~ كنت قد أحببته..~

18.4K 1.2K 558
                                    

" لم يكن الخطأ في الحب يوماً.. بل بالاشخاص الذين نمحنه لهم!.."

#سارة_ح_ش#

***************

يولد الانسان ويتعلم كتم كل خيباته واوجاعه وشكوكه وكل ما يقلب له دواخله رأساً على عقب.. ولكنه فجأة يصل لمرحلة عمرية معينة لن يعود فيها الكتمان خياراً متاحاً أو قابل للتحقيق.. يصل لهذه المرحلة العمرية فيبدأ بالثوران على انسكاب بعض القهوة فوق قميصه الجديد بعد أن كان يكتم ما يدفعه للانهيار باكياً ويستبدله بضحكة...

أن الانسان يتغير ولا يولد سيء من ذاته.. عليك أن تعرف ذلك قبل أن تحكم عليه بالقسوة وقلة الصبر!

كان صياح رامي كافياً ليطغي على اصوات كلاً من أمه وأخته في محاولاتهن الفاشلة في تهدئته.. خرج من الغرفة دون ان يفهمن ثلاثة ارباع الكلمات التي نطقها ولكن الثلاثة سمعن جملة واحدة غير قابلة للشك قد تكررت من فمه عشر مرات على الاقل:

"عليها أن تخرج من منزلي فوراً.."

اغلق خلفه باب الغرفة بعنف وكأنه حتى لا يطيق أن يقع بصره على مرام مجدداً أو يسمع همساً لها.. بقيت ندى واقفة بحيرة تتطلع ما بين باب الغرفة وما بين مرام المجهشة بالبكاء دون أن يرأف عليها حضن ليحتويها بادئ الأمر.. استغفرت ندى ربها وتقدمت منها لتجاورها بالجلوس وكأن مرام أحست بما يشعرونه اتجاهها الثلاثة في هذه اللحظة حتى وأن كان رامي أشدهم فهذا لا يعفي هاتين الاثنتين من الشعور بالامتعاض ربما ليس منها بالاخص ولكن من أسمها الذي تحمله.. نظرت مرام لندى تحاول استعطاف قلبها الرحيم وهي تبكي وتمسك يديها لتقبلها وتقول:

- أرجوكِ.. أن خرجت من منزلكم ولا سيما وأنا بهذا الوضع فسيعثرون علي ويقتلوني.. ليس لي مكان أذهب إليه يا خالة!

استنكرت ندى تقبيل مرام ليدها وسحبتها عاى الفور واحتضنتها اليها برفق وهي تقول:

-استغفر الله يا ابنتي.. لا تقلقي سأتحدث إليه ونجد حل..

ليرد صوت رزان الذي كان يبدو هادئ أكثر مما كان عليه وكأن الحيرة والتشوش سيطرا عليها ليمنعا صوتها من الخروج باريحية:

- منذ متى ورامي يتفاهم ليصل لحل معقول فينا يخص عادل سيف الدين؟!

نظرت لها مرام بانكسار ف رقّ قلب رزان لها لتسحب الكرسي وتجعله على مقربة من سريرها وتمسك يدها برفق بين كلتا يديها وقالت:

-أسمعي مرام... صدقيني ليس لدينا أي مشكلة معكِ...ولكن حاولي أن تتفهمي رد فعل أخي.. ما مررنا به ليس سهلاً..

فردت بصوت باكي:

- وما ذنبي أنا بما فعلوه هم؟!.. ما ذنبي؟!

تبادلتا ندى ورزان النظرات للحظات ثم التفتت ندى اليها وقالت بترجي:

- أقسم عليكِ بذات الله يا ابنتي.. هل عثور رامي عليكِ كان صدفة؟!.. ام لأخوتكِ يد في هذا؟!

قد زارني حب (مكتملة)Where stories live. Discover now