~ آمال تلوح في الافق ~

16.5K 1.1K 564
                                    

اسوأ ما في الامر أن كل اصابع الاتهام تشير نحوك بينما أصابعك أنت مشغول بعضها ندماً

#سارة_ح_ش#

**************************************

هناك لحظات تخلع فيها الحياة ثوب عفتها لتتعرى على حقيقتها وتصيبك بالغثيان تود لو أنك تتقيئها وتتخلص منها بأي طريقة..
تنام.. تضحك.. تبكي.. أو حتى تنتحر.. أنت ستحاول بكل طريقة أن تتخلص منها وأنت تشعر أنها تجلس القرفصاء فوق صدرك وتغرس كعب أقدامها بين أضلعك لتخنقك وتوجعك.. الحياة لم تُخلق لتنصفك.. بل لتخذلك!

شعرت بالقرف ليست لأنها أحبته.. بل لأن رغم كل شيء حصل ورغم كل ما عرفته.. هي لا تزال تحبه!

هذا النوع من الحب مؤذي جداً حين ستتقبل الاخر كما هو بحقيقته المتعبة لك
الحب الذي يبدأ بحب ربما سيتلاشى ويضعف مع الوقت.. ولكن حين يبدأ بشجار.. بكراهية.. بتناقض.. هذا النوع من الحب لن تجد شيء قادر على كسره بعدها أن خُلق بداخلك..

استيقظت بعيون ذابلة ما بين بكاء وسهر والتفتت برأسها نحو سرير رزان لتجده خالياً.. إذاً لابد أن ذلك المستفز بعمله ايضاً.. لذلك وكعادتها خرجت ببيجاما النوم وشعرها الحريري المنثور على طول ظهرها..

خرجت بخطوات متثاقلة نحو الحمام لتغسل وجهها واسنانها كعادتها ولكن اليوم بوجه عابس وبائس.. خرجت من الحمام تغطي وجهها بالمنشفة لتجفف بقايا الماء واول ما أبعدت المنشفة شهقت بفزع وهي تشاهد رامي يحدق بها غير مستوعباً ما يراه للحظة لذلك لم يجد ما يفعله سوى التسمر بمكانه بغباء ..

عادت راكضة نحو الحمام تتوارى خلف بابه وهي تهتف به:

- ما خطبك بالضبط؟

ليرد بتذمر مماثل:

- أنتِ من ظهر أمامي فجأة بالمناسبة

- ألا تعرف أن تشيح وجهك؟

- لا أظن إني أنظر لكِ منذ عشر ساعات.. أنا فقط تفاجئت

- وتسمرت؟

- أعتقد أن هذا ما يفعله البشر الطبيعي حين يتفاجئ حضرتك!

فردت بتذمر ممزوج بسخط ظاهري وليس فعلي:

- وما الذي تفعله في المنزل؟.. ألا يفترض بك أن تكون بالعمل؟

- هل ستحاسبيني الان على بقائي في منزلي؟

تأفأفت بضيق ثم قالت:

- أين الخالة ندى؟

ليرد بينما يجلس على الاريكة مقابل التلفاز ليشغله:

- نزلت نحو جارتنا ستأتي بعد قليل..

-وانت ستستمر بالجلوس هناك؟

- أجلس حيث يعجبني.. هل لديكِ اعتراض؟

- رامي أنا لا ارتدي الحجاب واريد الذهاب نحو غرفتي..

قد زارني حب (مكتملة)Where stories live. Discover now