~ نصف الحقيقة الاخر~

12.3K 889 571
                                    


يأتي  الشخص الصح دائماً في الزمن الخاطئ .. فلا يمكنك نسيانه ولا يمكنك تغيير الزمن الذي تعيشه لتحصل عليه!

#سارة_ح_ش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حين تكون كاتباً أو شاعراً أو حتى رساماً فأنت هنا تكشف الغطاء عن كل تلك المشاعر الغير مفضوحة داخل أوراقك.. لذلك أشفق على من لا يجيد أحداها.. فلا أعرف بأي طريقة أخرى كان سيقاوم ميوله للانتحار كما قاومها رامي وهو يفرغ كل شحنات غيضه برسوماته!
منذ شهر كامل منع أي أحد أن يجيء بذكرها امامه وانعزل أما منشغلاً بعمله أو رسوماته.. كان يحاول تناسيها وكرهها بأي طريقة ولكنه يفشل بذلك..
رغم ذلك الجرح العميق الذي زرعته بصدره ولكن كان عاجزاً عن كرهها.. بالنسبة له فمرام لم تكن تلك المرأة التي تُنسى!

كلما أقنع نفسه أنها مجرد حقيرة رخيصة تذكر تلك الابتسامة والنظرة البريئة التي تطالعه بها
كلما أخبر نفسه أنها خدعته واستغلته يجد نفسه تلقائياً يبرر تصرفاتها
كلما رسمها بشعة وجدها أجمل لوحة خطتها يداه...
أدرك أنه لا محالة قد أحبها.. والحب حين يصبك يكن الامر كمرض السرطان.. كلما حاولت استئصاله ينتشر
كلما تجرعت الكيمياوي ينتشر
كلما هملته ينتشر
حين تصاب به فستصاب طوال العمر حتى وأن تخلصت منه ستبقى أثاره عالقة بك!
ولكن.. لن يكون الحب أبداً كافياً لنعود.. لنغفر.. ولننسى!
ما سببته له من خيبة ظن كانت أعمق من أن يشفيها حب!

صباح آخر مشؤوم وكئيب يمر على هذا المنزل.. صباح خالي من تحركات مرام النشيطة ومزاحات رزان المستمرة.. لا يحوي فيه سوى ذلك الوحش المكسور الذي يتحين أكثر الاسباب تفاهة لينفجر وندى التي تلتزم بالصمت دون أن تجرؤ على مناقشته بأمرها.. لقد شاهدت ردة فعله كيف تكون في كل مرة تأتي على سيرتها وتخبره أنها لا تصدق أن مرام خائنة ولا بد أن هناك سبب ما!

حضّرت الفطار كالعادة فخرج من غرفته قاطباً حاجبيه بحدة وقابضاً ملامح وجهه وكأنه خرج من صراع دموي قبل لحظات.. أنه الوجه الذي اعتادت عليه منذ شهر كامل!

-صباح الخير حبيبي!

-صباح الخير أمي

وجلس دون تعليق اخر ليسكب لنفسه بعض الشاي  وندى تطالعه بحذر ثم قالت تحاول أن تفتح معه موضوع ما:

-لقد اتصلت رزان.. ربما سيأتيان للعشاء هذه الليلة هي وفادي

اومئ بصمت فأكملت هي:

-قالت أن فادي أشترك بنادي شهري.. ما رأيك أن تشترك معه؟

-لدي الكثير من العمل

-ولكن لديك وقت فراغ.. بدل أن تقضيه في الغرفة طوال الوقت على الاقل أخرج!

زفر بضيق فوصلها جوابه فقالت بملامة:

-والى متى يا رامي؟.. ترفض مسامحتها وترفض نسيانها.. هل سنبقى هكذا طوال العمر؟

وهنا وضع كوب الشاي بحنق والذي لم يرتشف منه شيء بعد ونهض بعصبية عن المائدة قائلاً:

قد زارني حب (مكتملة)Where stories live. Discover now