~ أمّر الخسارتين ~

14.2K 926 311
                                    


"لا تكتب شيئاً لي، ما عدت مهتماً برائحة الرسائل.. ما عاد شيء فيك يدعوا للحنين!"

#مقتبس
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحياة ليست مثالية ولا نحن كذلك.. في لحظات كثيرة نتخلى عن تلك المنطقية التي ندّعيها فقط لنحمي من نحب.. هناك قرارات سيئة كثيرة نتخذها دون ندم فعلي لأن هناك صوت بداخل عقولنا يبررها من إننا نفعلها لحماية من نحب.. السؤال هو عل يستحق م نحب أن نتلوث من أجله؟ بل وهل نعتبر أنفسنا ملوثين من الاساس؟
كانت مرام تدرك أن حمايتها لأمها لم تكن صحيحة وأن كانت تتحدث بالحق والعدل فعليها أن تحاسب على كل خرق للقانون قد ارتكبته ولكنها في النهاية بشر ولم تتمكن من الافراط بأمها بهذه السهولة وفعلت كل شيء لحمايتها رغم معرفتها التامة بالخطأ الفادح الذي ترتكبه.. تمنت فقط أن يمضي كل شيء على خير ما يرام دون أن يحصل شيء يهدم لها كل ما كانت تبنيه لشهور!

كان يصادف صباح يوم الاثنين، من الايام السيئة بالأسبوع بالنسبة لها ولم تتفاءل به يوماً ولكنه تمنت بشدة أن يكون هذا الاثنين الوحيد المختلف دون أن يحصل شيء يجعله يوم مشؤوم آخر.. أنه موعد الشحنة!

كانت تجلس بمكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي حين قاطع عليها استرسالها في الطباعة دخول زيد عليها.. رفعت عينيها فقط نحوه وتوقفت أصابعها عن التراقص فوق لوحة المفاتيح فوضع أمامها اوراق مكدسة داخل ملف ورمى بجسده على الكرسي أمام المكتب وقال:

-قالت سعاد أنكِ ستكونين المسؤولة عن استلام الشحنة من الطرف الاخر هذه الليلة.. متأكدة باستعدادك؟

أخذت الملف وتصفحته مدعية عدم الاهتمام وهي تقول:

-هذا شرط أعمال العائلة اخي.. لا يستلم الشحنة من الطرف الاخر أو عند شركتنا إلا فرد من العائلة.. وبما أنك وعلاء ستكونان مسؤولين عن تهيئة الامور هنا فأنا مضطرة لاستلامها من الطرف الاخر.. هل أملك خيار آخر؟

-يمكن لسعاد الاستلام والتوقيع

-أمي متعبة.. بالإضافة لا أحب رؤيتها تشارك بهذه الاعمال بعد الان.. أبقوها بعيدة لو سمحتم..

-يمكننا وضع أحد غيرك.. أحد موظفينا الثقة!

-وتخالفوا قوانين العائلة الموضوعة منذ سنين؟.. لهذه الدرجة تريد أبعادي؟

رفع زاوية فمه ساخراً ثم قال بصراحة كعادته:

-أسف.. لكني لا يمكنني فقط تصديق أن ملاك العائلة النقي أصبح فجأة يتاجر بالأسلحة!

وضعت الملف جانباً وكتفت يديها أمامها مستندة عليهما فوق مكتبها وقالت بأكثر ملامح تحمل التقزز والكره:

-أي ملاك يا اخي؟ الذي أحرقتم جناحيه وكسرتموها؟ ..

ثم أردفت:

-حتى الشيطان كان بداية حياته ملاك.. لا تستغرب عزيزي!

رمقها بنظرة ساخرة ثم نهض تاركاً المكتب وخرج.. لولا أن لسعاد القرار النهائي كونها صاحبة اغلبية الاسهم في الشركة فما كان سيوافق لحظة على عملها ومشاركتها لهم بهذه الاعمال.. كان يشعر أنها بأي لحظة قد توقظ ضميرها الذي تقتله قسراً وتدمر لهم كل شيء.. لم يدرك أن ضميرها لم يغمض عينيه حتى!

قد زارني حب (مكتملة)Où les histoires vivent. Découvrez maintenant