الفصل الواحد والعشرون

9.7K 207 1
                                    

توقفت السيارة وترجل منها ، دلف الى المستشفى وصعد الطابق التى تكمن به ، الى ان وصل الى غرفتها وفتح الباب ، وجد داليا جالسة على احد المقاعد وهى واضعة يدها على وجنتها وشاردة .. التفت بنظره تجاه مرام التى كانت نائمة فى الفراش ووجها شاحب تكسوه علامات الحزن ، تنفس الصعداء ثم هتف بهمس :
_ داليا !

رفعت نظرها له ثم وثبت واقفة بعينان تبتسمان وهرولت اليه بابتسامة مشرقة وحملت عنه حنين التى كانت واضعة رأسها على كتفه و نائمة ، قبلت رأسها بحنو ثم هتفت باسمة :
_ الحمدلله انكم كويسين ، عملت ايه مع الزفت اللى اسمه شهاب ده ؟

اجابها بهدؤء مشجع :
_ هاكون عملت ايه يعنى كنت هاقتله تحت ايديا لولا سليم .. فى القسم بقى هكمل عليه .. ده غير لما يتعرض على النيابة مش هاياخد اقل من اعدام

داليا بانزعاج شامل :
_ حسبى الله ونعم الوكيل ، ربنا ينتقم منه

تمتم بخفوت ونظرات متعلقة على زوجته بنبرة تحمل المرارة :
_ عاملة ايه مرام .. فاقت ولا لا بعد العملية ؟

تنهدت بقوة قبل ان تتشدق قائلة :
_ فاقت وقعدت تبكى وقت طويل بالعافية هديتها

مسح بكف يده على وجه وهو يزفر بخنق واضح ثم تابع بنبرة مغترة :
_ هو فى حد قالها على موضوع البيبى !؟

حدقت به مستفهمة ثم همهمت متسائلة بفضول :
_ بيبى ايه ؟!!

احمد بضيق زائف :
_ مرام كانت حامل واجهدت

اتسع بؤبؤ عينها بصدمة .. بينما هو تقدم نحوها وجلس بجانبها ثم بدأ يلامس على شعرها برقة .... انحنى اليها وطبع قبلة حانية على جبينها ... فتحت عينها سريعاً ورمقته بنظرة دهشة وسرعان ما تعلقت بذراعيها بعنقه محتضنة اياه ... استنشق هو عطرها التى كان على وشك ان يفقده ، ضمها اليه اكثر ، كادت ضلوعها ان تنكسر بين يديه وهو يدفن وجه بعنقها ويشد على محابس دموعه التى اوشكت على السقوط .. شعرت هى بانفاسها الحارة على عنقها انتابتها قشعريرية بجسدها ، ولكن انتبهت الى ابنتها النائمة على ذراع داليا ، ذرفت عيناها بالعبارات فتقدمت اليها داليا واعطتها لها .. حملتها عنها بحذر وضمتها الى صدرها وهى تمطرها بوابل من قبلاتها ، انسابت العبارات على وجنتيها كالشلال وهى تتمتم :
_ منه لله اللى كان عايز يبعدك عنى ياروحى الحمدلله انك بخير

قبل رأسها برقة وهو يتمتم بصوت يحمل الندم :
_ سامحينى ياحبييتى انا السبب فى ده كله

ادارت نظرها اليه وحدقت به بنظرات شغوفة وهى تقول :
_ انا اهم حاجة عندى ان انت وحنين بخير بعديها انا مش عايزة حاجة تانى يا احمد .. ثم اضافت بنظرة مشتعلة :
_ الحيوان ده راح فين ؟!

احمد :
_ قبضت عليه وهايتعرض على النيابة بعد كام يوم

هتفت بنبرة متشفية :
_ اعدام بأذن الله !

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن