تمرّد مقالات

Von CriticsTeam

38K 4.6K 6.6K

تمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفي... Mehr

مقدمة
الجنس في الأدب
متى يعلنون وفاة العرب؟
ألأنني مختلف؟
مقال شبحي
وأدٌ أدبي
أسطورة
العاطفة بين العار والرذيلة
قلم معجب
بين الابتذال وجودة المحتوى
ثورةٌ واتبادية- أسوة
عبر الفضاء والزمن
من الورقة إلى الشاشة
إن لم تكُن ذئبًا.. اكتب عن ذئب!
قهقهات جدي والكوميديا
لا حاجة لك لتتحدث كي أسمعك...!
في غِمار الميثولوجيا
المجرم بريء حتى تثبت إدانته
من سرق كلماتي؟
مصنع الرّجال
Creepy Pasta
مجنون ليلى
إمبراطورية في البحار
كالنقش في الحجر
متلازمة الصفحة البيضاء
ميتافيزقية النفس البشرية
سيكولوجيا الأدب
في الفضاء مع زحل
أدب الحرب
أدب المهجر
متلازمة شبح / ستوكهولم
كيف تقولها بلهجتك؟
الأدب خلف أسوار السجن
الكاتب
أبو الطيب المتنبي
الدُّمية
مشنقة المنطق
عُري الكاتب
هل أصابك مسّ من الجنون؟
هل تشرب الأسماك القهوة؟
الأدب الأندلسي في عهد سيادة قرطبة
نجومية الجنسوية
فضاء من ورق
تذكرتان إلى مقبرة النُقاد المنسية
على الخشبة ألوان
اغتيال السيد منطق
جزء من طفولتنا
بساط الريح : قطٌ ونهاية

الرثاء في الشعر العربي

176 35 13
Von CriticsTeam

المعنى اللغوي للرثاء:
رثَى، يَرْثِي، ارْثِ، رِثاءً، ورَثْيًا، فهو راثٍ، والمفعول مَرْثِيّ، رثى الميِّتَ بكلمة ونحوِها رثاه، عدّد محاسنه وبكاه، رثاه بقصيدة.

• رثى لحاله: رقَّ ورأف بحاله وتوجَّع له، رثى للتُّعساء/ للشهداء، حالته النفسيّة تدعو للرِّثاء، شيء يُرثى له: يستدعي الشَّفقة.

ويرتبط المدلول اللغوي لــ «الرثاء» بالميت والبكاء. وهما في الأصل مصدر للفعل «رثى» فيقال: «رثيت الميت رثياً ورِثاءً ومرثاةً ومرثية، ويدل «رثى» في أصله اللغوي على التوجع والإشفاق» وأخذ مدلول الرثاء يرتبط بالقصيدة الشعرية، ويقول ابن فارس: بأن «الراء والثاء والحرف المعتل أُصَيْلٌ على رِقّة وإشفاق. يقال رثَيْتُ لفُلان: رقَقتُ. ومن الباب قولُهم رَثَى الميِّت بشعرٍ. ومن العرب مَن يقول: رَثَأْت.»

الرثاء:

أحد فنون الشعر العربي البارزة، بل إِنه ليتصدرها من حيث صدق التجربة، وحرارة التعبير، ودقة التصوير. ويحتفظ أدبنا العربي بتراث ضخم من المراثي منذ الجاهلية إِلى يومنا الحاضر.

المقدمة:
إذا كان المدح - على الأغلب - نفاقًا، وتكلفًا، وارتزاقًا، وتملقًا، وكذبًا، ومن هنا تأتي مقولة الشاعر العظيم، الانتهازي العليم، البحتري النديم القديم: «أعذب الشعر أكذبه!»، أكذبه لماذا؟ ببساطةٍ... المدح موضوعه موضوعي، أي الشاعر المادح يحاول أن ينظم ليشبع رغبة وحاجة السيد الممدوح!!، أمّا الرثاء الذي لا يسلك طريق المدح لإرضاء ذوي المرثي، فهو أحاسيس وخوالج ذاتية مبعثها «أنا» الشاعر ليلبي حاجات مشاعره النفسية المكبوتة في وعيه ولاوعيه عن ذكرياته، وتشابك علاقات المحبة، والحنان، والعطف مع الفقيد الذي انتزعه القدر من ميكانزمية تفاعله الخلوي، ووجدانه النفسي بآلامه ولذاته.

ولا أعني هنا أن الشاعر يتخلى عن «الأنا العليا»،
والـ «هو»، والظروف البيئية الموضوعية، الأمور متداخلة، متمازجة لا يمكن فصلها بحدود، ولكن لا يتكلف الشاعر لإرضاء مشاعر الآخرين على حساب المشاعر الإنسانية الحقيقية الصادقة التي تفيض بها النفس الشاعرة، فتسكبها على شكل إبداع خالد بتعبيره النافذ الخارق لوجدان الآخرين وعقولهم، وتصويره الدقيق للحالة الإنسانية في أسمى معانيها.

والرثاء أنواع منه الندب ينسكب إبان لحظات الموت ممزوجًا بالبكاء والنحيب والشجي، ومنه التأبين وهو مدح خصائل الميت والثناء عليه بعد أن تهدأ العواطف وتخمد جذوات النفوس، ومنه العزاء وتعمقه في فلسفة الحياة والموت، والصبر الجميل.

وينقسم هذا التراث إِلى ثلاثة ألوان هي: الندب، والتأبين، والعزاء.

1 - ندب الشعراء: والرثاء يسمى الندب إن تناول لحظات المعالجة لفراق الروح جسدها، جاء من الشاعر نفسه إذ يبكي نفسه كحالة مالك بن الريب عندما وافته المنية غريبًا مجاهدًا في خراسان وأبي فراس الحمداني وهو يخاطب ابنته، أو من الأهل كالأخوة أو الأخوات كبكاء الخنساء لأخويها معاوية وصخر، وحتى الجواهري في رثاء أخيه جعفر في بداية قصيدته «أخي جعفر»، ويمكن أن يمتد الندب ليندب الشاعر أهله وعشريته، وأصدقائه، ووطنه، بل إنسانيته، فهو بكاء مشجٍ، ونواح مبكٍ، وفراق محزنٍ ومؤلم حيث الدموع تنهمر، والقلوب تُدمى، يهيم الإنسان بزفراته وعبراته وآهاته، رثاء سبق الرثاء، وطبع يهتزّ بالمصاب الجليل فغلب التطبع على الصبر الجميل! سنأتي في هذه الحلقة على النب الرفيع.

2 - التأبين
تأبين: اسم، مصدر أبَّنَ، خطبة، أو شعر، أو مقال، أو حديث يمتدح شخصا ميتًا، وتعداد خصاله بما كان يتصف به من صفات كالكرم، والشجاعة، والعفة، والعدل.

ولا ريب هو ليس ببكاء ولا نشيج، وإنما تعدد المناقب، ويجزل الثناء على روح الفقيد في ذكراه. إليكم هذه الأبيات لأبي الأسود الدؤلي في حق الإمام علي:

«قَتَلْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا * * * وأَكْرَمَهُمْ ومَنْ رَكِبَ السَّفِينا
ومَنْ لَبِسَ النِّعال ومَنْ حَذَاها * * * ومَنْ قَرَأَ المَثانِيَ والمِـئِينـا
إذا اسْتَقْبَلْتَ وَجْه أَبِي حُسَيْنٍ * * * رَأيْتَ البَدْرَ رَاقَ النَّاظِرِينـا
وقد عَلِمَتْ قريشٌ حيثُ كانَتْ * * * بأَنَّك خَيْرُهُمْ حَسَبْـا ودِينَـا»

3 - العزاء: يذكر ابن منظور في «لسانه» العزاء هو: الصبر عن كل ما فقدت، وقيل: حسنه عزي يعزى عزاء - ممدود - فهو عز، ويقال: إنه لعزي صبور إذا كان حسن العزاء على المصائب، وعزاه تعزية - على الحذف والعوض - فتعزى قال سيبويه: لا يجوز غير ذلك.

قال أبو زيد: الإتمام أكثر في لسان العرب، يعني التفعيل من هذا النحو، وإنما ذكرت هذا ليعلم طريق القياس فيه، وقيل: عزيته من باب تظنيت، وقد ذكر تعليله في موضعه، وتقول: عزيت فلانًا أعزيه تعزية، أي أسيته وضربت له الأسى، وأمرته بالعزاء فتعزى تعزيًا، أي تصبر تصبرًا.

وتعازى القوم: عزى بعضهم بعضًا -. والعزاء والعزوة: اسم لدعوى المستغيث، وهو أن يقول: يا لفلان، أو يا للأنصار، أو يا للمهاجرين، قال الراعي:
«فلما التقت فرساننا ورجالهم *** دعوا يا لكعب واعتزينا لعامر»

وقول بشر بن أبي خازم:
«نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي ***والخيل مشعرة النحور من الدم»

العزاء: هو في مرتبة عقلية فوق مرتبة التأبين. إِذ هو نفاذ إِلى ما وراء ظاهرة الموت وانتقال الراحل، وتأمل فكري في حقيقة الحياة والموت. تأمل ينطلق إِلى آفاق فلسفية عميقة في معاني الوجود والعدم والخلود، وإليك من قصيدة رثاء لكاتب هذه السطور وتأمل أيها القارئ الكريم:
«أرى الحياة َ كسرٍّ، لطفُ بارئها
أعيى العقولَ، بما تحويه ينكتمُ

إنّ التـــــوازن َ- جلّ اللهُ مقدرة -
من الخليـة ِ حتى الكون منتظـــمُ

سبحان منْ أبدع التكوينَ في نسق ٍ
لاينبغي أنْ تحيدَ الشمــــسُ والنجمُ

وتارة ً قــــد نرى في طيشها عجباً
لا العـــــــدلُ بين ثناياها ولا القيــمُ

تــــــأتي المنية ُللصبيان ِتغصبهمْ
روحَ الحياة ِ, ويُعفى العاجزُ الهرِمُ

أنّى ذهبـــــــتَ لتسعى في مناكبها
هـــــــــــي المظالم ُ مَلهومٌ ومُلتهِمُ

فالضرغمُ السبعُ عدّ الأرض ساحتهُ
والكلبُ مــــا نالّ من عظم ٍ وينهزمُ»

أبو فراس الحمداني يندب نفسه:
• هو أبو فراس وهذه كنيته، الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي، «320 - 357 هـ/ 932 - 968 م»، نشأ وترعرع في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكرًا، فشب فارسًا شاعرًا، وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم، وكانت المواجهات والحروب كثيرة بينهما في أيام أبي فراس، وفي إحدى المعارك خانه الحظ يومًا فوقع أسيرًا سنة «347 هـ 959م» في مكانٍ يُعرف باسم «مغارة الكحل». فحمله الروم إلى منطقة تسمى خَرْشَنة على الفرات، والأرجح أنه أمضى في الأسر ثلاث سنوات. ففي سنة «962م» تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

وكان في أوقات السلم يشارك في مجالس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم، وحدثت بينه وبين المتنبي مشادات كلامية كثيرة، قال الصاحب بن عباد: بُدئ الشعر بملك، وخُتم بملك، ويعني امرأ القيس وأبا فراس.

وولّى سيف الدولة شاعرنا مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها، وقال ابن خالويه: لما مات سيف الدولة عزم أبو فراس على التغلب على حمص، فاتصل خبره بأبي المعالي بن سيف الدولة وغلام أبيه قرغويه، فأنفذ إليه من قاتله، فأخذ وقد ضرب ضربات في الطريق.

ويقول ابن خلكان في «وفياته»: «وقتل في واقعة جرت بينه وبين موالي أسرته في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ورأيت في ديوانه أنه لما حضرته الوفاة كان ينشد مخاطبًا ابنته:
«أبنيتي لا تجزعي ***كــــل الأنام إلى ذهابِ
نوحي علي بحسرة *** من خلف سترك والحجاب
قولي إذا كلمتـــني *** فعييت عـــن ردّ الجواب
زين الشباب أبو فرا *** س لم يمتع بالشباب»

وهذا يدل على أنه لم يقتل، أو يكون قد جرح وتأخر هوته، ثم مات من الجراحة.
وقيل إن هذا الشعر قاله وهو أسير في أيدي الروم، وكان قد جرح ثم أسر ثم خلص من الأسر، فداه سيف الدولة مع من فودي من أسرى المسلمين»

_____

الفصل من كتابة «حُلم» ❤

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

15.9K 614 9
ليُون مُتشرد ، يلتقي بِ هِنري ، فكيف سيمُر هذا اللِقاء ؟ ⭑ خالية من الشذوذ الجنسي ! ⭑ خالية من المحرمات ! ⭑ علاقة ابوية و أخوية ! ⭑ صفع تربوي ! ⭑ يوج...
41.6K 2K 46
قرائه ممتعه❤️ لا احلل القراءة بدون الاضافه والنجمه ❤️ تيك توك " ieir_78 " ❤️
311K 42.4K 58
أسير في حلقة مفرغة , في قبر الأخطاء القديمة، العميق والمؤلم. بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم، وأسير نحو نقطة مظلمة أخرى هي القبر، إحدى القوتين تقذفني من...