من الورقة إلى الشاشة

601 89 108
                                    

«ما الذي يحصل؟ أشعر أنّ الزمن يُعاد، المشهد عينه رأيته سابقًا، الأحاديث نفسها والانفعالات ذاتها، أهو حلم أم أني فقدت ترتيب الزمن؟»

~ ~ ~

غالبًا ما يتذمر هواة القراءة من فكرة تجسيد رواياتهم المفضلة عبر تحويلها إلى أعمال سينمائية أو تلفزيونية. يجد القارئ متعة خاصة في تخيل الأحداث كما يريد عبر كلمات الكاتب وبأسلوب سرده.

ورغم تذمر الكثير من القرّاء تجد السينما الأمريكية تتجه إلى اقتباس أعمالها من روايات ذات شهرة.

نجاح الرواية عامةً ينبئ بنجاح الفيلم أيضًا لذلك تجد المنتجين والمخرجين يسارعون لتنفيذها على الشاشة الكبيرة حتى تغذي السينما بأعمال قيمة وناجحة تترك بصمة في ذاكرة الجمهور.

يوجد العديد من الأشخاص الذين يبغضون القراءة وتجدهم يعجبون بأعمال سينمائية مقتبسة عن روايات مشهورة من دون علمهم بذلك؛ لهذا السبب غدت قراءة الروايات في فترة من الفترات «موضة» يتبعها البعض ليستطيعوا مناقشة أفلامهم المفضلة بعمق أكثر مع أقرانهم الذين قرأوا الرواية قبل إنتاج الفيلم أو ربما تجدهم يبتاعون الكتاب الذي يحمل غلاف الفيلم المنتج ليضعوه في مكاتبهم دلالةً على مدى حبهم للفيلم المشهور.
ولعل ذلك سبب لدفع البعض إلى مطالعة الكتب.

أما في العالم العربي فقد أثبتت الرواية العربية مكانتها على طول القرن الذي مضى، وألهمت المسرح وللسينما.

يعد نجيب محفوظ من أهم كتاب مصر في القرن الماضي، وأول عربي حاز جائزة نوبل الآداب، استمرت كتاباته منذ منتصف الثلاثينيات حتى سنة 2004.
وقد تم تحويل عدد من أعماله إلى أفلام ومسلسلات، أبرزها ثلاثية القاهرة (بين القصرين، قصر الشوق والسكرية)، وهي الرواية التي ساهمت في شهرة محفوظ، وتعتبر من أهم أعماله، وتروي حكاية عائلة أحمد عبد الجواد المصرية في ظل الاحتلال البريطاني، والتركي والألماني في ما بعد. وتلقي الضوء على الثورة المصرية ضد الاحتلال. ومن الروايات الأخرى التي لا تقل أهمية عنها وتحولت إلى فيلم سينمائي هي رواية «خان الخليلي» التي تتناول تغيرات في حياة عائلة مصرية، تضطر للانتقال من حارتها إلى حي خان الخليلي الشعبي، بسبب اشتداد القصف أثناء الحرب العالمية الثانية.

أما رواية «اللص والكلاب»، المبنية على قصة حقيقية، هي حكاية محمود أمين سليمان، وهو مصري دخل السجن لأربع سنوات، وحين خرج وجد أن حياته تغيرت وأصبحت رأسًا على عقب، فيقرر الانتقام من ظالمه. ألهمت هذه القصة نجيب محفوظ، إذ شغلت الرأي العام المصري بضعة شهور عام 1961.

قدم يوسف السباعي 22 مجموعة قصصية وعشرات الروايات. شغل الأديب المصري منصب وزير الثقافة عام 1973، وهو العام نفسه الذي نال فيه جائزة الدولة التقديرية في الأدب، تم تحويل العديد من رواياته وقصصه إلى أعمالٍ سينمائية، منها رواية «نادية» التي تتناول ديناميكية العلاقة بين التوأمين نادية ومنى، ولعبت دوريهما سعاد حسني، اسم نادية يعود ويتكرر في رواية «الليلة الأخيرة» الذي لعبت دور البطولة فيه فاتن حمامة، وهي قصة امرأة تستيقظ في إحدى الليالي لتجد أنها فقدت 15 سنة من حياتها، لا تذكرها. ولا تذكر الفتاة التي تناديها ماما، أو الرجل الذي ينام إلى جانبها. تتعقد الأمور عندما تصر على أن تكتشف حقيقة ما حدث لها.

تمرّد مقالاتWhere stories live. Discover now