الفصل السابع عشر

9.2K 219 4
                                    

 
فغر عينه بذهول وهو يبتسم بسخرية وانطلق مجدداً خلف سيارتهم ... الى ان توقف عندما ترصت سيارتهم امام احد المبانى وترجل الاثنان منها ، اخرج هاتفه الجوال سريعا والتقط لهم اكثر من صورة ... ثم ترجل من سيارته واتجه نحو الحارس الذى يقوم بحراسة المبنى مايدعى ( البواب ) كان رجل كهل قامته نحيلة وسأله بترقب :
_ السلام عليكم

اجابه بابتسامة عذبة :
_ عليكم السلام

يوسف بنظرات متجولة وهو يتفحص المكان :
_ هو اللى طلع دلوقتى ده ساكن هنا ؟

البواب :
_ ايوه ساكن هنا !

يوسف بنبرة غليظة :
_ طيب واللى كانت معاه .. بتاجى علطول معاه ولا اول مرة

تعجب من سؤال ولكنه اجابه بتذمر وهو يلوى فمه :
_ دى كل يوم والتانى كده .. احيانا بتاجى من بليل وتمشى تانى يوم الصبح

فغر شفتيه بابتسامة استهزاء وهو يتمتم :
_ لاااا !! ... اممم طيب شكرا ياحج

وهم بالاستدارة فاوقفه صوت الرجل قائلا بجدية :
_ انت بتسأل ليه يابنى !؟

يوسف بنبر رجولية خشنة :
_ لا ياحج ده واحد معرفة وكنت حابب استسفر عن معلومات عنه

اؤما رأسه له مستفهما بعدم اقتناع ولكنه اقنع نفسه بكلامه حتى لا يشغل باله فيما لا يعينه بشئ .... صعد يوسف سيارته وهم يغمغم بنبرة حادة :
_ انا مكنتش مرتحلك من البداية اصلا واديك وقعت تحت ايدى .. دلوقتى فهمت الحكاية كلها ، ثم تابع بنبرة ساخرة :
_ طلعتى مش ساهلة يانور بس على مين !

***

تراقب هى وابنتها انفاسه المنتظمة وهو مستغرق فى النوم ... همت حنين باستيقاظ ابيها فا امسكت بيدها وهى تضع اصبعها السبابة على فمها وهى تهز رأسها نافية لتحسها على عدم افاقته ... التقطت كوب الماء الموضوع اعلى المنضدة بجانب الفراش ووضعته فى يده حنين وهى تأمرها بسكبه على وجه ابيها فانصاعت الطفلة لاوامرها ببراءة وسكبته .. هب فزعاً من نومه وهو يمسح بيده قطرات المياه المتناثرة على وجه ، فتعالت ضحكاتها واخذت حنين تضحك ببراءة لضحك امها ... رمقهم هو بنظرة شرسة وهتف بسخط :
_ ايه اللى عملتيه ده !

اجابته برقة وهى تتصنع البراءة :
_ ما انا شغالة اصحى فيك من الصبح وانت ولا هنا

احمد بنبرة شبه حادة :
_ انتى صحتينى وانا مقومتش ، بعدين فى حد يصحى كده

عقدت يديها فى خصرها وهى تهتف بتصنع الغضب بطريقة مسرحية :
_ فى ايه يالدلعادى ! هو سيادتك ماخد الاجازة دى من الشغل وجايبنا العين السخنة علشان تقضيها نوم وسايبنى وحدى .. بنتك الغلبانة دى ملهاش نفس تتفسح ، اما عجايب صحيح

رفع احد حاجبيه مدهوشاً وتمتم بنبرة شبه لئيمة :
_ ايه شغل الردح ده باينلك اتعودتى عليه ... ايه رأيك بقى هاقوم اغير واخد دش سريع واخد حنين وانزل افسحها شوية وتقعدى انتى هنا فى الاوضة زى قرد قطع وحدك علشان تردحيلى كويس بعد كده

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن