الفصل الثامن

10.3K 213 0
                                    

هتفت بنبرة مزعورة :
_ يوسف
تصلب بمكانه ينظر لها بتعجب من وجدوها فى منزلهم الى ذلك الوقت اسرعت هى اليه بهلع عندما رأت الجروح والكدمات فى وجه واجزاء متفرقة من جسده وملابسه الغير مهندمة وكأنه كان فى شجار عنيف مع احدهم ....
جهاد بنبرة مهتمة بها شئ من القلق :
_ فى ايه يايوسف ايه اللى حصل معاك !!؟
اجابها بنبرة مقتضبة :
_ مفيش حاجة انا كويس
جهاد بنبرة شبه منفعلة :
_ لا مش باين عليك انك كويس .. قولى حصل ايه ؟
لف يده حول ظهره وهو يضغط بيده بمنتصف ظهره على مفاصله ويتاؤه بشدة وهو يتمتم بصوت منخفض لم تستطيع هى سماع ما يتمتم بهِ كان يبدو على معالم وجه شعوره بالالم الشديد .. وبحركة تلقائية منها امسكت بيده حتى تسانده الى غرفته وهى تهتف بعفوية :
_ هاوصلك لغاية اوضتك باين عليك تعبان ومش قادر تمشى
ظل يحدق بها باستغراب لاهتمامها بهِ لهذا الحد ، وسرعان ما تحولت تلك النظرات الى نظرات محتقنة لانها تراه بتلك الحالة المخزية وهو يتألم بشدة ويكاد توازنه يختل لم يعتاد على أن يظهر ضعفه امام أحد ، ذلك الشعور ذكره بعجزه عندما كان مثلوب القوى ولكنه رغم عجزه لم يكن ضعيفاً مطلقاً .. سحب يده ببطئ وهو يهتف بجدية بسيطة وصوت هادئ :
_ شكراً ياجهاد انا كويس والله متخافيش
مصمصت شفاها السفلى بتوتر بسيط وخجل ثم تمتمت بخفوت :
_ طيب انا هاروح اجيب شنطة الاسعافات
اؤما رأسه لها ايجابياً ثم صعد الدرج المؤدى الى غرفته ....
فتح الباب ودلف الى الداخل مدد جسده برفق على الفراش وهو يتاؤه من الالم ويتمتم بنبرة متوعدة من بين اسنانه :
_ ورحمة امى لادفعك تمن اللى عملته ده ياخالد الكلب .. هاخليك تتمنى الموت ... أاااه
وصلت الى الردهة المؤدية الى غرفته وقبل ان تدخل له وقفت خارج الغرفة وهى تبتلع ريقها بتوتر بسيط ممزوج بالخجل ولكن كانت كلما تتذكر حالته وهو يتألم ويتاؤه من الألم يرق قلبها له ... فاصفت ذلك الخجل والتوتر فى جهة والجهة الاخرى توترها وخوفها عليه ...
وجدت باب الغرفة مفتوح دلفت اليه واسندت الادوات الاسعافية اعلى المنضدة وعاودت سؤالها له للمرة الثالثة :
_ مش هاتقولى ايه اللى حصل معاك برضوا
ابتسم ابتسامة باهتة وهمهم بنبرة هادئة :
_ مصممة تعرفى .. خناقة عادية ياستى
تمتمت بصوت مسموع ونبرة محتجة :
_ خناقة تبقى بالشكل ده
يوسف متسائلاً بفضول :
_ هو انتى ايه اللى م...
اجابته بهدؤء مقاطعة له :
_ عمرو عمل حادث واحمد قاعد معاه فى المستشفى وانا جيت هنا مع مرام وداليا
اعتدل فى نومته بفزع وهو ينصت لها باهتمام شديد :
_ حادث !! .. امتى ده وازى ، هو كويس طيب
جهاد :
_ ايوه كويس حصل كسر فى الرجل بس بيقول انه كان جاى على القاهرة ومرة وحدة الفرامل باظت بس الحمدلله جات على قد كده
يوسف بنبرة منزعجة :
_ وليه محدش قالى او اتصل بيا
جهاد بنبرة عادية :
_ احنا عرفنا الساعة 12
يوسف بنبرة مهتمة :
_ يعنى هو كويس دلوقتى
جهاد بنبرة متريثة :
_ ايوه الحمدلله
جاهد فى النهوض من الفراش فتألم بشدة اوقفته قائلة بحدة بسيطة :
_ ارتاح متقومش ! ... هى الخناقة دى كانت جامدة اوى ولا ايه !
يوسف بنبرة شبه مرحة محاولاً التظاهر امامها طبيعياً حتى لا يظهر لها ناره المشتعلة بداخلة ودمائه الذى تغلى بسبب تتطول ذلك النكرة عليه :
_ أاه ... ده انا عايز اعادة تصنيع من جديد
ابتسمت له بدفئ وهتفت بنبرة رقيقة :
_ الف سلامة عليك .. طيب شنطة الاسعافات اهى ولو عوزت اى حاجة انا موجودة انا هاقعد صاحية لغاية الفجر
حدجها بنظرة دافئة ثم اتجهت هى الى الباب وقبل ان تخرج هتف هو :
_ جهاد !
التفتت له بجسدها ثم تمتمت بخفوت :
_ نعم
اجابها بنبرة غليظة ونبرة حادة :
_ كنت عايزة اسألك سؤال .. هو مين اللى كنتى راكبة معاه العربية من كام يوم بعد ما طلعتى من الكلية !؟
حدقت بهِ باستغراب من سؤال هذا وكيف علم بأنها صعدت بالسيارة مع دكتورها الخاص بالجامعة .. هتفت بترقب ونبرة شبه متوترة :
_ ليه !!
يوسف بنبرة رجولية صارمة :
_ جاوبى على السؤال وخلاص
جهاد بنظرات زائفة :
_ ده الدكتور بتاعى فى الكلية !
اجابها بنبرة واضح عليها الانزعاج الشديد :
_ وتركبى معاه ليه طلاما هو الدكتور بتاعك بس
ظلت تحملق بهِ للحظات وجيزة بدهشة من ذلك الانزعاج المفاجئ الذى ظهر على محياه فتمتمت هى بنبرة مرتبكة وخافتة :
_ هو شافنى ومكنش فى مواصلات فى قالى يوصلنى انا رفضت بس هو أصر
عض على شفاه السفلى فى سخط شديد وهمهم بصوت جاهد فى اظهاره طبيعياً :
_ امممم طيب !
جهاد بنبرة متعشمة :
_ انت بتسأل ليه !؟
يوسف بضيق جلى :
_ عادى مجرد سؤال !
اجفلت عينها ارضاً بحزن بسيط ثم هتفت بضيق واضح :
_ طيب تصبح على خير
_ وانتى من اهله
غادرت الغرفة مسرعة واتجهت الى غرفتها ، اما هو فقد جاهد فى السيطرة على جموح غضبه وشعوره بالغيرة تجاهها الذى تملكه .. ثم تذكر ذلك النكرة وتوعد له ان يلقنه درسً لن ينساه .............

شموخ انثى  (الجزء الثانى) -  الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن