هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

372K 8.8K 303

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل العاشر (الجزء٢)

3.8K 118 0
By Yasminaaaziz

الفصل العاشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

فصل خاص بصالح و يارا...

إنفجرت يارا بالبكاء و هي تعانق صالح
لأول مرة مما جعله يضحك على تصرفاتها
الغريبة فهو متأكد أنها الان ليست في وعيها
و لو كانت كذالك لما سمحت لنفسها أن
تلمسه حتى....
بعد دقائق هدأت و عادت لرشدها لكن تأثير
المفاجأة لازال ساريا عليها... جففت دموعها التي
أغرقت وجهها بسرعة ثم أردفت بارتباك
و هي تحرك يديها بعشوائية :
- بص أنا .. أنا و الله أوعدك هعمل كل حاجة
إنت عاوزها بس توعدني إنك تنفذ وعدك ليا و لو
على المطعم أنا مش عاوزاه رجعه بإسمك
إنت... أنا كفاية عليا الإدارة رغم إني مش
بفهم حاجة في المجال داه بس هتعلم....عارف
أنا مبسوطة اوي...

عبست ملامحها فجأة و هي تضيف بنبرة
مهزوزة :
-صالح إنت مش بتكذب عليا صح؟؟

قرص وجنتيها بأصابعه و هو يجيبها :
لا بس هتراجع في رأيي لو فضلتي
تزني عليا كده....

تحدثت يارا من جديد :
-صالح....

قلب عينيه بملل قبل أن يهتف بانزعاج :
-في إيه ثاني...ياستي و الله مابكذب عليكي
و لا بلعب بيكي أعملك إيه عشان أثبتلك
داه .. كانت فكرة سوداء و مهببة أنا ندمت
على فكرة ".

يارا باستدراك و كأنها لم تسمع ما قاله : أنا نسيت مشربتش الهوت شوكلت...

صالح : مش قلتي إن في مكان ثاني
عاوزة نروحله عشان نفطر".

ترددت يارا قبل أن تخبره بأن ذلك المكان
هو عبارة عن عربية كبدة في إحدى الشوارع التي
تعرفها مروى صديقتها و أخذتها إلى هناك
في إحدى المرات و قد أعجبها الطعام كثيرا : اه بس أصلي مش عارفة المكان كويس...

صالح بهدوء :
-تمام خلينا نرجع جوا عشان الوقت تأخر و إنت لسه مفطرتيش إنت ناسية إنك حامل ".

يارا بارتباك : لا أنا نفسي في الأكل داه
اوي...

كان يحاول بكل جهده أن لا يفقد أعصابه
باعتباره يوما مميزا ليستطرد ممثلا الهدوء :
حاضر مفيش مشكلة ... إنت حاولي توصيفيلي المكان و أنا أكيد هعرفه".

دق ناقوس الخطر داخل عقلها من ردة فعله
هذه المرة فهو بالتأكيد سيفقد آخ ذرة من صبره
لكن هذا لن يهم فهي قد تعودت على جنونه
غضبه و كما أن رغبتها في تناول ذلك الطعام
الشعبي فاق قدرتها لتهتف بتردد و هي تتطلع
نحوه خوفا من ردة فعله :
- أنا نفسي في سندويتش كبببببدة ".

لوهلة ظن انه لم يسمعها جيدا ليلتفت نحوها
مكررا جملتها من جديد بنبرة إستفسار :
-نعم....نفسك في إيه؟؟

إنكمشت يارا و هي تزحف بجسدها نحو
باب السيارة مرددة بإصرار رغم شعورها بالخوف :
- عاوزة سندويتش كبدة...على فكرة داه إسمه وحم
يعني انا مليش ذنب".

رأت إبتسامته الساخرة و هو يقبض على
مقود السيارة بعنف حتى كاد يقتلعه
بسبب كتمانه لغضبه... إستطرد بهدوء بعد نجاحه
في السيطرة على إنفعاله :
- سندويتش كبدة؟ و داه هتلاقيه فين دلوقتي؟ .

لم يكن سؤالا بقدر ماكان فخا لها فهو طبعا كان
يعرف هذا النوع من الأكلات الشعبية التي
تباع في الشارع أو في المطاعم الشعبية لكنه
لم يتوقع أبدا أن فتاة مغرورة كيارا جربت
هذا النوع من الاكل لكنها كالبلهاء سرعان
ما إعترفت له :
- في الشارع في عربيات كبدة كثير...إنزل هاتلنا ثلاث أو أربع سندوتشات عشان هاخذ لأروى معايا
و إنت كمان لازم تذوقه هيعجبك أوي... ".

رمش صالح بأهدابه عدة مرات متتالية هاتفا
باستغراب :
-كان لازم أعرف إن الحكاية فيها الزفتة أروى...
طب و إنت إمتى بتاكلي من الشارع... مش خايفة
مامي تزعل منك بنت ماجد عزمي بجلالة
قدره ترمرم من الشارع ".

نطقها بسخرية مذكرا إياها ببيئتها و المكان
الذي نشأت فيه فلو علمت والدتها ميرفت بفعلتها
لغضبت منها كثيرا لتجيبه يارا بانفعال :
- أنا معملتش حاجة غلط لكل داه.. لو مش عاوز
خلاص بس من غير تريقة...

لانت ملامحه بعد أن لاحظ دموعها المتحجرة
في مقلتيها و يندفع قائلا :
- لالا إحنا إتفقنا مفيش حزن و لا عياط النهاردة...

و كأن كلماته بدل أن تهدأها زادت عليها
لتطلق يارا العنان لدموعها و شهقاتها التي
جعلت صالح يلعن نفسه ألف مرة...القساوة التي
غلفت قلبه على مدار سنوات و عقله الذي
تشبع بفكرة الانتقام أنسوه كيف يكون لطيفا
مع أنثى... تنهد و هو يضحك على نفسه
لم يعتقد أن الأمر صعب لهذه الدرجة
يريدها له و معه دائما لكنه لا يريد فقدان
السيطرة على مشاعره و نفسه مرة أخرى
فكما يقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
و هو مؤمن... بأن المرأة ليست سوى كتلة
مشاعر متقلبة لا يمكن فهمها تستطيع أن
تهبك نفسها اليوم و تتنكر لك في الغد لذلك
وجب السيطرة عليها جيدا بكل الطرق
و فتاة كيارا....عنيدة و متمردة لن يكون اللطف
معها خيارا جيدا لو لم تكن مجبرة لما بقيت
معه لحظة واحدة.... أفكار غبية مبنية على
مغالطات إستنتجها عقل رجل مريض كصالح
لا يعلم أن المرأة...هي في الأصل وردة يانعة تحتاج لمن يرعاها و يدللها لا أن يقسو عليها و يقمعها.....

رفع يده ليمسد شعرها هو يحدثها محاولا
إرضاءها :
-طيب خلاص متزعليش أنا هشتريلك عربية
كبدة بحالها ليكي و لأم لسان و نص اللي إسمها
أروى دي... كفاية عياط بقى عينيك هتورم و هتضطري بكرة متروحيش شغلك الجديد...
هيقولوا عليكي إيه الشغالين في المطعم إن
المديرة بتاعتنا مش مسؤولة و بتغيب من أول
يوم ".

مسحت يارا دموعها كطفلة صغيرة قبل حتى
أن ينتهي صالح من جملته متمتمة بكلمات
مبعثرة : لا خلاص مش هعيط...أنا كويسة
و مش عاوزة حاجة و لو حابب نرجع
جوا ناكل اي حاجة على ذوقك مفيش
مانع".

أدرك صالح أنها تحاول إستجداء عطفه
حتى لا يحرمها من العمل و أنها مستعدة
لفعل أي شيئ من أجل ذلك... ليبتسم بخبث
مقررا إستغلال هذه الفرصة الذهبية لكن ليس
الان ربما لاحقا...فتح باب السيارة و هو
يقول لها :
-متنزليش من العربية...أنا عشر دقائق و آجي
مش هتأخر عليكي.. ".

إستغربت يارا من فعلته المفاجئة لتحاول إيقافه
لكنه كان قد أغلق الباب بالمفتاح الإلكتروني...
حاولت فتح الباب بجانبها لكنه كان مغلقا أيضا....
تابعته بعيناها و هو يصعد الدرج ثم إختفى بسرعة
داخل المطعم...لتمر عدة دقائق أشعرتها بالضجر
و الخوف أن يتراجع صالح في قراره و يحبسها من جديد في ذلك القصر...
دقائق أخرى قضتها يارا تنتظره على أحر من
الجمر لتتنهد أخيرا بارتياح رغم تسارع دقات قلبها
داخل قفصها الصدري من شدة إضطرابها...
جذب إنتباهها تلك الأكياس التي كان يحملها
في يده و التي كتب عليها إسم المطعم من الخارج
حتى أنها إلتفتت تتابعه بعينيها عندما إستدار
وراء السيارة حتى وصل للباب....

ضغط على المفتاح الإلكتروني ليفتح باب السيارة
و يدلف ثم وضع الأكياس فوق قدميها و هو يقول
بتذمر :
- آدي يا ستي سندوتشات الكبدة... أنا خليت الشيف
أكرم يسيب شغله و يعملهم بنفسه أحسن من سندوتشات الشارع اللي مليانة قرف اوووف ريحتي بقت كلها بصل بسببك ".

ضحكت يارا و هي تفتح الأكياس و تستنشق رائحة الطعام التي جعلت لعابها يسيل...أخذت إحدى
اللفافات و فتحتها ثم بدأت تأكل و هي تهمهم بتلذذ :
- مممم طعمها يجنن... تحب تذوق".

قربت اللفافة من فمه لكنه أبعد وجهه للجهة الأخرى و هو يقول بتقزز :
- شيلي البتاعة دي من قدامي... أنا مش باكل الأكل
داه".

تناولت يارا قضمة أخرى ثم أجابته :
-أحسن... اصلا هما مش كثير كنت جبت
بزيادة ".

تناول صالح زجاجة عطره التي يحتفظ بها صندوق السيارة ليرش بعضا منها في الهواء
حتى تختفي رائحة الكبدة و البصل التي كانت
تملأ المكان و هو يجعد ملامحه باشمئزاز قائلا :
- مكنتش عارف إنك مفجوعة كده...و بعدين
إنت مسموحلك تاكلي نص ساندوتش بس...سيبي
الباقي لأروى".

همهمت يارا بأعتراض و هي تلملم الأكياس
نحوها : لا.. الاكل داه بتاعي مليش دعوة
متنساش إني حامل و لازم أتغدى كويس و بالنسبة
أروى فعندها جوزها يجبلها اللي هي عاوزاه".

حرك صالح السيارة لتأخذ طريقها نحو مدينة
الملاهي التي قرر أن تكون مفاجأته الثانية
لها ليضحك باستمتاع و هو يلتفت لها بين
الحين و الآخر يراقبها و هي تأكل على طبيعتها
لأول مرة منذ سنوات....

توقفت السيارة ثم ترجل صالح ليفتح لها
الباب لتنزل...ثم تناول احد الأكياس من الحارس
ليخرج قارورة مياه صغيرة و يفتحها و يعطيها لها قائلا :
- خذي إشربي... ".

وضع الكيس في السيارة ثم أعطى المفتاح للحارس
ليركنها في مكان مناسب...لينتبه ليارا التي كانت
متجمدة في مكانها و تنظر أمامها ببلاهة ممسكة
بقارورة الماء في يدها اليمني و الغطاء في اليد الأخرى ....
ضحك بخفة عندما سألته :
-صالح... هو إحنا فين؟؟

وضع صالح يده على ظهرها حتى يحثها على
التحرك قائلا : تعالي متوقفيش زي الصنم كده
قبل ما أنادي عصام يجيب العربية....

إستدارت نحوه معترضة بعد أن أفاقتها كلماته
المحذرة لتنبس بلهفة :
- لالا.... عربية إيه أنا مقلتش أي حاجة
إستنى شوية عشان أشرب شوية مية عشان
ريقي نشف و حاسة إني هيغمى عليا من المفاجأة ".

أغلقت القارورة ثم إحتضنتها بسعادة و هي
تحول نظراتها هنا و هناك لا تعلم بأي لعبة
ستبدأ...قطبت جببنها بإستغراب بعد أن إنتبهت
إلى خلو المكان إلا من بعض العمال الذين
عرفتهم من خلال زيهم الموحد...لتسأله :
-هو المكان فاضي ليه؟؟

ضربها صالح على رأسها بخفة قائلا :
- يمكن عشان عشان في حد حاجز المكان
كله ".

- إنت صح؟؟ تحدثت و هي تبتسم بينما لم
يجبها صالح الذي كان مشغولا بتقييم
مختلف الألعاب الموجودة هنا حتى
يختار لها لعبة مناسبة لحالتها بإعتبارها
حامل...لتقاطه و هي تصرخ بحماس :

صالح أنا عاوزة أركب اللعبة دي".

أشارت بيدها نحو الأعلى و تحديد ا نحو لعبة ليرفع عينيه ناحية لعبة" الأفعوانية " مضيفة بنبرة راجية :
-عشان خاطري عاوزة أجربها... أنا عمري ما رحت
مدينة الألعاب حتى لما كنت صغيرة...بليز شوية بس
حتة صغننة قد كده".

جذبته من ذراعه حتى تحثه على الذهاب
نحوها لكن صالح أوقفها قائلا بحزم :
- إنت ناسية إنك حامل.. الظاهر إني فعلا
غلطت لما جبتك هنا إنت مش اللعبة دي
عاملة إزاي مش هتتغيري أبدا و هتفضلي طول
عمرك مستهترة".

كان غاضبا بالفعل... لم يكن يتوقع أنها بهذه
الانانية تريد اللعب و الاستمتاع و لا يهمها حياة
ذلك الطفل القابع في بطنها...عضت يارا
شفتيها بعد أن إنتبهت لخطئها فهي لم تكن
تقصد أن تضر صغيرها لكن فرحتها لرؤية
كل هذه الألعاب أنساها عقلها....

تحدثت بأسف لتعتذر منه :
- عشان خاطري متزعلش مني أنا مش
قصدي أذيه ماهو كمان إبني زي ماهو إبنك
و اكيد بخاف عليه أكثر منك... كل الحكاية
إني تحمست زيادة و بعدين أنا أصلا مستحيل
أجرب اللعبة دي...يلا تعالى نركب الدودة
الحلوة دي.. يا خرابي داه حتى لونها أخضر ".

كانت تحاول أن تنسيه ما تفوهت به منذ
قليل و هي تصفع نفسها داخليا على
هذا الخطأ الشنيع الذي كادت ترتكبه كيف
لها أن تنس أنها حامل... لوهلة شعرت بالخوف
ألهذه الدرجة هي أم مهملة أم أنها بداخلها لازالت
ترفض وجوده في حياتها.. ألم تتفق مع صالح
أن يطلقها مقابل ترك الصغير له و السؤال الأهم
هل ستستطيع التخلي بهذه السهولة عن قطعة من قلبها للأبد....

شعرت بعبراتها تنهمر على وجنتيها لتتشبث
بأحد الحواجز مخافة أن تتعثر بعد أن
أصبحت عاجزة عن الرؤية أمامها بسبب
غمامة الدموع التي علقت بجفنيها... إنتبه لها
صالح ليسند جسدها محيطا كتفيها بذراعه
بينما عيناه تتفرسانها بدقة ظنا منه أنها قد
أصيبت بأذى ليهتف بلهفة:
- إنت كويسة...يارا ردي عليا مالك فيكي إيه؟؟

كانت عاجزة حتى على التحدث لتكتفي
بتحريك رأسها بنفي و محاولة إبعادها عنه
لكنه زاد من التمسك بها و هو يصرخ على
أحد الحرس الذين كانوا قريبين منهما :روح هات العربية بسرعة....

رغم شعورها بالاختناق إلا أنها نجحت في
منعه قائلة بصوت مرتعش من بين شهقاتها:
- أنا كويسة...

سمعته و هو يتنهد بارتياح ثم قادها نحو أحد
المقاعد لتجلس و يأخذ منها قارورة
المياه التي فتحها لها و أعطاها إياها قائلا :
- خذي إشربي...
أبعدتها بيدها عنها ثم مسحت دموعها و هي
تتنفس عدة مرات بصوت مسموع حتى
تجلى تلك الغصة التي كتمت صدرها تحت
أنظار صالح الذي لم يكن يعلم ماذا يفعل...

إبتسمت بضعف و هي تلاحظ نظراته
القلقة نحوها قائلة : مفيش حاجة متقلقش
أي ست حامل بتبقى تصرفاتها غريبة
شوية... يعني عشان هرمونات الحمل بتخلينا
نعيط فجأة و من غير سبب أو يبقى نفسنا
ناكل أو نجرب حاجات غريبة زي السجاير.....
يلا قوم عشان سليم عاوز يركب الدودة ".

قطب صالح جبينه و هو يردد وراءها : سليم...
سليم مين قصدك إبني".

حركت رأسها بنفي مصححة له :
- قصدك إبننا... صالح أنا مش هقدر أتخلى
عن إبني و شوف إنت عاوز إيه مقابل إنك
تطلقني ".

أخفى صالح سعادته بإعترافها بقبولها
بالطفل رغم غضبه من حديثها عن الطلاق
لكنه قرر تأجيل هذا النقاش لاحقا ليهتف
ببرود زائف :
- إنت شايفة إن داه المكان المناسب عشان
نتكلم في موضوع زي داه؟؟

أومأت برأسها توافقه: معاك حق...
شهقت و هي تضيف بانبهار : الله حلوة اوي
المراجيح دي.... و العربيات الصغننة....
و إلا أقلك لا مش عايزة لما أولد هبقى
ألعب فيهم مش كده.... صالح إنت هتجبني
هنا ثاني صح؟؟

سارع صالح في إجابتها : اه طبعا...
قبل أن يكمل بداخله متمتما : هي مالها

دي...حامل و إلا مجنونة مش كانت من شوية
عاوزة تتطلق...يووه هو أنا ناقص جنان.. أنا إيه
اللي عملته في نفسي داه ".

أفاق على صوت يارا التي كانت تدعوه
للإنظمام إليها بعد أن نجحت في على ظهر
ذلك القطار الصغير...بدا مظهرها مضحكا
مما جعل صالح يضحك بخفة و هو يتجه
نحوها مجبرا نفسه على التنازل قليلا من
أجل هذا اليوم المميز الذي حاول فيه أن
يعيش فيه بشخصية صالح القديمة...

قضت يارا ساعات طويلة من السعادة في
هذا المكان المبهج و المليئ بالألوان و الحياة
شعرت بأنها قد عادت طفلة صغيرة همها فقط
اللهو...حيث جربت معظم الألعاب البسيطة
كالأرجوحة و القطار و كم تعذب صالح و هو
يركض وراءها ليجبرها على الاكل عندما حان
وقت الطعام لكنها لم تقبل إلا عندما هددها
بأنه سيعيدها إلى القصر و سيمنعها من العمل
غدا..إنتهت من تجربة آخر لعبة و هي تشعر
بالبرد الشديد حيث بدأت الشمس تميل إلى
الغروب لتهرع نحو صالح الذي كان يستند على
أحد الحواجز الحديدية يراقبها حتى لا تتتأذى...
إرتمت في أحضانه و هي ترتعش قائلة :
- خلينا نرجع البيت...

شعر صالح ببرودة أطرافها ليخلع معطفه الذي كان يرتديه و يضعه فوقها ثم إحتضنها بكلتا ذراعيه
نحوه لتهمهم يارا بكلمات غير مفهومة معبرة
عن إستمتاعها بهذا الدفئ...إبتعدت عنه و هي
تلف المعطف حول نفسها ليسير بها نحو السيارة...

بعد ساعتين كانت بغرفتها و تحديدا تحت غطاء
سريرها الدافئ تترشف كوبا من الشكولاطة الساخنة
و تسترجع ذكريات هذا اليوم الرائع الذي فاق
كل أحلامها...لدرجة انها لم تشعر بصالح الذي
إندس بجانبها تحت الغطاء لتنتفض بفزع عندما
تكلم محدثا إياها : مالك بتفكري في إيه؟

وضعت يدها على قلبها تهدأ ضرباته التي تسارعت
قبل أن ترد عليه :
- كنت بفكر في اللي حصل النهاردة ".

أخذ كفها من فوق صدرها ليقبله برقة كنوع من
الاعتذار ثم إستأنف حديثه : و إيه رأيك؟؟

لم تفكر طويلا لتنبس بتأكيد :
- عمري ما إتبسطت كده زي النهاردة...

خاطبها بمكر واضح : على فكرة اليوم لسه
مخلصش".
شهقت و هي تضع الكوب فوق الطاولة الملحقة
بالسرير معلنة رفضها القاطع في ما يفكر به :
- لا... عشان خاطري سيبني أنام يوم مبسوطة".

عبست ملامح صالح من تصريحها ليرمي
يدها مغمغما بتذمر :
- مش قصدي اللي في دماغك .. أنا أقصد
يمكن في مفاجآت جديدة ".

إلتفتت له مردفة بحماس : بجد...طب سيبني
أنا هعرف لوحدي... ممم عربية جديدة صح ".

رمقها بطرف عينيه قائلا :
- تؤ...

خاب أملها و هي توبخ نفسها التي أطلقت العنان
لأحلامها متناسية الواقع لكنها سرعان ما نفت
تلك الأفكار فعقلها مازال منبهرا بما حصل اليوم
من تغييرات بينما تستمع لصالح الذي اضاف مصرحا
و هو يجذب هاتفه متصفحا إياه أمام وجهها
لتظهر لها صورة سيارة فاخرة في غاية الروعة
باللون الأحمر...

-إيه رأيك في دي.... جيب جراند شيروكي موديل
2021 أنا إخترتها باللون الأحمر عشان عارفك
بتحبيه ".

أخذت منه يارا الهاتف لتتفرس في السيارة
لا تنكر أنها أعحبتها كثيرا خاصة أن اللون الأحمر
هو لونها المفضفي السيارات حيتي سيارتها
القديمة كانت بنفس هذا اللون".

أعادت له الهاتف و هي تقول : حلوة أوي
بس موديلها رجالي أكثر ".

أومأ مبررا لها : حسيت إنها لايقة على شخصيتك
قوية و متمردة...بس في نفس الوقت حلوة
و ناعمة ".

لم تتوقع أبدا تصريحه هذا لترمقه بنظرات
مشككة بينما تنطق بلسانها :
-أنا قوية و متمردة؟؟

ضحكت باستهزاء و هي تتذكر لحضات ضعفها و إنكسارها أمامه ثم أضافت :
-خلينا في العربية أحسن ...

فهم مقصدها لكنه لم يعلق بل تجاوز الموضوع
مردفا : طبعا العربية بتاعتك بس أنا عينتلك
سواق و في إثنين جاردز هيرافقوكي بس متقليش
مش هتحسي بوجودهم أبدا عشان أبقى مطمن
عليكي... و بالنسبة للشغل زي ما قلتلك الساعة
واحدة تكوني في القصر...

يارا بعد أن همهمت بتفكير :
- إنت قلتلي إن مش دي المفاجأة.. اقصد
العربية صح ".

حرك رأسه بإيجاب لتكمل معددة : شغل جديد
و فسحة في مدينة الألعاب و عربية جديدة...أنا
إبتديت أخاف بصراحة مش عارفة آخرة الدلع
داه إيه اصل مش عوايدك يعني".

ضحك صالح و هو يقترب منها ليضع رأسه فوق صدرها بينما إلتفت ذراعه حول بطنها و هو يقول :
- ريحي دماغك اللي عمالة تشتغل من الصبح دي... مفيش حاجة...كل الحكاية إني حبيت اكسر الروتين
اللي في حياتنا...بس أنا بنصحك إستغلي الفرصة
اليوم قرب يخلص....بس لو عاوزة نخليه اسبوع
أو شهر.... أو حتى الباقي من عمرنا ".

رمشت بعينيها بعد أن عجزت عن فهم ما يقصده
لتتساءل : قصدك إيه مش فاهمة".

إبتسم بمكر مفسرا : يعني ننسى اللي فات و
نبدأ من جديد ".

لوهلة ظنت أنه يمزح لكن ملامحه الجدية نفت
ذلك لتنفجر يارا ضحكا و هي تعيد بنبرة ساخرة
قوله : ننسى الماضي.... و نبدأ من جديد.. سوري
مش قصدي اضحك بس غصب عني...مكنتش عارفة إن دمك خفيف كده و بتعرف تهزر بس على العموم
انا من رأيي كفاية يوم واحد.. نعمة....أنا أمنيتي
الوحيدة إني اخرج من القصر و إنت حققتهالي
فمفيش داعي أعلي سقف طموحاتي اكثر من
كده أصلي بخاف يوقع فوق دماغي...".

تنهد صالح بيأس رغم أنه كان يعلم قرارها
لن تسامحه مهما فعل و لن تنس ما تلقته
على يديه حتى لو مضت ألف سنة... يعرفها
جيدا و يحفظها كما يحفظ خطوط يده لكنه لم
يخطأ عندما قال أنها قوية...بل أقوى مما يتخيل
حتى فمن تستطيع تحمل ما مر عليها... فتاة غيرها
كانت إستسلمت منذ أول شهر إما تنتحر أو تجن ".

غمغم و هو يغلق عينيه محاولا طرد هذه الأفكار
التي إستوطنت عقله فجأة فمنذ مني و هو يهتم
لمشاعرها أو يلقي بالا لما تريد المهم و الأهم
من وجهة نظره هي أنها معه و سيحرص أن
تبقى معه بكل الوسائل ليغمغم بصوت خافت :
- يلا ننام بكرة ورانا شغل..ااه نسيت بكرة هتروحي
لمامتك ثلاث ايام".

إنزلقت يارا على الفراش لتتسطح على ظهرها
و هي تجيبه بنفي : لا انا هروح المطعم....

حرك رأسه فوق صدرها دلالة على موافقته
منهيا بذلك الحوار بينهما لينتهي اليوم
المميز كما بدأ...

يتبع ♥️

داه فصل خاص بصالح و يارا الفصل اللي جاي
هيكون بين سيلين و سيف....
البارت قصير و فيه أحداث ثانوية بس الأحداث
دي هتبقى تمهيد لأحداث مهمة ثانية....
متنسوش النجمة و شكرا

Continue Reading

You'll Also Like

25.9K 951 36
شدّ يده على خصلات شعرها وهمس في أذنها بهوس : _ انتي بتاعتي، مِلكي، انا أعمل فيكي اللى انا عاوزه، تعيطي وتفرحي بسببي انا بس مش بسبب حد تاني. حاولت فَك...
413K 8.7K 26
ذات طابع صعيدى صفعها عدة صفعات على وجهها لتصرخ هى مستنجدة بأى احد ولكن هيهات فمن ذا الذى يجرؤ على الوقوف امامه ،رفع رأسها اليه من خصلات شعرها بين يد...
193K 9.3K 39
ماذا لو قررت عائلتك تزويجك و انتِ فتاة لم تتم بعد عقدها الثانى و كل ذلك بسبب تصرفاتك الطائشة من وجهه نظرهم!!! هل ستخنعين لهم أم ستبدئين فى تنفيذ خطة...
2.7K 63 5
فتاه يقع في حبها من اول لقاء لهما فما الذي سيحدث؟!