متلازمة شبح / ستوكهولم

478 73 110
                                    


عائمًا في عالم الأحلام... يغفو.
كل الأصوات تبدو الآن في هدوء، والضجيج كعرض مسرحي صامت خجول لا يجرؤ على التصريح بنفسه؛ لأن مستر شبح نائم.

لكن للعمل سلطةً خاصة أحيانًا، حين يُصرّ محتاج ما على جعلك تغادر سريرك، ستتذمر بضع دقائق ثم بكل حال تُعدّل هيئتك وتنمقها ثم تبدو النموذج المُشبع بالمثالية والمُعتاد من مستر شبح. هذا فقط إن كنت مستر شبح! حذارِ التقليد هنا.

أجبر مستر شبح نفسه على نفض النوم وآثاره من عقله، بعد طرقات شديدة على باب قبوه الأرضي المُصرّح لجمع التبرعات السخية كجزء لا يتجزأ من شركة الأعمال الخيرية، فتحه وكامل نواياه هي تحويل الطارق إلى تحفة من الشمع فيما عدا عينيه التي ستبقى تتحرك من تحت الطبقات الشمعية، وهكذا سنكسب دميةً تحاكي الواقع تمامًا سيزداد عدد زوُار متحفه الخاص وبالتالي تزداد الميزانية، هذا ما ندعوه صناعة الفن والابتكار!

فتح الباب، كانت حال الرجل التي رآها مستر شبح كفيلةً بجعله يُشفق حقًا ويغير رأيه. بدا مُنهارًا على وشك السقوط في هوة نوبة قلبية وأزمة عقلية، يتصبب عرقًا، وينطق بكلماتٍ بالكاد تُسمى مفهومة، لن نُطيل الوصف عليكم فقط لكم أن تعرفوا أن الصراع في حل تشابك كلماته انتهى بترجمة للوضع.

تم اختطاف ابنة الرجل ومطالبته بفدية ومال لا قدرة له على سداده، طرق أبوابًا عدة، ثم آخرها ليس له سوى مستر شبح.

لا يمكنكم لَومي، إن لم تفكر بضماناتك الخاصة سيتم التهام حقوقك المادية والمعنوية وهضهمها بما هو أسوء من حامض الهيدروكلوريك المُركز، ولابد أن الرجل يفهم ذلك، يفهم أن مستر شبح -الذي جلس رافعًا قدميه على طاولة المكتب يشوّش صفو الهواء بدفقات من دخان غليونه- تاجر حاذق لا يقبل بصفقة قد يخسر فيها ولو بنسبة جزء من ألف جزء. لذا عرض على مستر شبح شيئًا من اختصاصه، أن يبيعه عضوًا من أعضائه مقابل المال لدفعه كفدية.

هنا، تألقت إنسانية شبحنا راغبًا بالتعامل مع الأمر بنفسه، لنقل أنه أراد المكر بالخاطفين وتلقينهم درسًا مضمونه أن الرياح لا تجري وفقًا لما تشتهي قلوبهم التي ودّ لو يقتلعها، لكنه أكسل من ذلك حاليًا، كما أن فكرة دفعه المال للرجل ثم هجرة مال بهذا الكمّ إلى طرف آخر لم ترقه، لذا وفقًا للائحة الأسباب الأخلاقية تلك، لا بد من التدخل وبأبسط الطُرق.

همّ شبحنا بكسل شديد -بينما يسخط على شعره الداكن الذي كلما نمقّه عاود التبعثر- بأخذ رقم الخاطفين، بعد رنة والثانية ردّ أحد الخاطفين، لكن لا. تمّ صفق الخط بوجوههم مقتًا للأعداد الزوجية، عاود الرنين وهذه المرة قد أجابوا بعد رنات الثلاث... جيد، الآن خط الحوار مفتوح.

«مرحبًا واحتفظوا بالفتاة، لكن لا تنسوا أن تقوموا بدعوة والدها لحفل زفافها، وإن لم يحصل فاسمحوا له برؤية حفيدته التي غالبًا ما سيكون اسمها دارسي وتكون نسخةً مصغرة عن والدها الخاطف المنفصم الوسيم.»

تمرّد مقالاتWhere stories live. Discover now