~ غيرة..~

21.4K 1.1K 1.2K
                                    

‏ليست مسألة وقت ياصديقي أنما مسألة كيف يموت جميع مابداخلك ببطئ ثم تموت أنت بعدها.

_ مقتبس _

*********************************************

هل كل كذبة تكون بشعة؟.. ماذا لو كانت كذبتنا من أجل حماية من نحبهم.. هل ستظل بشعة؟.. ماذا لو لم نكن نملك الخيار.. هل ستظل تصنف ككذبة؟

في الحياة والحب لا شيء مثالي.. كل شيء معرقل ومليء بالعيوب.. ولكنك ستعيشه مرغماً بل ومحبباً لك فهنا تكمن لذة الشعور.. هنا ستثبت للاخر كم يعني لك حين تمنحه مسامحة يرجوها منك بصمت علّك تشعر بما شعر به.. لذلك إياك ان تكون نقي في حظرة ملوث.. فهذا سيجعلك أكثر تلوثاً منه!

بقيت سعاد تنظر بصدمة وعدم تصديق وهي تشاهد تلك المنقبة تقف على عتبة بابها مجدداً ولكنها هذه المرة قد رفعت الخمار عن وجهها وتحدق بها بقسوة ممزوجة بعتب.. هل ترتمي لتحتضنها؟.. لم تكن ستضمن رد فعلها مع هذه النظرات.. هناك شيء قد عرفته ملاك العائلة الحمقاء التي كانت ربما وفي احيان كثيرة تغض البصر عن اشاعات شبه حقيقية فقط لأنها لا تريد رؤية اسرتها بهذا الشكل.. هل يا ترى هذا سيجعلها تبقى ملاك العائلة النقي؟.. هل سيكون من حقها المحاسبة الان بعد مرور كل هذا الوقت من الصمت؟

- مرحباً أمي!

قالتها مرام بنبرة معينة وهي تدلف للداخل ويتبعها أحمد بصمت مطبق..
اغلقت سعاد الباب وشفتاها شبه منفرجة عن بعضها باندهاش غير مستوعبة ما ترى فعلاً امامها.. حلم كل ليلة وأمل كل يوم يتجسد الان امامها حي يرزق!
ومن غير تفكير إضافي جذبتها لها بقسوة حانية وضمتها بين ضلوعها لتجهش ببكاء قوي ومسموع رق قلب مرام وأحمد له..
رفعت يديها بتردد واستكانت على ظهر أمها وأغمضت عيناها بألم.. تحتاج حضنها أكثر من اي وقت مضى.. لتحميها من الحياة.. من أخوتها.. بل وحتى من رامي!

رغم كل شيء ولكنها لا تجد الامان إلان بين هذين الذراعين المطبقين حولها!
جلست بعد ذلك اللقاء الذي كان كالفجوة ما بين الغضب والفراق وقالت فور تجفيف دموعها وارتداء قناع القوة الذي جاءت به:

- إذاً أمي..

نظرت لها سعاد بتوجس فأكملت مرام فوراً:

- عدا المتاجرة بالاسلحة والمخدرات.. ماذا تحتوي شركتكم ايضاً؟

رفعت سعاد عينيها نحو أحمد وأعادتهما نحو مرام وكأنها تحاول تنبيهها فاطلقت الاخيرة ضحكة قصيرة ساخرة وهي ترد:

- لا تقلقي أماه فالجميع يعلم حول شركتكم وفسادها.. اتضح إني البلهاء الوحيدة التي لم أكن ادرك ذلك!

رفعت سعاد زاوية فمها بابتسامة حملت ذات السخرية وهي ترد:

- حبيبتي مرام.. كل شيء كان واضحاً.. لذلك ليس ذنبنا إنكِ قررت غض البصر عمداً..

قد زارني حب (مكتملة)Where stories live. Discover now