ألأنني مختلف؟

2.3K 186 627
                                    

لطالما سببت المثلية الجنسية نقاشًا وجدلًا واسعين ما بين مؤيدٍ ومعارض، لماذا برأيكم؟

إن المثلية حالها حال كل قضية حيث استطاع مثليو العالم الغربي فرض أنفسهم وانتزاع حقوقهم، بينما لايزال أمثالهم العرب منبوذين يحاولون السير مع التيار الغربي، في مجتمع يعتبر المثلية قضية لا نقاش فيها بسبب العامل الديني كأساس.

وبغض النظر كنت مؤيدًا أو معاديًا للمثلية، فأنت لا تستطيع إهمالها كقضية أو القول بأنها قضية سطحية لا تهم البيئة التي نحيا بها ولا العصر الذي نحيا به، والكتابة أعزائي ما تكون إلا لعرض قضية ما وتحليلها من جوانب مختلفة، لذلك هل تستحق المثلية أن توضع للنقاش في الكتب الأدبية؟

لم لا؟ نتحدث عن الفئات المختلفة في المجتمع برواياتنا، كالأغنياء والفقراء والمحققين والبرجوازيين وغيرهم، والمثليين هم فئة من المجتمع أيضًا، فما الضير بالتحدث عنهم؟ حقيقة أعزائي المشكلة ليست بأن نكتب عن المثلية، بل المشكلة هي «كيف وماذا نكتب؟».

لطالما اتخذ المثليون عدة منابر لإسماع أصواتهم والدفاع عن قضيتهم والتوعية حولها خاصة وأنها قضية حساسة لما تحتويه من لبس؛ ومن أهم هذه المنابر هو الأدب والكتابة، اتخذ المعارضون ذات المنبر للتحذير والتنبيه أو حتى التهجم في بعض الأحيان، وقد خرج الأدب المثلي إلى النور منذ زمن بعيد مقارنة مع بداية الثورة المثلية في أمريكا سنوات السبعينات، فأول رواية تطرقت إلى المثلية الجنسية وأثارت جدلا واسعًا، لا بل حتى منعت من النشر واعتبرت بذيئة وفاحشة رغم أنها لا تحتوي على مشاهد جنسية كانت رواية بئر العزلة لكاتبتها الإنجليزية مارغريت رادكليف هول، تم حظر الرواية في المملكة المتحدة سنة 1928 ونشرت فيما بعد سنة 1949.

كذلك يعتبر الكاتب الياباني يوكيو ميشيما من أوائل الكتاب الذين تطرقوا للمثلية الجنسية بحكم أنه كان مثلي الجنس، ميشيما المولود سنة 1925 مات منتحرًا سنة 1970 عن عمر يناهز الخامسة والأربعين مستخدما طريقة الهاراكيري على طريقة الساموراي، بقر البطن بسيف الكاتانا حتى يخلص نفسه من العار، ترك ميشيما خلفه عددًا لا بأس به من الروايات أهمها اعترافات قناع، حيث يشرح به ولعه اللاطبيعي بالرجل وسر انجذابه إليه منذ نعومة أظفاره، إلا أن أسلوبه يتميز بمقت المرأة وازدرائها وهذا ما كرهته فيه.

أيضا من أعظم الكتّاب العالميين الذين تطرقوا إلى المثلية هو الياباني المتميز  هاروكي موراكامي، إذ أن المثلية الجنسية حاضرة في أغلب أعماله، ويتناولها على أنها بديهية من بديهيات الحياة، وكان أهم عمل تناول فيه المثلية هو سبوتنيك الحبيبة، وتحكي الرواية قصة امرأة تقع في حب صديقتها اللاجنسية ومعاناة الحب من طرف واحد إضافة إلى أسلوب الكاتب السريالي الذي يأخذك إلى عالم ساحر لا يخضع إلى عقلٍ ولا منطق.

تمرّد مقالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن