هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

389K 9.3K 314

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)

4.2K 129 1
By Yasminaaaziz

الفصل   الرابع و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

كانت يارا تراقب ما يحدث بأعين شاخصة مترقبة لأي ردة فعل تصدر ممن حولها... أدمعت عين بتأثر
و هي تشاهد فرحة صغارها خاصة ريان
بوجود والدهم معهم....
رغم سوء أفعاله معها في الماضي و رغم
كل ما عانته على يديه  إلا أنه في الاخير
يبقى والدهم حتى لو لم ترد ذلك....

جلس شقيقها على ركبته حتى وصل إلى مستوى
الصغيرين و هو يبتسم لهم بعدم تصديق و بين
الحين و الاخر يلتفت نحو والديه اللذين
كانا مثله في حالة ذهول و صدمة..

تلمس بأصابعه وجه أحد الصغيرين و كأنه
يتأكد من وجوده أمامه قبل أن يسأله :
- إسمك إيه؟

أجابه الصغير بثقة و كأن وجود والده بجواره
أشعره بالقوة و الأمان ليواجه هذه الوجوه الغريبة
الذي تفاجئ بوجودها في شقتهم الصغيرة :
-أنا إسمي سليم و أخويا إسمه  ريان ".

أشار بيده الصغيرة  نحو شقيقه الذي يقف بجانبه
و هو مازال يحدق بهذا الرجل الذي لم يعرف
هويته بعد... قبل أن يتفاجئ به يقبله من جبينه
و وجهه عدة مرات قبل أن ينتقل و يفعل المثل
مع شقيقه و هو يتمتم لهم بعبارات سمعاها
جيدا :
- أنا خالو ريان أخو مامتكوا.....

لم يتذمر الصغيران و هما يتلقيان القبلات
و العناقات من عائلة والدتهما و من والدهم
أيضا بل كانا سعيدين و هما يتلقيان
عروضا كثيرة  منهم باصطحابهم إلى
مدينة الألعاب و الفسح و الجولات التي
كانوا يفتقدونها بشدة....

الجميع كان يبكي بتأثر رغما عنهم
من روعة المفاجأت التي حصلت معهم
فسعادتهم لا توصف بعد أن علموا أن
يارا حية ترزق و لديها أيضا طفلين...

ماعدا سيف و كلاوس اللذين كانا يتبادلان
النظرات النارية مع ام إبراهيم التي كانت
تعدهم بعينيها أنها لن تتركهم يأخذون يارا
و حتى إن أخذوها معهم فهي سوف تعود
مع والديها و ليس مع إبن عمهم....

مال سيف على كلاوس ليهمس له بصوت
خافت جدا :
- إحنا لازم نتصرف قبل ما الست دي تنفذ
اللي في دماغها... عيلة يارا دلوقتي مشغولين
بالاولاد يعني شوية و يفوقوا و اكيد ابوها
مش هيخليها ترجع مع صالح....و هيجبره
يطلقها و داه معناه....

حرك كلاوس رأسه مؤيدا لكلامه قبل أن يهمهم
مضيفا بنبرة درامية : نهاية صالح بيه حزنا و كمدا ".

ضيق سيف عينيه ثم قال : بالضبط...داه
هيقبل إنه يكمل بقية حياته يتعذب على إنه
يزعل مراته من ثاني عشان كده إلحقني
بخطة حالا...

كلاوس بنفس النبرة : الخطة قيد الدراسة
ثواني و تجهز بس حضرتك اللي هتنفذ".

سيف و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة
خبيثة : يعني لقيت خطة....

كلاوس بإيجاب : طبعا...و إليك التفاصيل....

وشوش له في أذنه ببضع كلمات و جمل
و مع كل مفردة ينطق بها تتوسع إبتسامة
سيف الذي ما إن إنتهى الاخر من سرد
تفاصيل خطته حتى رمقه بفخر قائلا :
-  أينشتاين مصر...مش عاوز اقول أكثر
عشان العين و الحسد...يلا انا لازم أنفذ
فورا أصلي زهقت من مسلسل دموع الورد
داه عارف لو سبتهم هيباتوا هنا....

ضحك كلاوس و هو يعيد جسده إلى الوراء
بعد أن تناول كوب عصير و كأنه على إستعداد
لمشاهدة مباراة كرة قدم او فيلمه المفضل....

وقف سيف من مكانه ليصفق بيديه حتى
ينته له الجميع.. بادلهم إبتسامة سمجة
قبل أن يهتف بتمثيل :
- يا جماعة إحنا أكيد ضايقنا الست أم إبراهيم
خاصة إننا جينا من غير معاد..ف... أحم أحم
يلا بينا كل واحد يروح بيته ".

وقف ماجد و هو يحمل أحد الصغيرين
بين ذراعيه قائلا و قد إكتست ملامحه بعض
الجدية :
- معاك حق.. إحنا آسفين على الازعاج
و بنشكرك مرة ثانية على اللي عملتيه
مع يارا...أنا عارف إني مهما قلت و عملت مش
هوفيكي حقك بس...

تناول من إبنه ريان شيكا قد كتبه منذ قليل
و عليه مبلغ جيد سيمكن السيدة أم إبراهيم
من العيش برفاهية لبقية حياتها...
ثم وضعه على الطاولة و هو يضيف :
- دي حاجة بسيطة، تعبير عن شكرنا
فيل ريت تقبليه و لو عاوزة أكثر انا مستعد
أديكي اي مبلغ تطلبيه و بردو هبقى مديونلك
طول حياتي....

قلبت أم إبراهيم عينيها بملل و لم تهتم
ثم نظرت نحو يارا التي كانت تخفض رأسها
مكتفية بالصمت...تدخل سيف و هو يأخذ
الشيك و يمزقه هادرا بعنف :
- اظن إن يارا ليها زوج مسؤول عنها و هو
اللي هيتكفل بتعويض الست أم إبراهيم..
مش كده يا صالح...

أومأ له صالح و هو يخرج بدوره دفتر
شيكاته ثم وضع عليه إمضاءه و وضعه
على الطاولة موجها حديثا لوالدة سارة :
- حضرتك ممكن تكتبي الرقم اللي إنت
عاوزاه".

لم يجب تصرفه ماجد الذي وضع الصغير
على الأرض ثم تدخل موضحا:
- جوزها كان من أربع سنين بس دلوقتي
إسمه طليقها... و يارا مش عاوزة منه
حاجَة و إنت يا سيف من الأحسن إنك
متتدخلش".

همست تهاني التي كانت تراقب الجميع
و كأنها تشاهد أبطال مسلسل تركي:
- إلحقي يا خالتي في عركة هتحصل هنا
في شقتك...انا مش هاممني غير الشيكات
اللي بيلعبوا بيها دي.. خذيه يا خالتي
و إديهولي لو مش عاوزاه  ينوبك فيا ثواب".
(تهاني تمثلني يا جماعة 😂)

لكزتها الاخرى لتسكتها قائلة : شش أخرسي
خلينا نشوف إيه اللي هيحصل".

رمق سيف ماجد بتحد ليقفا مواجهين
لبعضهما كأسدين غاضبين مستعدان للقتال
في اي لحظة ثم هدر :
- و إلا.....

رفع ماجد إصبعه هاتفا بنبرة محذرة :
- همحيكوا من على وش الأرض..

ضحك سيف بسخرية مطلقة من الواقف
أمامه و الذي كان يتبجج بقوته الواهية
لم يكن سيف يريد إحراجه أمام الجميع
خاصة انه تلقى نظرات صالح الذي كان
يرجوه فيها التوقف...
مسح سيف وجهه بعنف ثم همس بصوت
حاول أن لا يسمعه غيره :
- أوعى تكون فاكر إنك عشان قدرت
تدمر شركات أنكل أمين و كامل تبقى
عملت حاجة عظيمة و إنك خلاص قدرت
علينا...أنا لو كنت عايز أتدخل مكنتش سبتك
تأخذ سهم واحد منهم بس أنا سكتت عشان
داه كان هدفي بردو...فأحسنلك إتكلم
على قدك و متخليناش نحفر في اللي
فات عشان داه مش في صالحك أصلا
و متنساش إنت بتكلم مين؟ ....

تراجع إلى الخلف و هو يبتسم بتسلية
عندما لمح تجهم وجه الاخر من كلامه
فبالفعل سيف و كذلك صهره لم يتدخلا
و تركاه يدمر شركة والده و عمه رغم
أنهما توسلاهما كثيرا ليساعدوهم لكنهم
رفضوا و خاصة صالح الذي كان مستسلما
لكل ما يحدث أمامه و لم يقاوم و لولا تدخل
سيف لكان خسر هو الاخر بعضا من أملاكه....

رغم ذلك لم يستسلم ماجد و الذي أعلن من
جديد و هو يلتفت نحو صالح الذي كان
لا يهتم سوى ليارا و لأبنائه من الحاضرين
-يعني إنت ناوي تعيد اللي فات و تأخذها
غصب عنها....

تولى سيف التحدث بدلا من إبن عمه دون أن يترك
له فرصة التعبير عن رأيه :
-مراته و أولاده... مكانهم الطبيعي جنبه ".

ذعرت يارا التي بدأت تستوعب ضعف
موقف والدها من خلال تقهقره و لجوءه
إلى إستفزاز خصمه لأنه كان يعلم جيدا
أن القانون ليس في صفه لكن صالح طمئنها
قائلا :
- اللي يارا عاوزاه انا هنفده".

سيف بغيظ و هو يردد كلامه بنبرة
متهكمة : اللي يالا عاوذاه(اللي يارا عاوزاه)
داه اللي ربنا قدرك عليه....

أكمل بصوت عال و هو يصعد لهجته
المهددة :
- صالح غلط اوي مع مراته و أظن
كلنا شفنا إنه دفع الثمن أضعاف...و آن
الأوان إنه يفرح شوية بعياله عالاقل... مراته
لو مش عايزة ترجعله هي حرة بس اكيد مش
ناوية تحرمه من أولاده خصوصا إنها خبت عليه
وجودهم اربع سنين....

تدخلت تهاني و هي تبتسم ببلاهة :
- أنا مشفتش... أنا مشفتش... هيهيهي ".

تاوهت و هي تتلقى ضربة على رأسها
لم تعرف مصدرها لكن على الأرجح
كانت من أم إبراهيم...و من حسن
حظها أن صياح يارا قد غطى
على كلامها و التي هبت راكضة نحو أطفالها
تحتضنهم إليها و  لم تنتبه أنها كانت بالقرب
من صالح كثيرا : إنتوا مش هتاخدوا ولادي
مني....

إلتفتت حولها تبحث عنه في كل الوجوه
و ما إن وجدته حتى جثت على ركبتيها
تتوسله بعيون دامعة :
- أرجوك يا صالح متاخدش أولادي مني
متحرمنيش منهم... أنا ممكن أموت و الله ".

كاد قلبه أن يقفز خارج قفصه الصدري و هو
يلمح دموعها التي آلمته و بشدة ليحرك رأسه
بنفي حتى يطمئنها بأنه مستعد لقتل نفسه هذه
المرة و ان لا يجعلها تعاني بسببه لكن صوت سيف
المستفز سبقه :
- يعني إنت هتموتي لو تحرمتي من ولادك  و
هو مش مهم عندك... يولع..مكنتش عارف إنك
أنانية بالشكل داه...

إنتفضت يارا من مكانها بعد أن فقدت الباقي
من صبرها لتندفع نحو سيف حتى تضربه و هي
تصرخ : و إنت ليه بقيت قاسي كده... أنا أم
و مقدرش أسيب ولادي... أنا اللي تحملت كل
العذاب و الإهانة و الذل عشانهم و كنت هموت
بسببه... تقوم ترجعني ليه من ثاني عاوز تموتني
صح .. ليه حرام عليك انا عمري ما أذيتك و لا أذيت
حد من عيلتك... أنا من يوم ما دخلت القصر الملعون
بتاعكوا و انا مشفتش يوم حلو في حياتي ...

تفادى سيف هجومها و هو يضحك بداخله
بتسلية رغم تألمه على حالها فهو أكثر شخص
يعلم ما كانت تعانيه على يدي إبن عمه المختل...

لم تستطع يارا الوصول إليه بسبب ذراعين
قويتين إلتفتا حول كتفيها لتمنعها من ذلك
و همسات خافته في أذنها تدعوها للهدوء
و الاطمئنان بأن لا أحد قادر على إيذائها
أو إنتزاع أطفالها منها طالما هو موجود...

تصنم جسدها باستسلام في مكانه و هي
تغلق عينيها
اللتين أفلتتا ما بداخلهما من دموع
تماما كما كانت تفعل في الماضي عندما
كان يحتضنها رغما عنها...لم تكن حينها
تفعل شيئا سوى البكاء بصمت و مع ذلك
لم يكن يتركها لكنه الآن فعل....

فتحت عينيها عندما شعرت به يفلت
ذراعيها و يتجاوزها ليقف السد المنيع
بينها و بين سيف الذي كان يراقب ما يحصل
بعيون ثاقبة....

مسح صالح وجهه بعنف حتى يتخلص من
تأثير تلك اللحظات القليلة التي حظي
بنعيم قربها.. تمنى لو باستطاعته إختطافها
هي و أطفاله و الخروج من هنا فقد بات
الوضع معقدا جدا خاصة بتصرفات سيف
المريبة....

تحدث بهدوء بينما كانت جميع حواسه
تترصد أقل حركة من تلك التي لازالت تقف
وراءه :
- سيف أرجوك كفاية بقى..أنا ما صدقت إني
لقيتهم مش عايز اخسرهم ثاني...يارا هترجع
مع عيلتها هي و الاولاد و داه قرار نهائي
َ و هي لو وافقت تخليني اشوفهم  يبقى
كثر خيرها  و لو مش عايزة انا هستحمل
اي حاجة هي تقررها ".

نفخ سيف بضيق و هَو يعلق : بس داه ظلم
و انا لا يمكن أسمح بكده...دول ولادك
كفاية إنك تحرمت منهم زمان و زي ماهي
تعذبت إنت كمان دفعت الثمن إنت ناسي
إنت مريت بإيه؟ إنت كنت هتموت أكثر
من مرة....محدش في العيلة هيرضى
بالقرار اللي إنت خذته داه...

صالح بصوت حزين : معلش داه قدري
بقى...

رمق سيف كلاوس بنظرات حانقة على
فشل الخطة التي عقد عليها كل آماله لكن
الاخر أشار له برأسه أن يكمل أي أن يمر
نحو المستوى الثاني....
ضغط سيف على أسنانه الامامية متوعدا له
بالانتقام إن لم ينجح هذه المرة لكن الاخر
اومأ له بلامبالاة منشغلا بترشف كوب
العصير الخاص به و كأنه لأول مرة يتذوق
فيها كأس عصير...

تدخل ريان شقيق يارا قائلا بعد طول صمت :
- داه أحسن حل لينا كلنا... يارا هترجع معانا
البيت و صالح أكيد يقدر ييجي يشوف أولاده
وقت ما هو عاوز.. أختي مش أنانية للدرجة
دي عشان تحرمه منهم....

رفع سيف إصبعه باستفزاز مشيرا له بالرفض :
- تؤ... يارا هترجع مع جوزها و داه لمصلحة
ولادها... دي اول مرة يشوفوا فيها باباهم
و مش معقول بعد ما لقوه يسيبهم ثاني
داه هيأثر جدا على نفسيتهم.....

همهم بتفكير و هو يتوجه نحو سليم
الذي كان يراقب والده بعيون تلمع لهفة
حمله بين ذراعيه و إلتفت به  نحو الجميع
قائلا :
طب خلينا نسأل الاولاد هما عاوزين إيه؟
حبيبي إنت عاوز تقعد هنا و إلا تروح مع
بابي "..

أشار الصبي هاي الفور نحو أم إبراهيم
و هو يجيبه : انا بحب تيتة اوي بس
عاوز اروح مع بابي...

بحث عن والده بعينيه و ما إن وجده حتى
مد له ذراعيه يرغب في الذهاب نحوه
ليتلقطه صالح بلهفة و يحتضنه بحب ابوي
و هو بهمس له :
- حبيبي انا هبقي أجيلك كل يوم و نخرج
انا و إنت و ريان نروح اي مكان إنت عاوزه...

حرك سليم رأسه برفض ثم تمسك برقبة
والده و هو يغمغم بصوت شبه باك :
- بس انا عاوز بابي و مامي يبقوا معايا على
طول زي أدهم إبن أنكل أمير...

تدخل ماجد بعد أن ضاق ذرعا بكل ما يحصل :
- خلينا نمشي مفيش داعي نضيع وقت أكثر
من كده... يلا يا يارا هاتي الولاد و خلينا نمشي...

أيده ريانرالذي حمل الصبي الاخر
قائلا  : أنا هاخد ريان الصغير معايا في عربيتي
انا و هو بقينا صحاب خلاص...مش كده يا قلب
خالو...

سار متجها نحو الباب حتى يسبقهم لكن سيف إعترض طريقه و هو يقول : على فين
العزم إن شاء الله... إنتوا الظاهر مش 
بيفهموا بالذوق  و هتخلوني أقلب الوش الثاني...
الاولاد هيرجعوا مع والدهم و داه كلام
نهائي و يارا لو عاوزة تييجي معاهم أهلا وسهلا
مش عاوزة يبقى تنساهم.. كلاوس خلي القاردز 
يطلعوا  حالا...

وقف كلاوس من مكانه ثم سار بجسده
الضخم نحو الباب حتى ينفذ أوامر سيف
فهما الإثنان قد إتفقا على تهديد الجميع بمن
فيهم صالح أيضا و إجبار يارا على العودة معه
إلى منزله رغما عنه و بهذا سيظهر سيف
بمظهر الشيطان أمامهم بينما صالح سيكون
الملاك المنقذ....

تأهب أمير و وسام من مكانهما حتى يمنعا
هذه المعركة التي على وشك أن تبدأ...

أمير : سيف اللي بتعمله داه غلط يارا مش
عايزة ترجع مع جوزها و داه من حقها...

تدخل وسام هو الاخر : داه يعتبر خطف على
فكرة...

سيف ببرود : إنتوا الاثنين ملكوش
دعوة كفاية إنكوا كنتوا عارفين إنها عايشة
السنين دي و خبيتوا علينا...

سارة بغضب و هي ترفع هاتفها : انا هطلب البوليس....

سيف باستهزاء: أطلبي الانتربول لو  عايزة...

دلف كلاوس الشقة بعد أن غاب عدة دقائق
و هو يقول : سيف باشا الجاردز برا مستنيين
أوامرك....

أومأ له سيف ثم رمق يارا  بأعين حانقة
و هو يقول : كلاوس هات الولاد و إلا اقلك
انا هاخدهم بنفسي...

إندفع نحوه صالح ليعيق طريقه... لكمه
بقوة قبل أن تصل يداه نحو ريان الصغير الذي كان
بين ذراعي خاله....

صرخت رباب و تهاني بخوف بينما هتفت
سارة مشجعة : تستاهل و إنت من ساعة مادخلت
نافش ريشك علينا زي الديك الحبشي...

تحدث صالح بتهديد و هو يدفع سيف من جديد
الذي كان يضحك باستمتاع :
- لو قربت من عيلتي هدفنك مكانك يا سيف...
كله إلا عيلتي انا قلت يارا هترجع مع
باباها و مامتها و داه قرار نهائي ".

توقف سيف عن الضحك ليهتف باستفزاز :
- إيدك ثقيلة يا عم...و انا مش هتراجع عن
قراري بردو و هاخذ العيال ".

إلتفت نحو يارا ليكمل حديثه بعد أن تخلص من
قبضة صالح : لو مرحتيش معاهم دلوقتي
مش هسمحلك تشوفيهم بعد كدا و لو اضطريت
إني أخطفهم و أسفرهم برا و إنت عارفة
كويس إني أقدر بسهولة أعمل كده....كلاوس هات
الاولاد انا ضيعت وقت كثير هنا..

صرخ صالح بعد أن بلغ غضبه منتهاه من تصرفات
سيف الغريبة و الذي  خرج من الشقة لينتظرهم
في الأسفل تاركا كلاوس يكمل المهمة
هو يعلم أنه مخطئ فيما يفعله لكنه كان يرى
إن صالح بحاجة إلى فرصة أخرى حتى
يبدأ حياته من جديد و سوف يراقبه بنفسه
هذه المرة و يتدخل في الوقت المناسب....

دلف حرس سيف الذي نزل و تحدث مع ناجي
حارس صالح و اخبره أن يعود إلى الفيلا
لكي يضمن انه إذا طلبه صالح لا يجده او يأتيه
متأخرا...

في الشقة كانت تهاني تحتضن أم إبراهيم بخوف
من رؤية هؤلاء الرجال الضخام المتشابهين في
مظهرهم و الذين تعودت على رؤيتهم فقط في
التلفاز بينما رباب إحتضنت زوجها و هي تبكي
و تحاول منع سارة التي كانت تريد ضرب هؤلاء
العمالقة مما جعل أمير ينشغل بها أيضا
بقية العائلة كانوا يحمون يارا و الصغار اللذين
تشبثوا بوالدهم الذي كان يصرخ في وجههم
أن لا يقتربوا منه....

إستغل كلاوس ذلك ليتسلل نحو يارا و يهمس
في أذنها قائلا :
- سيف باشا مصر إنه ياخذ الاولاد بالطريقة
دي و للأسف داه هيأثر على نفسيتهم جدا عشان
هما هيشوفوا باباهم و هو بيتضرب قدامهم..
و يمكن يكرهوكي عشان إنت السبب ".

نظرت نحوه يارا بعينيها الدامعتين و من
شدة خوفها مما يحصل  فقدت حتى قدرتها على
التفكير بشكل صحيح و هذا ما جعل كلاوس
يتمادى اكثر :
- جوزك مش عايزك ترجعي معاه عشان
ميزعلكيش بس إنت لازم تقنعيه...لحسن
هتخسري عيالك و مش هتشوفيهم ثاني عشان
سيف باشا ناوي يرفع دعوة ضدك و هيتهمك
بخطف الاولاد خصوصا إن مفيش أي دليل
يثبت السبب الحقيقي اللي خلاكي تهربي
قبل أربع سنين....و إنت عارفة بقى هيحصل إيه؟
انا حبيت انصحك و إنت حرة سيف بيه
متجنن عالاخر و حتى صالح بيه مش هيقدر
يوقفه...

كانت يارا تتخبط بين أفكارها المتناقضة
فمن جهة ترفض رفضا تاما إقتراح كلاوس
و من جهة أخرى كانت ترى انه لا يوجد
أي حل آخر...

كان كلاوس ينتظر ردها على أحر من الجمر
بينما كانت عيناه صالح الذي كان لازال
يحاول إخراج الحرس خارج الشقة....

تمتم مرة أخرى و هو يشير لها نحو
صغارها الذين كانوا يبكون و لازالوا
متمسكين بوالدهم رافضين تركه :
-بصي قدامك...و شوفي إزاي هما متعلقين
بأبوهم، مش حرام تحرميهم منه...صالح بيه
تغير اوي و اظن إنك شفتي داه بنفسك....

تنهد بصوت عال و تحرك من جانبها مدعيا أنه
يئس من جوابها ليقول بصوت عادي حتى
تسمعه :
-الظاهر إن مفيش فايدة انا مضطر إني
انفذ أوامر سيف بيه بعد  إذنك يا هانم ".

أمسكته  يارا من ذراعه حتى توقفه ليبتسم
الاخر بداخله بخبث و هو يسمعها تقول :
- خلي الحرس يطلعوا برا كفاية اللي حصل".

أومأ لها ثم أشار لهم لينسحبوا نحو الخارج
لتتقدم يارا نحو صالح و تخبره عما قررته
و رغم رفض الجميع لذلك و تمسك والدتها
بها حتى لا تذهب إلا أنها في الاخير أصرت
على رأيها و أخبرتهم بأنها ستزورهم في
المساء....

بعد أقل من ساعة إنتهت من توظيب أغراضها
في حقائب ثم خرجت لتجد صالح في
إنتظارها في صالون الشقة التي
عم فيها الصمت بعد أن غادرت
عائلة يارا و وسام....
اسرع نحوها ليأخذ منها
الحقائب و نزل بهم و هو يكاد يطير من شدة
الفرح.....

ودعت يارا ام إبراهيم بعد أن أخبرتها
أنها سوف تعود لها الاسبوع المقبل و تأخذها
حتى تعيش معها و رغم رفض الأخرى إلا
أن يارا كانت مصرة على رأيها .....

كان صالح  في الأسفل يضع الحقائب في صندوق السيارة بنفسه و هو يخفي بصعوبة  إبتسامته
السعيدة و رغم غضبه من سيف و تصرفاته المفاجئة
إلا أنه كان سعيدا بما حصل...

صرخ بفزع عندما شعر بأحدهم يضرب ضهره
لتفلت من بين شفتيه شتيمة نابية :"يا إبن ال.....

إلتفت بسرعة و في نيته أن يضرب من فعل
ذلك مهما كان  لكنه
وجد أمامه سيف الذي كان يضحك عليه...

كز صالح على أسنانه ثم رفع يده حتى يلكمه
لكن سيف تفاداه ببراعة قائلا :
- لا بقى مش كل مرة متنساش إني أخوك
الكبير... إحترمني يالا على فاكر أنا شفتك و إنت
بتضحك شكلك أكثر واحد مبسوط باللي حصل إعترف يلا ".

أجابه صالح الذي كان ينوي ضربه مجددا
لولا وجد بعضا من سكان الحارة ينظرون
إليه...تحدث بصوت خافت و هو يرمقه
بغيظ :
-بقلك إيه إخفي من قدامي مش عايز اشوفك
أنا ماسك نفسي عليك بالعافية بسبب اللي
إنت عملته جوا...

لكمه على كتفه قبل أن يضيف من جديد :
- عاوزني أحترمك و إنت بتفكر تخطف
عيالي... أنا لسه مش فاهم إنت إيه اللي
حصلك جوا زي ما يكون لبسك عفريت...

ضحك سيف و هو يشير برأسه نحو
مدخل العمارة حيث كانت يارا قادمة
برفقة صغارها ثم اجابه :
- هتفهم بعدين المهم إن اللي كنت عاوزه
حصل اه قبل ما أنسى إنت مديون لكلاوس
بعشرين ألف....

صالح و قد بدأ يستوعب ما يحصل :
- جنيه...

سيف قبل أن يغادر نحو سيارته :
- دولار يا خفيف...بكرة عاوزك تحولهم
لحسابه...

فرك صالح رأسه و هو يهمهم بصوت خافت :
- إذا كان اللي فهمته صح.. يستاهل أكثر من
كده بكثير،و انا هبقى أضبطه إبن اللذين....

أفاق على صوت سليم و ريان اللذين
ركضا نحوه و هما يرفعان ذراعيهما
نحوه لينحني للأسفل و يلتقطهما
في نفس الوقت و يقف بهما....

كان شعورا لا يوصف و هو يحمل صغيريه
كما حلم منذ أربع سنوات عندما كانت زوجته
حاملا... سار نحو باب السيارة الخلفي ليفتحه
ليارا التي ظلت واقفة على بعد خطوات منه
ثم إستدار ليصعد مكان السائق  بحذر...
وضع  الصغيرين على الكرسي بجانبه
ثم عدل مرآة السيارة  حتى يستطيع
رؤية يارا جيدا....

شغل محرك السيارة ثم بدأ يقود بحذر
نحو الفيلا....في منتصف الطريق توقف
أمام متجر كبير لبيع المواد المنزلية (يشبه كارفور)
إلتفت نحو صغاره مقترحا  :
- إيه رأيكوا ننزل نشتري شوية حاجات
للبيت...

تنحنح و هو يستدير مجددا إلى الخلف
مضيفا بأكثر نبرة رقيقة أجادها :
- أصل انا اغلب الوقت باكل برا عشان
كده المطبخ فاضي..

سمعها تتأفف قبل أن تفتح الباب و تنزل
تبعها و هو يمسك بيدي أطفاله....
أمضيا قرابة الساعة و النصف و هما يشتريان
الأغراض بين رفض يارا لدلال الأطفال اللذين
كانا يريدان الحصول على كل شيئ
و بين محاولة صالح الإستجابة لهم دون إغضابها....

إنتهى من وضع الأغراض في السيارة التي إمتلأت
بأكملها خاصة بالألعاب ما جعل يارا تضطر
إلى الركوب في المقعد الأمامي مع صالح....

قاد صالح السيارة نحو الفيلا ببطئ حتى
ينعم بهذه اللحظات التي كان يعيشها لأول
مرة و بين الحين و الاخر كان يلتفت إلى
جانبه حتى يتأكد من وجودهم رغم ان
ضحكات ريان و سليم كانت تملأ المكان....

قطب صالح حاجبيه فجأة عندما تذكر
شيئا ما و هو ينظر إلى الأكياس في المقاعد
الخلفية من خلال المرآة :
- إحنا مجبناش البامبرز...و حليب و الببرونة... و
الحاجات الثانية بتاعة الأطفال ".

إلتفتت يارا إلى نافذة السيارة بجانبها
لتخفي ضحكتها قبل أن تجيبه :
- لا هما  كبروا على البامبرز....

صالح بتفكير :
- طب هما مش محتاجين أي حاجة ثانية..و إنت
كمان....اقصد عشان المطبخ و....
و إلا اقلك لما نوصل البيت إكتبيلي
ورقة او لو عاوزة بكرة الصبح نخرج نجيب
الحاجات اللي ناقصة ....

يارا بسخرية : إنت إشتريت المحل كله
معتقدش إن في حاجة ناقصة ".

سليم : بابا انا عاوز عربية صغيرة...

ضحك صالح و هو يجيبه :
- بكرة هاخذك لأكبر محل ألعاب
في مصر و إشتري اللي إنت عاوزه
و إلا إنت قصدك عربية كبيرة".

ريان : أيوا انا عاوز لما اكبر تبقى عندي
عربية كبيرة زي بتاعة بابي...

صالح بحنو و هو يداعب خده :
- حبيب بابي إكبر إنت بس و انا
هشتريلك طيارة...

ريان بفرحة : بجد يا بابي...

اومأ له صالح بالايجاب بينما قاطعهم
سليم :
- بابي هو إنت هتسافر ثاني و نسيبنا ".

أوقف صالح السيارة أمام باب الفيلا
ليحمل صغيريه و هو يطمئنهما :
- أنا مش هسيبكوا ثاني و لو سافرت هاخذكوا
معايا مش كده يا مامي".

نفخت يارا بضيق و هي تنزل من السيارة
بخطوات خائفة و هي تفكر كيف ستكون
حياتها القادمة......

يتبع 💚💜🖤

رمضان كريم وكل عام وانتم بخير
🌙🌙💫🌞🌌✨🎉🎈🎊

Continue Reading

You'll Also Like

561K 12.6K 41
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
129K 5.9K 18
نوفيلا بالمصرية العامية 🖤🎼 السرد : اللغة العربية الفصحي🖤🎼 عاندت معه فوقعت ف حبه لاحقاً 🖤 أطلق عليها أسم " أسطي المكانيكي " حتي يجعلها تشتعل بالغ...
33.5K 920 7
يجبر رجل الأعمال كيم تايهيونغ صاحب ال27 عاما على الزواج من اويليفيا صاحبة 25 سنة ، هو رجل بارد ولكنه متملك اما هي فتاة هادئة وطيبة . فماذا سيحدث لو...
1M 98.9K 32
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...