الفصل السادس

10.8K 230 1
                                    

عندما وجدتها تحبو بطريق الدرج صاحت بنبرة مرتعدة :
_ حنين
ثم هرولت راكدة اليها قبل ان تسقط ولكن كان هو اسرع منها فقد كان يصعد الدرج ووجدها على حافة السقوط ركد اليها وامسكها قبل ان تسقط وهو يضمها الى صدره تنفست هى الصعداء بارتياح وجذبتها منه سريعا وهى تحتضنها بشدة وصدرها يعلو ويهبط من أثار الصدمة واخذت تقبلها فى رأسها بحنان زارف فصاح بها بانفعال شديد :
_ كنتى فين ياهانم مش قادرة تاخدى بالك من بنتك .. الحمدلله انى لحقتها
فاضت عيناها بالعبارات من تلك اللحظات التى مرت بها للتو عندما رأتها تتجه فى اتجاه الدرج وتكاد تسقط منه وتمتمت بنبرة مرتعشة :
_ والله انا سبتها على الارض بتلعب وسرحت بس للحظة لقيتها جاية على السلم
احمد بغضب عارم :
_ وسرحتى فى ايه بقى ان شاء الله !!
مرام بنبرة باكية :
_ فى ايه يا احمد ماهى بنتى كمان وهابقى خايفة عليها اكتر منك قولتلك غصب عنى والله سرحت ومرة وحدة لقيتها عند السلم !
ثم استدارت مبتعدة بخطواط واثبة ومازالت ابنتها بين احضانها ودموعها تنهمر على وجنتيها .....
تأفف بقوة وسار خلفها فوجدها تجلس على الفراش وصوت بكائها مرتفع نسبياً وقد بدأت حنين فى البكاء ايضا عندما وجدت امها تبكى
ابتسم لابنته بدفئ وتقدم اليها وحملها ثم وضعها على حجره وهو يجلس بجانبها وتمتم بصوت رخيم محدثاً مرام :
_ بطلى عياط خلاص
ظلت دموعها تنهمر على وجنتيها بصمت فا اضاف هو بنبرة شبه مرحة :
_ طيب بطلى عياط حتى علشان حنين مش شيفاها منهارة معاكى ازى !
حولت نظرها اليها فوجدتهت ترمقها بنظرات طفولية وهى تمط شفتيها للأمام بحزن طفولى فا انفجر الاثنان ضاحكان ثم قبلتها من وجنتيها فهتف هو بنبرة حانية وهو يجفف دموعها بأطراف انامله :
_ قومى اغسلى وشك يلا
مرام بنظرات راجية :
_ هو انت لسا زعلان منى علشان كدبت عليك
اشاح بوجه بعيداً عنها فا اطرقت رأسها بخزى وهى تتمتم بنبرة اسفة :
_ انا لو كنت قولتلك مكنتش هاتوافق انا عارفة علشان كده كدبت عليك ..
رمقها بنظرة جامدة ثم هتف بصوت رجولى قوى :
_ ولما انتى عارفة انى مش هوافق وان الحاجة دى هاتعصبنى بتكدبى عليا ليه وبتعمليها من الاساس ليه انا قولتلك ايه قبل كده متخبيش عنى اى حاجة ولا تكدبى عليا لكن انتى ازى لازم تعادنى معايا وتعملى اللى فى دماغك وانتى شوفتى لما خبيتى عليا موضوع الصور وعرفت من نفسى حصل ايه انا مش عايز الامور توصل بينا لكده تانى يامرام متخلنيش اضطر انى اتعصب عليكى واعلى صوتى لانى ببقى مدايق اوى من نفسى لما بعلى صوتى عليكى او امد ايدى بس انتى اللى بتضطرينى لكده بأسلوبك وعنادك
مرام بوجه عابس ونبرة شبه مرحة :
_ عارفة انى مستفزة وبعصبك دايما بتصرفاتى بس ملزوم عليكى تستحملنى
احمد :
_ ههههههه كويس انك عارفة نفسك
مرام باغتياظ مزيف :
_ يعنى انا مستفزة ؟!
احمد بابتسامة واسعة :
_ وانا قولت حاجة انتى اللى بتقولى على نفسك كده انا مالى
مرام بنبرة غاصبة :
_ انا اقول على نفسى كده عادى لكن انت متقولش
قهقه عالياً وهو يتمتم من بين ضحكاته :
_ جديدة دى ... على العموم ماشى يا ابلة
قطع حديثهم صوت طرق الباب فهتف هو بصوت قوى :
_ مين
ام محمود :
_ انا يا احمد بيه الست كوثر وبنتها وصلوا
احمد بابتسامة عذبة :
_ ماشى يا ام محمود نازلين حالاً
ثم اضاف موجها حديثه الى مرام :
_ قومى يلا يامرام
مرام باقتضاب :
_ هى كوثر دى عمتك مش كده
احمد :
_ اممممم
مرام بتهكم :
_ وبنتها معاها
احمد بابتسامة ماكرة :
_ اممممممم
مرام بنبرة مغتاظة :
_ هو ايه اللى اممممم دى متعصبنيش انا متعصبة وحدى
احمد :
_ هههههههه طيب قومى يلا ربنا يهديكى
مرام بغضب شديد :
_ ليه شايفنى مجنونة
احمد بنفاذ صبر :
_ وبعدين بقى .....

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن