الفصل السادس عشر

10.1K 225 3
                                    

تتفاجئ به وهى تفتح مقلتى عينها بصدمة ... لحظات لاتعد وتبدلت النظرات الى سخط واستياء شديد وتمتمت بنظرات مفترسة :
_ انت ايه اللى جابك هنا وعرفت مكانا ازى .. جاى على الموت برجليك

ارجع رأسه للخلف وهو يقهقه مرتفعاً ويهتف بنبرة مرعبة :
_ انتى فاكرة ان حضرة الظابط جوزك هايقدر يوصلى .. كان وصلى من زمان ، حتى وانا واقف دلوقتى معاكى مش هايقدر يوصلى

اجابته متوعدة :
_ لو مقدرش يوصلك انا اللى هاوصلك بطريقتى

شهاب باستخفاف :
_ انتى ! هههههه

رمقته شرزاً ثم همت بالصياح ليأتى احد وينقذها من ذلك الوغد ولكنه وضع كف يده على فمها كاتما صوتها وقبض على زراعها بقوة وقرب وجه من وجها وغمغم محذرا :
_ اياكى تطلعى صوت والا قسما بالله العظيم لاقتلك انتى وبنتك ... انا جيت بس انبهك للى جاى علشان تبقى مستعدة وعلشان ابينلكم انى حاوليكم دايما واقدر اوصل لاى حد فيكم وبسهولة جدا سواء انتى او بنتك او جوزك

اخذت تدور بنظرها فى خوف بسيط باحثة عن احد المارة لتستغيث به ...
ابعد يده عن فمها ببطئ وارتسمت على ثغرة ابتسامة ماكرة وهو يتمتم :
_ سلام ياقطة ابقى سلميلى على حضرة الرائد

ثم استدار مبتعدا بخطواط سريعة وصعد بأحد السيارات وانطلق بها كالسهم ... ظلت متسمرة بمكانها غير مستوعبة ماحدث ، ظهوره المفاجئ وتهديده لها ... ترى ماذا سيفعل .. دعت ربها وهى تناجيه ان يحمى لها زوجها وابنتها من ذلك الوغد ... لهيب الخوف والقلق يشتعل داخل قلبها ويمزقه ، هيمنت على حواسها عاطفة الخوف والقلق من المستقيل وماسيحدث به ... لاحظت بطرف عينها هاتف ملقى على الرمال انحت والتقطته .. حملقت به بصمت للحظة ثم ادركت انه هاتفه ... ارتسمت على ثغرها ابتسامة توعد ، فانتشلها من شرودها صوت طفلتها التى بدأت بالبكاء من شدة البرد ، قبلت جبينها وهى تضمها الى صدرها حتى تدفئها وتهتف :
_ خلاص ياحبيبتى طالعين اهو

وجدته قادم تجاهها وعيناه تشعان غضب ، ابتلعت ريقها بتوتر بسيط ... وقف امامه كالثور الهائج عيناه مشتعلان بالنيران يكاد يفتك بها ، حدجت به بجمود غير مبالية لردة فعله ، فصاح هو بصوت جهورى :
_ بتعملى ايه هنا دلوقتى ياهانم

_ كنت زهقانة نزلت اقعد شوية انا وحنين

اجابها وهو يجاهد فى كظم غيظه :
_ نازلة تقعدى على الشط الساعة 12 ونص !!
ثم صاح بنبرة مخيفة :
_ اطلعى قدامى حسابى معاكى فوق .. يلاااا

حول نظره الى ابنته التى كانت ترمقه بنظرات شغوفة ، حملها عنها وقبلها من وجنتها بحنان .. ثم هتف بنظرة مخيفة موجها حديثه الى مرام وهو يرمقه من طرف عينه :
_ انا مش قولت اطلعى قدامى

لم يكن لديها اى مزاج للمجادلة والنقاش معه ، فقد استحوذ على تفكريها كلام شهاب ، تشعر بغصة غريبة جدا بقلبها ... تقدمت امامه نحو الفندق ......
فتح باب الغرفة ومد يده للجانب يشير لها بالدخول اولا ، بنظرات شرسة ، دلفت الى الداخل وتبعها هو ثم اغلق الباب بهدؤء يقلق .. و تقدم نحوها ووضع حنين على الفراش .. وهتف بهدؤءه المعتاد :
_ عايزة افهم بقى ايه اللى ينزلك دلوقتى انتى مجنونة ولا عايزة تجننينى

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن