شموخ انثى (الجزء الثانى)...

By EmyAboElghait

270K 5.2K 73

جميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ندى محمود جروب الفيس بوك الخاص بالكاتبه (قصص وروايات بقلمى ندى محمود) استكمالا... More

تنويه
الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثانى والعشرون الاخيــــــــر

الفصل السادس عشر

10.1K 227 3
By EmyAboElghait

تتفاجئ به وهى تفتح مقلتى عينها بصدمة ... لحظات لاتعد وتبدلت النظرات الى سخط واستياء شديد وتمتمت بنظرات مفترسة :
_ انت ايه اللى جابك هنا وعرفت مكانا ازى .. جاى على الموت برجليك

ارجع رأسه للخلف وهو يقهقه مرتفعاً ويهتف بنبرة مرعبة :
_ انتى فاكرة ان حضرة الظابط جوزك هايقدر يوصلى .. كان وصلى من زمان ، حتى وانا واقف دلوقتى معاكى مش هايقدر يوصلى

اجابته متوعدة :
_ لو مقدرش يوصلك انا اللى هاوصلك بطريقتى

شهاب باستخفاف :
_ انتى ! هههههه

رمقته شرزاً ثم همت بالصياح ليأتى احد وينقذها من ذلك الوغد ولكنه وضع كف يده على فمها كاتما صوتها وقبض على زراعها بقوة وقرب وجه من وجها وغمغم محذرا :
_ اياكى تطلعى صوت والا قسما بالله العظيم لاقتلك انتى وبنتك ... انا جيت بس انبهك للى جاى علشان تبقى مستعدة وعلشان ابينلكم انى حاوليكم دايما واقدر اوصل لاى حد فيكم وبسهولة جدا سواء انتى او بنتك او جوزك

اخذت تدور بنظرها فى خوف بسيط باحثة عن احد المارة لتستغيث به ...
ابعد يده عن فمها ببطئ وارتسمت على ثغرة ابتسامة ماكرة وهو يتمتم :
_ سلام ياقطة ابقى سلميلى على حضرة الرائد

ثم استدار مبتعدا بخطواط سريعة وصعد بأحد السيارات وانطلق بها كالسهم ... ظلت متسمرة بمكانها غير مستوعبة ماحدث ، ظهوره المفاجئ وتهديده لها ... ترى ماذا سيفعل .. دعت ربها وهى تناجيه ان يحمى لها زوجها وابنتها من ذلك الوغد ... لهيب الخوف والقلق يشتعل داخل قلبها ويمزقه ، هيمنت على حواسها عاطفة الخوف والقلق من المستقيل وماسيحدث به ... لاحظت بطرف عينها هاتف ملقى على الرمال انحت والتقطته .. حملقت به بصمت للحظة ثم ادركت انه هاتفه ... ارتسمت على ثغرها ابتسامة توعد ، فانتشلها من شرودها صوت طفلتها التى بدأت بالبكاء من شدة البرد ، قبلت جبينها وهى تضمها الى صدرها حتى تدفئها وتهتف :
_ خلاص ياحبيبتى طالعين اهو

وجدته قادم تجاهها وعيناه تشعان غضب ، ابتلعت ريقها بتوتر بسيط ... وقف امامه كالثور الهائج عيناه مشتعلان بالنيران يكاد يفتك بها ، حدجت به بجمود غير مبالية لردة فعله ، فصاح هو بصوت جهورى :
_ بتعملى ايه هنا دلوقتى ياهانم

_ كنت زهقانة نزلت اقعد شوية انا وحنين

اجابها وهو يجاهد فى كظم غيظه :
_ نازلة تقعدى على الشط الساعة 12 ونص !!
ثم صاح بنبرة مخيفة :
_ اطلعى قدامى حسابى معاكى فوق .. يلاااا

حول نظره الى ابنته التى كانت ترمقه بنظرات شغوفة ، حملها عنها وقبلها من وجنتها بحنان .. ثم هتف بنظرة مخيفة موجها حديثه الى مرام وهو يرمقه من طرف عينه :
_ انا مش قولت اطلعى قدامى

لم يكن لديها اى مزاج للمجادلة والنقاش معه ، فقد استحوذ على تفكريها كلام شهاب ، تشعر بغصة غريبة جدا بقلبها ... تقدمت امامه نحو الفندق ......
فتح باب الغرفة ومد يده للجانب يشير لها بالدخول اولا ، بنظرات شرسة ، دلفت الى الداخل وتبعها هو ثم اغلق الباب بهدؤء يقلق .. و تقدم نحوها ووضع حنين على الفراش .. وهتف بهدؤءه المعتاد :
_ عايزة افهم بقى ايه اللى ينزلك دلوقتى انتى مجنونة ولا عايزة تجننينى

حدقت به بصمت اثار غيظه اكثر واستفزه فصاح بها بنبرة هادرة :
_ نازلة وحدك الساعة 12 ونص تعملى ايه على الشط

مرام بانفعال بسيط :
_ فى ايه انت بتزعقلى كده ليه .. قولتلك كنت زهقانة ونزلت اقعد شوية مع نفسى

احمد بغضب بالغ ونبرة مرتفعة :
_ انتى عايزة تجننينى .. انتى فاكرة نفسك فين تنزلى وحدك فى الوقت ده المكان هنا زبالة

اجابته بصياح مماثل له :
_ انت متعصب اوى كده ليه انا عملت ايه لده كله مش فاهمة

كور قبضة يده وهو يعض على شفاه السفلى محاولا تمالك اعصابه ، صاح بنفس نبرة صوته :
_ معملتيش حاجة خالص ، نازلة وحدك فى الوقت ده ومعملتيش حاجة ، معلش اصل انا مجنون استحميلنى .. شوفى يامرام انا ماسك نفسى بالعافية منك والله وربنا يعلم بلاش تستفزينى

احابته بنبرة منفعلة فى سخط شديد :
_ هاتعمل ايه يعنى ... هاتضربنى وتمد ايدك عليا ، يلا اضربنى

غرس اصابعه فى زراعها بقوة وجذبها اليه فتاؤهت بشدة ، همهم بخفوت مرعب ونبرة حذرة :
_ اخطائك كترت يامرام وانا ساكت بمزاجى متخلنيش اتعصب وافقد اعصابى انتى عارفة عصبيتى وحشة .. مش هانبهك تانى لاخر مرة هانبهك اياكى تنزلى وتروحى اى مكان من غير علمى او من غيرى مفهووم

دفعت يده بعنف بعيداً عنها وهى ترمقه بنظرة شرسة وعينان متقلقلتان بالدمع وهى تصيح به بصوت متشنج :
_ ابعد ايدك عنى اياكى تلمسنى ... انت مش هاتحبسنى كل حاجة متطلعيش متدخليش ، انا اطلع زى ما انا عايزة يا احمد

حملق بها بنظرات جامدة وشبه باردة ، ركدت هى نحو المرحاض لتخبئ العبارات التى تتسابق على السقوط من مقلتيها ، كانت الطفلة تتابع حديث والديها وشجارهم وهى تمط شفتيها بحزن ممزوج بالخوف ، سالت عبراتها على وجنتيها الصغيرتان ، تنهد هو بعمق والتفت نحو صغيرته وعندما وجد العبارات تملأ وجها اقترب منها وجلس على الفراش ووضعها على حجره مقبلاً برقة ، فهتفت هى ببعض العبارات الطفولية لم يستطيع فهمها ... لم يفهم سوى كلمة ( ماما ) فتمتم بنبرة محتجة :
_ امك مصممة تجننى وقريب اوى هاتجننى فعلا بعندها ده

نزلت من على حجره وخطت خطواتها الضعيفة والبطيئة تجاه المرحاض ثم بدأت تطرق على الباب بيديها الصغيرتان وهى تهتف :
_ ماما .. ماما

ابتسم له بدفئ ونهض وطرق هو الاخر على الباب قائلا بصوت رخيم :
_ مرام

لم يسمع رد منها فعاد مردداً مجدداً :
_ مرام افتحى الباب

اجابته بنبرة باكية :
_ لا !

احمد بهدؤء لم يخل من النبرة شبه حادة :
_ هاتفتحى ولا اكسر الباب

مران بتصميم :
_ قولت لا !

_ خلاص براحتك

هب هو بدفع الباب محاولاً كسره ففتحت له وهى ترمقه باغتياظ .......

***

فتح باب المنزل بهدؤء شديد ثم صعد الدرج وقاد البهو المؤدى الى غرفتهم ، لم تكن موجودة بالغرفة ، قطب حاجبيه باستغراب ، القى نظره فى شرفة الغرفة والمرحاض لعلها تكون بأحدهم .. لم يجدها ، غادر الغرفة وبحث عنها بالغرفة الاخرى التى احيانا تكمن
، لا اثر لها ايضاً ... اخذت عيناه تدوران فى حيرة ، استحوذ عليه شعور بالقلق ثم انفجر كالغول وهو يصيح منادياً عليها بهلع هابطاً الدرج :
_ شذى ... شذى ... شذى

خرجت من المطبخ مهرولة بفزع على اثر صراخه وهتفت بنبرة مزعورة :
_ فى ايه

تنهد هو بارتياح بمجرد رؤيته اياها وهتف بصوت متهدج :
_ كنتى فين ؟؟

تشدقت باستهزاء :
_ هاكون فين يعنى ما اهينى قدامك مرزوعة فى السجن ده

علاء بنبرة غليظة :
_ ردى على السؤال عدل

اجابته باندفاع :
_ كنت فى المطبخ فى ايه

تحرك نحو احد المقاعد وجلس عليها وهو يهتف بابتسامة شبه باردة :
_ وبتعملى ايه بقى فى المطبخ !

اجابته بنبرة شبه مغتاظة وهى تصر على اسنانها :
_ وفكرك اللى بيدخل المطبخ بيعمل ايه .. ايه داخل ينام مثلا

قهقه بخفة ثم هز رأسه ايجابياً وغمغم :
_ وبتعملى اكل لمين بقى ؟

_ ليا !

اجابها بنبرة شبه لئيمة وهو يضيق عينه :
_ الا مافى مرة رجعت من الشغل بليل ولقيتك بتعملى اكل لنفسك ايه اللى جد يعنى ، دايما بتكونى فى الاوضة .. وبعدين مش انتى برضوا اللى امبارح غصبت عليها انها تاكلى ومكنتش راضية تاكلى اصلا حصل ايه بقى دلوقتى

اصدرت زفيراً قوى ثم هتفت بنبرة متذمرة :
_ عايز توصل لايه يعنى .. اه عملاه عشانك خلاص

ارتسمت على ثغره ابتسامة ماكرة وهو يتمتم :
_ بحب فيكى صراحتك

ثم هب واقفاً على ساقيه وهو يهتف قائلا بإيجاز :
_ انا طالع اغير هدومى

سألته بدون تردد بضيق بسيط :
_ يعنى مش هاتاكل !؟

قال بتصنع النبرة الجامدة والباردة :
_ مين قال كده ! .. انا هاغير وانزل لغاية ما اخلص تكونى انتى جهزتى وحطيتى الاكل على السفرة

خفق قلبها بشدة وهو يلوذ بالسعادة البالغة وهتفت بنبرة جديدة تماما من اعماق قلبها :
_ ماشى

هرولت نحو المطبخ وابتسامتها المشرقة لا تفارق ثغرها قط ، بدأت فى تجهيز الطعام وتسخينه ثم وضعته بالصحون ، وبدأت تخرج الصحون الى الخارج وتضعهم على السفرة .......
هبط هو بعد وقت قصير مرتديا بنطال من اللون الاسود وسترة من اللون السماوى ... سحب المقعد للخلف وجلس عليه وهو ينظر للطعام بشهية شديدة ... ورائحته الجميلة تزيد من شعوره بالجوع ، فقد كان الجوع يكاد ينهش امائعه من شدته ، رفع نظره لها وجدها لم تجلس بعد لتشاركه الطعام فهتف بنبرة شبه قوية :
_ واقفة ليه اقعدى !

اؤمات رأسها له بارتباك بسيط وسحبت المقعد وجلست عليه ، ظلت تعبس بالصحن با ( المعلقة ) وهى تتابعه بنظرات دافئة وشغوفة ، وهى تراه يقبل على الطعام بشهية بالغة ، انتبه لها فقطب حاجبيه ، كانت تنظر له بشرود تام ، فلوح بيده امام عينها وهتف ببرود مستفز :
_ تحبى تاخديلى صورة انا وباكل !

اجفلت نظرها سريعا الى الصحن وهى تتمتم بخفوت وضيق زارف :
_ مستفز !

علاء بنفس النبرة :
_ بتقولى حاجة ؟

همهمت وهى تطرق بالمعلقة فى الصحن با اعتياظ :
_ بقول كلّ بالهنا والشفا

مرت دقائق قصيرة فى صمت تام ، قطع ذلك الصمت عندما هب اقفا وهو يهتف :
_ الحمدلله

_ ايه هو الاكل مش حلو ولا ايه !؟

علاء مستقصدا اثارة خنقها :
_ بالنسبة لاول مرة فاهو مش بطال

شذى بنبرة استخفاف :
_ ولما هو مش بطال خلصت الطبق ليه

اجابها بنبرة شبه لئيمة :
_ مش بيقولوا الجعان ياكل التراب وانا منكرش انى كنت جعان

هتفت بغضب واضح :
_ تقصد ان الاكل اللى عملته تراب وميتاكلش

علاء ببرود وتصنع البراءة :
_ انا مقولتش كده ! .. انتى اللى بتقولى انا مالى

نهضت من على السفرة وهى تستشيط غضباً مرت من امامه متجهة نحو الدرج لتصعد الى غرفتها ، فقبض هو على زراعها وهو يقول بابتسامة عذبة :
_ طيب متتحمقيش اوى كده .. الاكل حلو والله تسلم ايدك

نظرة طويلة متمحصة وهى غير مستوعبة ان الذى امامها هو علاء ، ماذا حدث له ما هذا التغير الجذرى ، ايعقل ان يكون مريض ويلهوس ! .. لا لا ليس به شئ هو ليس مريض .. اذا ماذا حدث له !

كانت كل هذا الاسئلة تدور بعلقها بحيرة ... لكنها لم تتمكن مش انكار الشعور الذى راودها بالسعادة لاهتمامه بها هكذا وبحزنها ....

***

وجد اثار الدموع بمقلتيها وعلى وجنتيها اقترب منها وانحنى اليها وطبع قبلة سريعة على وجنتها ثم لامس بأصبعه الابهام على وجنتها برقة وتمتم بهيام :
_ انا اسف ... مش عايز اشوفك بتبكى تانى مفهوم

دفعت يده بعيدا عنها بعنف وهى تهتف بجفاء :
_ انت بقيت عصبى اوى وبتتعصب على اقل حاجة وتزعقلى على الرايحة والجاية وانا مستحملة وساكتة وعايز لما تاجى تصالحينى وتقولى انا اسف اقولك خلاص محلصش حاجة وكأن اللى جرى مرجاش

تنفث الصعداء وتمتم بنبرة أسى :
_ انا عارف انى عصبى الفترة دى ، بس والله ياحبيبتى فى حجات فى الشغل ومشاكل مخليانى مضغوط ومتعصب علطول ... وعصبيتى دى بيبقى السبب الاكبر فيها هو من خوفى عليكى وانتى ما شاء الله عديتى الرقم القياسى فى العند

مرام بنظرات دقيقة وترقب :
_ والحجات اللى فى الشغل دى شهاب مش كده

_ ومش هو بس فى حجات كتير تانى

صمت قليلا قبل ان تتشدق بتردد :
_ انا شفته النهردا لما نزلت على الشط

فغر عيناه وشفتيه بدهشة وهتف بنبرة قوية :
_ شفتيه ازى ، عملك حاجة

هزت رأسها نافية بهدؤء ثم تابعت قائلة وقد فاضت عيناها بالدموع عندما تذكرت تهديداته لها ، خوفا من بطشه وانه من الممكن ان يأذى زوجها او ابنتها ، قصت له الحوار الذى دار بينهم ......
مسح هو على فروة شعره بعصبية شديدة وهو يصدر زفيراً حارقا ويغمغم بالسباب واللعان عليه متوعدا له .. انهت هى حديثها وهى تجهش بالبكاء قائلة بصوت مرتجف :
_ خايفة من كلامه ، حاسة انه ممكن يعمل حاجة فعلا .. خايفة اوى يا احمد ومش مطمنة

ضمها الى صدره وهو يلمس على شعرها بحنو ويتمتم بهدؤء ونبرة حانية ، بعكس الثوران البركانى الذى بداخله الذى يكاد على الانفجار :
_ طول ما انا جنبك متخفيش من حاجة ياحبيبتى

مرام ببكاء شديد :
_ كان من كلامه باين عليه انه ناوى على شر

اجابها بنظرة ثاقبة :
_ مش هايقدر يعمل حاجة انا يعتبر وصلت لمكانه .. الخيط اللى هايوصلنى ليه فى ايدى بس انا زى ما تقولى مديله عمر زيادة عن عمره سايبه بمزاجى يستمتع شوية علشان لما يوقع تحت ايدى مش هارحمه .. بس هو خلاص كده استنفذ كل صبرى اول ما نرجع القاهرة يبقى يجهز نفسه للموت

ابتعدت عنه وهى تحدج به بنظرات راجية وتتمتم :
_ خلى بالك من نفسك ياحبيبى علشان خاطرى

احمد بهدؤء مشجع ونبرة شبه مطمئنة :
_ متقلقيش عليا ياروحى .. جوزك مش سهل انا قطة بسبع ترواح زى ما بيقولوا

نكزته فى كتفه بنظرة معاتبة :
_ هى الحجات دى فيها هزار يا احمد

احمد بخفوت حانى :
_ عرفتى بقى سبب عصبيتى ليه وانى مديق عليكى فى موضوع الخروج ومانعك ماتخرجى من غيرى نهائى... علشان خايف عليكى انتى وحنين من ده

حملقت به بصمت تام فهتفت سريعا مستذكرة واخرجت الهاتف من جيبها وهى تقول :
_ التلفون ده بتاع شهاب شكله وقع منه وهو بيكلمنى

التقطه من يدها سريعاً وهو يحدق به بذهول ثم تعالت ابتسامته المشرقة على ثغره ... نظرات الوعيد بعينه وابتسامته مازالت تعلو وجه .. وضعه فى جيب بنطاله وهو يتمتم :
_ تمام اوى دى هايبقى خيط سهل جدا اوصله من خلاله

ثم حول نظره الى ابنته التى كانت نائمة فى ثبات عميق على كتفه ، حملتها مرام عنه ووضعتها على الفراش بحرص .... بينما هو مدد جسده على الفراش فاردا قدماه امامه واضعا قبضتى يديه خلف رأسه ، تسطحت بجانبه ووضعت رأسها على صدره واغمضت عينها ، لف زراعه حول كتفها وهو يضمها بشدة اليه وقبل رأسها بحنو ....

***

مر اسبوع بدون احداث جديدة ..
فى صباح احد الايام ....

جالسة فى شرفة الغرفة وهى تتابع امواج البحر التى تتعالى ونسيم البحر الذى يلفح وجها ويجعل خصلات شعرها تطير مع الرياح كالريشة ... مازالت كما هى منذ وفاة ابنها ولم تتحدث بكلمة واحدة رغم جميع محاولات عمرو بأن يجعلها تنسى ذلك الحادث الاليم بالنسبة لهم وتعود لحياتها الطبيعية ، دفعت بها تلك الحادثة الى عالم ملئ بالاسى والشجن ، مازال قلبها بتمزق الما وحزنا على صغيرها ، فما اصعب من فقدان الابن ... جاء صوت اجشّ من خلفها تعلمه جيداً تلك هو صوت زوجها وحبيبها ...
جلب مقعد وجلس عليه بجانبها ، امسك بكف يدها وقبله با اشتياق ونعومة .. ثم بدأت تتلاشى ابتسامته تدريجياً وهو يرمقها بنظرات متوسلة ويتمتم :
_ وحشنى صوتك ياداليا كفاية كده ... انا قلبى محروق زيك بظبط على أنس بس امر ربنا ومنقدرش نعترض عليه .. ان شاء الله رينا هايعوضنا ، صدقينى انا تعبت مش قادر اشوفك كده لما بشوفك كده بحس بعجز انى مش قادر انسيكى اللى حصل واسعدك ... وحشتنى داليا اللى انا متوعد عليها

اغمضت عينها بألم وسالت العبارات على وجنتيها فجذبها الى صدره ، واذا بها تنطق قائلة بتشنج ونبرة مريرة :
_ مش قادرة يا عمرو ، أنس وحشنى اوى

اجابها بنبرة لم تخل من أسى :
_ وانا زيك واكتر والله ...ده امتحان من ربنا لازم نصبر ونحمد الله فى السراء والضراء لازم يبقى ايمانك بربنا قوى .. خليكى عارفة ان لا يكلف الله نفسا الا وسعها

اجهشت فى البكاء اكثر وهى تشهق وتردد مرارا وتكرار " الحمدلله " ، ابعدها عنه وامسك بوجها بين كفيه ومسح بأنامله دموعها وهو يتمتم بنظرة عشق :
_ صدقينى دموعك دى غالية عليا اوى و مش بقدر اشوفها انا كنت بتعذب الفترة اللى فاتت لما كنت دايما بشوفك بتبكى ... اوعى اشوفك بتعيطى تانى

اؤمات رأسها له بابتسامة عذبة وجسدها يرتجف من شهقاتها ، فتابع مبتسما بمرح :
_ انا مش سامع حاجة يعنى ولا حاضر ولا اي حاجة

داليا بصوت ضعيف :
_ حاضر

عمرو بوهن :
_ ياااه صوتك وحشنى اوى ياحبيبتى

***

كان يقف بسيارته امام مبنى الكلية منتظراً خروجه ، بعد مرور دقائق معدودة خرج وهو يتحدث بالهاتف خرج وهو يتحدث بالهاتف الجوال .. صعد بسيارته وانطلق بها ، انطلق هو الاخر خلفه يتبعه .... ترصت سيارة ( كريم ) امام احد المبانى وخرجت من المبنى فتاة مظهرها وشكلها مألوفا عليه ، دقق النظر بها جيدا وعندما اوضحت صورتها له وتعرف عليها فغر عنيه بذهول وهو يبتسم بسخرية ....

_ تابع ........   

Continue Reading

You'll Also Like

7.2M 355K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
287K 6.9K 75
فرقتنا الاقدار وحطمت قلوبنا ولكن حبنا اقوي من اي اختبار ف اقسم بحبك انني سأظل دائما ف الانتظار وتزهر قلبي من جديد بألوان الحب والاشعار
363K 8K 24
جميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ندى محمود جروب الفيس بوك الخاص بالكاتبه (قصص وروايات بقلمى ندى محمود) **مقدمه** ماذا تفعل ان وجدت نفسك تائه فى حياتك مض...
10.9K 679 57
-مين المجنونة اللي توافق تتجوز واحد أيده مبتورة ومتجوز وتيجي تعيش في أرياف بدل مكانت عايشة في المدينة؟! مستحيل هتوافق بيا يا جماعة! رواية مختلفة، م...