انتهت من ارتداء ملابسها ثم خرجت من غرفتها وهبطت الى اسفل فوجدته يحمل ابنته على قدمه ويداعبها بحنو ... ارتسمت على ثغرها ابتسامة دافئة ثم تمتمت بصوت رقيق :
_ احمد انا خلصت !
رفع نظره لها وتفحصها بنظراته من قمة رأسها الى اخمص قدمها ثم حدجها بنظراته المفترسة وهو يهتف بصوته الرجولى الصارم :
_ انا مش قولت البسى حاجة واسعةاجفلت نظرها الى ملابسها لكى تتفحصها هى الاخرى وهتفت بتعجب :
_ دى عباية خروج يا احمد هالبس ايه اكتر من كده !اجابها بنبرة غليظة :
_ ضيقةهتفت وهى تلوى فمها بتهكم :
_ دى ضيقة ! .. امال انت عاوزنى البس شوال واطلع بيهاجابها بنبرة محتقنة :
_ خلاص فضنياها .. يلا علشان اتأخرناتقدم امامها ثم تبعته هى بخطواتها الواثبة وصعدت بالسيارة بالمقعد المجاور له وهى تحمل حنين على قدمها ، بينما هو تولى القيادة .....
تركوا حنين مع داليا واصطحبها هو الى ذلك المكان المجهول بالنسبة لها ، الى ان توقفت سيارته امام قسم الشرطة ... جابت بنظرها المكان باستغراب وهى تغمغم بنبرة هادئة تحمل التعجب :
_ انتى جايبنى القسم ليه يا احمد !اجابها يإيجاز ونبرة قوية :
_ هاتعرفى دلوقتى ، يلا انزلىترجلت من السيارة وسارت بصحبته الى الداخل وهى تسير بجانبه ملتصقة به فقد شعرت ببعض الرهبة من ذلك المكان ، ذكرها بذكريات اليمة بالنسبة لها .. كانت ترى كل من يمر بجانبهم يلقى التحية على زوجها بحرارة ومنهم من يلقيها برسمية وجدية ... توقفوا عن السير امام احد الابواب الضخمة الى حد ما ووجدت سليم يقف بانتظارهم ، فهتف زوجها محدثاً اياه بنبرة شبه رسمية :
_ اوعى يكون حد قربله ؟اجابه بخشونة :
_ لا متقلقش احنا مستنينك علشان ننفذ الحكماؤما رأسه له وهو يتمتم :
_ تمام يلا يامرامتراجعت للخلف قليلا وهى تهتف بنظرات مرتعدة :
_ يلا فين !!؟قبض على يدها مطمئنن اياها بنظرات حانية وصوت رخيم :
_ فى ايه ياحبيبتى متخافيش انا معاكىاستسلمت له ودلفت معه الى الداخل كانت تظنه باب احد غرف ظباط الشرطة ولكن وجدتها غرفة مظلمة بنبعث من نافذتها الصغيرة فى الحائط ضوء خافت ، بدت مخيفة قليلاً بالنسبة لها ولكن وجوده بجانبها اعطى لها قوة وشجاعة اضافية ... وجدت ايضاً منصه مرتفعة قليلاً ومعلق بنصفها حبل .. تمكنت من فهم مايدور حولها وانه احد ما سيعدم الان ولكن من هو ! هذا ما اخذت فى تخمينه .. بعد دقائق وجيزة دلف الجلاد وهو يقبض على ذراع ذلك الذى يدعى شهاب وهو مرتدياً الزى الخاص بالاعدام ، رمقهم بنظرة حقد وغل بينما كانت نظرات احمد ثاقبة كانظرات الصقر .. صعد الى المنصة وقام الجلاد بتغطية وجه وعقد الحبل حول عنقه ... ثم نظر احمد فى ساعة يده ورفع نظره الى الجلاد وهو يشير له بتنفيذ الحكم ... كانت هى ترمقه بنظرات تشفى ممزوجة بالاشمئزاز وهى تتمتم بصوت داخلى :
" تلك هى نهايتك التى تستحقها "
أنت تقرأ
شموخ انثى (الجزء الثانى) - الكاتبه ندى محمود
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ندى محمود جروب الفيس بوك الخاص بالكاتبه (قصص وروايات بقلمى ندى محمود) استكمالا ل الجزء الأول **مقدمه**