هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

Από Yasminaaaziz

378K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... Περισσότερα

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)

3.8K 111 7
Από Yasminaaaziz

الفصل الثاني و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

وقفت يارا من مكانها لتنعم بحمام ساخن
ثم دلفت غرفتها حتى ترتدي ملابسها و تطمئن
على الأطفال اللذين وجدتهم لازالوا يغطون في
النوم...
إرتدت فستانا شتويا اللون الأزرق الغامق و فوقه
حجاب أحمر داكن...إكتفت بوضع القليل من
خافي الهالات السوداء تحت عينيها و ملمع
شفاه شفاف...
إنتهت من إرتداء حذاءها المسطح ثم وقفت
أمام مرآة خزانتها الصغيرة حتى تلقي نظرة
اخيرة على طلتها... ضحكت بسخرية
و هي تتذكر في الماضي كيف كانت ترتدي
أفخم الملابس و الاحذية عكس الآن
حيث أصبحت ترتدي اول شيئ تقع
عليه عيناها ...

أفاقت من تخيلاتها عندما شعرت
بأن أحد الطفلين يتململ في نومه
و يبدو أنه سيصحو قريبا...
خطفت حقيبتها و هرعت نحو الخارج
لتجد ام إبراهيم لازالت في المطبخ
تتناول طعام الإفطار مع بناتها....

ألقت عليهن تحية الصباح ثم قالت :
- أنا طالعة دلوقتي...لو سمحتي يا طنط
خلي بالك من الأولاد هما شوية و هيصحوا...

أجابتها أم إبراهيم و هي تترشف كوب الشاي
الخاص بها :
- متقلقيش عليهم...انا هقوم اشوفهم حالا..

أشارت لها يارا بيدها ليترقفها و هي تقول :
- متتعبيش نفسك.. خليكي قاعدة كملي
فطارك و هما لما يصحوا هيبقوا يطلعوا لوحدهم
عاوزين حاجة قبل ما أخرج....

هتفت مليكة بحماس : ايوا عاوزة شكلاطة
من ****(نفس المحل الفخم الذي يحضر منه فريد
الشكلاطة لاروى و لجين)....

نهرتها ام إبراهيم : عيب يا بت...البتاعة
دي غالية اوي و يارا كل أسبوع بتجيبلكوا
منها...

ضحكت يارا قائلة :
- حاضي يا ست ملوكة تأمري بحاجة
ثانية ".

أرسلت لها الفتاة قبلة في الهواء ثم همست
لها بصوت خافت :لوف يو....

إبتسمت لها يارا ثم إستدارت لتخرج.. فتحت
الباب لتعترضها تهاني تلهث بسبب ركضها
على الدرج...
تهاني : صباح الخير يا جولي... إنت طالعة؟

يارا بضحك فمنذ اول مرة رأتها فيها و هي
تناديها جولي نسبة لانجلينا جولي...
-ايوا رايحة عند سارة ".

تهللت أسارير تهاني لتردف بمزاح:
- كفارة يا شيخة أخيرا قررتي تطلعي من
السجن...بقلك إيه إتبسطي على قد ما تقدري
و لا يهمك في العيال انا هخلي بالي
منهم هما فين وحشوني... واد يا ريان.. سلومة
إنتوا فين يا أولاد".

قهقهت يارا ثم أكملت طريقها نحو الاسفل
بينما إعترضت ام إبراهيم تهاني حتى تسكتها
حتى لا يستيقظ الأطفال بسبب صوتها العالي....

بعد أكثر ساعة كانت يارا تجلس في إحدى سيارات الاجرى أمام فيلة والدها تنتظر ان يخرج أي
منهم....سمعت صوت السائق يتأفف بملل
قبل أن بتحدث بصوته المزعج ليسألها للمرة الالف :
- إحنا هنقعد هنا كثير يا أبلة؟؟مش هنتحرك ".

لم تجبه يارا بل كانت مشغولة بالنظر نحو
بوابة الفيلا التي فتحت فجأة و خرجت منها
سيارة شقيقها ريان...دققت النظر في ملامحه
التي لم تتغير كثيرا فمازال شقيقها وسيما
كما تركته منذ أربعة سنوات....

تنهدت بحزن و هي تكتم رغبتها في الخروج من
التاكسي و الركض نحوه حتى تحتضنه
و تخبره كم إشتاقت له و أنها فضلت البقاء
بعيدة حتى عنهم حتى لا تؤذيهم....

كانت سارة هي من تنقل لها أخبارهم
و قد اعلمتها مؤخرا ان والديها قد عادا
لبعضهما و ان والدتها ميرفت لم تعد
تخرج كثيرا من الفيلا و قطعت كل علاقاتها
مع معارفها القدامى...و كم لامت يارا نفسها
فقد إعتقدت انها هي السبب فالجميع
طبعا سوف يسألونها عن سبب غياب إبنتها
لذلك فضلت سجن نفسها هي الأخرى
لكن الحقيقة كانت عكس ذلك فميرفت
تغيرت كثيرا بعد حادثة إختفاء يارا
و عرفت اخيرا معنى الحياة حيث
كرست نفسها للاهتمام بزوجها و إبنها
الذي تبقى لها و قد ساندها ماجد (زوجها)
في ذلك حتى أنهما ذهبا للحج اكثر من
مرة و قامت بتأسيس جمعية باسم
إبنتها و باعت جميع ملابسها الثمينة
و مجوهراتها و تصدقت بها....

مسحت دموعها ثم أشارت للسائق ان يتحرك
و الذي تمتم بضيق : الحمد لله... إفتكرت
هنقعد واقفين هنا للمغرب...

أغمضت يارا عينيها بغضب فما كان ينقصها في هذه اللحظة هو هذا المزعج الذي لم يتوقف عن
إستفزازها منذ أن ركبت سيارته...
إستجمعت باقي تركيزها ثم هدرت فيه بعنف
تماما كما كانت تفعل سارة أو تهاني و باقي
نسوان الحارة إذا ضايقها أحدهم :
- جرا إيه يا خويا ما تتلم بقى مش معنى
إني ساكتالك من الصبح يبقى خلاص هتسوق
فيها هو إنت يعني كنت واقف بالعربية
الخردة بتاعتك دي بلاش ما إنت هتاخد فلوسك
على داير مليم يبقى تعمل اللي بقلك عليه
و إنت ساكت مش دي شغلتك... تمشي توقف
ملكش فيك و يلا أوقف على جنب و نزلي
صوتك جابلي صداع...جتك القرف ".

توقف التاكسي لترمي له بعض النقود و هي
مازلت تشتمه ثم أوقفت سيارة اجرى أخرى
لتوصلها إلى المطعم المنشود....

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر
و النصف عندما وصلت يارا و التي حالما
رأت أناقة المكان ندمت جدا على
إختيارها لهذه الملابس البسيطة التي
كانت ترتديها...تأففت و هي ترتب حجابها
و لم تنتبه لتلك السيارة الفاخرة التي
مرت بجانبها مما جعلها تنتفض بفزع
لقد كانت قريبة منها جدا و لو أنها لم تتفطن
لها في آخر لحظة لكانت دهستها....

توقفت السيارة لتخرج منها رباب صديقة
سارة و هي تتفقدها بلهفة قائلة :
- يارا حبيبتي إنت كويسة... أنا آسفة
و الله وسام ميقصدش بس انا و هو
كنا بنتخانق في العربية عشان كده
منتبهناش...إنت كويسة صح؟؟

ضمتها إليها و هي تبكي لتضحك يارا
عليها فرباب دائما هكذا حساسة و دموعها
قريبة جدا...سمعت صوت وسام المتذمر
و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة :
- عجبك كده ياختي اهي آخرة زنك... قربنا
نقتل البت و نيتم عيالها... منك لله يا شيخة
كنتي هتخليني أرتكب جريمة ".

شهقت رباب التي صدقت كلامه كعادتها
لتنفجر بالبكاء مما جعل يارا تهدأها و هي
تشتم وسام : حرام عليك مراتك حامل...
إمتى هتبطل هزارك السخيف داه، خلاص
يا روبي كفاية عياط ما إنت عارفة جوزك
و عمايله... إحنا ندخل جوا و نحكي لسارة
و هي هتخلي أمير يعمل منه كفتة عشان
يبطل غلاسة...

تحدثت رباب من بين شهقاتها قائلة :
- بس هو بيتكلم جد انا كنت بتخانق
معاه عشان إسم البيبي عاوزة أسميه
مهيار و إلا ساجي...بس هو رفض..وقال إني
جايبة الاسامي دي من المتحف ".

حرك وسام السيارة ليركنها في مكان مناسب
بعيد عن الطريق ثم عاد ليجد يارا مازلت
تحاول تهدأة رباب...ليضحك قائلا :
- خلاص بقى يا حبيبتي هي نافورة الدموع
لسه شغالة عندك...

رمقته يارا بيأس ليلوي شفتيه بملل ثم
يجذب زوجته نحوه و يهمس لها بعدة
كلمات جعلتها تتوقف عن البكاء فورا
و تبتسم له...
إستدار نحو يارا و هو يراقص حاجبيه
بانتصار لتضرب الأخرى كفيها بيأس
و تتمتم بغيض :
- شوف البت بكلمتين منه جابها الأرض
أنا الغلطانة عشان بتدخل بينكوا
رغم إن سارة حذرتني كثير... يا خاينة ".

إلتفت لها وسام هامسا بمزاح :
- لو سمحتي...متقوليش كده على ام
ناجي ...

ضربته رباب على كتفه هاتفة باحتجاج :
-ساجي مش ناجي...

تذمر وسام و هو يصعد درجات المطعم
بينما كانت يارا تتبعهما :
ااه إيدك ثقيلة يا حبيبتي هو إنت بقيتي
بتتدربي مع صاحبتك...

علقت من خلفه يارا على غباءه :
- هتتدرب تايكواندو إزاي و هي حامل ".

ضحكت رباب بصوت عال بينما دمدم وسام
بإنزعاج مصطنع فهو دائما هكذا شخصيته
مرحة و يمازح الجميع...
توقف عن السير فجأة و هو يضرب جبينه
بكفه دلاله على نسيانه لشيئ ما ليهتف على الفور :
- حبيبتي أنا نسيت موبايلي في العربية
ممكن تدخلي إنت و مدام يارا و انا هبقى أحصلكوا
أوام مش هتأخر عليكوا....

سألته رباب : طب هي سارة جوا...
اجابها على الفور : ايوا هي و أمير...

(الشخصيات دول أبطال رواية هي و الأمير)

تابعت يارا و رباب طريقهما إلى الداخل
بينما عاد وسام بخطوات مسرعة نحو سيارته...

قبل نصف ساعة في المقر الرئيسي لشركات
صالح عزالدين...

دلفت مها السكرتيرة مكتب صالح بعد أن
طرقت الباب طبعا فلو لم تفعل ذلك لكانت الان
مطرودة....
كانت تسير و هي تخفض رأسها بسبب أوامر
مديرها الصارمة فأي موظفة تعمل في شركته
يشترط أن ترتدي ملابس محتشمة و أن لا تنظر
إليه و هي تحدثه...(محدش يسألني ليه عشان انا نفسي معرفش الظاهر إنه  خلاص تجنن  😂).

وضعت بعض الملفات أمامه ثم قالت بنبرة
عملية : حضرتك فاضل نص ساعة على الاجتماع
مع شركة ال****

همهم صالح و هو يقف من مكانه ليأخذ متعلقاته
الشخصية ثم قال :
- خلي ناجي يجهز العربية و قولي لمحمود (مساعده)
يحصلني حالا...

مها : باشمهندس محمود مستني حضرتك برا ".

أشار لها صالح أن تخرج ثم أخذ حقيبته
التي تحتوي على ملفات الصفقة التي كان
يراجعها...
توقفت السيارات الخاصة به و بالحراسة التابعة
له أمام المطعم الذي سيجري فيه الاجتماع
الذي إختاره مدير الشركة الأخرى....

نزل صالح و بجانبه محمود بينما اشار للحرس
أن يلتحقوا به لكن شرط أن يظلوا بعيدين عنه
حتى لا يجلب الانظار...في نفس اللحظة
كان وسام قد أنهى مكالمته مع أمير الذي
هاتفه ليسأل عنه فهو قد تأخر بسبب إنشغاله
في البحث عن هاتفه الذي سقط تحت كرسي
السيارة....

نزع نظارته حتى يتأكد من أن من يسير أمامه
هو نفسه صالح عزالدين الذي لم يره منذ
أشهر طويلة..ثم  نادى عليه حتى ينتبه له :
-صالح عزالدين و إلا أنا متهيألي  ...

إلتفت نحوه صالح ليبتسم تلقائيا عندما عرف
هويته...رفع يده ليوقف الحرس الذين
تقدموا حتى يمنعوا وسام من الاقتراب منه
قبل أن يجيبه : وسام العراقي..شكو ماكو".

صافحه بحرارة قبل أن يضيف :
- إزيك بقالي كثير مشفتكش....
وسام :
- الحمد لله أخبارك إيه؟
أومأ له صالح باقتضاب ثم سأله :
- تمام...أمير عامل إيه لسه بتشتغلوا مع
بعض ".

وسام بإيجاب : أيوا...هو جوا على فكرة
تعالى سلم عليه ".
صالح بتردد : جيتوا  لوحدكوا..

وسام بنفي  : لا معانا زوجاتنا....
ضحك و هو يسأله : بتقولوها إزاي بالمصري؟

شاركه صالح الضحك معلقا :
-بقالك سنين في مصر و لسه متعلمتش".

وسام : لهجتكوا حلوة بس صعبة اوي
المهم أمير معاه سارة مراته و انا معايا
مراتي و معانا قريبة سارة إسمها يارا ".

خفق قلب صالح عند سماعه لذلك الاسم
المحبب إليه...جاهد حتى يبدو طبيعيا
و لحسن حظه ان وسام لم ينتبه لخطأه..
تنحنح حتى يجلي صوته ثم هتف معتذرا:
- هبقى اسلم عليه بعدين انا دلوقتي
عندي إجتماع مهم و لازم امشي...

رمقه وسام بضيق مصطنع ثم قال :
- يعني الشغل أهم من اصحابك اللي
مشفتهمش بقالك شهور... ياعم
هما خمس دقائق مش اكثر...

غمزه بشقاوة و هو يضيف : عاوز أعرفك
على صاحبة سارة...انا متأكد إنها هتعجبك
يلا متبقاش قفل كده تعالى ".

جره رغما عنه ليكلف صالح بتَولي
الاجتماع و هو سيلحق به لاحقا فهو يعلم
أن المجنون وسام لن يدعه و شأنه حتى
ينفذ ما في رأسه....

رفع صالح رأسه حيث أشار له وسام
ليرى أمير الذي كان لا يزال يمسك
بهاتفه و إلى جانبه زوجته سارة
التي كانت منشغلة بتصفح المنيو...

لقد  رآها بضع مرات و في كل مرة
يتعجب من نظراتها الحارقة نحوه
و كأنه قتل لها عزيزا عليها..حتى أنه
سأل وسام اكثر من مرة لكن الاخير
كان دائما يخبره أن شخصيتها صعبة
قليلا و تكره الغرباء....

هتف وسام قبل أن يصل إليهم حتى
ينبههم:
- ميرو... بص مين معايا...

رفع أمير رأسه نحوه و هو يبتسم
لكن إبتسامته ماتت على شفته حالما
رأى صالح أمامه... وجهه شحب فجأة
و بصره إنتقل تلقائيا نحو يارا التي كانت
تجلس مقابلا لزوجته...
سارة أيضا لم تكن أحسن حال منه الصدمة
ألجمتها و لم تستطع ان  أن تنبه يارا التي لم تر صالح بعد...

لاحظ صالح صدمة الجميع مما جعله يشعر
بالغرابة ألهذه الدرجة وجوده غير مرغوب
فيه أم انه يهيئ له ذلك...
اكمل وسام حديثه معلنا :
- صالح عزالدين... مفاجأة مش كده ".

توتر أمير الذي شعر بجفاف حلقه
فجأة.. جاهد حتى يستطيع الوقوف من
مكانه ليسلم عليه و يرحب به :
- اه فعلا أهلا وسهلا....

مد صالح يده حتى يصافحه لكنه توقف
بعد أن لمح تلك العيون المألوفة التي
كانت تنظر له بفزع و كأنه وحش ظهر
فجأة...
إلتفت إلى جانبه و كانت الصدمة، عيناه
توسعتا حتى كادتا تخرجان من محجريهما
بعد أن وقع بصره عليها.. جسده حرفيا شل
عن الحركة و قلبه توقف عن النبض بينما إختفت
الأصوات و البشر من حوله و لم يعد يرى
سواها...

لا يدري كيف إستطاع أخيرا تحريك لسانه
لينطق بإسمها دون صوت  : يارا..مستحيل....

قدميه عجزنا عن حمله ليرتد  جسده قليلا
إلى الخلف و لو لا وسام الذي أسنده لسقط
أرضا...
عيناه إنتقلتا تلقائيا نحو أمير ليرمقه
بنظرات عتاب ليشيح الاخر بوجهه خجلا
منه...قبل أن يعود من جديد و ينظر نحو
يارا التي يبدو أنها تمالكت نفسها بسرعة
عكسه هو و اخذت حقيبتها و هربت من
أمامه....

تملكه غضب جنوني ليدفع وسام عنه و يصرخ
بأعلى صوته مهددا إياه :
- حسابنا بعدين يا إبن الخطيب...

ركض هو الاخر ليلحق بها و هو يستل هاتفه
من جيبه حتى يهاتف ناجي ليحضر السيارة
في الحال...
خرج من باب المطعم ليجدها تشير نحو سيارة
تاكسي و هي تلتفت بهلع حولها  و ما إن رأته
حتى تقدمت نحو الطريق ليتراجع صالح إلى
الخلف و يشير لها بيديه ان تهدأ و أن لن
يوقفها....
ركبت يارا سيارة أجرى بينما كانت عيناها لا تزالان
تراقبان تحركاته و ما إن غابت قليلا حتى
ركض صالح نحو السيارة ليقودها بنفسه
و يلحقها...
حتى أنه حفظ الرقم الإداري للسيارة حتى لا تضيع
عليه...قلبه كان يدق بسرعة و لم يستطع
كبح جماح دموعه.. مشاعر مختلفة كان تتصارع
بداخله أغلبها كانت السعادة و الخوف
خاصة بعد ردة فعلها من رؤيته....
عيناه كانتا مثبتتان على السيارة أمامه حتى أنه
لم برمش بينما يداه تسللت داخل جيبه
ليخرج هاتفه حتى يتصل بسيف الذي لم
يطل حتى اجابه بلهفة:
- قبلت تأخذ عمرو عندك الاسبوع داه صح...

ضحك صالح من بين دموعه بعد أن تذكر
معاناته مع طفله ليجيبه بصوت مرتعش:
-سيف... تعالى أنا عاوزك....

نفخ سيف بضيق ففي كل سنة في ذكرى وفاة
يارا يهاتفه و هو يبكي و يشكو له من فقدانها
لكنه صدم بعد أن أكمل صالح حديثه :
- أنا لقيت يارا... لقيت مراتي...

إستقام سيف من مقعده ليهتف بحدة
بعد سمعه صوت بكاءه فقد ظن انه جن :
- صالح إنت كويس... إنت فين قلي ".

صالح بصوت مرتعش :
- مش عارف.. كلم ناجي هو ورايا..

إنقطع الخط ليجن جنون سيف الذي ركض
بسرعة مغادرا مكتبه و هو يهاتف ناجي
حتى يطمئن على إبن عمه..".

توقفت سيارة الأجري أمام العمارة لتنزل يارا
و تركض للداخل و هي تولول على نفسها :
-يا نهار إسود.انا إنتهيت خلاص، هيقتلني...
أنا لازم آخد العيال و اهرب من هنا قبل ما
يلاقيني....

طرفت الباب بقوة و هي تلتفت وراءها بينما
كان قلبها يكاد يقفز خارج قفصها الصدري من
شدة رعبها و هي تتذكر ملامح صالح أمامها
لازال كما هو لم يتغير لكن جسده أصبح
أضخم قليلا من قبل و عضلاته بارزة
بشكل أوضح...حجمه يشبه تمام أمير
زوج سارة...

نفت تلك الأفكار التافهة من عقلها و هي تندفع
خارجا بعد أن فتحت لها تهاني الباب...
دلفت يارا و هي تغلقه بإحكام وراءها و تستند
بظهرها عليه مما جعل تهاني تتساءل :
- مالك يا بت وشك مقلوب و اصفر زي ما يكون
شفتي عفريت...حد عاكسك تحت...

نفت يارا برأسها و هي تستجمع أنفاسها :
- لا...جوزي شافني...

شهقت تهاني و هي تضرب صدرها بعنف :
- إيه؟ يا لهوي...إنت بتتكلمي جد يعني
يوم قررتي تطلعي لقيتيه قدامك...

مصمصت شفتيها بحركة شعبية قبل ان
تضيف : جات الحزينة تفرح...

أزاحتها يارا من أمامها و هي تركض من
جديد نحو غرفتها لتجمع الأوراق المهمة
الخاصة بها هي و الطفلين و ضعتهم باهمال
في حقيبتها ثم إتجهت نحو المطبخ حيث
وجدت ام إبراهيم تطعم الطفلين....

سحبتهما من يديهما و هي تقول بإيجاز :
-أنا آسفة يا طنط بس انا لازم امشي
دلوقتي مش عاوزة اعرضكوا للخطر....

وضعت أم إبراهيم الملعقة من يدها
هاتفة بهلع هي الأخرى : خطر إيه
يا بنتي كفاللة الشر...

أسرعت يارا نحو الباب و هي تجيبها
دون أن تلتفت إليها :
- تهاني هتحكيلك كل حاجة... هبقى
اكلمك عشان اطمن عليكي.. سلام ".

نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيدي صغيريها
بينما نظراتها كانت تسبق خطواتها و هي تتمنى
من كل قلبها ان لا يظهر أمامها...

أمام  المطعم بعد أن غادر صالح بدقائق قليلة....

صاحت سارة في وجه وسام تلومه بغضب
عارم :
- إنت مين قالك إن إحنا عاوزين
نشوف البني آدم داه... منك لله بوزت كل حاجة ".

نظر  وسام نحو أمير الذي كان صامتا يفكر
في نظرات صالح المليئة باللوم و العتاب،
مستفهما:
- هو إيه اللي بيحصل بالضبط انا مش فاهم
حاجة...

تحدث أمير بصوت اجش ليقطع صمته اخيرا :
- يارا هي نفسها مرات صالح اللي إختفت
من أربع سنين..

زفر وسام بصوت مسموع بعد أن أصبحت الأمور
واضحة أمامه...لكنه ما لبث ان إستدرك :
- طيب كويس إنه لقاها و إنتوا كنتوا مخبيين
عليه ليه؟

تحدث أمير قبل أن يتجه نحو سيارته :
- مش وقته الكلام داه... لازم نلحقهم
دلوقتي....

كان صالح يقف بسيارته أمام العمارة
القديمة التي رأى يارا تدخلها منذ قليل
الان علم لما جميع المخبرين الذين كلفهم
بالبحث عنها فشلوا في إيجادها فهم لم يتوقعوا
أن تكون مختبأة في أحد الحارات الشعبية...
سيارة الحرس الخاص به أيضا توقفت
وراء سيارته منتظرين اوامره و بعد دقائق
قليلة وصل أمير و سارة و بعدهم وسام
و رباب...ثم سيف...كلهم وصلوا في نفس الوقت
تفصلهم ثوان قليلة فقط...

حرفيا أصبحت واجهة العمارة تعج بالسيارات
مما جعل اهل الحارة يخرجون من بيوتهم
و محلاتهم حتى يروا ما يحصل...

نزلت سارة من السيارة بسرعة و ركضت  حتى
تنبه يارا بوجود زوجها لكنها تفاجأت بها تخرج
من مدخل العمارة ممسكة بالصغيرين...

شهقت يارا و تراجعت إلى الوراء و هي تحدق
بصف السيارات الذي إعترض طريقها
و أقربهم كانت سيارة صالح...

و قبل أن يعطي عقلها الإشارة لباقي حواسها
حتى تعود أدراجها كان صالح أسرع منها
ليقبض على ذراعها و يجذبها نحوه قائلا
- رايحة فين؟

يتبع ♥️♥️
آسفة مقدرتش اكتب اكثر من كده و حرفيا
يئست من الرواية اللي مش عاوزة تخلص دي
😴😴

Συνέχεια Ανάγνωσης

Θα σας αρέσει επίσης

536K 23.9K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
4.3K 192 10
حواديت متنوعة بقلم/ نانسي أشرف ♥️
3.8M 57.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1.6M 32.4K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...