~ تناقضات عاشقين ~

18.3K 1.3K 819
                                    

و إن أردت مفارقتي لا تجتهد بالاسباب ، أنا من الذين يفارقون من تلميح

_ مقتبس _

**************************************

هناك لحظات في حياتنا تكون كالبقعة السوداء في الذاكرة سندفع أي ثمن _ مهما غلا _ في سبيل أزالتها.. هذه تكون لحظات الندم!
وهناك لحظات اخرى تكون كالفجوة لا تتذكر ما حصل فيها فعلاً وما عشته..
وهذه هي لحظات الصدمة!

وكلاهما كانت مرام تعيشه وهي تسمع العبارة التي نطقتها ريهام وتمنت لو تكون مجرد كاذبة.. مجرد منافقة تريد خلق المشاكل..
نظرت نحو رامي وكأنها تترجاه بنظراتها مطالبة إياه بأي تفسير فوجدته يتهرب بنظراته منها.. فأدركت أن الكاذب هنا كان هو طوال الوقت وليس ريهام!

عصرت الكتاب بين يديها بقوة لتفرغ ما يعتمر بداخلها وتجبر نفسها على الابتسام بوجه ريهام وهي تقول بهدوء لا تملكه على الاطلاق فقط كي لا تثير ريبها وتفسد الامر بينها وبين خطيبها.. فمهما غلا حبها وزاد وتراكم فهي لن تكون ابداً سبباً بانفصال اثنين عن بعضهما:

- أعتذر منكِ عزيزتي ولكن حين تعرفين تفاصيل قصتي ستعذرين تحذري من البوح بهويتي لحين معرفتي بهويتكِ..

قطبت ريهام حاجبيها بعدم فهم لتكمل مرام والابتسامة تزين شفتيها بكل اريحية.. وكأنها الهدوء قبل عاصفة عاتية!
استأنفت:

- أسمي مرام.. وانا هنا...

فقاطعها رامي:

- لستِ مضطرة لشرح التفاصيل!

ردت وهي تستمر بالتحديق بوجه ريهام من غير أن ترفع عينيها نحوه.. لا تعلم ما الذي سيحصل لو التقت بعيناه الان:

- من حق خطيبتك أن تعرف بدل أن تفسر الامر بطريقة اخرى..

لا تعرف هل استفزته هذه الجملة أم أنه يريد التهرب فحسب فهو حرّك قدميه بخطوات ساخطة نحو ريهام وسحبها من زندها بقوة معه وهو يقول:

- أنا أعرف كيف أتصرف مع خطيبتي..

قال كلمته الاخيرة بطريقة اقرب للسخرية وهما يمران من قربها كالزوبعة ويدخلان نحو غرفته ويغلق الباب خلفه..
هل هي تغلي الان؟.. لا.. هو شيء اكبر من الغليان.. حين تشعر بالغيرة ستود لو أنك تصرخ.. تكسر.. تضرب.. تبكي.. ستود لو تحرق كل شيء وتقلبه رأساً على عقب..

أن تشعر بالغيرة فالامر يبدو كما لو كنت محجوز داخل صندوق سيارة مغلق باحكام وضيق وفمك محكم الاغلاق بشريط لاصق كما يديك وقدميك.. تخيل هذا الشعور وتخيل أنك تبكي فلا تستطيع التنفس باريحية من انفك ولا يوجد أي هواء يدخل من فمك وتحاول جاهداً ان تستعدل بجلوسك لتتنفس ولكن باب الصندوق يرفض الانفتاح.. عش هذا الشعور بمخيلتك واشعر به ثم ضاعفه عشر مرات.. عندها ربما سيصف جزء من شعور الغيرة.. ستشعر بشيء ثقيل ومؤلم يستقر بداخل صدرك سيدفعك للاحتراق والبكاء دون ان يزول.. سيتحرك جسدك بعشوائية وكأنك تبحث عن هواء تتنفسه ولا تجده..

قد زارني حب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن