الفصل الرابع عشر

9.1K 215 0
                                    

انتهت من شراء جميع الادوية التى امرها بها الطبيب لصحة ابنتها وعادت الى المنزل بصحبة السائق الخاص بهم ....
دلفت الى الداخل وصعدت الدرج المؤدى الى غرفتها وهى تحمل طفلتها النائمة على زراعيها ، فتحت باب الغرفة ودلفت فوجدته يجلس على الفراش و يستند بمرفقيه على ساقيه وهو ينحنى بجزعة للامام خافض نظره ارضاً .. رفع نظره له ورمقها بنظرة شرسة وتمتم بهدؤء مخيف :
_ كنتى فين ؟

مرام بهدؤء تام :
_ حنين تعبت وحرارتها كانت عالية اوى وروحت بيها للدكتور

وقف على ساقيه وتحرك نحوها وهو يتمتم بنبرة هادئة وكأنه هدؤء ما قبل العاصفة :
_ ولما حنين تعبت متتصليش بيا ليه وتقوليلى

كانت تقف امامه بثبات وهى تهتف :
_ كنتى قلقانة عليها اوى ومفكرتش ، طلعت على الدكتور جرى ونسيت خالص

حك ذقنه وهو يصر على اسنانه ويهمهم :
_ اممممم ، طيب حنين تعبت وانتى روحتى الدكتور ونسيتى تتصلى بيا ... صمت قليلا ثم تابع بصوت جهورى :
_ مبترديش على الزفت التلفون ليه ... انتى عايزة تجننينى لولا انى اتصلت بالسواق وقالى انك معاه وروحتى للدكتور كنت عقلى هايطير

_ مسمعتش التلفون

هتفت بتلك العبارة بنبرة شبه باردة فصاح هو بانفعال محاولا السيطرة على انفعالاته :
_ برودك المستفز ده هايعصبنى اكتر بلاش تخلينى اتعصب يامرام انا ماسك نفسى بالعافية اصلا

مرام بتهكم :
_ انا مروحتش وحدى انا روحت مع السواق

احمد بغضل هادر ونبرة محذرة :
_ انا مبثقش فى حد لا سواق ولا غيره ... اول واخر مرة يا مرام تطلعى من غير اذنى او من غير ماتقوليلى ، لانى المرة الجاية مش هابقى بنفس الهدؤء ده .. اظن كلامى واضح

لوت فمها بسخرية وهى ترمقه بنظرات متبرمة فا اقترب هو منها وحدج فى ابنته الساكنة على كتفها باستسلام وقبل وجنتها هامساً :
_ قالك ايه الدكتور ؟

تمتمت باقتضاب :
_ احتقان وسخانة وادانى علاج ليها

احمد بخشونة :
_ اشترتيه

هتفت بمضض :
_ ايوه بس فى نوع ملقتهوش

احمد :
_ هاتى الروشتة وقوليلى على اسمه وانا هاجيبه

اخرجت ( الروشتة ) واعطت له اسم الدواء واخذ هو ( الروشتة ) حتى يستطيع شراء الدواء ... ثم تقدمت نحو فراش صغيرتها ووضعتها بهِ بحرص شديد وشرعت فى تبديل ملابسها ، تسطح هو بجسده على الفراش وهو يتنهد بأرهاق ، فاتمددت هى بجانبه وهى توليه ظهرها حدق بها مستغرباً من طريقتها واصدر زفيراً قوى ثم اغمض عينه وخلد للنوم .......

***

عاد الى المنزل وكانت هى بانتظاره ( بالصالون ) وقسمات القلق بادية على ثغرها وبمجرد ما رأته هبت واقفة من مقعدها وهرولت اليه وهى تهتف :
_ قلقتنى عليك كنت فين ده كله

حملق بها بجمود فا تابعت هى قائلة بقلق بسيط :
_ عملت ايه مع ماجد

ظل يحدج به للحظات بصمت مرير ثم هتف بنبرة متريثة وصوت رخيم :
_ اخدتلك حقك ... كنت قاطع على نفسى وعد من ساعة ما اتجوزتك انى اخدلك حقك من اللى عمل كده وماجد دلوقتى فى السجن .... ومش معنى انى اخدتلك حقك ودافعت عنك انك مش غلطانة ، لا انتى اكتر وحدة غلطانة ، خنتى ثقة امك فيكى وخنتى ثقتى فيكى اللى صعب تقدرى ترجعيها تانى ومش بس ثقتى اللى خنتيها لا حتى حبى كمان ليكى خنتيه وخسرتيه

فاضت عيناها بالعبارات الحارقة وتمتمت بنبرة مريرة وصوت محتقن :
_ لا ياعلاء انا مخسرتش حبك ، انت لسا بتحبنى انا متأكدة ، انت عمرك ما كرهتنى اصلا ... تعرف ياريتك كنت اتجوزتنى من زمان على الاقل مكنش ده حصل ، لما كانت ماما بتطلب منك ده وانا مكنتش موافقة وكنت بتقولها خليها على راحتها كنت غلطان ياعلاء ياريتك كنت اتجوزتنى سعتها ان شاء الله كنت غصبتنى على الجواز منك بس على الاقل كمان مكنش هايكون فات الاوان زى دلوقتى ... انا اكتر وحدة ندمانة على كل حاجة عملتها واكتر حاجة ندمانة عليها هى انى مقدرتش حبك ليا .. انا اسفة ياعلاء

ثم استدارت مبتعدة عنه بخطواط سريعة نحو غرفتها وهى تجفف دموعها المنهمرة على وجنتيها بغزارة ... ظل هو متسمراً بمكانه وهو يجاهد فى السيطرة على مشاعره المضطربة

***

استيقظ فى صباح اليوم التالى .. وجدها مازالت نائمة اعتدل فى نومته وابتسم بنعومة وهو يتطلع لها بقرب شديد متأملاً ملامح وجها المرتخية ... مد يده ومرر اصابعه على وجنتها برقة ثم بدأ يعبث بخصلات شعرها قاصداً ازعاجها وافاقتها ، وبالفعل تملمت هى فى الفراش بانزعاج وفتحت عينها ببطئ شديد ثم بدأت الرؤية توضح لها فرمقته بنظرة ضجرة واعتدلت فى نومتها وهى تهتف بنبرة ممتعضة :
_ صباح الخير !

اجابها بوهن :
_ صباح الفل

همت بالنهوض من الفراش فجذبها هو من زراعها اليه فجلست مرة على الفراش وهتف هو بنبرة شبه غاضبة :
_ خدى تعالى هنا ... فى ايه مالك انتى من امبارح بليل وانتى بتكلمينى من غير نفس كده فى ايه ؟!!

لوت فمها بتأفف وتمتمت بنبرة مغترة :
_ مفيش حاجة !!

اقترب منه وهو يهمس بنبرة ماكرة محاولاً تلطيف الجو :
_ ولما هو مفيش حاجة بتكلمينى كده ليه !

اصدرت زفيراً حاراً وهتفت بتذمر :
_ مدايقة ومخنوقة

اقترب اكثر منها حتى التصق بها وتمتم بنبرة اكثر خبثاً تحمل القليل من المرح :
_ مين الحيوان ده مزعلك شاوريلى عليه بس وانا اطلع عين اهله

جاهدت فى اخفاء ابتسامتها وبالفعل نجحت وهتفت بتهكم :
_ الحيوان اهو جنبى

رفع حاجبه الايسر وهو يهتف مدهوشاً وتصنع الغضب :
_ نعم !!

اجابته وابتسامتها الباردة تعلو وجها :
_ وانا مالى مش انت بتقول مين الحيوان الى زعلك شاوريلى عليه انا بقولك الحيوان اهو جنبى

ازداد انعقاد حاجبيه وتمتم بغضب مزيف :
_ يعنى انا حيوان !

هزت كتفيها لاعلى وعى تمط شفتيها وتتمتم :
_ انت اللى بتقول كده مش انا

ابتعد قليلا عنها وهو يرمقها بنظرات ثم غمغم بلؤم :
_ ماشى هاعديها مؤقتاً بس .... المهم بقى الحيوان ده زعلك فى ايه

مرام بضيق بالغ :
_ ويعنى هو مش عارف !؟

اجابها بنبرة مستفزة :
_ لا والله اصله هو مش بيشم على ضهر ايده علشان يعرف وحده

عقدت يديها فى خصرها وهى تصيح بانفعال :
_ ياسلام ... طيب كنت فين يا احمد امبارح

اجابها بتفكير وهو يحك مؤخرة رأسه :
_ امبارح امتى بظبط

مرام بنظرة شرسة :
_ امبارح الصبح

احمد بنبرة عادية :
_ فى الشغل يعنى هاكون فين

اجابته وهى تصر على اسنانه با اغتياظ بالغ :
_ بعد الشغل يا احمد
صمت قليلاً وهو مبتسم بخبث بعد ان علم ما تريد ان تصل اليه وهتف قائلاً :
_ كنت مع فاطمة

مرام بخفوت مرعب :
_ بتعمل ايه مع فاطمة !؟

اجابها بنبرة شبه حادة :
_ وانتى عرفتى ازى انى كنت مع فاطمة

_ طلعت اشترى كام حاجة للبيت وشوفتك انت وهى قاعدين فى الكافتريا

احمد بانفعال بسيط :
_ يعنى طلعتى امبارح الصبح وبليل ومن غير ماتقوليلى

مرام بانفعال مماثل له :
_ متغيرش الموضوع ورد عليا

احمد بغضب شديد :
_ اغير الموضوع زى ما انا عايز انتى متجوزة كيس جوافة تدخلى وتطلعى على مزاجك ولا انا علشان مش بزعق ولا حاجة ماخدة راحتك

اعتدلت فى جلستها وصاحت بهِ بصياح هادر :
_ وانت حضرتك رايح تطلع مع بنت عمتك وايشى كافتريا ومش عارف ايه وعلى مزاجك ولا هامك ... وايه رأيك بقى هاطلع زى ما انا عايزة وبمزاجى كمان وورينى هاتعمل ايه !

احمد بنبرة محذرة ونظرة مخيفة :
_ بلاش يامرام

رمقته بنظرة ساخرة وهى تهتف غير مبالية :
_ ايه هاتعمل ايه يعنى ... اعلى ما فى خيلك اركبه

فغر مقلتيه بدهشة وهى يهتف بغضب :
_ اعلى ما في خيلى اركبه ... ده انتى نهار ابوكى اسود النهردا

عندما وجدته يهم بالقيام هبت واقفة وركدت الى اخر الغرفة فهتف هو بحدة :
_ تعالى هنا

اخرجت له لسانها باستفزاز وهى تهتف بعناد :
_ لا

اجابها بابتسامة محذرة :
_ تعالى هنا احسلك لاحسن انا لو قومت هاجيبك من شعرك

سقفت بيديها بطريقة الحوارى وهى تهتف بغطرسة :
_ تجيب مين من شعرها كمان انت اللى غلطان ومش عاجبك

جاهد فى اخفاء ابتسامته وهتف :
_ بتردحيلى كمان ... لا ده انتى كده عايزانى اجيبك من شعرك فعلا

مرام بعدم اكثرات :
_ متقدرش

هب واقفاً من الفراش فاركدت هى الى الباب وقبل ان تخرج كان هو مقبض على زراعيها ، جذبها اليه وهو يهتف بمكر :
_ هاا اقدر ولا لا .... بتردحيلى وتقوليلى اعلى ما فى خيلك اركبه وهاطلع براحتى وبمزاجى ياهانم ... تحبى اوريكى الحيوان اللى كنتى بتقولى عليه من شوية ده !

ابتعدت عنه وهى تهتف بغضب هادر :
_ قولى كنت بتعمل ايه مع فاطمة

احمد ببرود مستفز :
_ ايه حشرك انتى .. واحد وبنت عمته وكانت عايزاه فى اسرار شخصية

مرام با اغتياظ شديد :
_ اسرار شخصية لا والله .. طيب ماتقولى يمكن اعرف احلها معاكم لو فى مشاكل

احمد بابتسامة مستفزة :
_ لا شكرا احنا بنحل مشاكلنا مع بعضينا

مرام بصياح :
_ احمد !

احمد :
_ فى ايه سرعتينى !

مرام بنبر حادة :
_ اتكلم عدل كنت بتقولوا ايه انت وهى ؟

_ ليه وهو انا بتكلم مقلوب

تأففت بقوة وهى تستغفر ربها مراراً وتكراراً فا اقترب هو منها بشدة تراجعت للخلف والتصقت بالحائط حدق بها بخبث للحظات وجيزة ثم انحنى اليها وكاد على تقبيلها فسمع صوت بكاء ( حنين ) دفعته بعيداً عنها وهى تهتف :
_ حنين صحيت

اجابها بضيق زارف :
_ ماهى لازم تصحى من صريخك ده انا جالى طرش سرعتينى بيه

قهقهت بصوت مكتوم ثم حملت حنين على زراعيها محاولة تهدئتها فسمعوا طرق على الباب فتح الباب فوجده احد الخدم يخبره بمجئ سليم اليه فهبط له سريعاً ........

***

اجاب هاتفياً بخشونة :
_ عملت ايه ؟

_ كله تمام يا يوسف بيه بلغت البوليس وزمانه على وصول

ارتسمت على ثغره ابتسامة ماكرة وهتف :
_ تمام تعجبنى كده انت

_ فين اللى اتفقنا عليه بقى

يوسف بنبرة رجولية :
_ متقلقش اول ما اتأكد انه اتقبض عليه هاديك اللى اتفقنا عليه

_ اشطا

انهى الاتصال ورجع بالمقعد للخلف وهو تعلو وجه ابتسامة إنتصار وهمهم بسخط :
_ ده اللى تستاهلوا ياخالد الكلب

هب واقفاً من مكتبه وجذب مفاتيح سيارته وهاتفه وغادر مقر شركته متجهاً نحو منزل ذلك الوغد .....
ترجل من سيارته ودلف البناية ثم صعد الدرج المؤدى الى ( شقته ) وقبل ان يطرق الباب سمع صوت اقدام تصعد الدرج اخفض نظره فوجدها الشرطة ابتسم بغطرسة .....
وصل الظابط اليه وهتف بنبرة قوية :
_ انت اللى بلغت

اجابه بنظرات ثابتة :
_ ايوه

قام الظابط بكسر الباب ودلفوا الى الداخل فوجدوه فى وضع مخل ... كان يقف بجانب الظابط واضعاً قبضتى يديه فى جيب بنطاله وهو يبتسم بلؤم رمقه خالد شرزاً ... اما تلك الساقطة التى كانت معه لفت حول جسدها الملاءة وهى ترمقهم بنظرات مرتعدة

فصاح الظابط بصوت جهورى :
_ قومى ياختى البسى هدومك ، وانت اجهز لانك شكلك مشرفنا لمدة طويلة قى السجن

نهضت الفتاة راكدة نحو المرحاض لترتدى ملابسها اما هو فظل يرمق يوسف بنظرات نارية تكاد تفتكه ...
تقدم هو نحوه ووقف امامه ثم انحنى اليه ناحية اذنه وهو يهمس بصوت يقارب للفحيح :
_ فاكر قولتلك ايه ، بلاش تلعب مع الاكبر منك ، اشرب بقى واستحمل غبائك ... تفتكر قضية ضعارة ومحاولة قتل فيها كام سنة سجن

ثم تابع وهو يبتسم بغطرسة واضحة وهو يبتعد عنه :
_ ده انت طلعت من سهل بس

ثم استدار تاركاً الغرفة بأكملها وبعد مرور دقائق وجيزة كان هو خارج من غرفته واحد العساكر يقبض على زراعيه ، مر من جانبه وتمتم بنبرة تحمل فى طيأتها الوعيد :
_ مسيرى هاطلع وسعتها هاندمك يايوسف صدقنى هاخليك تتمنى الموت !!

ابتسم ساخراً وهتف :
_ لما بقى تطلع !

***

احمد بضيق مزيف :
_ ايه يابنى الاوقات اللى بتاجى فيها دى

سايم متعجباً :
_ مالها يعنى !؟

احمد :
_ اوقات مش مناسبة

تمكن من فهم مقصده وابتسم بخبث وهو يغمز له :
_ ايوه ياعم مالك انت عايش حياتك وسايبنى انا اروح احجزلك للعين السخنة ومش عارف ايه

قهقه عالياً وهتف من بين ضحكاته :
_ اتجوز انت بس وانا اردلك ده كله

سليم بنبرة متحمسة :
_ قريب ان شاء الله

_ ايه مين العروسة ؟

_ هاتعرف قريب متستعجلش

احمد بنبرة شبه جدية :
_ طيب ايه حجزت ؟

سايم بنبرة عادية :
_ اه حجزتلك اوضتين فى الفندق

احمد بمداعبة :
_ متحرمش منك ياصاحبى

سليم بتهكم مزيف :
_ يارب يطمر بس !

احمد :
_ هههههههه بقى كده ماااشى

***

اتجه نحو غرفته فا لم يجدها اتجه الى الغرفة الاخرى ، لم يتمكن من فتح الباب فعلم انه مغلق ( بالمفتاح ) من الداخل صاح بنبرة غاضبة :
_ شذى قافلة الباب على نفسك ليه افتحى الباب

اجابته متبرمة :
_ عايزة اقعد وحدى ياعلاء

علاء بانفعال شديد :
_ انتى من امبارح قاعدة فى الاوضة وقافلة على نفسك .. افتحى

شذى بتذمر :
_ لا

صاح بنبرة حازمة :
_ بقول افتحى ياشذى

اجابته بعدم اكتراث ونبرة متحدية :
_ وانا بقول لا !

ضرب بقبضة يده بقوة على الباب وهو يعض شفتيه با اغتياظ بالغ وهتف متوعداً :
_ ماشى براحتك اما ارجع بليل بقى ، اشوف لا دى هاتقدرى تقوليها ولا لا

كانت تقف خلف الباب واضعة اذنها على الباب وهى تستمع له بخوف بسيط من تهديده له ظلت متصنطة وهى منتظرة سماع اى صوت يدل على وجوده فا لم تسمع ، علمت انه ذهب فتحت الباب بحذر شديد لم تجده وضعت يديها فى خصرها وهى تضرب بقدمها فى الارض مغتاظة .......

***

عمرو بنبرة مهتمة :
_ ايه عملت ايه يا احمد

احمد بصوت رخيم :
_ حجزت فى فندق فى العين السخنة اوضتين

قطب حاجبيه باستغراب وتمتم :
_ اوضتين ليه انت هاتروح معانا ولا ايه !؟

اجابه بأيجاب :
_ ايوه

ابتسم له وهتف بنبرة تحمل القليل من المرح :
_ لا مش مصدق والله ، اخيراً هاتطلع من جو المخابرات والشغل اللى عايش فيه اربعة وعشرين ساعة ده

احمد بهدؤء :
_ مش علشانى انا ماخد الاجازة دى مخصوص علشان مرام وحنين

عمرو :
_ عارف

احمد بنبرة نحمل القليل من الحزن :
_ عاملة ايه داليا .. امبارح بليل اطمنت عليها وكانت لسا زى ماهى مبتتكلمش

لو فمه بأسى ممزوج بالحزن :
_ ولسا حتى الان رافضة الكلام بحاول معاها مفيش فايدة وبالعافية بخليها تاكل

احمد برزانة :
_ مابعد الضيق الا الفرج .. متقلقش

عمرو بنظرات زائغة :
_ الحمدلله

ثم تابع بخفوت :
_ انا هاروح اطمن عليها قبل ما اطلع الشغل

اؤما رأسه لها ، فا انصرف هو متجهاً نحو الغرفة التى تكمن بها ودلف الى الداخل ثم اغلق الباب بهدؤء وتقدم نحوها ثم جلس بجانبها ويعلو وجه ابتسامة مشرقة فرمقته هى بنظرات متسائلة ومتعجبة ، فقبل رأسها وهمس قائلاً :
_ عاملك مفاجأة حلوة

حملقت به وقد ازداد انعقاد حاجبيها باستغراب فا اردف هو مكملاً بحنو :
_ هانروح ناخد اسبوع فى العين السخنة

لم تجيبه ولكنها اكتفت بالابتسامة الباهتة لاهتمامه بها لهذا الحد ... فجذبها هو الى صدره وهو يلمس على شعرها برقة فاتشبتت بقميصه هى بقوة وكأنها تقول له " ابقى معى ولا تتركنى " ، تذكرت لحظاتها مع زوجها وابنها فاترقرقت العبارات بعينها فا اغمضت عينها سريعاً محاولة امتصاص العبارات المتجمعة بمقلتيها ......

***

فى منزل علاء وشذى ....

عاد هو الى المنزل بالمساء وتوجه نحو غرفته كان يتحرك بصعوبة من فرط ارهاقه وشعور النوم الذى يسيطر عليه ولم يتذكر حتى انها كامنه منذ ليلة امس بالغرفة الاخرى .... دلف الى الداخل وفتح خزانته واخرج ملابس المنزل المريحة وبدل ملابسه ثم تسطح بجسده الصلب على الفراش ... القى نظرة بجانبه على الفراش فا انتبه لعدم وجدوها بالغرفة وتذكر انها بالغرفة الثانية نهض من فراشه وغادر الغرفة متجهاً نحو الغرفة الاخرى قرع الباب اكثر من مرة وهو يصيح منادياً عليها فالم تجيبها شعر بغصة فى قلبه ، ثم بدأ فى كسر الباب فتفاجئ بها ملقية على الارضية و ...........

_ يتبع .........

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن