعدها فقال يستحثها على الكلام:

-ولكن ماذا؟!

- لديها اصابة قوية في الرأس يا رامي.. وتحتاج الى تدخل طبي سريع..

وضع كلتا يديه على رأسه بحيرة ثم نظر لها وقال:

-أخبريني ما الذي تحتاجين له وسأحضره..

وهنا صاحت به ندى:

- تقول لك أنها اصابة خطيرة في الرأس ما الذي ستحضره عساك؟.. بعض السائل الوريدي والقطن من الصيدلية؟..

ثم قالت بينما تقترب منه وتجحظ بعينيها محذرة:

- رامي.. هل لك أي دخل بما حصل لهذه الشابة؟

فرد بعصبية:

-ما الذي أصابكِ أمي؟

أكمل بينما يشير نحو مرام:

- هل هذا شيء قد افعله أنا؟

-إذاً لِما ترفض أخذها نحو المستشفى؟!

فقال مبرراً بينما كانت حالته يرثى لها.. ملابسه ملوثة بدمائها وجبينه يقطر عرقاً وصوته مرتجف من الارتباك:

- أمي.. أنظري لحالة الفتاة.. من فعل بها هذا كان ينوي قتلها وليس حادثة سرقة أو ما شابه.. حقيبتها في سيارتي ومحفظتها ممتلئة بالنقود بل وهناك بعض النقود خارج المحفظة ايضاً منتشرة في الحقيبة ولم يقوموا بأخذها.. لم يختفي من حقيبتها سوى اوراقها الرسمية أن كانت تحملها معها وهاتفها المحمول.. من فعل بها هذا كان ينوي لها أن تموت في ذلك المكان المهجور دون أن يجدها أحد ودون أن تتمكن من الاتصال بأحد أو يقومون بتتبع اشارة هاتفها ربما.. أن أخذتها الى المستشفى فنحن لا نعرف أي شيء عنها.. ربما من فعل بها هذا سيراقب كل المستشفيات كي يصل خبر أنقاذها أن حصل وربما سيسعى لأكمال ما فعله.. حسناً.. أن حضر الى هناك وهي غائبة عن الوعي وادّعى أنه من معارفها ربما سيسعى لقتلها بطريقة اخرى.. قد يكون لص او طبيب او شرطي أو أي شيء اخر..

ثم قال بغصة:

- أمي.. ربما سيفعلون بها ما فعلوه بأبي.. هل تريدن حصول ذلك لها؟ هل تريدين تكرار الخطأ ذاته؟

هنا صمتت ندى على الفور ونظرت بانكسار نحو مرام.. عمّ الصمت للحظات قبل أن تقطعه رزان قائلة بحسم:

- يمكنني تأمين دخولها من غير أن يعرف أحدهم بذلك.. ولا حتى الاطباء..

نظر لها بأمل لتكمل:

- فادي وأحمد يمكنهما تدبر الأمر لا سيما وأن الوقت ليل.. يمكننا فقط قضاء بضع ساعات هناك لنجري لها اللازم ونعيدها الى هنا قبل حلول الصباح..

فقال رامي بسرعة:

- أتصلي به فوراً!

ركضت نحو هاتفها لتلتقطة وتتصل بخطيبها الذي باشر عمله كطبيب منذ بضع سنوات لذلك بالتأكيد هو أكثر خبرة منها ويعرف ما يفعله سواء هو أو صديقه الطبيب احمد..

رنة.. رنتين.. ثلاث.. ثم أعقبها صوت فادي قبل الرنة الرابعة:

- ظننت أن كتلة الازعاج لديها دراسة وليس لديها وقت من اجلي!

قاطعته فوراً بنبرتها المرعوبة:

- فادي أين أنت؟

تحولت نبرته للجدية وقال:

- لا زلت في المستشفى عزيزتي.. ماذا هناك؟

- جيد.. ممتاز.. نحن قادمون!

- لحظة لحظة ما هو الجيد و الممتاز بالضبط؟ ومن القادم؟

-أسمع فادي ليس لدي وقت.. سنستقل السيارة واتصل بك..

واغلقت الهاتف قبل أن تسمع رده ونظرت نحو رامي قائلة:

- أحملها نحو السيارة بينما اغير ملابسي واتي معك..

حملها على الفور من غير تعليق وركض بها نحو السيارة فسمع صوت امه من خلفه:

- هل آتي معكما؟

فاجاب باختصار:

- لا حاجة أمي..

خمس دقائق لا اكثر حتى خرجت رزان لينطلق رامي نحو المستشفى بينما هي تضع رأس مرام في حجرها في المقعد الخلفي وتتحدث مع فادي هاتفياً وتشرح له الوضع بالتفصيل ليهب لمساعدتهما من غير تفكير او تردد هو أو احمد.. فكلاهما عايشا لحظات موت عصام والظلم الذي تعرضت له هذه العائلة ولا يريدان تكرار المأساة ذاتها مع شخص آخر حتى وأن لم يعرفاه..
قام فادي بأرشاد رزان نحو الباب الخلفي للطوارئ حيث لا يوجد فيه أحد وقام بتجهيز السرير المتحرك من أجل مرام التي جهزا مسبقاً من اجلها غرفة عمليات شبه مهجورة لا يستخدمها أحد..

ما أن وصلا نحو المستشفى حتى اتبعا رامي ورزان كل ما قاله فادي ليدخلا مرام نحو غرفة العمليات ويبداؤن - رزان وفادي واحمد- بفعل ما باستطاعتهم لانقاذها.. كانت جمجمتها قد تعرضت لأصابة قوية ولكن من حسن الحظ أنها لم تتعرض لكسر خطير.. استطاعوا ايقاف النزيف وتضميد جروحها ونقل الدم لها ليعوض المقدار الكثير الذي فقدته..

استغرق الامر منهم بضع ساعات ولكن وكما قالت رزان استطاعوا الانتهاء قبل الفجر.. قاموا بتجهيز سيارة رامي بكل المستلزمات الطبية من اجلها ثم وضعاها في المقعد الخلفي على حجر رزان ورافقهما فادي واحمد بسيارة فادي نحو شقة رامي..

اتكأت رزان برأسها بتعب على زجاج النافذة بعد هذه الليلة الحافلة والمضنية والتي لم يستوعبها اي أحد الى الان ولم يعرفوا سر هذه المضرجة بالدماء.. ما يعرفوه أنها كانت محظوظة بظهورها بطريق رامي دون غيره الذي عرف كيف يتصرف بعد أن مر بحياته بتجربة مشابهة في الماضي.. الفرق الوحيد أنهم لم يفهموا كيفية التصرف حينها!

أصعداها خلسة عن عيون الجيران وادخلاها الى الشقة نحو سرير رزان مرة اخرى الذي ابدلت ندى اغطيته الملوثة بالدماء باخرى جديدة..

سألتهما ندى بلهفة وقلق:

- هل هي بخير؟!

تنهدت رزان بتعب وهي تفرك صدغها بيدها لتزيل صداعها:

-للوقت الحالي..

فقال رامي بينما يرمي بجسده بتعب على الكرسي المجاور لسريرها:

- أرتدي حجابكِ امي.. فادي واحمد على وشك الوصول..

أسرعت ندى نحو غرفتها لترتدي حجابها وعندما عادت وجدت أن احمد وفادي قد صعدا نحو الشقة بالفعل.. رحبت بهما وشكرتهما عمّا فعلاه وتوريط نفسهما بشيء عواقبه وخيمة إن فشل..

اقترب أحمد من سريرها وتطلع بوجهها قليلاً ثم.نظر نحو رامي وقال :

- الضرب مرتكز بشكل كبير على منطقة وجهها وضلوعها.. الضربة على رأسها بالتأكيد جاءت عند المرحلة الاخيرة..

فقال فادي مستنتجاً:

- أنه أحد الأمرين.. أم أنهم مجموعة مرضى ساديين يستمتعون بالتعذيب.. أم أن هذه الفتاة تملك شيء ما يريدونه منها وحين رفضت منحه قاموا بقتلها..

فردت رزان جازمة:

- أظن أن الضربة على رأسها جاءت بشكل عرضي وليس مقصود.. أعني انظروا لجسدها.. مليء بالرضوض من غير كسر واحد..هذا يعني أنهم كانوا يتحذرون بضربها رغم القسوة التي يضربون بها.. وفي راسها ضربة واحدة من غير تكرار.. لو كانوا ينون قتلها لضربوها اكثر من مرة.. ربما اثناء التعذيب جاءت احدى الضربات بشكل خاطئ أدت الى فقدانها للوعي وربما ظنوا أنها ماتت.. فنبضاتها كانت ضعيفة جداً حين وصلت لربما لم يعرفا أنها لا تزال حية..

تنهد فادي وهو ينظر نحو رامي الذي كان يكتفي بالصمت وقال:

- هل تنوي أخبارنا بما حصل يا رامي؟ وكيف وجدتها؟

زفر رامي بتعب ومسح وجهه براحة يده ثم قال بصوت مجهد:

- تعرفون أن الجسر مغلق هذه الليلة.. لم أعرف كيفية الوصول نحو المنطقة التي اريدها.. فبدات بدخول زقاق والخروج من اخر الى ان وصلت الى اماكن شبه مهجورة جلعتني أضيع طريقي مما اضطرني الى ابطاء سرعتي لا سيما ان الشارع كان خالي من الاضواء أو الناس.. أردت أي شيء ليدلني على طريقي الذي أريد سلوكه.. وفجأة لمحتها على جانب الطريق كانت ممدة هناك.. كانت تبعد مسافة عن حقيبتها المبعثرة على الارض وتستلقي على وجهها وخلفها خط من الدماء.. مما يعني أنها استعادت وعيها وزحفت للوصول قريب الشارع الترابي.. حاولت أن اجعلها تستعيد وعيها ولكنها لم تفعل.. فحملتها واحضرتها الى هنا.. والباقي أنتم تعرفوه..

عمّ الصمت من جديد على المكان وأحدهم يطالع وجه الاخر بحيرة بينما كان رامي يطرق رأسه وهو يعرف بما يفكرون جميعهم.. رفع بصره اليهم وقال:

- أعرف أن هذه ورطة.. وكبيرة ايضاً!

ثم نهض وقال:

- فادي واحمد لستما مضطرين لتحمل مسؤولية اي شيء.. لن يعرف أحد أنكما ادخلتمانا الى المستشفى ان حصل للفتاة شيء لا سامح الله..

فرد احمد بعتب:

- ما هذا الكلام يا رامي؟!. هل تظننا نادمين لأننا انقذنا حياة أحدهم؟

- ليس هذا ما اقصده يا احمد.. ولكن لا نعرف ما الذي سيحصل عند استيقاظها.. لا نعرف المصيبة الكامنة خلفها..

فرد فادي:

- برغم ذلك يا رامي.. لا تشغل بالك.. نحن بهذا معاً.. وأن حصل وعرفنا أن وراء هذه الفتاة مصيبة أو أنها واقعة بورطة فيستطيع صديقكم أمجد مساعدتنا.. أليس هو محقق؟

- أجل..

ثم أكمل متنهداً:

- ليحل الصباح.. ويسهل الله الامور..

نظر فادي نحو ساعته وقال بتفاجئ:

- السادسة والنصف؟!

ثم نظر نحوهم وقال:

- من المفترض أن أعود بحلول الرابعة نحو المنزل.. دعوني أسرع قبل أن أجد أمي قد اتصلت بمراكز الشرطة واعلنت خبر موتي أو اختطافي لأني تأخرت ساعتين عن موعدي ولم أتصل بها!

تبسم اغلبهم رغم ما هم بخضمه ثم قالت ندى:

- بعد أن رأيتم ما الذي حصل لهذه الفتاة فأظنه عليكم جميعاً أن تتفهموا سبب قلقنا أن تأخرتم خارج المنزل..

ثم تنهدت بحسرة وهي تكمل:

-ليساعد الله قلب اهلها.. لا يمكنني حتى تخيل ما يشعرون به الان من ألم.. لا سيما امها!

ثم نهضت وقالت:

- سأدخل لأصلي من أجلها ركعتين.. ليرأف الله بحالها وينجيها مما هي فيه..

ثم خرجت من الغرفة فتبعها رامي بالنهوض وهو يقول مشاكساً ولكن مدّعي للجدية:

- وأنا سأحترم نفسي وأذهب للاستحمام واخلد للنوم دون أن أصبح ثقيل الظل وأوصلك نحو الباب وتفترسني أحداهن بحجة إني لا اتركها بحريتها مع خطيبها المعتوه..

كزت رزان على اسنانها بغيض وهي تقول باحراج:

- رامي!

تبسم على منظرها وخرج من الغرفة فقال احمد فوراً:

- وأنا ساحترم نفسي واخرج لأنتظرك في السيارة قبل أن تطردوني!

فتبسم فادي بشكل مضحك وقال:

- يا لهذا الاحساس!.. اذاً لِما يقولون عنك غبي؟!

- ومن يقول عداك؟!

- رزان!

فهتفت بتفاجئ:

- ماذا؟!

ضحكا على منظرها وخرج احمد يهز راسه بيأس من هؤلاء المجانين.. ما أن خرج احمد حتى اقترب فادي من رزان وقال وهو يغمز لها:

- والان.. هل ستعترفين إنكِ معجبة بي؟!

تبسمت على منظره وبدل ان تبادله مشاكسته وجدها تقول له بامتنان:

- فادي.. أنا حقاً اشكرك عمّا فعلته اليوم..

هنا طرف بعينيه مدعياً الاستغراب ثم وضع يده على جبينها وقال بتعجب:

- حرارتكِ معتدلة ورغم هذا تهذين؟

دفعت يده عن جبينها وقالت:

- اتوسلكم دعوني لمرة واحدة أكون لطيفة!

- يا عزيزتي لو إني أعرف أن هذه الحادثة ستجعلكِ لطيفة بهذا الشكل فاقسم لكِ إني كل يوم سأضرب فتاة والقيها أمام سيارة اخيكِ..

ضربته رزان بقبضتها على عضده وقالت:

- هل تعني إني لست لطيفة؟!

فرك يده بتوجع مصطنع وقال:

- ها نحن ذا.. ظهرت شخصية الضابط جليل التي أعرفها!

ضربت يديها ببعضهما بيأس وهي تقول:

- ما الذي اتوقعه من صديق رامي؟!.. شبيه الشيء منجذب اليه.. ذات الاسلوب الاستفزازي الذي سيدفعني للهرب من هذه المدينة وجلب العار لكم ولأجيالكم السبعة القادمة..

- لماذا سبعة بالضبط؟!

دفعته من ظهره وهي تقول:

- اذهب نحو أمك يا فادي بدل أن أجعلك تلحق بموتاكم المرحومين!

كان يضحك على منظرها وهي تدفعه خارج الشقة وتغلق الباب من خلفه وهو يتخيل منظرها تذمر الى أن تعود نحو غرفتها.. وربما ما بعد ذلك ايضاً!

ما أن صلت صلاتها حتى ارتمت فوق سرير والدتها لتغط بنوم عميق يعكس مدى تعبها هي واخيها الذي يغط بدوره بنوم قلق وليس كعمق الذي تنامه اخته فباله كان ينشغل بأمر تلك المجهولة التي ارتمت على سرير اخته..

بقيت ندى ساهرة بجوار سرير مرام تتلو قربها ايات من القران لعله يسارع في شفائها.. فجأة توقفت شفتيها وتصدقت وهي ترى حركة اصابع مرام.. وضعت المصحف على المنضدة ومسحت على وجه مرام برفق عندما شاهدت تحرك جفنيها وقالت بهمس حنون:

-عزيزتي؟!.. هل تسمعينني؟!

فتحت مرام جفنيها بضعف.. كانت مصابة بصداع أقل ما يُقال عنه مؤلم بسبب تلك الاصابة في مؤخرة رأسها.. كان كل جسدها يأن من الألم ولم تنفع المسكنات التي حقنوها بها.. ولكنها لم تكن تبالي بالوجع.. لم تكن واعية بما فيه الكفاية لتشعر بأي شيء..
أدارت بصرها بضعف من حولها وهي لا ترى بوضوح ولا تركز جيداً.. كانت ذاكرتها مشوشة ولم تستطع الجزم أين هي بالضبط؟.. هل لا تزال تحت ضرباتهم؟.. هل هذا المنزل يعود لهما؟.. من هذه؟ أين هي؟ ماذا حصل؟.. هل ماتت؟.. أم ما حصل كان مجرد كابوس سيء لا تزال اثاره على جسدها؟!

فجأة سمعت صوت امرأة يخترق مسامعها.. لا.. هي في الحقيقة لم تسمع صوت امرأة.. لم تكن بوعيها لتميز انها امرأة.. كل ما سمعته كان مجرد صوت.. كان امراً كافياً ليجعلها تتناسى رضوض جسدها ووجعها لتنهض بفزع جالسة على سريرها تدفع ندى عنها وتصرخ بعدم وعي كلمات غير مترابطة!

فجأة افزعهما من سباتهما صوت لم يسمعاه في الشقة مسبقاً.. كان صوت شابة مبحوح وضعيف يردد كلمات منفردة لا تستطيع ربطها بجملة من شدة خوفها.. "اتركوني.. لا تفعلوا هذا.. أرجوك توقف.. أمي.. "

قفز رامي فوراً من سريره ليجد رزان تركض قبله نحو مصدر الصراخ.. دخلا الى الغرفة وشاهدا ندى تتلو بعض الادعية وايات القران وتتوسل بمرام ان تهدأ بدل أن تؤذي نفسها أو يحصل لها شيء..

اتجهت رزان فوراً نحو المنضدة وسحبت حقنة كانت قد حضرتها مسبقاً لتوقعها أن هذا قد يحصل وغرزتها بيد مرام لتبدأ الاخيرة بالخدر وضعفت حركات مقاومتها لهم وانخفض صوت صراخها..
امسكتها رزان بهدوء من كتفيها واراحت جسدها على السرير وهي تقول:

- اششش اهدأي.. لا بأس.. كل شيء سيكون بخير.. أنتِ ستنامين قليلاً فقط عزيزتي..

بدأ جفنيها بالانسدال رويداً رويداً وقبل أن تغلقهما كلياً اقترب رامي من سريرها وهو يحدق بها بشفقة وتعاطف.. ولكن ما جعل الثلاثة يفتحون أعينهم بصدمة أنها وقبل أن تغمض جفنيها تماماً همست شفتيها بضعف وهي تحدق بعينيه:

- رامي؟!.. أنت...ماذا..

ثم تغيبت عن الوعي تاركة خلفها ثلاثة مصدومين أحدهم يحدق بوجه الاخر بعدم فهم لِما حصل وما سمعوه حقاً...

Seguir leyendo

También te gustarán

390K 28.8K 28
كل ما ارادته الحماية من الجميع أولهم كان شقيقها تعلم اذا حدث شيء لوالدها لن تبقى هي لكن بكل سذاجة اختارت حماية الشيطان
518K 16.4K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
248K 8.6K 39
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
270K 26K 20
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...