~ حقيقة...~

17.6K 1.1K 237
                                    

" وسلام على الذين أستبدلوا وجع التشبث بوجع التخلي "

_ مقتبس _

                  **********************

(قبل ستة شهور)

كانت مرام تجلس على سريرها.. متشحة داخل سواد كئيب وتحضن بين يديها صورة ابيها الذي حضرت للتو من مراسيم دفنه.. رفضت التحدث مع أحد ، ولا حتى والدتها،.. رفضت أن تتناول أي شيء منذ مساء البارحة.. كانت تجهش بالبكاء فقط وكأن هذا سيعيده إليها..

قطع بكائها صوت رنين هاتفها.. سحبته من جوارها وشاهدت رقم غريب.. رفعت السماعة وهي لا تعرف من يكون على الطرف الاخر فردت برسمية ..سمعت صوته.. نبرته.. لم تميزه بالبداية وهو يسألها:

- انسة مرام؟!

-أجل.. تفضل؟!

ولكنها أدركت المتصل على الفور حين قال :

- كنت أتمنى أن أقول آسف لخسارتكِ.. لكني سأكون كاذباً.. أنا سعيد لموته..

ردت بتفاجئ وارتباك:

- رامي؟!

نظر نحو البطاقة المهترئة التي بين يديه وقال:

- لا زلت أحتفظ ببطاقتكِ التي تركتها على مكتبي قبل خمس سنوات.. لأصارحكِ القول لم اظنكِ تحتفظين بذات الرقم للان، ولكن قلت لأجرب حظي لعله يبقى بجانبي ويتمم سعادتي الى نهايتها.. فيومي يستمر بالتحسن من الجيد الى الافضل منذ أن سمعت خبر وفاته..

عصرت عينيها بألم فتساقطت ما تحوي من دموع وقالت بقهر:

- لم أؤذيك في يوم يا سيد رامي.. لذلك لا داعي لأن تكون حقير معي بهذا الشكل.. هو بالنهاية أبي.. أن لم يؤثر بك موته فقد أثر بي بغض النظر عمّا تدّعي أنه ارتكبه بحقك، هو سيبقى في النهاية أبي.. وفي الوقت ذاته لا ذنب لي بما فعل هو أو هما..

- لا يا انسة مرام.. يبدو أنكِ لا تفهمين ما يحصل وما يجب أن يحصل..

أكمل بذات نبرته الهادئة:

- عندما تلعبين الشطرنج ويسقط الملك.. ستسقط كل حاشيته معه.. الجنود،القلاع، الفيلة... كل شيء سيسقط معه حتى وأن لم يرتكب خطأ بل وحتى لو ظل مسالماً وبقي واقفاً في مكانه فهو سوف يتحمل غلطة الملك.. ملكهم هم!

ثم أستأنف:

- هذه هي الحياة الواقعية انسة مرام.. اهلاً بكِ بها!

ثم أغلق الهاتف قبل أن يسمع منها أي رد!

                         **************

(الوقت الحالي)

عجز الثلاثة في لحظتها على أن ينطقوا بأي تعليق يلائم ما حصل.. فهذه التي من المفترض أن تكون مجهولة أصبحت فجأة ذات صلة بهم وهي تتعرف على رامي!

قد زارني حب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن