الفصل الخامس

10.6K 232 1
                                    


وجدت سيارة الشرطة تشق الطريق وهى تصدر سرينتها الخاصة بها وبمجرد ما رأت تاك المرأة سيارة الشرطة هرولت راكدة محاولة الهرب منهم .. ترجل احد الظباط من السيارة وهو يصيح قائلاً :
_ الحقزها بسرعة قبل ما تهرب وهاتوا اللى كانت واقفة معاها دى
ظلت متسمرة بمكانها وهى فاغرة شفتيها فى ذهول وكادت ان تسقط فاقدة وعيها عندما سمعت ذلك الظابط يهتف بهذه العبارة .. تسلل الخوف بجميع اوصالها وبدأ جسدها بالارتجاف ... اسرع لها احد العساكر وقبض على زراعها وهو يجذبها قائلاً :
_ امشى قدامى
رقية بنبرة مزعورة :
_ ايه ده فى ايه ابعد ايدك عنى
جذبها من زراعها بعنف تجاه سيارة الشرطة وسط نظراتها المرتعدة وهى تصرخ بهم .. واستطاعوا الالحاق بتلك المرأة والقبض عليها .....
وصلت الى قسم الشرطة وجذبها الصون باتجاه مكتب احد الظباط ودموعها الحارقة تنهمر على وجنتيها غزيرة وجسدها لم بتوقف عن الارتجاف لحظة واحدة ... فتح الصون باب المكتب بعد ان قرع البال وسمح له بالدخول ......
الصون بنبرة رسمية :
_ البت دى لقيناها واقفة مع الست اللى كنا رايحين نقبض عليها ياسليم بيه
رفع سايم نظره له فحدج الفتاة بدهشة وهو يرى ارتجافة جسدها القوية والعبارات المنهمرة على وجنتيها ... تملكتها الدهشة كذلك عندما رأته ... ظل محدق بها للحظة ثم هب واقفاً وهو يحدث الصون قائلاً بخشونة :
_ ودتوها فين بتاعة تجارة الاعضاء دى
الصون :
_ زى ما أمرت ياباشا دخلناها السجن لغاية ماتتعرض على النيابة
سليم بنبرة رجولية صارمة:
_ تمام .. روح انت دلوقتى
انصرف الصون فهتفت هى بنبرة باكية وصوت مرتعش :
_ انا والله ما اعرف الست دى اصلا ولا عمرى شوفتها انا ك.....
اشار لها بأصبعه السبابة ليحثها على الصمت وهو يتمتم بصلابة :
_ سؤال واحد وتجاوبى بصراحة لان الكذب مش فى صالحك ده غير ان اكتر حاجة بتعصبنى الكذب ويويلك بقى لوكذبتى ... تعرفيها ولا لا وفكرى كويس قبل ما تردى
رقية ببكاء مرير ونبرة مرتعدة :
_ والله ما اعرفها ولا عمرى شوفتها اصلا فى حياتى
سليم بنظرة شرسة :
_ امال كنتى واقفة معاها ليه !
سرت رعشة بأوصالها تجاه نبرة صوته ونظرته لها وباردت برعب جلى :
_ انا تهت وملقيتش حد فى الشارع غيرها فا روحت اسألها على الطريق ومرة وحدة لقيت عربية الشرطة جات
سليم بنبرة فظة وغطرسة واضحة :
_ اظن ان اى وحدة محترمة متقعدش بره بيتها فى عز الشتا لغاية الساعة 10 وتمشى فى شارع فاضى وضلمة زى ده
اشتلعت عينها جراء اهانته الواضحة لها وهتفت بنبرة تحمل التحذير :
_ مسمحلكش تغلط انا محترمة غصب عن اى حد .. وقولتلك انى تهت فى فاطبيعى مش هابقى عارفة الطريق
سليم بنظرة وضيعة :
_ وكنتى فين يا انسة لغاية دلوقتى
رقية بانفعال :
_ حاجة متخصكش
سليم بنبرة مرعبة :
_ انت هنا فى القسم ياحلوة مش فى الشارع هاا ... والسؤال اللى اسألهولك تجاوبى عليه علطول فاهمة ولا لا والا قسماً بالله لاخليكى تباتى الليلة دى فى الحجز حتى لو كنتى متعرفهاش
نظرت له بخوف جلى وزرفت عيناها بالدموع وهى تتراجع للخلف برعب فا اضاف هو بنبرة حادة تحمل القليل من التحذير :
_ هاسألك لاخر مرة تعرفيها ولا لا
انهمرت العبارات مرة اخرة من عيناها وتمتمت بنبرة مرتجفة :
_ والله العظيم ما اعرفها انا قولتلك كل اللى حصل وهو ده اللى حصل انا كنت بسألها عن الطريق بس
شعر بصدق كلماتها ورق قلبه لها عندما وجدها ترتجف بشدة وقال بصوت صلب :
_ طيب احمدى ربك اننا لحقناكى لاننا لو كنا اتأخرنا حبة بس كانت ممكن تخطفك لان دى من تبع تجارة الاعضاء
ابتلعت غصة خوف فى حلقها ثم اخذت تشكر ربها وتحمده .. قطع ذلك الصمت صوت رنين هاتفها فوجدتها والدتها ارتبكت بشدة ولم تعرف بماذا تجيب عليها .. ظلت تحدج بشاشة الهاتف بشرود فجذب هو الهاتف من يدها بعنف ونظر الى شاشته فهتف بحدة :
_ ردى عليها وقوليلها جاية
وقبل ان تجيب على الهاتف انتهى الاتصال فتمتمت هى :
_ انا اقدر امشى صح
سليم بجدية :
_ اممممم ... انا ماشى دلوقتى ممكن اوصلك بطريقى
رقية باعتراض :
_ لاشكرا هاركب تاكسى وهارجع البيت
سليم بنبرة ساخرة :
_ ايه هاتركبى تاكسى فى الوقت ده
ثم اكمل بغطرسة شديدة :
_ مع ان سواقتى متخلفة وممكن نعمل حادث لقدر الله بس هاحاول اخفف من السرعة المتخلفة دى
اجفلت رأسها ارضاً بخجل شديد واستطاعت فهم تلميحاته عن تلك المشاجرة التى حدثت بينهم
فهمهم وهو ويتقدم تجاهها ويشير لها بالسير اولاً :
_ اتفضلى
ابتلعت ريقها بتوتر بسيط ثم تقدمت امامه بخطواط متعرثة وهو يتبعها من خلفها ظل يتفحصها من اخمص قدمها الى قمة رأسها وهو يلاسها سوبها المحتشم وحجابها الطويل الذى يصل الى اسفل ظهرها الى ان وصلا الى خارج القسم فتوقفت هى عن السير والتفتت خلفها له فا انتبهت الى نظراته لها وهو يحدق بها بأعجاب شديد تملكها شعزر بالحياء وهتفت بنبرة حادة :
_ انا من رأى انه يبقى افضل لو وقفت ليا تاكسى وروحت وكمان يبقى كتر خيرك
حدجها بجدية وهو يقف امامها كالجبل الشامخ :
_ مينفعش تركبى تاكسى فى الوقت ده يا انسة
رقية بغطرسة واضحة :
_ على اساس ان بتاع التاكسى راجل وانت لا
سليم بنبرة غليظة ونظرة مرعبة :
_ نعم !!
رقية باقتضاب :
_ انا اقصد ان انت برضوا غريب زيك زى بتاع التاكسى ومينفعش اركب معاك
سليم ببرود :
_ والله لو انتى مش خايفة على نفسك وعادى تركبى تاكسى اما مش هامنعك اتفضلى براحتك
رقية بنظرة شامخة :
_ ياريت يبقى احسن برضوا
اجابها بخفوت مستفز :
_ طيب عن اذنك بقى
استدار مبتعداً بخطواط واسعة ثن استقل بسيارته وانطلق بها عادوها الشعور بالخوف مجدداً ووقفت على الطريق لدقائق قليلة وهى تنتظر اى سيارة اجرة ان تمر ولكن دون جدوى ....
كان يقف بسيارته على مسافة ليس ببعيدة عنها ثم ادار السيارة وعاد اليها مرة اخرى وصف السيارة امامها وتمتم وهو يحملق امامه من دون ان ينظر لها :
_ اركبى
نظرت له بشمئزاز ثم اصدرت زفيراً حاراً يخنق واضطرت للصعوب معه فى سيارته بدلاً من ان تقف فى الطريق وحيدة هكذا ولا تعلم ما الذى سوف يلحق بها من أذى ان ظلت تقف وقت طويلاً ......

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن