~ نصف حقيقة ~

12K 904 278
                                    



حبل الكذب ليس قصير.. حبل الكذب طويل جداً.. طويل لدرجة قادر على الالتفاف حولك ليقتل كل شيء بنيته على الصدق.. طويل للحد الذي سيدمر كل شيء جميل في حياتك دون عودة!

#سارة_ح_ش#

*****************************************
أكثر اللحظات ضعفاً هي لحظات الخوف التي ستجبرك على التنازل عن كل شيء فقط لتتخلص منها.. حتى وأن مدك الادرينالين بطاقة كافية للمقاومة فأنه بالوقت ذاته سيبث فيك ضعفاً يقتلك في أي لحظة..
لا شيء أسوأ من الخيانة.. لا شيء أسوأ من الكذب.. وكلاهما ارتكبتهما مرام بحق هذين الاثنين.. لذلك هي أدركت ان طريق المغفرة لم يعد معبداً بعد الان لتسلكه وأن الوحل الذي أغرقت نفسها به لن ينتشلها منه أحد!

بقيت تحوّل عينيها بخوف داخل عيون زيد القاسية والباردة وهو يتحين لقتلها في هذه  اللحظة من شدة غضبه منها.. كيف وصلوا اليها؟ كيف دخلوا؟ كيف عرفوا بخروج الجميع؟.. هنالك خائن.. هنالك من غدر بها.. ولكن من؟

نهض زيد من الكرسي وأشار برأسه لعلاء أن يبعد يده ومن أن أبعدها حتى كادت أن تصرخ ولكن زيد أنقض عليها بصفعة قوية أخرستها ثم أمسكها من فكيها بقوة وهو يخاطبها بعيون تتطاير شرراً بينما أنفها وفمها ينزفان دماً أثر صفعته القاسية:

-كان كل شيء يسير على خير ما يرام لو لم تهدمي كل شيء باتصالكِ قبل يومين يا اختنا العزيزة.. كنتِ ببساطة تستطيعين أن تلتزمي بجانبكِ من الاتفاق لننتهي من كل هذه المهزلة!

فرد علاء بسخط:

-حذرتنا سعاد وقالت أن كل شيء سيفشل.. فقلب العاشق أخطر من قلب الخائن.. لكن نحن لم نستمع لها!

-لم نرسلكِ هنا لتقيمي علاقات غرامية.. كانت لديكِ مهمة واحدة فقط وقد فشلتِ بها!

دفعت يديه بقوة عنها وصرخت به:

-أي مهمة هذه يا اخي؟ المهمة التي أوسعتموني ضرباً ورميتموني كالكلاب الضالة في طريقه لتجبروني على تنفيذها؟ المهمة التي لم أرضى للحظة بتنفيذها؟.. كل ما يهمك هو أن لا تقع الرقاقة بيد الشرطة والرقاقة أصبحت بيدي ولن أسلمها لا لك ولا لهم ولكنها ستبقى بطاقتي الرابحة ضدكم.. لذلك أتركوني وشأني فقط!

تبسم زيد ثم تحولت ابتسامته لضحكة ثم قهقهة وهو يقول:

-بالله عليكِ؟ جادة أليس كذلك؟.. والان أنا من المفترض أن أستمع لكِ؟

ثم أمسكها من شعرها  وهو يقول:

-إذاً ستموتين ويموت السر معكِ دون أن أجعل لي نقطة ضعف لدى تافهة مثلكِ تخون عائلتها من أجل أناس لا تعرفهم!

وسحبها من شعرها بقوة لينزلها من سريرها ثم ضربها بطرف الباب بقوة برأسها ليفقدها وعيها ويخرجها من البنية بدون صوت.. كان بإمكانه استخدام المخدر ليفقدها وعيها ببساطة، ولكن كمية الغضب الذي كانت تجتاحه منها جعلته لا يشفي غليله إلا بالضرب!

************************************************************************
الجميع كان مأخوذاً بأصوات الحفلة الصاخبة والغناء والضحك عدا رامي الذي كان ينعزل عنهم كل عشر دقائق في الشرفة ليتصل بمرام وبدأ قلقه يتفاقم لعدم ردها على الاتصال.. قاطع شروده بأسمها صوت أمه وهي تسأله:

-أنت بخير عزيزي؟

التفت نحوها بحيرة وقال:

-مرام لا ترد على هاتفها منذ ساعة.. أخشى ان يكون حصل لها شيء..

-لا تقلق حبيبي.. قالت أنها ستنام فالمسكينة لم تذق الراحة منذ ايام لا سيما اليوم لذلك تجدها تغط بنوم عميق فلا تزعجها.. تعال لتنضم للحفلة..

سكت على مضض وانصاع لوالدته من دون اقتناع..
انتظر انتهاء الحفلة بفارغ الصبر ليعود مسرعاً للمنزل.. دخل ليجده يغط بسكون وظلام عميق وباب غرفتها فمغلق فأدرك أن كلام والدته صحيح.. لا بد أنها نائمة!
زفر براحة ودخل الى غرفته ليغير ملابسه.. رمى سترته جانباً.. فتح ربطة عنقه.. وما كاد أن يفتح الزر الاول من قميصه حتى سمع صرخة أمه بأسمه هدمت له كل تماسكه.. ما كان يقبض قلبه لم يكن مجرد شعور.. هنالك شيء ما حصل لعزيزة قلبه!

كانت أطول مسافة يقطعها من غرفته لغرفتها.. لم تكن قدماه تسعفانه على حمله ولا رئتيه تستقبل العدد الكافي من ذرات الهواء لجعله يتنفس.. دخل كالمجنون غرفتها يحدق بوجه امه وبالارجاء الخالية من مرام.. بالسرير المبعثر.. بهاتفها الملقى أرضاً.. والاهم.. باثار الدماء على غطائها الابيض وبقعة صغيرة على الارض قرب الباب!

لثواني لم يتكلم وبقي يحدق بصدمة حوله ويداه ترتجف وعقله لا يمكن طرح أي استنتاج حول ما حصل هنا!

خرج من دون تحدث وركض نحو الحمام ثم المطبخ  ثم الشرفة.. هو يدرك أنها لم تكن هنا ولكن أستمر بالبحث هاتفاً باسمها.. يتمنى أن يحصل أي شيء عدا أن تكون قد اختفت بهذه الطريقة!

توسط الصالة حيث أمه تقف مرعوبة تتمتم بأدعية وتتوسل لله من وسط بكائها فصرخ بها:

-أين هي؟

فقالت ندى بذات الصدمة والحيرة:

-من عساه سيدخل ليأخذها؟ أخوتها؟

فصرخ بها بذات الجنون:

-وكيف سيعرفون أنها هنا؟ ومن أين حصلوا على مفتاح الشقة فالباب حتى لم يكسر!

هنا توقفا للحظات عن التحدث وكأنهما استوعبا شيء ما ثم قالت ندى بتردد:

-هل يعقل.. أن هذا من فعل ريهام وامها؟ هل يعقل أن تؤذياها؟

وهنا فوراً تلبس الشيطان عيناه وتحولت نظراته لشكل مخيف وهو يقول من بين أسنانه:

-أقسم إني سأقتلها!

ثم تناول مفتاح سيارته من على المنضدة وخرج مسرعاً من المنزل غير مبالياً بهتاف امه من بعده أن يستهدي بالله أو أن يأخذها معه فقامت فوراً بالاتصال بأحمد أن يلحق به قبل أن يرتكب أبنها أي حماقة!

قاد سيارته بسرعة جنونية نحو منزل خالته حتى كاد أن يتسبب لنفسه بحادث مع كل مرة يضرب فيها المقود يمنعه خوفه من التفكير بما حدث لها وهل تأذت أم لا؟

وصل لمنزل خالته وقرع الجرس بشكل متواصل ورفس الباب بقدمه وهو ينادي باسم ريهام.. فتحت له خالته الباب وما كادت أن تسأله عن سبب جنونه هذا حتى دفعها عن طريقه ودخل كالأسد الهائج الذي عاد لعرينه واكتشف أن أحدهم أخذ صغاره!

دخل صارخاً باسمها في الارجاء فنزلت من غرفتها مرعوبة ببيجاما النوم واثار النعاس والصدمة تغزو وجهها وهي تسأله بعدم استيعاب:

-ماذا هناك؟

اتجه نحوها وأمسكها من شعرها بقوة وهو يصرخ بها:

-مرام.. أين هي؟

فأسرعت نجلاء نحوه وخلصت ابنتها من بين يديه وهو تنهره بعصبية:

-هل فقدت عقلك؟ ما شأننا بتلك المنحطة لتأتي  للبحث عنها في منزلنا؟

فصاح بها:

-عدت من زفاف اختي لأجد باب منزلنا لم يُكسر ومرام قد اختفت.. فمن غيركِ يعرف بوجودها في منزلنا ولديه المفتاح يا ريهام؟

لتهتف به بقوة:

-وما شأني أنا باختفائها؟

ثم قالت لاستفزازه:

-لربما قد سأمت منك وحاولت إيجاد غيرك؟

أبعد نجلاء عن طريقه مرة اخرى وأمسكها من فكيها بغيض يكاد يهرس عظامها تحت قسوته وهو يقول بحقد:

-أقسم أن اكتشفت أن لكِ يد باختفائها سأبدأ حينها بإظهار وجه رامي الذي لم تريه مسبقاً كيف سيكون حين يحقد!

ثم دفعها عنها وخرج غير آبهاً بكل الشتائم والصياح من بعده.. خرج نحو سيارته وقبل أن يركبها  وجد سيارة أحمد تصل وينزل منها أحمد مسرعاً بملابس المنزل واتجه نحوه بذات الخوف وهو يقول:

-وجدتها؟

ضرب رامي باب سيارته بقدمه وهو يقول:

-لا.. أكاد أفقد عقلي يا أحمد.. أين عساها ستكون؟

-هل لأسرتها يد بذلك؟

قال بينما يفتح الباب:

-وهذا ما سأتأكد من الان!

وركب سيارته وانطلق بذات الجنون ليتبعه احمد بسيارته محاولاً مجاراة سرعته ويفشل الى أن وصلوا واخيراً نحو شقة مرام.. نزل رامي راكضاً وصعد السلم بسرعة ليصل نحو شقتها ويبدأ بقرع الجرس بشكل متواصل من غير انقطاع.. ما هي إلا ثواني حتى أطل عليه وجه سعاد البارد والخالي من أي تفاجئ بقدومه.. قال رامي بأنفاس لاهثة:

-أين هي يا سعاد؟

حركت كرتا عينيها نحو احمد الذي وصل لتوه وعادت لتنظر نحو رامي وهي تقول:

-لا أظن إني أفهم عمّا تتحدث!

ضحك ساخراً وهو يقول:

-اوه حقاً؟

واتجه نحوها وقبل أن يزيحها عن طريقه وجدها ببساطة تتنحى جانباً سامحة لهم بالدخول.. فتش كل اجزاء الشقة صارخاً باسمها وباحثاً عن أي أثر لها.. لكن دون جدوى!

عاد نحو سعاد التي تقف وسط الصالة تنتظر انتهاء تفتيشهما بشقتها وملامحها لم تتغير ولو بمقدار ضئيل.. وصل اليها وقال احمد فوراً:

-سيدة سعاد.. رد فعلك واضح جداً أنكِ تعرفين ما حصل ومتأكد أن لعلاء وزيد يداً بهذا.. هي ابنتكِ.. ألا تخشين أن يؤذوها؟

التفت اليه بعينيها فقط دون أن تحرك رأسها أو حتى أن تبعد يديها وهي تكتفهما أمام جسدها واضعة كف فوق اخر!
قالت ببرود:

-بالضبط..

فرد رامي بعصبية ونفاذ صبر:

-ماذا تعنين بالضبط؟

-أعني هي ابنتي واختهما.. فهل تتوقع أننا سنؤذيها سيد رامي.. هل أنت أكثر حرصاً على ابنتي مني؟

وهنا نسى رامي أن أمامه امرأة فأمسكها فوراً من ياقة ردائها المنزلي وهو يهتف بها بأعلى صوته:

-أين هي؟

-رامي..

لم يكن صوت سعاد.. ولا أحمد.. كان صوتها هي!

التفت اليها بعينين جاحظتين بصدمة فوجدها قد وصلت للتو وخلفها زيد وعلاء.. لا تزال آثار الكدمات على فمها وجبينها وجانب خدها.. لقد عذبوها!

دمعت عيناه وتقدم نحوها وقالت بصوت باهت وضعيف وهو يطالع وجهها المتوجع وعيناها النادمة:

-مرام؟

أغمضت عيناها بألم وهي تقول:

-أرحل أرجوك.. لقد انتهى كل شيء!

قال بتشتت وعدم استيعاب:

-ماذا.. ماذا انتهى؟

وهنا أخرج زيد الرقاقة من جيبه وهو يقول بابتسامة:

-يعني انتهى سيد رامي.. لا عمل لدينا معكم بعد الان لذلك لا داعي لبقاء اختنا الحبيبة معكِ في المنزل!

بي يحدق بصدمة بما يحصل غير مستوعباً ما يقوله هؤلاء.. هل هي خدعة؟ بالتأكيد هي كذلك.. لقد عذبوها ليجبروها على اعادتها ولعب هذا الدور!

فقال فوراً يحاول استغاثتها لانتشاله مما هو فيه:

-مرام.. لا تتوقعي إني سأترككِ هنا معهم.. أعلم أنهم عذبوكِ وهددوكِ بي ليجبروكِ على الموافقة بالرجوع معهم وتركنا.. ولكني ل أترككِ.. فهمتِ؟

بقيت تشيح وجهها عنه وتبكي بصمت غير قادرة على مواجهته فضحك علاء وقال:

-تعذيبها؟

ثم أردف:

-اثار الكدمات هذه عقاب لأن أختنا أخلت بالاتفاق وليس تعذيب عزيزي رامي!

نظر نحوه بعدم فهم ثم عاد لينظر لها باستهجان وهو يراها تكتفي بالصمت وتتحاشاه فصرخ بها:

-قولي أي شيء!

أغمضت عيناها بألم أكبر من صرخته فقال زيد بابتسامة متشفية:

-أنت بالفعل تؤمن بالقصص الخرافية أليس كذلك رامي؟ من أن الله وضعها صدفة في طريقك في تلك الليلة ومن أنها الملاك الذي جاءت لتحقق انتقامك الذي انتظرته منذ سنين.. كل هذا مجرد صدفة رسمها القدر لتلتقيا يا عصافير الحب؟

لم يصدق أي كلمة يقولها زيد وبقي ينظر نحوها بأسى وألم فقال أحمد:

-وما أدرانا أنكما تقولان الحقيقة؟

التفت زيد نحوه وهو يقول:

-اوه انظروا من هنا.. هل لا زالت اصابعك في مكانها؟

ازدرد أحمد ريقه بقلق وهو يتذكر تهديد زيد له في ذلك اليوم في المستشفى فأكمل زيد:

-حسناً يا متحاذق.. في ذلك اليوم أنا لم أكذب عليك اطلاقاً وقلت لك أن مرامنا ليست كما ترونها.. نوعاً ما كان تهديد غير مباشر لأختنا العزيزة كي لا تتراجع عن اتفاقها وأدركنا أنك ستوصل لها اللقاء.. لقد كانت جريئة بقدومها معك الى شقتها دون أخبارنا فعرفنا أن اختنا تخطط لخيانتنا فعثرنا عليك واوصلنا تهديدنا لها عن طريقك.. ألم تتصل بها أنت في يومها في السيارة؟ ألم تتجنب اللقاء بها لمدة أسبوع كي لا نراقبك ونكتشف مكانها؟

ثم التفت نحو رامي وقال بذات الابتسامة:
-ألم تتشاجر معها وتشك بها بعد أن وجدتها ترتب مكتب أبيك وشككت أنها تريد سرقة الادلة وأنها على اتفاق معنا.. ألم يحصل هذا؟.. كيف سنعرف كل هذه الاشياء لو لم توصلها لنا عزيزتنا مرام؟ ألم تعترف لها بحبك في يومها؟

وهنا تهاوى جسده فوراَ فوق الكرسي وتهاوت الدموع معه وهو ينظر نحوها بصدمة ويقول بشفاه مرتجفة:

-كل شيء.. كان كذبة يا مرام؟

بقيت تشيح وجهها عنه ببكاء ثم قالت بصوت مهزوز وهامس:

-أرحل أرجوك.. فقط ارحل!

فنهض من الكرسي فوراً  نحوها دون أن يوقفه أحد وأمسكها من عضدها بقوة ليهزها بعنف وهو يقول:

-تحدثي!

فحاول زيد وعلاء أبعاده ولكنها رفعت يدها الاخرى لتستوقفهما فتوقفا فوراً.. كانت حركة بسيطة ولكنها صدمته بشدة جعله يبتسم ساخراً من نفسه قبل أن يسخر منها:

-واو!.. يبدو أن الامور بينكم فعلاً على خير ما يرام!

نظرت له بعيون باكية ومترجية وهي تقول:

-أكرهني لا بأس.. فقط أرحل أرجوك.. أنت لا تفهم أي شيء!

فقال بتوسل بينما يبكي دون أن يداري دموعه:

-إذاً أفهميني.. قولي لي أن ما كل ما عشناه لم يكن كذبة!

-مشاعري لم تكن كذلك يا رامي!

فدفعها عنه وملامحه تطلى بالتقزز وهو يقول:

-كفاكِ!

فقالت تحاول التبرير:

-كنت أحاول أخبارك بكل شيء لو لا وصولهم نحوي بعد أن منحتهم ريهام مفتاح ال..

فقاطعها فوراً بعصبية:

-إياكِ أن تأتي بأسمها بعد الان.. على الاقل هي أشرف منكِ!

ثم بصق باحتقار عند قدميها وخرج من الشقة بينما هي بقت متسمرة في مكانها بصدمة.. نعم حقه في كل ما يفعله.. ولكن قلبها محطم!
بقيت كذلك للحظات دون أن تتحرك وشفتيها لا تلامسان بعضهما وكأنه اغتال حروفها قبل أن تخرج فلم تتمكنا من التحرك بعدها..
غيرة، حب، ألم، والاهم تأنيب ضمير.. كل شيء امتزج داخلها في تلك اللحظة وخلق مرارة وسط فمها لم تتمكن من جرعها!

ضمت شفتيها لبعضهما بغيض وطلت عينيها ببرود وهي تحدق بالثلاثة الذين يحيطونها ثم قالت بينما تطرح انفاسها:

-لقد التزمت بجزئي من الاتفاق.. والان حان دوركم!

اتجه زيد لجلس على الاريكة وقال ساخراً:

-لو لم نصل إليكِ ما كنتِ ستنفذين اتفاقكِ عزيزتنا مرام!

فهتفت به بعصبية:

-إياكم أن تحاولوا التلاعب بي هذه المرة يا زيد.. أقسم لك أن نهايتكم ستكون على يدي هذه المرة.. ابتداءاً من الغد سيبدأ عملي معكم في الشركة كأحد الاعضاء التنفيذين وستأتيني ذات الارباح التي تأتيكم وسأكون على اطلاع على كل شيء بالشركة!

نظرا زيد وعلاء نحو سعاد التي لم تغير حتى وضعية وقوفها منتظرين قرارها بهذا الشأن فقالت بهدوء:

-وتريدينا أن نقتنع انكِ فجأة أصبحتِ مثلنا ولا تمانعين المتاجرة بالأسلحة والمخدرات؟

-لا.. لست مثلكم أمي.. لكني أدركت إنه دامني مختلفة عنكم ستؤذونني وتسلبوني كل شيء أحبه.. لذلك مضطرة أن أكون مثلكم لعلي أحظى ببعض السعادة!

سكتت لثواني مفكرة ثم قالت؟:

-حسناً.. أرتاحي غداً وانضمي للعمل بعدها..

بقيت تحدق بوجهها بغضب وعصبية للحظات ثم اومأت موافقة ودخلت نحو غرفتها تاركة لهم التناقش بتلك الرقاقة التي استقتلوا من أجلها طوال هذه السنين!

دخلت واغلقت الباب خلفها ولأول مرة لم تعد تشعر بالانتماء لهذا المكان.. جلست خلف الباب ولم تكتم صوت بكائها ولا صراخها عنهم.. هي اليوم قد فقدت رامي الى الابد فقط في سبيل أن تحميه!
أشفقت سعاد على هذا الوجع بنبرة ابنتها ولكنها أدركت أن ما من شيء ستفعله سيساعدها.. يمكنك أن تعالج أي شيء عدا وجع الحب.. هذه هي اسرتها وعليها تقبل حقيقتهم.. ستعتاد مع الوقت.. هذا ما اقنعت سعاد نفسها به!

*****************************************
من أكثر اللحظات المرعبة والموجعة هو أن يفقد الانسان الثقة بمكان طمأنينته.. أن يُسلب الحب ويستبدل بخيانة.. أن يتحول حلمه الوردي لكابوس مرعب!
كان يشعر أنها تعويضه عن كل سنين الحرمان التي عاشها.. لم يشك للحظة أنها دمار اخر سيضاف اليه!

كان يجلس محدقاً بأمواج الشاطئ بوجه متعب لا يقوى حتى على الطرف بعينيه.. خائب، حزين، مخذول.. لقد سكن عن الحركة منذ ساعة مضت لدرجة أنه لم يستعدل حتى برأسه المائل ولم يغير مكان تحديقه!

لم يتحدث احمد بشيء بل وحتى ندى طمأنها برسائل ولم يرد على مكالماتها.. لقد تركه ليعيش صدمته لأطول فترة ممكنة حتى يكون قادراً على استيعابها.. فما الفائدة من كلمات مواساة باهتة الان؟

قال بصوت ضعيف بعد صمت طويل:

-أنا ، وبكل حماقة، أحببتها!

ثم قال ودمعة ضعيفة تنسال من أحد عينيه:

-الشياطين لا تنجب إلا شياطين.. من أوهمني أنها ملاك؟ وكيف صدقت أنا؟

-رامي.. دعنا لا  نستعجل.. أنا لم أعاشرها كما فعلت أنت.. لكن لا أظنها بهذه الحقارة التي تدعيها.. من خلال ما فهمته من موقفها أنها كانت مصرة على خروجك فقط بغض النظر عن مشاعرك.. أحسست أنها كانت تحاول حمايتك فقط!

فنظر نحوه مستهجناً:

-حمايتي؟.. هل هذا يعني أنها لم تكن تكذب طوال الفترة التي مضت؟ هل يعني أنها لم تكن على اتفاق مع اخوتها؟

ثم صرخ به وتفجرت دموعه بذات اللحظة:

-في مرحلة ما كان يمكنها أخباري بكل شيء كنت سأسامحها يا احمد وأساعدها.. هل فعلت؟ لا.. لماذا؟.. بحجة حمايتي!.. هل هذا سبب منطقي بالنسبة لك؟

سكت احمد بحيرة ولا يعرف بما يرد.. ففي هذه اللحظة كل شيء يقوله من حقه!
فجأة نهض رامي من مكانه واستخرج شريحة الاتصال وكسرها وهو يقول بغضب:

-من اليوم فصاعداً لا اريد سماع اسم أي أحد من تلك العائلة ولا اريدها أن تجد طريقة للوصل الي!

ثم نظر نحو أحمد مهدداً:

-وأن عرفت أن أحدكم على تواصل معها فهذا يعني انه قرر التنازل عني ولن يربطني به أي شيء بعد الان.. أبلغ هذا للجميع نيابة عني.. فمن اليوم لن أخوض أي نقاش بخصوصها.. من اليوم أنا سأنساها!

قال عبارته الاخيرة بانكسار وكأنه يذبح نفسه دون رغبته.. فهو اليوم يتخلى عن شخص لا يزال يحبه بشدة.. أنتم لا تدركون ما معنى أن تترك حباً لا يزال عالقاً في قلبك!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اشششش ولا حرف😑✋

الفين و500 و33 كلمة.. كولن قصير؟

لالا بلة شو كولن قصير🤬🤬🤬

اسكتن لحد تحجي😭

خاب والله حاولت اكمل وانشره باجر بس المشكلة الحدث الجاي حيصير بعد فترة من الزمن مو مباشر لذلك محيصير البارت حلو اذا بارت واحد بين فترات زمنية متباعدة ايام.. لذلك قررت اكمل ع البارت الجاي😩

المهم.. فد سؤال.. شنو رأيكم(الما راح امشي بي هم😂) انو الاحداث تستمر فترة حتى بعد حل مشكلة اخوانها؟

يعني مو فوراً تنتهي القصة بمجرد تنحل قضيتهم؟

قد زارني حب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن